بعض الحلول لما استعصى عنا
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بعض الحلول لما استعصى عنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول أحدهم, حينما كنت في الخامسة عشرة من عمري حصل خلاف بيني وبين أخي الذي يكبرني بسنتين كما يحصل يوميا في عشرات البيوت بين الإخوة والأخوات. بعدما بردت المعركة ووضعت الحرب أوزارها وهدأ الخلاف، فكرت بهدوء وقلت لنفسي: هل أنا على استعداد لأن أفقد أخي لسبب تافه كهذا؟ أو كلما حصل خلاف بيني وبين أحد أفراد العائلة، تكون النتيجة هي المقاطعة أو على أحسن الأحوال العلاقة الجامدة الخالية من العاطفة؟
وكان الجواب يصرخ في داخلي ويقول: لا وألف لا!
وأنا أقول أن العلاقة بين الأعضاء ستكون أعظم بكثير من أن تنال منها الخلافات اليومية والمشاحنات التي لا تنتهي.
كلام جميل ولكن كيف نجمع بين الأمرين؟ كيف يتسنى أن نستمتع بأجواء أخوية حميمة وعلاقات دافئة مع هذه الخلافات التي لا مفر منها مهما كان الأمر؟ هنا يكمن السر!
إن ما نحتاجه لتحقيق هذا الأمر هو أن يكون لدينا زر تحكم، إن صحت الاستعارة، يجعلنا نقف ونفكر جيدا ثم نتصرف في المواقف المختلفة، بناءا على القيم النبيلة التي نؤمن بها في أعماقنا وليس بناءا على القشرة السطحية العابرة التي تغلف عواطفنا .
مثل هذا السلوك ليس فقط يمنح صاحبه راحة وطمأنينة، ولكنه يجعله قريبا من كل الاعضاء ، يرون أنه لصيق بهم، يراع أحاسيسهم ويتفاعل مع مشكلاتهم فهو يعني لهم الشيء الكثير!
يمكننا أن نمثل علاقاتنا بين بعضنا البعض داخل أسرة المنتدى الواحدة بالحساب المصرفي أو البنكي الذي نودع فيه ونسحب منه . فكلما زاد الرصيد في حسابك العاطفي كلما كانت علاقاتك مع أفراده أقوى صلة وأكثر دفئا. ولكن ما هو الشيء الذي يمكنك أن تودعه في حسابك ويزيد من رصيدك العاطفي؟ هنا بعض الاقتراحات المتواضعة:
- إظهار المحبة والرحمة: ليس صحيحا أن نكتفي بالقول أننا نحب بعضنا البعض دون أن تبدو منا أمثلة على ذلك. إن إظهار المحبة واللطافة والتقدير، سواء بالقول أو الفعل ولو في أشياء قد تبدو تافهة أو غير مهمة هي مفتاح هذا الأمر. كلمات مثل: شكرا ورجاءا وأحسنت وغيرها كثير :كلها أمثلة كما يمكن أن نطبع بها معاملاتنا اليومية نستطيع استعمالها هنا أيضا. فتفضل بدلا من خذ، ورجاءا بدلا من أعطني ، وشكرا بدلا من السكوت ، وغيرها كثير، تفعل في النفس فعل السحر.
- الاعتذار: ليس المطلوب هو العصمة من الأخطاء ولكن المطلوب هو حسن التعامل عند وقوع الخطأ. لماذا نحرص على الاعتذار من الناس الغرباء ومن لا تربطنا بهم صلة قوية، ونفرّط في الاعتذار لبعضنا البعض داخل المنتدى؟
ليس صحيحا أنك ستتحمل أخطائي وتغفرها تلقائيا لمجرد أنك أخي في هذا البيت!
إن الاعتذار بعد وقوع الخطأ، يدل على النفوس الشفافة المرهفة، النفوس التي تخشى على علاقات الأخوّة أن تمسها أدني شائبة، ولذا فهي تسعى لتزيل ما قد يكون بقي في القلوب من أثر، فتعتذر!
- الوفاء والإخلاص: وهذا أدني ما يجب أن يحمله كل فرد تجاه الفرد الآخر في المنتدى. نظريا كل الناس يقولون هذا ولكن ماذا عن التطبيق العملي؟ هنا الأمر يختلف. هل تتكلم عن شخص آخر في غيبته بما لا ينبغي؟ وإذا كنت توقن أن فيه بعض نقاط الضعف فكيف تتعامل معها؟ هل تكتفي بالحديث من وراء ظهره باستعراض عيوبه أمام الآخرين؟ ماذا تتوقع أن يكون موقف الجدد مثلا، وهم يسمعونك تتكلم بتلك الطريقة؟ هل سيحترمون ذلك الشخص ويقدرونه؟ إن مثل هذا السلوك الشائن يمتد إلى جميع العلاقات داخل المنتدى فيفسدها بلا شك.
- إذا وعدت فأوف: مهما يكن موقعك في المنتدى، ومهما كان الشخص الذي وعدته، فإنك لابد أن تحترم وعدك، فتفي به. الصغار يبنون على وعودك ولو صغرت، أمالا عريضة - ولو انه لا صغير ولا كبير هنا -. فوعدك لهم يفتح لهم باب الثقة . تخيل ذلك ثم قدر كيف سيكون ألم النفس ومرارة القهر والحرمان عندما تخلف ذلك الوعد!
أمر مؤلم ولاشك، وإن كنت تنسى بسهولة فغيرُك ليسوا كذلك. وغني عن القول أن الوعود بين الكبار أجل وأهم من ذلك.
مثل تلك الأمور وغيرها لا يبدو أثرها ملموسا على المدى القريب، تماما كالنخلة لا تعطي ثمرها إلا بعد سنوات من عمرها بينما هي تتجذر في الأرض وتزيد رسوخا يوما بعد يوم.
قال الله تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ )تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا" (إبراهيم: 24، 25) قال العلامة ابن سعدي: (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) وهي النخلة.
لعلّي بهذا أصل إلى أرضية طالما بحثنا عنها .
ودمتم بود
يقول أحدهم, حينما كنت في الخامسة عشرة من عمري حصل خلاف بيني وبين أخي الذي يكبرني بسنتين كما يحصل يوميا في عشرات البيوت بين الإخوة والأخوات. بعدما بردت المعركة ووضعت الحرب أوزارها وهدأ الخلاف، فكرت بهدوء وقلت لنفسي: هل أنا على استعداد لأن أفقد أخي لسبب تافه كهذا؟ أو كلما حصل خلاف بيني وبين أحد أفراد العائلة، تكون النتيجة هي المقاطعة أو على أحسن الأحوال العلاقة الجامدة الخالية من العاطفة؟
وكان الجواب يصرخ في داخلي ويقول: لا وألف لا!
وأنا أقول أن العلاقة بين الأعضاء ستكون أعظم بكثير من أن تنال منها الخلافات اليومية والمشاحنات التي لا تنتهي.
كلام جميل ولكن كيف نجمع بين الأمرين؟ كيف يتسنى أن نستمتع بأجواء أخوية حميمة وعلاقات دافئة مع هذه الخلافات التي لا مفر منها مهما كان الأمر؟ هنا يكمن السر!
إن ما نحتاجه لتحقيق هذا الأمر هو أن يكون لدينا زر تحكم، إن صحت الاستعارة، يجعلنا نقف ونفكر جيدا ثم نتصرف في المواقف المختلفة، بناءا على القيم النبيلة التي نؤمن بها في أعماقنا وليس بناءا على القشرة السطحية العابرة التي تغلف عواطفنا .
مثل هذا السلوك ليس فقط يمنح صاحبه راحة وطمأنينة، ولكنه يجعله قريبا من كل الاعضاء ، يرون أنه لصيق بهم، يراع أحاسيسهم ويتفاعل مع مشكلاتهم فهو يعني لهم الشيء الكثير!
يمكننا أن نمثل علاقاتنا بين بعضنا البعض داخل أسرة المنتدى الواحدة بالحساب المصرفي أو البنكي الذي نودع فيه ونسحب منه . فكلما زاد الرصيد في حسابك العاطفي كلما كانت علاقاتك مع أفراده أقوى صلة وأكثر دفئا. ولكن ما هو الشيء الذي يمكنك أن تودعه في حسابك ويزيد من رصيدك العاطفي؟ هنا بعض الاقتراحات المتواضعة:
- إظهار المحبة والرحمة: ليس صحيحا أن نكتفي بالقول أننا نحب بعضنا البعض دون أن تبدو منا أمثلة على ذلك. إن إظهار المحبة واللطافة والتقدير، سواء بالقول أو الفعل ولو في أشياء قد تبدو تافهة أو غير مهمة هي مفتاح هذا الأمر. كلمات مثل: شكرا ورجاءا وأحسنت وغيرها كثير :كلها أمثلة كما يمكن أن نطبع بها معاملاتنا اليومية نستطيع استعمالها هنا أيضا. فتفضل بدلا من خذ، ورجاءا بدلا من أعطني ، وشكرا بدلا من السكوت ، وغيرها كثير، تفعل في النفس فعل السحر.
- الاعتذار: ليس المطلوب هو العصمة من الأخطاء ولكن المطلوب هو حسن التعامل عند وقوع الخطأ. لماذا نحرص على الاعتذار من الناس الغرباء ومن لا تربطنا بهم صلة قوية، ونفرّط في الاعتذار لبعضنا البعض داخل المنتدى؟
ليس صحيحا أنك ستتحمل أخطائي وتغفرها تلقائيا لمجرد أنك أخي في هذا البيت!
إن الاعتذار بعد وقوع الخطأ، يدل على النفوس الشفافة المرهفة، النفوس التي تخشى على علاقات الأخوّة أن تمسها أدني شائبة، ولذا فهي تسعى لتزيل ما قد يكون بقي في القلوب من أثر، فتعتذر!
- الوفاء والإخلاص: وهذا أدني ما يجب أن يحمله كل فرد تجاه الفرد الآخر في المنتدى. نظريا كل الناس يقولون هذا ولكن ماذا عن التطبيق العملي؟ هنا الأمر يختلف. هل تتكلم عن شخص آخر في غيبته بما لا ينبغي؟ وإذا كنت توقن أن فيه بعض نقاط الضعف فكيف تتعامل معها؟ هل تكتفي بالحديث من وراء ظهره باستعراض عيوبه أمام الآخرين؟ ماذا تتوقع أن يكون موقف الجدد مثلا، وهم يسمعونك تتكلم بتلك الطريقة؟ هل سيحترمون ذلك الشخص ويقدرونه؟ إن مثل هذا السلوك الشائن يمتد إلى جميع العلاقات داخل المنتدى فيفسدها بلا شك.
- إذا وعدت فأوف: مهما يكن موقعك في المنتدى، ومهما كان الشخص الذي وعدته، فإنك لابد أن تحترم وعدك، فتفي به. الصغار يبنون على وعودك ولو صغرت، أمالا عريضة - ولو انه لا صغير ولا كبير هنا -. فوعدك لهم يفتح لهم باب الثقة . تخيل ذلك ثم قدر كيف سيكون ألم النفس ومرارة القهر والحرمان عندما تخلف ذلك الوعد!
أمر مؤلم ولاشك، وإن كنت تنسى بسهولة فغيرُك ليسوا كذلك. وغني عن القول أن الوعود بين الكبار أجل وأهم من ذلك.
مثل تلك الأمور وغيرها لا يبدو أثرها ملموسا على المدى القريب، تماما كالنخلة لا تعطي ثمرها إلا بعد سنوات من عمرها بينما هي تتجذر في الأرض وتزيد رسوخا يوما بعد يوم.
قال الله تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ )تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا" (إبراهيم: 24، 25) قال العلامة ابن سعدي: (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) وهي النخلة.
لعلّي بهذا أصل إلى أرضية طالما بحثنا عنها .
ودمتم بود
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
العنيد-
- عدد المساهمات : 5434
العمر : 62
المكان : sousse
المهنه : Fonctionnaire
الهوايه : صدقا لا أعلم
نقاط تحت التجربة : 16519
تاريخ التسجيل : 26/03/2008
رد: بعض الحلول لما استعصى عنا
شكرا لكم على الموضوع وتقبل فائق الاحترام والتقدير
سمير-
- عدد المساهمات : 2069
العمر : 49
الهوايه : .................
نقاط تحت التجربة : 14037
تاريخ التسجيل : 25/10/2009
رد: بعض الحلول لما استعصى عنا
بورك فيك سمير ووفقنا ربنا لما يحب ويرضى
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
العنيد-
- عدد المساهمات : 5434
العمر : 62
المكان : sousse
المهنه : Fonctionnaire
الهوايه : صدقا لا أعلم
نقاط تحت التجربة : 16519
تاريخ التسجيل : 26/03/2008
رد: بعض الحلول لما استعصى عنا
بارك الله فيك اخي على الموضوع المميّز كما عودتنا
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
nourgafsa-
- عدد المساهمات : 1037
نقاط تحت التجربة : 13138
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
رد: بعض الحلول لما استعصى عنا
للتذكير ليس الا
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
العنيد-
- عدد المساهمات : 5434
العمر : 62
المكان : sousse
المهنه : Fonctionnaire
الهوايه : صدقا لا أعلم
نقاط تحت التجربة : 16519
تاريخ التسجيل : 26/03/2008
رد: بعض الحلول لما استعصى عنا
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
اذا لم تكن شاهدا على عصرك ...و لم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق و الباطل ... و اذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر ... فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب ام شاربا للخمر في الحانات ... فكلا الامران يصبحان سواء -
=======================
حامد عماري-
- عدد المساهمات : 2469
العمر : 54
نقاط تحت التجربة : 14461
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
مواضيع مماثلة
» الحلول لغزة
» مزود الحلول المالية الشاملة
» هل مللت من روتين حياتك اليومية اليك الحلول
» الريادة في عالم الحلول الرقمية والتسويق الإلكتروني في مصر ودول الخليج
» مركز الأشعة المتنقل: الحلول الطبية الحديثة في متناول اليد
» مزود الحلول المالية الشاملة
» هل مللت من روتين حياتك اليومية اليك الحلول
» الريادة في عالم الحلول الرقمية والتسويق الإلكتروني في مصر ودول الخليج
» مركز الأشعة المتنقل: الحلول الطبية الحديثة في متناول اليد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى