سؤال: الحقبة "الجيرية" بجهة قفصة [Le Crétacé]
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سؤال: الحقبة "الجيرية" بجهة قفصة [Le Crétacé]
هل من مواقع على الشبكة العنكبوتية أو هل من مراجع جامعية أو مجلات متخصصة أجد فيها معلومات عن الحقبة "الجيرية" بجهة قفصة
saif_1612-
- عدد المساهمات : 58
العمر : 41
المهنه : المفيد منيش قاعد
الهوايه : مشاهدة التلفاز و المطالعة العلمية و رياضة المشي و جمع الحيوانات
نقاط تحت التجربة : 11304
تاريخ التسجيل : 11/07/2009
رد: سؤال: الحقبة "الجيرية" بجهة قفصة [Le Crétacé]
أنا درست بعض الكتب عن الحضارة في قفصة ولكن مايسمى الحقبة الجيرية هذه صعبة بالنسبة لي ولكن حاولت البحث كثيرا ولم أجد شيئا عنها وسأضل احاول وسأمدك بالمعلومات إن توصلت الى ذلك ,لكن تقبل مني هذا التقديم الجميل الذي وجدته عن الحضارة القبصية لك ولمن لا يعرفه من قبل واعتذر عن الإطالة:
أجمع المؤرخون على أن قفصة هي بوابة الصحراء وأقدم مدينة في القارة الافريقية، حضارتها من أقدم الحضارات إذ تعود إلى ما يقرب من ثمانية آلاف سنة. ويذكر علماء الآثار ومؤرخو الحضارات بأن هذه الحضارة معروفة بالحضارة الكبصية أو القفصية إذ أن هذه المدينة ومنذ سحيق العصور هي مركز الحضارة في افريقيا وان سكانها كانوا ميالين للسلام محبين للعدل مقاومين للاستبداد ومنقطعين إلى العلم والزراعة والصناعة. تسمية قفصة هي اشتقاق عربي للتسمية اللاتينية (capsa) ابتكر منها الباحث «دي موغان» كلمة «capsien» اسما للحضارة التي تعود للعصور الحجرية القديمة.
وتمثل جهة قفصة أهم مراكزها ومثال ذلك «الرمادية» الكدية السوداء بحي الدوالي التي يحتضنها جب العسالة بالقرب من وادي بياش وهي عبارة عن ربوة من الرماد والحجارة المتفحّمة وقواقع الحلزون والصوان المكشوط تقوم شاهدة على نمط عيش انسان الحضارة القفصية وعراقة استقراره بهذه الربوع منذ آلاف السنين.
انتشرت الحضارة القفصية انتشارا واسعا وأثرت في عدة حضارات أخرى. ويقول المؤرخ «ريغاس» ان أصل مدينة فرنسا بل أوروبا في طور من أطوار «الباليوتية» وهو الطور «الأورنياكي» نشأ عن قدوم موجات من رجال المدينة القفصية وذلك لآن الآثار الموجودة بقفصة سبقت في التاريخ نفس تلك الآثار الموجودة بأوروبا والتي هي من نوع ما وقع عليه العثور بمدينة «أوروياك» بفرنسا. تأسيس مدينة قفصة قديم وغير معهود تنسبه الأسطورة التي أوردها اللاتيني «سالوست» إلى الإله «آليي» أو الفينيقي «هرقل» والمصادر العربية الوسطية تنسبه إلى «شنتيان غلام النمرود وملك الكلدانيين الأسطوري» والواقع أن ظروفا موضوعية ساعدت في نشأتها خصوصا مميزات موقعها الجغرافي ووجود عدد هام من عيون الماء الطبيعية التي مثلت شريانا حيويا للاستقرار.
وبالتالي تمتاز قفصة بعراقة تاريخها الذي تعاقبت ضمنه عدة حضارات وتعتبر مجال استقرار بشري حيث يعتبر معلم «القطار» أقدم المعالم الدينية المكتشفة يجسد بناء بسيطا أقامه الإنسان منذ ما يقرب عن 40 ألف سنة ق.م على ضفاف سبخة لغايات عقائدية للمحافظة على منبع الماء ويمثل البناء في كومة مخروطية الشكل تتركب عناصرها من حجارة وعظام حيوانات وأدوات من الصوان يعود إلى العصر الموستيري وكذلك الآثار المتنوعة خاصة بمنطقة الجفارة قرب مدينة الرديف. ويحتوي متحف قفصة على نماذج من أشكال الصوان المتنوعة التي كان يعتمدها انسان ما قبل التاريخ في أنشطته.
توالت على مدينة قفصة عدة حضارات القرطاجنية والبونيقية وظهرت الحضارة الرومانية سنة 117م حيث تمتعت بنظام بلدي مرن توج بالحصول على قانون المدينة اللاتينية في عهد الامبراطور «طراجانوس» 89 ـ 117م. وبعدما احتل الرومان قفصة في القرن الثاني قبل الميلاد نمت المدينة لتتحول إلى ولاية. وتم تشييد حوضين كبيرين يعرفان اليوم بالأحواض الرومانية تحيط بها جدران عالية مبنية بحجارة كبيرة الحجم ويتم تمويلها بينابيع طبيعية وتستعمل مياهها لري الواحة القريبة.
وبداية من 534م جعل البيزنطيون من قفصة عاصمة لإقليم البيزاسانا (الوسط التونسي) وعرفت ازدهارا حضاريا في تلك الفترة بقيت آثاره إلى اليوم السور أو ما يعرف اليوم بالبرج هذا المعلم البيزنطي استغله أبو عبد اللّه محمد الحفصي سنة 1434م وأسس على أنقاض هذا المعلم برجا كبيرا وهو إلى اليوم يميز مدينة قفصة. وتم ترميمه وإصلاحه سنة 1663م وكذلك في القرن التاسع عشر ولكن سنة 1943م تعرضت بعض أجزائه إلى الاتلاف وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية. ويتم استغلاله في الوقت الحاضر كمسرح للهواء الطلق ويحتضن كل صائفة فعاليات المهرجان الوطني بالبرج.
أما الفتح الاسلامي فقد تم نهائيا سنة 693م على يد القائد العربي حسان بن النعمان وقد كانت قفصة عاصمة لاقليم شاسع يعتبر ثالث اقليم في افريقية وبدخول الهلاليين المنطقة وفقدان الحكم المركزي للدولة الزيرية السيطرة على البلاد التي آلت إلى دويلات كانت قفصة عاصمة لاحداها وهي دولة بني الرند التي عمرت قرنا كاملا (445 ـ 545) وانتهت بقيام الدولة الموحدية بالمغرب وهزمت قفصة سنة 583 على يد المنصور الموحدي نتيجة عصيانها لدول الموحدين.
وقد حافظت مدينة قفصة على أهميتها خلال العصر الوسيط ضمن شبكة من الطرقات الرابطة بين المشرق والمغرب وبلاد السودان عبر عنها الادريسي بقوله: «مدينة قفصة مركز، والبلاد بها دائرة» وفي العهد الأغلبي شيد بها خلال القرن التاسع ميلادي الجامع الكبير الذي لا يزال شامخا بصحنه المحاط بأروقة من الجهات الأربعة وقاعة صلاة تقوم على أعمدة وتيجان قديمة. كما ذكرت بعض المصادر التاريخية بأن مدينة قفصة كانت محاطة بقصور عديدة تعرف بمدينة القصور وتوفر شتى أنواع الفواكه وخاصة الفستق الذي يصدر إلى سائر مدن افريقية ومصر والأندلس وسلجماسة.
تعتبر قفصة من أكثر المدن قدما في البلاد وقد نمت هذه المدينة بعد أن تم اكتشاف الفسفاط في ربوعها على يد فيليب توماس سنة 1885م. وخلال الفترة الاستعمارية التي امتدت من 1881 إلى 1956 خضعت المنطقة إلى الحكم العسكري المباشر وقد جسدت من خلالها نموذجا للنضال الوطني المتنوع في أشكاله بما فيها المسلحة.
يمكن القول بأن مدينة قفصة تزخر بمعالم تاريخية هامة وتعتبر الدور التي تؤثث احياء المدينة رافدا لهذا التنوع وتعود إلى حقبة زمنية معينة من تاريخ المدينة مثل دار «لونقو» ودار «السماوي» ودار «الشريف».
وقد جمعت هذه الدور بين خصوصيات الطابع المعماري المحلي وتأثيرات عمائر تونس وصفاقس في ذلك العصر. كما ان المساجد والزوايا ومقامات الصلحاء ذات القباب الجميلة المنتشرة في كل أرجاء المدينة تعود إلى نفس الفترة
معذرة للأطالة
أجمع المؤرخون على أن قفصة هي بوابة الصحراء وأقدم مدينة في القارة الافريقية، حضارتها من أقدم الحضارات إذ تعود إلى ما يقرب من ثمانية آلاف سنة. ويذكر علماء الآثار ومؤرخو الحضارات بأن هذه الحضارة معروفة بالحضارة الكبصية أو القفصية إذ أن هذه المدينة ومنذ سحيق العصور هي مركز الحضارة في افريقيا وان سكانها كانوا ميالين للسلام محبين للعدل مقاومين للاستبداد ومنقطعين إلى العلم والزراعة والصناعة. تسمية قفصة هي اشتقاق عربي للتسمية اللاتينية (capsa) ابتكر منها الباحث «دي موغان» كلمة «capsien» اسما للحضارة التي تعود للعصور الحجرية القديمة.
وتمثل جهة قفصة أهم مراكزها ومثال ذلك «الرمادية» الكدية السوداء بحي الدوالي التي يحتضنها جب العسالة بالقرب من وادي بياش وهي عبارة عن ربوة من الرماد والحجارة المتفحّمة وقواقع الحلزون والصوان المكشوط تقوم شاهدة على نمط عيش انسان الحضارة القفصية وعراقة استقراره بهذه الربوع منذ آلاف السنين.
انتشرت الحضارة القفصية انتشارا واسعا وأثرت في عدة حضارات أخرى. ويقول المؤرخ «ريغاس» ان أصل مدينة فرنسا بل أوروبا في طور من أطوار «الباليوتية» وهو الطور «الأورنياكي» نشأ عن قدوم موجات من رجال المدينة القفصية وذلك لآن الآثار الموجودة بقفصة سبقت في التاريخ نفس تلك الآثار الموجودة بأوروبا والتي هي من نوع ما وقع عليه العثور بمدينة «أوروياك» بفرنسا. تأسيس مدينة قفصة قديم وغير معهود تنسبه الأسطورة التي أوردها اللاتيني «سالوست» إلى الإله «آليي» أو الفينيقي «هرقل» والمصادر العربية الوسطية تنسبه إلى «شنتيان غلام النمرود وملك الكلدانيين الأسطوري» والواقع أن ظروفا موضوعية ساعدت في نشأتها خصوصا مميزات موقعها الجغرافي ووجود عدد هام من عيون الماء الطبيعية التي مثلت شريانا حيويا للاستقرار.
وبالتالي تمتاز قفصة بعراقة تاريخها الذي تعاقبت ضمنه عدة حضارات وتعتبر مجال استقرار بشري حيث يعتبر معلم «القطار» أقدم المعالم الدينية المكتشفة يجسد بناء بسيطا أقامه الإنسان منذ ما يقرب عن 40 ألف سنة ق.م على ضفاف سبخة لغايات عقائدية للمحافظة على منبع الماء ويمثل البناء في كومة مخروطية الشكل تتركب عناصرها من حجارة وعظام حيوانات وأدوات من الصوان يعود إلى العصر الموستيري وكذلك الآثار المتنوعة خاصة بمنطقة الجفارة قرب مدينة الرديف. ويحتوي متحف قفصة على نماذج من أشكال الصوان المتنوعة التي كان يعتمدها انسان ما قبل التاريخ في أنشطته.
توالت على مدينة قفصة عدة حضارات القرطاجنية والبونيقية وظهرت الحضارة الرومانية سنة 117م حيث تمتعت بنظام بلدي مرن توج بالحصول على قانون المدينة اللاتينية في عهد الامبراطور «طراجانوس» 89 ـ 117م. وبعدما احتل الرومان قفصة في القرن الثاني قبل الميلاد نمت المدينة لتتحول إلى ولاية. وتم تشييد حوضين كبيرين يعرفان اليوم بالأحواض الرومانية تحيط بها جدران عالية مبنية بحجارة كبيرة الحجم ويتم تمويلها بينابيع طبيعية وتستعمل مياهها لري الواحة القريبة.
وبداية من 534م جعل البيزنطيون من قفصة عاصمة لإقليم البيزاسانا (الوسط التونسي) وعرفت ازدهارا حضاريا في تلك الفترة بقيت آثاره إلى اليوم السور أو ما يعرف اليوم بالبرج هذا المعلم البيزنطي استغله أبو عبد اللّه محمد الحفصي سنة 1434م وأسس على أنقاض هذا المعلم برجا كبيرا وهو إلى اليوم يميز مدينة قفصة. وتم ترميمه وإصلاحه سنة 1663م وكذلك في القرن التاسع عشر ولكن سنة 1943م تعرضت بعض أجزائه إلى الاتلاف وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية. ويتم استغلاله في الوقت الحاضر كمسرح للهواء الطلق ويحتضن كل صائفة فعاليات المهرجان الوطني بالبرج.
أما الفتح الاسلامي فقد تم نهائيا سنة 693م على يد القائد العربي حسان بن النعمان وقد كانت قفصة عاصمة لاقليم شاسع يعتبر ثالث اقليم في افريقية وبدخول الهلاليين المنطقة وفقدان الحكم المركزي للدولة الزيرية السيطرة على البلاد التي آلت إلى دويلات كانت قفصة عاصمة لاحداها وهي دولة بني الرند التي عمرت قرنا كاملا (445 ـ 545) وانتهت بقيام الدولة الموحدية بالمغرب وهزمت قفصة سنة 583 على يد المنصور الموحدي نتيجة عصيانها لدول الموحدين.
وقد حافظت مدينة قفصة على أهميتها خلال العصر الوسيط ضمن شبكة من الطرقات الرابطة بين المشرق والمغرب وبلاد السودان عبر عنها الادريسي بقوله: «مدينة قفصة مركز، والبلاد بها دائرة» وفي العهد الأغلبي شيد بها خلال القرن التاسع ميلادي الجامع الكبير الذي لا يزال شامخا بصحنه المحاط بأروقة من الجهات الأربعة وقاعة صلاة تقوم على أعمدة وتيجان قديمة. كما ذكرت بعض المصادر التاريخية بأن مدينة قفصة كانت محاطة بقصور عديدة تعرف بمدينة القصور وتوفر شتى أنواع الفواكه وخاصة الفستق الذي يصدر إلى سائر مدن افريقية ومصر والأندلس وسلجماسة.
تعتبر قفصة من أكثر المدن قدما في البلاد وقد نمت هذه المدينة بعد أن تم اكتشاف الفسفاط في ربوعها على يد فيليب توماس سنة 1885م. وخلال الفترة الاستعمارية التي امتدت من 1881 إلى 1956 خضعت المنطقة إلى الحكم العسكري المباشر وقد جسدت من خلالها نموذجا للنضال الوطني المتنوع في أشكاله بما فيها المسلحة.
يمكن القول بأن مدينة قفصة تزخر بمعالم تاريخية هامة وتعتبر الدور التي تؤثث احياء المدينة رافدا لهذا التنوع وتعود إلى حقبة زمنية معينة من تاريخ المدينة مثل دار «لونقو» ودار «السماوي» ودار «الشريف».
وقد جمعت هذه الدور بين خصوصيات الطابع المعماري المحلي وتأثيرات عمائر تونس وصفاقس في ذلك العصر. كما ان المساجد والزوايا ومقامات الصلحاء ذات القباب الجميلة المنتشرة في كل أرجاء المدينة تعود إلى نفس الفترة
معذرة للأطالة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى