نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة
نسمة قفصية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطعن في مصداقية مذكرات همفر

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الطعن في مصداقية مذكرات همفر Empty الطعن في مصداقية مذكرات همفر

مُساهمة من طرف ابومحمد الأحد 2 مايو - 13:32

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
كنت قرأت لأحد الإخوان مأجورا إن شاء الله وهو الأخ العزيز أبو عماد في هذا المنتدى نقلا لمذكرات نسبت لعميل بريطاني يسمى همفر ولقد أثار استغرابي ما ورد فيها من اتهام محمد عبد الوهاب بعدة تهم منها العمل بالمتعة ومنها تكسير الخمر بالماء وتعاطيه ومنها العمل بالتقية ومنها التهاون بفرض الصلاة ومنها صحبة شيعي ومنها التنكير على أصحاب المذاهب الأربعة وأشياء |أخرى ورغم انتسابي للفرقة الصوفية وما يحمل ذلك من تصادم مع حركة محمد بن عبد الوهاب في كثير من المسائل الفرعية الا أني استغربت واستنكرت أنتكون صفاة علم من أعلام الأمة بمثل ما نسب اليه وبقيت اتشوّف لمن يثبت لي الحقيقة كما هي دون رغبة مني في ترجيح اثبات التهم على هذا العلم أو اعفاءه منها بالحمية الى أن عثرت على تحقيق في هذه المسألة من أحد النمنتصرين للعالم وها هي أنقلها اليكم بأمانة لان ما نرجوه هو الحق كيف ما كان وإن اختلفت الآراء والوجهات هعملا بقول الله تعالى{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون

ذكرات (همفر) باطلة من أصلها و (همفر) شخصية وهميَّة:
وبعد دراستي لهذه (المذكرات) تبيَّن لي أنَّ هذه المذكرات من نسج خيال
(فَرْد) أو (مجموعة) ؛ المقصود منها تشويه دعوة (الإمام محمد بن عبد
الوهاب) - رحمه الله - بالكذب والافتراء، والأدلة على ما أقول كثيرة؛ إليك
بعضاً منها:
أولاً: بِتَتَبُّع التواريخ المذكورة في
(المذكرات) يظهر لنا أنَّ (همفر!!) لَمَّا التقى بالشيخ - رحمه الله -؛
كان عمر الشيخ - الافتراضي - وقتئذ (عشر سنين!!)، وهذا أمر لا يتناسب - بل
يتناقض - مع ما ذُكر في المذكرات (ص30) من أنَّ (همفر) تعرَّف: "على شاب
كان يتردد على هذا الدكان، يعرف اللغات الثلاث؛ التركية والفارسية
والعربية، كان في زي طلبة العلوم الدينية، وكان يسمى بـ- (محمد بن عبد
الوهاب) وكان شاباً طموحاً للغاية" أهـ.
وإليك تفصيلَ ذلك بالدليل:
- ذكر أنَّ وزارة المستعمرات (البريطانية) أوفدته إلى الآستانة (مركز الخلافة الإسلامية) سنة (1710م -1122هـ) .
- ذكر في (ص18) أنه مكث في الآستانة سنتين؛ ثم رجع إلى لندن حسب الأوامر؛ لتقديم تقرير مُفصل عن الأوضاع في عاصمة الخلافة.
- ذكر في (ص22) أنَّه مكث في لندن ستة أشهر.
- ذكر في (ص22) أنه توجه إلى البصرة، وأخذت منه الرحلة ستة أشهر.
- وفي أثناء وجوده في البصرة التقى بالشيخ - رحمه الله -.
- يكون مجموع التواريخ الماضية هو (1713) أي : سنة (1125 هـ) (8 ) ،
والشيخ - رحمه الله - ولد سنة (1703 م) (1115هـ)؛ فيكون عمر الشيخ (محمد
بن عبد الوهاب) - رحمه الله - وقت لقاء (همفر) به؛ عشر سنين!! وهذا واضح
جداً في بطلان هذه المذكرات جملةً وتفصيلاً.
ثانياً: ذُكر في (المذكرات) (ص100) أن الشيخ
(محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - أظهر دعوته في سنة (1143) هجرية، وهذا
كذب واضح؛ حيث إن تاريخ إعلان الشيخ - رحمه الله - دعوته هو نفسه التاريخ
الذي توفي فيه والده، وهو سنة (1153هـ) ( 9)، فانظر إلى هذا التفاوت
الواضح في التاريخ.
ثالثاً: إنَّ موقف (الحكومة البريطانية) من دعوة
الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)؛ ليس التأييد والدعم؛ وإنما هو العداء
والمحاربة - كما سيأتي معنا بدليله -.
رابعاً: لا نَجِدُ ذكراً لهذه (المذكرات) في
سالف الزمان؛ رغم حرص أعداء هذه (الدَّعوة المُباركة) على تشويهها، ونشر
كل ما يُسيء إليها، وخروجها في هذا الوقت المُتأخر دليل على افترائها
وتلفيقها.
خامساً: (همفر) هذا (نكرةٌ) لا يُعرَف؛ فأين هي
المعلومات التفصيليَّة عنه؛ من حيث اسمُه، ورتبتُه، وما يتعلق بوظيفته
ومهمَّتِه من كتب ووثائق (الحكومة البريطانية) ؟!
سادساً: إنَّ الذي يقرأ هذه (المذكرات) يجزم
بأنَّ مؤلفها ليس نصرانياً؛ لوجود كثير من العبارات التي فيها الطعن
والانتقاص (بالدّين النصراني) و(الإنجليز) أنفسهم، وبعض العبارات التي
فيها مدح (الإسلام)؛ من ذلك –على سبيل المثال- انظر: (ص14، 15، 16، 24،
26، 48، 50، 66) .
سابعاً: النسختان المطبوعتان ترجمةٌ لهذه
(المذكرات)، لم يُذكر فيهما أية معلومات عن هذه (المذكرات)؛ من حيث النسخة
الأصلية التي تُرجمَت عنها، وهل هي مطبوعة أم مخطوطة؟! وبأيّ لغةٍ؟!
ثامناً: المُترجِمُ نكرة؛ ففي النسخة (أ) لم يُذكر عنه أيُّ شيء، وفي النسخة (ب) رمز له بـ- (د.م.ع.خ)!!
تاسعاً: كثرة الفروق بين (النسختين) (المترجمتين) ، وبعضها فروق جوهرية.
عاشراً: في النسخة (ب) تاريخ ترجمة هو : (25
حزيران 1990)؛ فهل مثل هذه (الوثائق المهمَّة) تبقي حبيسة، ولا ترى
النُّور إلا بعد (199) عاماً من وفاة الشيخ - رحمه الله - ؟!!
الحادي عشر: اتَّفقت (النسختان) على كتابة تاريخ
(2/1/ 1973) في نهاية (المذكرات)؛ وهذا التاريخ لا أدري ما هو: هل هو
تاريخ كتابة هذه (المذكرات) من (همفر) - كما هو ظاهر - !! وهذا يؤكد كذب
هذه المذكرات؛ إذ إنَّ وفاة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - قبل
هذا التاريخ بـأعوام كثيرة !
أم هو تاريخ افتراء واختلاق هذه (المذكرات)؟!!
الثاني عشر: إنَّ ما في كُتب الشيخ (محمد بن عبد
الوهاب) كلَّه يُكذِّب ما ورد في هذه المذكرات؛ كما سيأتي تفصيله - إن شاء
الله - في الصفحات القادمة.
الثالث عشر: إن واقع الشيخ - رحمه الله - وواقع دعوته؛ ينفي ذلك كلَّه.
الرابع عشر: شهادة أعداء الشيخ - رحمه الله - ؛ من مسلمين وكفار تنفي عنه ما في هذه المذكرات، وهذا أمر مستفيض، ولو تتبعناه لطال بنا البحث.
موقف (الإنجليز) من دعوة الإمام (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله -:
لمس الإنجليز آثار دعوة الشيخ - رحمه الله - السَّلفية، في أعظم مكان
يعتزُّون باستعماره والاستيلاء على خيراته، عندما تلقَّفها الهنود على يد
الدَّاعية الإسلامي (أحمد بن عرفان)، الشهير (بأحمد باريلي)، وأتباعه، وفي
حركات أُخرى مثل: (الفراتقيين وتيتومان) (نزار علي) ( 10)، تلك الدَّعوات
التي ناوأت (القاديانيَّة) الكافرة؛ التي أرادها (الإنجليز) واجهة إسلامية
تُحقّق مآربهم، وينضوي تحتها من لا يعرف من الإسلام إلا اسمه.
ويظهر انزعاج (الإنجليز) وحرصهم على القضاء على دعوة الشيخ (محمد بن عبد
الوهاب) - رحمه الله - ؛ - التي تُمثّل يقظة جديدة في الدين الإسلامي،
ودعوة إلى فهمه من مصادره الصَّافية؛ كتاب الله وسنَّة رسوله محمد صلى
الله عليه وسلم -، أنَّهم بذلوا جهوداً وأموالاً في هذا السَّبيل.
وقد أبانت رحلة (سادلير) الضابط البريطاني، وقائد الفوج (47)، ومبعوث
(الحكومة البريطانية) في (الهند)؛ الذي قام برحلة شاقَّة من (الهند) إلى
أن وصل (الرياض)، ووقف على أطلال (الدرعيَّة)؛ التي هدمها (إبراهيم باشا)،
بناءً على تخطيط اشترك في الإعداد له (الإنجليز)؛ ليطمئن على تفتيت
(الحكومة الإسلاميَّة) التي تحرَّكت في (الجزيرة) لإيقاظ المسلمين، وليقضي
على قاعدة (الدعوة السَّلفيَّة) بنفسه؛ لِما أحدثته من خوف وقلق في داخل
(الحكومة الإنجليزية) خوفاً على مصالحها، وقد كان في (رحلته) هذه ضمن
قافلة كبيرة أغلبها من الأتراك، أبانت هذه (الرحلة) جانباً مهمَّاً في
التعاطف والحرص على القضاء على هذه (الدَّعوة)؛ التي تُمثّل يقظة إسلامية
توحِّد المسلمين، كما أبانت عن حقد (الإنجليز) على (الإسلام)، ذلك الحقد
المُخطّط له من (التَّبشير الكنسي) المُوجَّه بأفكار (المستشرقين)
ودسائسهم.
فقد مرَّ (سادلير) (بالدِّرعية) متخفّياً في (13) أغسطس من عام (1819م) (
11)، وبعد أن ارتاحت نفسه، شدَّ الرِّحال لاحقاً (بإبراهيم باشا)، حتى
أدركه في (آبار علي)، على مقربة من (المدينة المنورة)؛ ليُقدِّم له
التَّهاني بهذا النَّصر(12 )، مقرونة بهدايا (حكومة الهند الشرقية =
الحكومة البريطانية).

الرد التَّفصيلي على ما ورد في هذه المذكرات:
الملاحظة الأولى: ذكر في (ص 30) أنَّ الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) كانت له صداقة لرجل شيعي اسمه (عبد الرضا).
أقول: صداقة الشيخ - رحمه الله - للشِّيعة من أوضح الباطل، وهو كذب مفضوح،
وللشيخ - رحمه الله - رسالة مطبوعة مُتداولة بعُنوان: "رسالة في الرَّدِّ
على الرَّافضة"( 13)؛ وهي قوية في بابها في الرَّدِّ على الشيعة، وعقائدهم
الشنيعة..
الملاحظة الثانية: ذكر في (ص 30)؛ أنه في البصرة يلتقي السُّنّي والشِّيعي وكأنهما إخوة.
أقول: هذا أمر يدل على جهل كاتب هذه (الافتراءات)، فهذا أمرٌ لم يكن في
يوم من الأيام –البتة-، ولن يكون أبداً، فالشيعة يكفّرون أهل السنة، وأهل
السنة أثبتوا –من كتب الشيعة- أنفسهم تحريفهم للقرآن، وتكفيرهم للصحابة
إلا نفراً يسيراً، والغلو في أئمتهم، وأنهم أوصلوهم إلى مرتبة الألوهية...
وغير ذلك مما ليس هذا مجال بسطه موثقاً(14 )!!!
الملاحظة الثالثة: ذكر في (ص30)؛ أن الشيخ (محمد بن عبدالوهاب) كان يعرف اللغات الثلاث: التركية، والفارسية، والعربية.
أقول: هذا أمر ليس بثابت؛ بل هو باطلٌ جداً، ويُستبعد أن يتعلم الشيخ
–رحمه الله- لغة أعجمية ليس مضطراً لها، وقد استغنى بالعربية؛ وهي لغة
(السلف الصالح) من المسلمين، والتي نزل بها القرآن، ودُوّنت بها السنة؛
وليس في مؤلفات الشيخ –رحمه الله- وآثاره ما يدل على شيء من هذا –البتة- ،
بل إنها على (المنهج السلفي)، بعيدة كل البعد عن مخالفة طريقة الرسول صلى
الله عليه وسلم وأتباعه( 15).
الملاحظة الرابعة: ذكر في (ص 31)؛ أن (الشيخ
محمد بن عبد الوهاب) لم يكن يرى أي وزن لأتباع المذاهب الأربعة المتداولة
بين أهل السنة ويقول: إنها ما أنزل الله بها من سلطان!
أقول: موقف الشيخ - رحمه الله - من المذاهب الأربعة واضح في كتبه؛ ومما
قاله في بيان مذهبه: "نحن مقلدون للكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه
الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة؛ أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن
أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل - رحمهم الله -" أهـ( 16).
وقال - رحمه الله - : "أما مذهبنا؛ فمذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل
السنة، ولا ننكر على أهل المذاهب الأربعة، إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة
وإجماع الأمة وقول جمهورها" أهـ( 17).
وقال - رحمه الله - : "وأما المتأخرون - رحمهم الله - فكتبهم عندنا؛ نعمل
بما وافق النص منها، وما لم يوافق النص لا نعمل به"أهـ( 18).
وأنقل لك شهادة الشيخ (محمد رشيد رضا) حيث قال: "... وأنهم( 19) في الأصول
على مذهب جمهور السلف الصالح، وفي الفروع على مذهب الإمام (أحمد)، وأنهم
يحترمون مذاهب (الأئمة الأربعة)، ولا يفرقون بين أحد من مقلديهم، وإنما
قال (ابن عابدين) - ومن تبعه - ما قاله؛ تصديقاً لأكاذيب الشيخ (أحمد
دحلان) ومفترياته، مع عدم وجود شيء من كتب (الشيخ) وكتب (أولاده وأحفاده)
في الأيدي، ونحن كنا نصدق هذه الإشاعات التي أشاعتها السياسة (التركية)
عنهم تصديقاً (لابن عابدين) وأمثاله؛ وقد طبعت كتبهم وكتب أنصارهم في
عصرنا، فلا عذر لأحدٍ في تصديق (الحشوية) (والمبتدعة) (وأهل الأهواء)
فيهم، وقد ذُكرت هذه الإشاعات مرةً بمجلس الأستاذ الكبير الشيخ (أبي الفضل
الجيزاوي) (شيخ الأزهر) في إدارة المعاهد الدينية، فاستحضرت لهم نسخاً من
كتاب "الهدية السنية" فراجعها (الشيخ الكبير)، وعنده طائفة من أشهر (علماء
الأزهر)، فاعترفوا بأن ما فيها هو عين مذهب جمهور أهل السنة والجماعة"
أهـ( 20).
الملاحظة الخامسة: ذكر في (ص 30)؛ أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) و(عبد الرضا) الشيعي كانا ناقِمَيْنِ على الخليفة.
أقول: والجواب على هذا من وجوه، هي:
1 - الشيخ - رحمه الله - يرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين؛ ومن ذلك
قوله: "وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برِّهم وفاجرهم، ما لم
يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم
بسيفه حتى صار خليفة؛ وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه" أهـ(21 )،وقال أيضاً:
"الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا، ولو
كان عبداً حبشياً، فبين الله له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع
البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند كثير ممن يدعي العلم،
فكيف العمل به؟!" أهـ ( 22).
2 - الشيخ - رحمه الله - كان لا يجد أدنى شكٍ في أن محل دعوته ليست خاضعة
لدولة الخلافة؛ من ذلك قوله: "أن هذا الذي أنكروا علي وأبغضوني وعادوني من
أجله، إذا سألوا عنه كل عالم في الشام أو اليمن أو غيرهم، يقول: هذا هو
الحق، وهو دين الله ورسوله، ولكن ما أقدر أن أظهره في مكاني لأجل أن
الدولة ما يرضون، وابن عبد الوهاب أظهره؛ لأن الحاكم في بلده ما أنكره؛ بل
لما عرف الحق اتبعه" اهـ( 23).
3 - هذه كتب الشيخ - رحمه الله - بين أيدينا، وليس فيه ما يدل على أي موقف
عدائي ضد (دولة الخلافة)، ولا أي فتوى له - رحمه الله - تكفر (الدولة
العثمانية)، وكانت سياسة الشيخ - رحمه الله - وموقفه تجاه (الدولة
العثمانية)؛ أنه لم يُؤثر عنه - طوال حياته - تحريضٌ، أو استعداء، أو دعوة
لحربها، أو الاستيلاء عليها؛ لشعوره أن ذلك الفعل يُفسر على أنه خروج على
(دولة الخلافة)، ولم تُحرك (دولة الخلافة) ساكناً، ولم تبدُر منها أية
مبادرة امتعاض، أو خلاف يُذكر؛ رغم توالي أربعة من (سلاطين آل عثمان)
الخلافة، أثناء حياة الشيخ - رحمه الله - .
4 - دولة (الخلافة العثمانية) لم يكن لها سيطرة على (نجد)؛ فلم تشهد (نجد)
- على العموم - نفوذاً (للدولة العثمانية)، وما امتد إليها سلطانها؛ فلم
يكن في (نجد) رئاسة ولا إمارة (للأتراك)، ولا أتى إليها (ولاة عثمانيون)،
ولا جابت خلال ديارها حامية (تركية)؛ في الزمان الذي سبق ظهور دعوة الشيخ
(محمد بن عبد الوهاب)؛ بل كانت (نجد) (إمارات صغيرة) (وقرى متناثرة)، وعلى
كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل، وهي إمارات بينها قتال وحروب
ومشاجرات.
ومما يدل على هذه (الحقيقة التاريخية) استقراء تقسيمات (الدولة العثمانية)
الإدارية، فمن خلال (رسالة تركية) عنوانها: "قوانين آل عثمان در مضامين
دفتر ديوان" - يعني: (قوانين آل عثمان فيما يتضمنه دفتر الديوان) - ألفها
(يمين علي أفندي)؛ الذي كان أميناً للدفتر الخاقاني، سنة (1018هـ)
الموافقة لسنة (1690م)، ونشرها (ساطع الحصري) ملحقاً من ملاحق كتابه
"البلاد العربية والدولة العثمانية" (ص 230 - 240)؛ من خلال هذه الرسالة
تبيّن أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري، كانت (دولة آل عثمان) تنقسم
إلى (32) إيالة، منها (14) إيالة عربيّة، وبلاد (نجد) ليست منها، ما عدا
(الأحساء)، إن اعتبرناها من (نجد).
ثم إن نفوذ (العثمانيين) ما لبث أن ضعف في (جزيرة العرب)؛ نتيجة لمشاكلهم
الداخلية والخارجية، فاضطروا في نهاية الأمر إلى ترك (اليمن)؛ بسبب ثورة
أئمة صنعاء ضدهم، واضطروا إلى مغادرة (الأحساء) أيضاً أمام ثورة زعيم بني
خالد (براك بن غرير) وأتباعه سنة (1080هـ) (24 ).
5 - منطقة (نجد) لم تُعرَف بوجود شيء من (الخيرات) (والثروات)، التي تجعل تلك المنطقة محل طمع (الخلافة العثمانية)، وغيرها.
الملاحظة السادسة: ذكر (ص34) أن الشيخ - رحمه الله - كان له رأيه المستقل الذي لا يهتم حتى بالخلفاء الأربعة أمام ما يفهمه هو من القرآن والسنة.
وذكر في (ص37) أن (همفر) كان يبين للشيخ (محمد بن عبد الوهاب)، أنه أكثر موهبة من (علي وعمر)!
أقول: أما اعتقاد الشيخ - رحمه الله - في الصحابة - رضوان الله عليهم -؛ فهو التالي:
قال - رحمه الله - : "وأتولّى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر
محاسنهم، وأترضى عنهم، وأستغفر لهم، وأكفُّ عن مساويهم، وأسكت عما شجر
بينهم، وأعتقد فضلهم"( 25)، وقال –رحمه الله-: "وقد جاءت الآيات والأحاديث
النّاصة على أفضلية الصحابة، واستقامتهم على الدين" اهـ( 26).
وقال –رحمه الله-: "وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على
كمال الصحابة - رضي الله عنهم -، خصوصاً الخلفاء الراشدين، فإن ما ذكر في
مدح كل واحد مشهور بل متواتر؛ لأنَّ نَقَلَةَ ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم
على الكذب، ويُفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكامل الصحابة وفضل
الخلفاء"اهـ( 27).
وقال - رحمه الله -: "ومن اعتقد منهم - أي: الرافضة - ما يوجب إهانتهم -
أي: الصحابة -؛ فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من
وجوب إكرامهم وتعظيمهم، ومن كذَّبه فيما ثبت عنه قطعاً؛ فقد كفر"اهـ( 28)،
وقال - رحمه الله -: "فمن سبَّهم؛ فقد خالف أمر الله به من إكرامهم، ومن
اعتقد السوء فيهم كلهم، أو جمهورهم؛ فقد كذب الله - تعالى - فيما أخبر من
كمالهم وفضائلهم، ومكذبه كافر" اهـ( 29).
الملاحظة السابعة: ذكر في (37-38) أن (همفر) قال للشيخ (محمد بن عبد الوهاب) بأن الجهاد ليس فرضاً... وبعد نقاش هز الشيخُ رأسه علامة للرضا!!
أقول: مذهب الشيخ - رحمه الله - في الجهاد بينه - جلياً - بقوله: "وأرى
الجهاد ماضياً مع كل إمام؛ براً كان أو فاجراً، وصلاة الجماعة خلفهم
جائزة، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، إلى أن يقاتل
آخر هذه الأمة الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل" اهـ( 30).
فهذا يُكذِّب ذاك، ويُبطله...
الملاحظة الثامنة: ذكر في (38) أن (همفر) أقنع
(الشيخ محمد بن عبد الوهاب) بأن (متعة النساء جائزة)، وأنه تمتع بامرأة
مسيحية من اللاتي كن مجندات من قِبل وزارة المستعمرات لإفساد الشباب
المسلم !
أقول: سلسلة الكذب لا تنتهي؛ فسبحان الله! فهل مثل هذا الكلام يُصدق عن
(إمام من أئمة أهل السنة)؛ ألف كتاباً في (الرد على الرافضة)، وجعل الرد
عليهم في مطالب، منها: (مطلب المتعة)، قال - رحمة الله - في نهاية المطلب
- ما نصُّه -: "والحاصل: أن المتعة كانت حلالاً ثم نُسخت وحُرمت تحريماً
مؤبداً، فمن فعلها؛ فقد فتح على نفسه باب الزنا"أهـ(31 ).
الملاحظة التاسعة: ذكر في (38 و 42) أن (همفر)
بعد نقاش أقنع (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) بأن (شرب الخمر) ليس بحرام، وأن
(الصلاة) ليست فرضاً؛ فشرب الخمر، وتهاون في الصلاة !!!
أقول: قال الشيخ - رحمه الله - في رسالته إلى عالم بغداد (الشيخ عبد
الرحمن السويدي) - رحمه الله - بعد أن بيّن له عقيدته، وما يدعو الناس
إليه من إخلاص العبادة الله - تعالى -، وإنكار ما فشا في الناس من أمر
الشرك؛ من دعاء الأموات، والالتجاء إليهم من دون الله - تعالى -، قال -
رحمه الله -: "فإني ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة، وإيتاء الزّكاة، وغير
ذلك من فرائض الله، ونهيتهم عن الرِّبا، وشرب الخمر والمسكرات، وأنواع
المنكرات، فلم يمكن الرؤساء القدحَ في هذا وعيبه؛ لكونه مستحسناً عند
العوام، فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمرُ به من التوحيد، وأنهى عنه من
الشرك، ولبَّسوا على العوام: أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس، وكبرت
الفتنة جداً، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان وَرَجِلِه؛ منها: إشاعة البهتان
بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً أن يفتريه، ... - وبعد أن عدَّد أموراً
كثيرة مما نسب إليه - قال: والحاصل أن ما ذُكر عنّا من الأسباب غير دعوة
الناس إلى التوحيد والنَّهي عن الشرك، فكله من البهتان، وهذا لو خفي على
غيركم فلا يخفى عليكم" اهـ( 32).
واقرأ هذه الشهادة من الضابط البريطاني (سادلير)، واصفاً ما سمّاهم
(الوهابيين): "مع سقوط (الدرعية)، وخروج (عبد الله) عنها، ويبدو أن جذور
(الوهابيين) قد انطفأت، فقد عرفت من كلّ (البدو) الذي قابلتهم في (نجد)
أنهم سنيُّون، وأنهم يداومون على (الصلاة) المفروضة حتى في السفر الطويل،
وتحت أقسى الظروف"( 33). وهذا الكلام في أتباع (الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
بعد وفاته فتأمل!!
الملاحظة العاشرة: ذكر في (ص 54) بأنَّ (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) ذهب إلى (أصفهان وشيراز).
أقول: الشيخ - رحمه الله - لم يذهب إلى (أصفهان وشيراز)؛ فإن الذين ترجموا
للشيخ حرصوا على تدوين كلِّ ما يتَّصل برحلاته، وبذكر البلاد التي زارها،
ولم يذكر أحدٌ منهم ذهاب الشيخ - رحمه الله - إلى (فارس وإيران وقم
وأصفهان وشيراز)! ومن ذكر هذا إنما نقله عن بعض المستشرقين الذين ذكروا
ذلك في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء، ومجانبة الحقيقة؛ أمثال: مرجليوث في
"دائرة المعارف الإسلامية"، وبرايجس، وهيوجز، وزيمر، وبلقريف(34 ).
الملاحظة الحادية عشر: ذكر في (ص 54) أن (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) يؤمن (بالتقية).
أقول: قال الشيخ - رحمه الله - في معرض ردِّه على (الرَّافضة) في مسألة
(التقيّة): "والمفهوم من كلامهم أن معنى (التقية) عندهم: كتمان الحق، أو
ترك اللازم، أو ارتكاب المنهي؛ خوفاً من الناس، والله أعلم.
فانظر إلى جهل هؤلاء الكذبة، وبنوا على هذه (التقية) المشؤمة كتم علي نص خلافته ومبايعة الخلفاء الثلاثة...
وهذا يقتضي عدم الوثوق بأقوال أئمة أهل البيت وأفعالهم؛ لاحتمال أنهم قالوها أو فعلوها (تقية)!...
ما أشنع قول قوم يلزم منه نقص أئمتهم المبرئين عن ذلك" اهـ( 35).
الملاحظة الثانية عشرة: ذكر في (98)؛ أن من الخطط التي وضعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب) تكفير كل المسلمين، وإباحة قتلهم، وسلب أموالهم !!
أقول: هذا من الافتراءات الكثيرة التي روجها أعداء (الدعوة)، وأنا ناقل من
كلام (الإمام محمد بن عبد الوهاب) ما يدحض هذه الفرية، ويبين أن منهجه في
(التكفير) هو (منهج أهل السنة والجماعة).
قال - رحمه الله -: "أركان الإسلام الخمسة: أولها الشهادتان، ثم الأركان
الأربعة؛ إذا أقر بها وتركها تهاوناً، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا
نكفّره بتركها، والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود،
ولا نكفِّر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم؛ وهو الشهادتان" اهـ( 36)، وقال
- رحمه الله -: "ولا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر، والصنم
الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم، وعدم من ينبِّههم"اهـ(
37)، وقال - رحمه الله -: "وأما الكذب والبهتان؛ فمثل قولهم: إنا نكفِّر
بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنَّا نكفِّر من
لم يكفِّر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب
والبهتان؛ الذي يصدُّون به الناس عن دين الله ورسوله..." اهـ( 38)، وقال -
رحمه الله -: "ولا نشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار؛ إلا من شهد له
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أرجو للمسلم، وأخاف على المسيء" اهـ(
39)، وقال - رحمه الله -: "ولا أكفر أحداً بذنب، ولا أُخرجه من دائرة
الإسلام" اهـ( 40)، وقال - رحمه الله -: "وأما ما ذكره الأعداء عني أنِّي
أكفِّر بالظنِّ، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا
بهتان عظيم؛ يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله" اهـ( 41)، وقال -
رحمه الله - : "والله يعلم أن الرجل - ابن سحيم - افترى علي أموراً لم
أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي؛ فمنها: أني أكفر البوصيري، وأني أكفر من
حلف بغير الله... جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم"
اهـ(42 )، وقال - رحمه الله -: "وأجلبوا علينا بخيل الشيطان وَرَجِله؛
منها: إشاعة البهتان بما يستحي أن يحكيه، فضلاً على أن يفتريه، ومنها ما
ذكرتم: أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة،
ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو
مجنون؟!!..." اهـ( 43)، وقال - رحمه الله -: "وكذلك تمويهه على الطغام
بأنَّ ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك
هذا بهتان عظيم، بل نشهد على ما يعمله من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد،
وتبرأ من الشرك وأهله، فهو مسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك
بالله في إلهيته بعد ما تبين له الحجة على بطلان الشرك" اهـ( 44) وقال -
رحمه الله -: "وأما القول: أنَّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء،
الذي يصدّون به عن هذا الدِّين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم" اهـ(45 ).
والآن أذكر لك أيها (القارئ الكريم) شهادة (حق) من بعض العلماء على هذا الكلام:
قال الشيخ العلامة الكبير المحدِّث الفقيه النحرير (محمد بشير السهسواني
الهندي) نافياً عن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) تهمة (تكفير المسلمين
واستباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم): "إن الشيخ وأتباعه لم يُكفروا
أحداً من المسلمين، ولم يعتقدوا أنهم هم المسلمون، وأنَّ من خالفهم هم
المشركون، ولم يستبيحوا قتل أهل السُّنَّة وسبي نسائهم... ولقد لقيت غير
واحد من أهل العلم من أتباع الشيخ، وطالعت كثيراً من كتبهم، فما وجدت لهذه
الأمور أصلاً وأثراً، بل كل هذا بهتان وافتراء" اهـ( 46)، وعلَّق (الشيخ
محمد رشيد رضا) على الكلام السابق بقوله: "بل في هذه الكتب خلاف ما ذُكر
وضدُّه؛ ففيها أنهم لا يُكفِّرون إلا من أتى بما هو كفر بإجماع المسلمين"
اهـ(47 ).
الملاحظة الثالثة عشرة: ذكر في (98) أن من الخطط التي وضِعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب)؛ هدم القباب والأضرحة.
أقول: أخرج (مسلم) في "صحيحة" عن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي -
رضي الله عنه -: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟ "أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته".
وأخرج عن جابر - رضي الله عنه - قال: "نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصّص القبر، وأن يبني عليه، وأن يكتب عليه".
وأخرج عن ثمامة بن شّفيّ قال: كنّا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس،
فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بن عبيد بقبره يُسوى، ثم قال: "سمعت رسول الله
صلى الله علية وسلم يأمر بتسويتها".
قال الترمذي - رحمه الله -: "باب ما جاء في تسوية القبور".
وقال ابن ماجه - رحمه الله -: "باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها".
قال النووي - رحمه الله – في شرح صحيح مسلم : قال الشافعي –رحمه الله-: "رأيت الأئمة في مكة يأمرون بهدم ما بُني".
و "الذي يرجع لمبدأ (البناء على القبور) في (العالم الإسلامي)، يراه
مرتبطاً بقيام (دولة القرامطة) في (الجزيرة العربية)، (والفاطميين) في
(المغرب) ثم في (مصر)"( 48).
الملاحظة الرابعة عشرة: ذكر في (99) أن من الخطط التي وضعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب)؛ نشر قرآن فيه تعديل كما جعل في الأحاديث من زيادة ونقيصة !!
أقول: إليك عقيدة الشيخ - رحمه الله - في (القرآن الكريم)، وحكم الزيادة
فيه، والنقص منه: قال - رحمه الله -: "واعتقاد ما يُخالف كتاب الله كفر"
اهـ( 49)، وقال - رحمه الله -: "فمن اعتقد ما يُخالف كتاب الله فقد
كفر"اهـ( 50)، وقال –رحمه الله-: "ومن اعتقد عدم صحة حفظ القرآن الكريم من
الإسقاط، واعتقد ما ليس منه أنه منه؛ فقد كفر" اهـ( 51)، وقال - رحمه الله
-: "ومُكذِّب القرآن كافر ليس له إلا السيف وضرب العنق" اهـ(52 )، وقال -
رحمه الله -: "ومن هزل بشيء فيه ذكر الله، أو القرآن، أو الرسول؛ فهو
كافر" اهـ( 53).
الملاحظة الخامسة عشرة: ذكر في (ص101) أن (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) استبعد أن يقدر على (هدم الكعبة) عند الاستيلاء عليها.
أقول: أكتفي بالجواب على هذا الهراء؛ بنقل شهادة (رجل) (ليس من أهل نجد)،
بل وليس من مؤرخي (المشارقة)، وإنما هو من مؤرخي (المغاربة)؛ يحكي لنا
واقعة بعد وفاة (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) (بعشرين سنة) تقريباً، وهذا
الرجل هو (أحمد الناصري) صاحب كتاب: "الاستقصاء في تاريخ المغرب
الأقصى"(54 )، وقد غطى حيزاً كبيراً من أخبار (دعوة الشيخ محمد بن عبد
الوهاب)؛ بأكثر من (عشر صفحات).
يقول (أحمد الناصري) عن السلطان (سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي) (
55): "أنه أراد أن يتحقق من (ابن سعود) وما يدعو إليه، فأرسل ابنه (المولى
إبراهيم في جماعة من علماء المغرب وأعيانه، ومعه (جواب) من والده، فوصلوا
إلى (الحجاز)، وقضوا (المناسك)، وزاروا (الروضة الشريفة)، كل هذا على
(الأمن والأمان)، (والبر والإحسان)".
ثم أردف (أحمد الناصري) قائلاً: "حدثنا جماعة وافرة ممن حجَّ مع (المولى
إبراهيم) في تلك السنة، أنهم، ما رأوا من ذلك (السلطان) - يعني الإمام
سعود -؛ ما يُخالف ما عرفوه من (ظاهر الشريعة)، وإنما شاهدوا منه، ومن
أتباعه غاية الاستقامة، (والقيام بشعائر الإسلام)؛ من (صلاة وطهارة)،
(وصيام)، و(نهي عن المنكر الحرام)، (وتنقية الحرمين الشريفين من القاذورات
والآثام)؛ التي كانت بهما من غير نكير، وأنه لما اجتمع (بالشريف المولى
إبراهيم)، أظهر له التعظيم الواجب (لآل البيت الكريم)، وجلس معه كجلوس أحد
أصحابه وحاشيته، وكان الذي تولَّى الكلام معه (الفقيه القاضي)؛ (أبو إسحاق
إبراهيم الزرعي)" اهـ( 56).
الملاحظة السادسة عشرة: ذكر في (ص101-102) أنه
بعد سنوات من العمل تمكنت الوزارة من جلب (محمد بن سعود) إلى جانبها،
فأرسلوا إلى (محمد بن عبد الوهاب) رسولاً يبين له ذلك، ويظهر وجوب التعاون
بين (المحمدين)؛ فمن (محمد بن عبد الوهاب) الدين، ومن (محمد بن سعود)
السلطة... !!
أقول: المذكور الثابت في (كتب التاريخ) أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) -
رحمه الله - ذهب إلى (الدرعية) بلد (محمد بن سعود)، فعلِم به خصائص من أهل
(الدرعية)، فزاروه خفية، ورأوه لا يزال على سبيل الرسول صلى الله عليه
وسلم (ثابتاً)، فأرادوا أن يُخبروا (محمد بن سعود)، ويشيروا عليه بنصرته،
فهابوا فأشارت (المرأة) على (زوجها)، وكذلك أخواه (ثنيان ومشاري)، بمساعدة
الشيخ ونصرته، وألقى الله - سبحانه - في قلبه للشيخ محبة ، فقام (محمد بن
سعود) من فوره، وسار إليه، ومعه (أخواه)، فسلم عليه، ورحَّب به، وأبدى
غاية الإكرام والتبجيل، وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده،
وقال: أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعزِّ والمنعة.
فقال (الشيخ): وأنا أبشِّرك بالعزِّ والتمكين، وهذه كلمة "لا إله إلا
الله"؛ من تمسَّك بها وعمل بها ونصرها، ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة
التوحيد، وأول ما دعت إليه الرُّسل؛ من أولهم إلى آخرهم، وأنت ترى (نجداً)
(وأقطارها) أطبقت على (الشّرك)، (والجهل والفرقة)، (وقتال بعضهم لبعض)؛
فأرجو أن تكون (إماماً) يجتمع عليه المسلمون، وذريتك من بعدك.
ثمَّ لَّما تحقَّق (محمد بن سعود) من معرفة التوحيد وفضله، ورأى بُعدَ
الناس في الواقع عنه، قال للشيخ: يا شيخ! إن هذا دين الله ورسوله الذي لا
شك فيه، وأبشر بالنُّصرة لك ولِما أمرت به، والجهاد لمن خالف التوحيد "
(57 )

الخاتمة : قد وجد القدح في (هذه الدعوة) صدى في
نفوس (راغبي الزعامة) (والتسلط)، باسم (المعرفة والعلم)، ولدى (أصحاب
الأهواء) و(المصالح الظاهرة) أيضاً.
هذا من (جانب)، ومن (جانب) آخر انطلت (النسبة) إلى (الوهاب): (الوهابية)
نبزاً بدعوة الشيخ!!، وهي نسبة غير صحيحة –من حيث مراد الطاعنين-، لأنهم
لو نسبوها (للشيخ محمد) لصارت (محمدية)، ولا يتحقق لهم ما أرادوا؛ لأن
(الدين الإسلامي) كلمة يسمى (الرسالة المحمدية)، نسبة إلى محمد صلى الله
عليه وسلم، الذي بلّغها عن ربه( 58).
وما أرادوه بالطعن منلقبٌ عليهم ؛ فـ(الوهابية) نسبة إلى الله –تعالى- الذي من أسمائه –سبحانه-: "الوهاب"؛ فالحمدلله.
ولا أستبعد أن يكون جميع من كتب متهجماً على (الشيخ محمد) (ودعوته)، ومن
يقوم بنشر ذلك بين الناس لم يقرأ واحداً من كتبه؛ سواء في (التوحيد
والعقيدة)، أو (الفقه والأحكام)، أو (التفسير)، أو (السيرة النبوية)، بل
إنه لم يناقش رأياً مما قال، وإنما حرَّكتهم (المصالح الدنيوية)، (وأعماهم
الهوى)... (59 )
وقد أثبتت الأيام صدق وإخلاص (الشيخ محمد) –رحمه الله-؛ حيث بقي صدى
الدعوة، بل ازداد، وحرص الناس في كل مكان على تتبع كتبه –رحمه الله-،
ودراستها ، كما عاد كثير من المناوئين إلى رُشده ، بعدما استبان لهم
سلامتها ، وصدق هدف الداعية ؛ (لأن الحق أحق أن يتَّبع) ( 60).
هذا إلى (جانب) اهتمام المسلمين بها في كل مكان، وتحقق طلبة العلم من صدق
الهدف ، وبُعدها عن مسارب البدع والخرافات التي أنكرها علماء الإسلام في
كل مكان.
ولقد زاد الأمر وضوحاً أن الناس في كل مكان ما كانوا ليقنعوا إلا بما هو
واضح ، يدعمه الدليل ، فوضح أمامهم أن (محمد بن عبدالوهاب) كغيرة من
الدعاة المصلحين جاء ليجدد الدعوة ، وينقي العقيدة من الفساد ، الذي أُدخل
عليها نتيجة الجهل؛ أداء للأمانة، ونصحاً للأمة ، ليعيد الناس بأعمالهم
واعتقاداتهم إلى (منهج السلف الصالح)، منذ عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، إلى نهاية القرن الثالث الهجري ؛ حيث بدأت البدع تدخل الصف
الإسلامي، نتيجة غلبة الأمم، والتأثر بثقافات الأمم الأخرى في معتقداتها،
ولضعف العلماء في أداء الأمانة( 61). وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم.

-------------------------------

،
ابومحمد
ابومحمد
 
 

عدد المساهمات : 1400
نقاط تحت التجربة : 13638
تاريخ التسجيل : 01/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الطعن في مصداقية مذكرات همفر Empty رد: الطعن في مصداقية مذكرات همفر

مُساهمة من طرف أحمد نصيب الأحد 2 مايو - 17:33

قد وجد القدح في (هذه الدعوة) صدى في
نفوس (راغبي الزعامة) (والتسلط)، باسم (المعرفة والعلم)، ولدى (أصحاب
الأهواء) و(المصالح الظاهرة) أيضاً.
هذا من (جانب)، ومن (جانب) آخر انطلت (النسبة) إلى (الوهاب): (الوهابية)
نبزاً بدعوة الشيخ!!، وهي نسبة غير صحيحة –من حيث مراد الطاعنين-، لأنهم
لو نسبوها (للشيخ محمد) لصارت (محمدية)، ولا يتحقق لهم ما أرادوا؛ لأن
(الدين الإسلامي) كلمة يسمى (الرسالة المحمدية)، نسبة إلى محمد صلى الله
عليه وسلم، الذي بلّغها عن ربه( 58).
وما أرادوه بالطعن منلقبٌ عليهم ؛ فـ(الوهابية) نسبة إلى الله –تعالى- الذي من أسمائه –سبحانه-: "الوهاب"؛ فالحمدلله.
ولا أستبعد أن يكون جميع من كتب متهجماً على (الشيخ محمد) (ودعوته)، ومن
يقوم بنشر ذلك بين الناس لم يقرأ واحداً من كتبه؛ سواء في (التوحيد
والعقيدة)، أو (الفقه والأحكام)، أو (التفسير)، أو (السيرة النبوية)، بل
إنه لم يناقش رأياً مما قال، وإنما حرَّكتهم (المصالح الدنيوية)، (وأعماهم
الهوى)... (59 )
وقد أثبتت الأيام صدق وإخلاص (الشيخ محمد) –رحمه الله-؛ حيث بقي صدى
الدعوة، بل ازداد، وحرص الناس في كل مكان على تتبع كتبه –رحمه الله-،
ودراستها ، كما عاد كثير من المناوئين إلى رُشده ، بعدما استبان لهم
سلامتها ، وصدق هدف الداعية ؛ (لأن الحق أحق أن يتَّبع) ( 60).
هذا إلى (جانب) اهتمام المسلمين بها في كل مكان، وتحقق طلبة العلم من صدق
الهدف ، وبُعدها عن مسارب البدع والخرافات التي أنكرها علماء الإسلام في
كل مكان.
وأنا العبد الضعيف قلت وأقول وفي كبرى المنتديات العربية أن الشيخ عالم رباني ولكنه في النهاية رجل يخطىء ويصيب شأنه شأن بقية الرجال نحسبه عالما ولا نزكيه على الله ولا نزكّي الا من زكاهم الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ونقول أن الرجل قد أفضى الى الله سبحانه وتعالى ونطلب له من الله الرحمة والمغفرة كبقية المؤمنين ...
ونقول لمن وقع في الشيخ لا تلومن الا نفسك ولم يفت من لم يمت وحذارأن تنقل بغاية الاتهام الا أن تكون على بينة من الخطأ ولك في ذلك برهان مبين سواء أكان ذلك من الكتاب أو السنة الشريفة أمّا أن تنقل بدون مبرر فقد أثقلت صحيفتك بذنوب لا يعلم عدّها الاّ الخالق فتبيّن ....
نشكر الاخ أبي محمد على هذا النّقل المنصف للشيخ عليه رحمة الله ...
وفي النهاية أختم بقول الله سبحانه وتعالى :
ان الله يدافع عن الذين آمنوا ...
الحق أحق أن يتبع .
أحمد نصيب
أحمد نصيب
 
 

عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24473
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى