إنسيابات السياب
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إنسيابات السياب
قبل أكثر من سنه كتبت هنا موضوعا بعنوان
إنسيابات السياب
ضاع موضوعي
و تاه في سراديب المنتدى
و للذكرى ، ـ
و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
أدرج هذا القصيد : أنشودة المطر
لشاعر العراق الكبير
بدر شاكر السياب
أدرجه في ذكرا عراق جريح
و قلب جريح
و أيام خوالي في هذا المكان
أعرف أنها لن تعود
لن تعود لن تعود..... ـ
--------------------------
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...ـ
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...ـ
مطر ...ـ
مطر ...ـ
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...ـ
مطر ...ـ
مطر ...ـ
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...ـ
مطر ...
مطر ـ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..ـ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..ـ
مطر ..ـ
مطر ..ـ
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..ـ
-------------------------------
إنسيابات السياب
ضاع موضوعي
و تاه في سراديب المنتدى
و للذكرى ، ـ
و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
أدرج هذا القصيد : أنشودة المطر
لشاعر العراق الكبير
بدر شاكر السياب
أدرجه في ذكرا عراق جريح
و قلب جريح
و أيام خوالي في هذا المكان
أعرف أنها لن تعود
لن تعود لن تعود..... ـ
--------------------------
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...ـ
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...ـ
مطر ...ـ
مطر ...ـ
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...ـ
مطر ...ـ
مطر ...ـ
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...ـ
مطر ...
مطر ـ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..ـ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..ـ
مطر ..ـ
مطر ..ـ
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..ـ
-------------------------------
مكشخة-
- عدد المساهمات : 101
العمر : 34
المكان : باب سويقة
المهنه : الڨالوري
الهوايه : الترجي
نقاط تحت التجربة : 11594
تاريخ التسجيل : 23/03/2009
رد: إنسيابات السياب
إنني و الله أكاد أقتنع
بأنن مجرد الحلم قد أصبح حلما
ألا يحق لنا حتى أن نحلم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بأنن مجرد الحلم قد أصبح حلما
ألا يحق لنا حتى أن نحلم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مكشخة-
- عدد المساهمات : 101
العمر : 34
المكان : باب سويقة
المهنه : الڨالوري
الهوايه : الترجي
نقاط تحت التجربة : 11594
تاريخ التسجيل : 23/03/2009
رد: إنسيابات السياب
بيعت العراق في وابل من الفتن ...
باعها من أناسها من يقول عنه حاله أنه رجل ...
باع العزة والكرامة بأرخس ثمن ...
ظنا منه أنه كان من أشد منتقم ...
لكن لا يعرف أن الشهيد سيدهم كلهم ...
إستشهد في أضحى عيد مباركا ...
بالصمود والوقوف هو مكبرا ...
لكن الكبير رحل ومابقي إلا طشاش رمم..
ستبكي العراق اليوم وغدا ....
إن لم يظهر في الساحة من يقول هاأنذا ..
ومهما غابت الشمس قبل أوانها....
ستشرق بحول القادر المقتدرا ...
ولابد للسماء من هطول أمطارها ...
باعها من أناسها من يقول عنه حاله أنه رجل ...
باع العزة والكرامة بأرخس ثمن ...
ظنا منه أنه كان من أشد منتقم ...
لكن لا يعرف أن الشهيد سيدهم كلهم ...
إستشهد في أضحى عيد مباركا ...
بالصمود والوقوف هو مكبرا ...
لكن الكبير رحل ومابقي إلا طشاش رمم..
ستبكي العراق اليوم وغدا ....
إن لم يظهر في الساحة من يقول هاأنذا ..
ومهما غابت الشمس قبل أوانها....
ستشرق بحول القادر المقتدرا ...
ولابد للسماء من هطول أمطارها ...
b.kalija-
- عدد المساهمات : 4701
العمر : 45
المكان : france
نقاط تحت التجربة : 17210
تاريخ التسجيل : 16/12/2008
رد: إنسيابات السياب
شكرا سيدة خديجة
على مرورك الكريم
و حسك المرهف
و انتصارك لقضايا الأمة
----------------------
في الحقيقة
ضم الوضوع الأصلي الذي كتبته
مجموعة هامة من قصائد السياب
و إن شاء الله
سأعيد إدراجها هنا
و أتمنى أن تنال إعجابكم
على مرورك الكريم
و حسك المرهف
و انتصارك لقضايا الأمة
----------------------
في الحقيقة
ضم الوضوع الأصلي الذي كتبته
مجموعة هامة من قصائد السياب
و إن شاء الله
سأعيد إدراجها هنا
و أتمنى أن تنال إعجابكم
هيفـاء-
- عدد المساهمات : 403
العمر : 47
نقاط تحت التجربة : 11198
تاريخ التسجيل : 01/05/2010
رد: إنسيابات السياب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
KH@LED-
- عدد المساهمات : 1691
العمر : 105
المكان : قلعة منسية
المهنه : الحمد لله
الهوايه : internet
نقاط تحت التجربة : 13099
تاريخ التسجيل : 17/03/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى