معضلة التعليم في العالم العربي "آلة إنتاج بلا إنتاج أو جسد بلا روح"
صفحة 1 من اصل 1
معضلة التعليم في العالم العربي "آلة إنتاج بلا إنتاج أو جسد بلا روح"
يعتبر قطاع التعليم في الوطن العربي قطاع استراتيجي أو هكذا نتصور ، على الأقل من خلال الأموال
الطائلة المرصودة لهذا المجال الحيوي و المستقبلي إن صحّت التسمية و
استقام تصنيفنا
بإعتبار ماتوليه الدّول المتفدمّة من اهميّة فائقة للتعليم من حيث التّمويل والتأطير أيضا.
إنّ كلّ الامم السابقة بحضاراتها العظيمة كان لها أن تنهض إلاّ بعلم علمائها، وكان لها ان رسّخت أقدامها في التّاريخ بعقول أبنائها...هكذا كان لتلك الامم أن أبفت اسمها منقوشا ومحفورا في الذاكرة الانسانية
ولعلّ تجربة الامة اليابانبة تكون خير شهيد يذكّرنا ان نفعت الذّكرى...فمن كان يخطر بباله أو يتصوّر لليابان بعد ناكازاكي وهيروشيما ان تقوم لها قائمة في أرض التّقدّم وزمن الوحشية بمنطقه الاستغلالي والمصلحي
إنّه العلم وما ادراك ما العلم
فلا سبيل للنّهوض والتغيير إلا به ، إنّه العلم وما أدراك ما العلم إن رومنا ان نكون خير امّة أخرجت للنّاس.......
يعتبر قطاع التعليم في الوطن العربي في العقود الأخيرة قطاعا هامشيا ومتخلّفا لا يمثّل سببا لسعادته و لاموطنا لفخره على غرار الامم الأوطان الاخرى..إنّ هذا القطاع أصيب بالعقم فاستحال عجوزا عاقرا
هل أثيبت ذاكرتنا بالعقم... الأحرى ان نعود بذاكرتنا الى القرون الوسطى عنذما لم يكن لأمريكا وجود.حين نقل العرب إرث فارس واليونان ،الحضاري والثقافي والعلمي إلى اللغة العربيةليس فقط بتعريبها وترجمتها، بل بإدحالها في صلب الثقافة العربية تعديلا وتجاوزا وتطويرا بحيث يكون الانسجام مع روح العصر ، فلم يكن غريبا أن يأتي النّاس من اوربا وغيرها لتعلّم اللغة العربية، كما نذهب اليوم لتعلّم اللّغات الاجنبيّة .
هل أنجبت أمتنا من بعد ابن سينا و ابن الهيثم و
ابن رشد و ابن خلدون ….. ؟ للأسف لم تنجب سوى ببّغاوات تتقن التقليد و
التمجيد و الترديد و التأييد ، فهذا فريق وجّه وجهه شطر الغرب و صبغ فكره
و سلوكه و رؤاه بأصباغهم ، و فريق منهم تشبّث بالقبور و الأطلال فضاقت
عنده الرؤية وأصبح يرى مستقبله و بالتالي مستقبل أمته من خلال ماضيها
التليد و ما أشبه حسبه اليوم بالبارحة .
أمّا عن شباب الطلاب ،
فربّما إن وصفناهم تفاؤلا قلنا إنّهم أفرغ من فؤاد
أم موسى و ليتنا نمتلك عصا موسى فنغيّر الفؤاد و الطلاّب لنصنع أمّة نباهي
بها وتباهي بنا ، و لكن تجري الرياح بما تشتهي الخطوب و المحن ، و ليس
بالإمكان أحسن مما كان ، إذ أنّ كل الظروف و الملابسات مجتمعة لعبت دورا في تهميش قطاع التعليم و جعلت منه قطاعا هامشيّا و مفرغا من أهدافه التربوية والتعليمية و الإستراتيجية و هجره الشباب و لو بطرق غير معلنة .
إن التعليم اليوم في البلاد العربية جسد بلا روح ، أو آلة إنتاج بدون إنتاج ، حتى أنّ البعض
بات يراه حملا أثقل كاهل الميزانيات العامة للدول العربية دون جدوى تذكر
إن انعدام
الإنتاج القادر على النهوض بالأمة و إخراجها من كهف التخلّف قرائن دالة
على الفراغ المخيف و المتلبّس بهذا القطاع .
ولا يمكن أن نختزل أسباب تخلّف هذا القطاع في بلداننا في المناهج التعليميّة فحسب ، أوفي تدهور مستوى الطلاب ، أوفي
غياب الضمير لدى جمهور المدرسين ، فالقضية أعمق من أن تعلّق على شمّاعة
بعينها، إذ هذه المعضلة يطبعها التداخل و التشعّب ، فللأولياء في تدهور المستوى التعليمي و الثقافي لدى الناشئة دور ، و لخيارات الأطراف المعنيّة في مستوى البرامج التعليمية
و التربوية دور، و للواقع الاقتصادي المتّسم بالضعف و التبعيّة في بعض الدول و ضبابية
المستقبل دور ، و لكثرة أعداد حاملي الشهائد العليا العاطلين عن العمل
تأثير على مرودية الطلاب وخلخلة ثقتهم في قطاع التعليم يرونه سبيلا لتحقيق الأحلام القريبة و البعيدة على حدّ السواء ، بعبارة أخرى لا يمكن أن نحمّل مسؤولية الانحدار لأيّ طرف دون آخر ، فالجميع متخندق في ذات الخندق ، كلّ حسب طاقته و قوّة تأثيره في مجريات الأمور وخاصة الفضائيات العربية مع الاستثناء طبعا فحدّث و لا حرج .
لقد ساهمت الفضائيات العربية المائعة و الخاوية و التجاريّة في انحدار مستوى التعليم في الوطن العربي مقابل زرع طموحات في صفوف شباب الطلاب من نوع الربح السريع و الشهرة المزعومة و خذ على ذلك ” ستار أكاديمي ” مثالا حيّا على تمييع شباب الأمة و الانحدار
به إلى أسافل دركات الميوعة و الانحطاط و الهبوط الأخلاقي ، وتعس أب بعث
بابنته إلى ذلك البرنامج المخجل الذي أسموه أكاديمية ، بئس الاكاديميات إن
كانت على تلك الشاكلة المذهبة للحياء . ثمّ كثرة البرامج التنشيطية من
” وزنك ذهب ” أو ” من يربح المليون ” …. برامج مهلكة و خطورتها على شباب
الطلاب أبلغ من المخدرات و المسكرات لأنها تصدّر للمتلقي ثقافة الكسل و
الطمع و البحث عن الربح المادي اليسير و السريع، و هذا ما لا يستطيع توفيره التّعليم
ذو الطريق الطويلة و المشحونة بالتضحيات و المتاعب ، فكيف لشبابنا المراهق
و الحالم على الدوام أن يقبل على الدرس و كل شيء من حوله يغريه و كل شيء
بالدليل و البرهان يؤكّد له عدم جدوى درب العلم و المعرفة ، ناهيك عن هجرة الأدمعة العربيّة بتعلتهم عدم احتفاء الدّول العربية بهم كما ينبغي ، فهل سمعت عن
هيئة ما عربية احتفت بعالم أو مخترع أو مبدع كاحتفاء جامعة رياضية بفريق رياضيّ ؟ هل
رأيتم عالما أو مفكّرا او فنّانا أغدقت عليه هيئة ما عربية مئات آلاف
الدولارات كما تغدق الجمعيّات الرّياضيّة على فرقها ؟ هل سمعتم في يوم ما نفكّر أن نحصّل مئات
آلاف الدولارات لجلب أستاذ جامعي أجنبي كما تدفع لجلب ممرن أو لاعب كرة
قدم ؟هذا وعلما أنه باستثناء بعض الدّول العربيةّ التي لم تغرق بعد في مثل هذه الدّوامة.
أبعد عن كلّ هذا نريد من شبابنا أن يقبل على العلم و المعرفة؟؟؟ و
الحال أنّ أدمغتنا هجرت الديار ثمّ من بقي منها يعيش حياة على مذهب يا ليتني كنت لاعب كرة القدم أو فنّانا
الطائلة المرصودة لهذا المجال الحيوي و المستقبلي إن صحّت التسمية و
استقام تصنيفنا
بإعتبار ماتوليه الدّول المتفدمّة من اهميّة فائقة للتعليم من حيث التّمويل والتأطير أيضا.
إنّ كلّ الامم السابقة بحضاراتها العظيمة كان لها أن تنهض إلاّ بعلم علمائها، وكان لها ان رسّخت أقدامها في التّاريخ بعقول أبنائها...هكذا كان لتلك الامم أن أبفت اسمها منقوشا ومحفورا في الذاكرة الانسانية
ولعلّ تجربة الامة اليابانبة تكون خير شهيد يذكّرنا ان نفعت الذّكرى...فمن كان يخطر بباله أو يتصوّر لليابان بعد ناكازاكي وهيروشيما ان تقوم لها قائمة في أرض التّقدّم وزمن الوحشية بمنطقه الاستغلالي والمصلحي
إنّه العلم وما ادراك ما العلم
فلا سبيل للنّهوض والتغيير إلا به ، إنّه العلم وما أدراك ما العلم إن رومنا ان نكون خير امّة أخرجت للنّاس.......
يعتبر قطاع التعليم في الوطن العربي في العقود الأخيرة قطاعا هامشيا ومتخلّفا لا يمثّل سببا لسعادته و لاموطنا لفخره على غرار الامم الأوطان الاخرى..إنّ هذا القطاع أصيب بالعقم فاستحال عجوزا عاقرا
هل أثيبت ذاكرتنا بالعقم... الأحرى ان نعود بذاكرتنا الى القرون الوسطى عنذما لم يكن لأمريكا وجود.حين نقل العرب إرث فارس واليونان ،الحضاري والثقافي والعلمي إلى اللغة العربيةليس فقط بتعريبها وترجمتها، بل بإدحالها في صلب الثقافة العربية تعديلا وتجاوزا وتطويرا بحيث يكون الانسجام مع روح العصر ، فلم يكن غريبا أن يأتي النّاس من اوربا وغيرها لتعلّم اللغة العربية، كما نذهب اليوم لتعلّم اللّغات الاجنبيّة .
هل أنجبت أمتنا من بعد ابن سينا و ابن الهيثم و
ابن رشد و ابن خلدون ….. ؟ للأسف لم تنجب سوى ببّغاوات تتقن التقليد و
التمجيد و الترديد و التأييد ، فهذا فريق وجّه وجهه شطر الغرب و صبغ فكره
و سلوكه و رؤاه بأصباغهم ، و فريق منهم تشبّث بالقبور و الأطلال فضاقت
عنده الرؤية وأصبح يرى مستقبله و بالتالي مستقبل أمته من خلال ماضيها
التليد و ما أشبه حسبه اليوم بالبارحة .
أمّا عن شباب الطلاب ،
فربّما إن وصفناهم تفاؤلا قلنا إنّهم أفرغ من فؤاد
أم موسى و ليتنا نمتلك عصا موسى فنغيّر الفؤاد و الطلاّب لنصنع أمّة نباهي
بها وتباهي بنا ، و لكن تجري الرياح بما تشتهي الخطوب و المحن ، و ليس
بالإمكان أحسن مما كان ، إذ أنّ كل الظروف و الملابسات مجتمعة لعبت دورا في تهميش قطاع التعليم و جعلت منه قطاعا هامشيّا و مفرغا من أهدافه التربوية والتعليمية و الإستراتيجية و هجره الشباب و لو بطرق غير معلنة .
إن التعليم اليوم في البلاد العربية جسد بلا روح ، أو آلة إنتاج بدون إنتاج ، حتى أنّ البعض
بات يراه حملا أثقل كاهل الميزانيات العامة للدول العربية دون جدوى تذكر
إن انعدام
الإنتاج القادر على النهوض بالأمة و إخراجها من كهف التخلّف قرائن دالة
على الفراغ المخيف و المتلبّس بهذا القطاع .
ولا يمكن أن نختزل أسباب تخلّف هذا القطاع في بلداننا في المناهج التعليميّة فحسب ، أوفي تدهور مستوى الطلاب ، أوفي
غياب الضمير لدى جمهور المدرسين ، فالقضية أعمق من أن تعلّق على شمّاعة
بعينها، إذ هذه المعضلة يطبعها التداخل و التشعّب ، فللأولياء في تدهور المستوى التعليمي و الثقافي لدى الناشئة دور ، و لخيارات الأطراف المعنيّة في مستوى البرامج التعليمية
و التربوية دور، و للواقع الاقتصادي المتّسم بالضعف و التبعيّة في بعض الدول و ضبابية
المستقبل دور ، و لكثرة أعداد حاملي الشهائد العليا العاطلين عن العمل
تأثير على مرودية الطلاب وخلخلة ثقتهم في قطاع التعليم يرونه سبيلا لتحقيق الأحلام القريبة و البعيدة على حدّ السواء ، بعبارة أخرى لا يمكن أن نحمّل مسؤولية الانحدار لأيّ طرف دون آخر ، فالجميع متخندق في ذات الخندق ، كلّ حسب طاقته و قوّة تأثيره في مجريات الأمور وخاصة الفضائيات العربية مع الاستثناء طبعا فحدّث و لا حرج .
لقد ساهمت الفضائيات العربية المائعة و الخاوية و التجاريّة في انحدار مستوى التعليم في الوطن العربي مقابل زرع طموحات في صفوف شباب الطلاب من نوع الربح السريع و الشهرة المزعومة و خذ على ذلك ” ستار أكاديمي ” مثالا حيّا على تمييع شباب الأمة و الانحدار
به إلى أسافل دركات الميوعة و الانحطاط و الهبوط الأخلاقي ، وتعس أب بعث
بابنته إلى ذلك البرنامج المخجل الذي أسموه أكاديمية ، بئس الاكاديميات إن
كانت على تلك الشاكلة المذهبة للحياء . ثمّ كثرة البرامج التنشيطية من
” وزنك ذهب ” أو ” من يربح المليون ” …. برامج مهلكة و خطورتها على شباب
الطلاب أبلغ من المخدرات و المسكرات لأنها تصدّر للمتلقي ثقافة الكسل و
الطمع و البحث عن الربح المادي اليسير و السريع، و هذا ما لا يستطيع توفيره التّعليم
ذو الطريق الطويلة و المشحونة بالتضحيات و المتاعب ، فكيف لشبابنا المراهق
و الحالم على الدوام أن يقبل على الدرس و كل شيء من حوله يغريه و كل شيء
بالدليل و البرهان يؤكّد له عدم جدوى درب العلم و المعرفة ، ناهيك عن هجرة الأدمعة العربيّة بتعلتهم عدم احتفاء الدّول العربية بهم كما ينبغي ، فهل سمعت عن
هيئة ما عربية احتفت بعالم أو مخترع أو مبدع كاحتفاء جامعة رياضية بفريق رياضيّ ؟ هل
رأيتم عالما أو مفكّرا او فنّانا أغدقت عليه هيئة ما عربية مئات آلاف
الدولارات كما تغدق الجمعيّات الرّياضيّة على فرقها ؟ هل سمعتم في يوم ما نفكّر أن نحصّل مئات
آلاف الدولارات لجلب أستاذ جامعي أجنبي كما تدفع لجلب ممرن أو لاعب كرة
قدم ؟هذا وعلما أنه باستثناء بعض الدّول العربيةّ التي لم تغرق بعد في مثل هذه الدّوامة.
أبعد عن كلّ هذا نريد من شبابنا أن يقبل على العلم و المعرفة؟؟؟ و
الحال أنّ أدمغتنا هجرت الديار ثمّ من بقي منها يعيش حياة على مذهب يا ليتني كنت لاعب كرة القدم أو فنّانا
حمزة سديرة-
- عدد المساهمات : 453
العمر : 36
المكان : قصر*قفصة
المهنه : طلب العلم
الهوايه : كل شيء
نقاط تحت التجربة : 12489
تاريخ التسجيل : 07/03/2008
مواضيع مماثلة
» تصفيات كأس العالم على قنوات الجزيرة الرياضية:"تونس-كينيا"
» " هاكر " مغربي يهدد بمحو إسرائيل من العالم الافتراضي
» أنحف حاسب محمول في العالم من "ديل" يصل الشرق الأوسط
» "سكارلت".. التلفزيون الأقل سمكاً فى العالم
» صور أغرب الفنادق في العالم "في تايوان"
» " هاكر " مغربي يهدد بمحو إسرائيل من العالم الافتراضي
» أنحف حاسب محمول في العالم من "ديل" يصل الشرق الأوسط
» "سكارلت".. التلفزيون الأقل سمكاً فى العالم
» صور أغرب الفنادق في العالم "في تايوان"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى