من يملك الحقيقة ؟ (سبق نشره)
صفحة 1 من اصل 1
من يملك الحقيقة ؟ (سبق نشره)
يحكى أنه في سالف الأزمان ، حيث كان الناس غير ما هم الآن ، كان هناك قوم
جهلة يسجدون للأوثان ، الحلال و الحرام عندهم سِيان ، و يعيثون في الأرض
فسادا بلا حسبان ، حتى عمّ شرهم البشر و الشجر و الحيوان ، و كأنهم حبسوا
أنفسهم على الظلم و الطغيان .
وكان فيهم رجل صالح يُسدي فيهم النصح
لكل إنسان ، لا يكلّ و لا يملّ عن الدعوة إلى الخير و الصّدِّ عن الشر
فيهم في كل آن ، يدعو قوم الفساد إلى التوبة و الصلاح علّهم يفوزوا
بالجنان ، و يحذرهم من مغبة الإصرار على الشر علّهم ينجوا من النيران .
...
وهكذا مكث الصالح منارا للنجاة في قومه عدة سنين ، و هذا لعمري هو دأب كل
المرسلين ، و كذلك من تبعهم من الصالحين إلى يوم الدين ...
...
وكذلك قيل بأن حِلم الصالحين يزيد بقدر ما يزيد جهل الجاهلين ، شعارهم
الصبر على الأذى و الدعاء للقوم بالهداية بقلب سليم ، بكيد الأعداء و
مكرهم هم غير آبهين ، متيقنين أن عند الله مكرهم و الله هو خير الماكرين
..؛ و احفظ الله يحفظك فإنه خير الحافظين .
ولكن كلمة الله تعالى
سبقت في العالمين ، أنْ لو أراد ربك لهدى الناس أجمعين ..؛ فقد رأى الصالح
أن قومه غير مُبالين ، هم لكلمة الحق أشد الكارهين و لكلمة الشر أشد
المحبين ، و الأبناء منهم و الحفدة لآبائهم خير الوارثين ، كأنك ربي طبعت
على قلوبهم فقد عميت بصيرتهم إلى يوم الدين .
رفع الصالح أكف
الضراعة إلى الله رب العالمين : رب إن القوم كذبوا مقالتي و هم لها أشد
المنكرين ، رب كافئهم بما هم أهل له إنهم من الظالمين ، عذبهم إن شئت أو
ارحمهم فإنك أرحم الراحمين ، رب و احفظ من اتبع سبيلك من المؤمنين ، رب و
لا تخزنا يوم الدين ، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم .
أصبح القوم يومًا ..، فساء صباح المنذرين ، أصبحوا على غير
ما افترقوا عليه إلى أسِرَّتِهم نائمين ، أصبحوا بذيول تتدلى من أعجازهم
فهم من المقبوحين ، كتب الله عليهم العقاب فجعلهم من الممسوخين ، و كذلك
يفعل ربك بالقوم المجرمين .
ونجا الصالح بصلاحه من هذا الخِزي
المهين ، و كذلك أبناؤه و حفدته ببركة صلاحه و ما أجهد نفسه فيهم بالتربية
و التعليم ؛ فبقيت صورهم جميلة من المسخ محفوظين ، و كذلك عندما يحفظ ربك
عباده المؤمنين .
ألِف القوم ما أصبحت عليه أجسادهم القبيحة ، و
أصبح للجمال عندهم المقاييس الحديثة الصحيحة : السوي عندهم من له ذيل
يتدلى ، ومن شذ عن ذلك فقد زاغ و تولى .
فكذلك أصبح أبناء الصالح
أغرابا في البلدة ، صورهم الآدمية خالفت في القوم السُّنة . يقولون عنهم
مستهزئين ساخرين : ويحهم !.. ما أقبح صورهم !.. ألا يرون أنهم علينا معرة
و مذلة ؟!..
واستمر الحال في عين القوم على هذه الشاكلة ؛ صورة
المسخ أجمل مزية ، و صورة الآدمي أقبح رزية . فاستحكمت العادة الجديدة و
أصبحت هي القاعدة الحقيقية . و هكذا عاش أبناء الصالح بصلاحهم و جمالهم
وسط القوم في شقاوة ، الحرب عليهم قائمة لا تهدأ أبدا حكموا عليهم
بالعداوة ، و القوم بفسادهم و قبحهم في سعادة ، يتيهون في الناس بذيولهم
في أنفة و عجرفة .
فسبحان الله ... من يملك حقيقة الجمال ؟ الرجل الصالح أم قومه الفجار ؟..
... ويا أيها العقلاء النبهاء !.. بالله عليكم أفتوني : أي الفريقين يحمل حقيقة الجمال ؟
...
أو أفتوني : من يملك الحقيقة ؟ ألوط الذي دعى إلى الطهر والحفاظ على
الفطرة أم قومه الذين عيروه بالطهر وخالفوا في الناس الفطرة ؟
... بل أفتوني : إلى ما نحتكم لمعرفة المقاييس الحقيقية ؟ أللفطرة الحق أم للعادة الجارية ؟
جهلة يسجدون للأوثان ، الحلال و الحرام عندهم سِيان ، و يعيثون في الأرض
فسادا بلا حسبان ، حتى عمّ شرهم البشر و الشجر و الحيوان ، و كأنهم حبسوا
أنفسهم على الظلم و الطغيان .
وكان فيهم رجل صالح يُسدي فيهم النصح
لكل إنسان ، لا يكلّ و لا يملّ عن الدعوة إلى الخير و الصّدِّ عن الشر
فيهم في كل آن ، يدعو قوم الفساد إلى التوبة و الصلاح علّهم يفوزوا
بالجنان ، و يحذرهم من مغبة الإصرار على الشر علّهم ينجوا من النيران .
...
وهكذا مكث الصالح منارا للنجاة في قومه عدة سنين ، و هذا لعمري هو دأب كل
المرسلين ، و كذلك من تبعهم من الصالحين إلى يوم الدين ...
...
وكذلك قيل بأن حِلم الصالحين يزيد بقدر ما يزيد جهل الجاهلين ، شعارهم
الصبر على الأذى و الدعاء للقوم بالهداية بقلب سليم ، بكيد الأعداء و
مكرهم هم غير آبهين ، متيقنين أن عند الله مكرهم و الله هو خير الماكرين
..؛ و احفظ الله يحفظك فإنه خير الحافظين .
ولكن كلمة الله تعالى
سبقت في العالمين ، أنْ لو أراد ربك لهدى الناس أجمعين ..؛ فقد رأى الصالح
أن قومه غير مُبالين ، هم لكلمة الحق أشد الكارهين و لكلمة الشر أشد
المحبين ، و الأبناء منهم و الحفدة لآبائهم خير الوارثين ، كأنك ربي طبعت
على قلوبهم فقد عميت بصيرتهم إلى يوم الدين .
رفع الصالح أكف
الضراعة إلى الله رب العالمين : رب إن القوم كذبوا مقالتي و هم لها أشد
المنكرين ، رب كافئهم بما هم أهل له إنهم من الظالمين ، عذبهم إن شئت أو
ارحمهم فإنك أرحم الراحمين ، رب و احفظ من اتبع سبيلك من المؤمنين ، رب و
لا تخزنا يوم الدين ، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم .
أصبح القوم يومًا ..، فساء صباح المنذرين ، أصبحوا على غير
ما افترقوا عليه إلى أسِرَّتِهم نائمين ، أصبحوا بذيول تتدلى من أعجازهم
فهم من المقبوحين ، كتب الله عليهم العقاب فجعلهم من الممسوخين ، و كذلك
يفعل ربك بالقوم المجرمين .
ونجا الصالح بصلاحه من هذا الخِزي
المهين ، و كذلك أبناؤه و حفدته ببركة صلاحه و ما أجهد نفسه فيهم بالتربية
و التعليم ؛ فبقيت صورهم جميلة من المسخ محفوظين ، و كذلك عندما يحفظ ربك
عباده المؤمنين .
ألِف القوم ما أصبحت عليه أجسادهم القبيحة ، و
أصبح للجمال عندهم المقاييس الحديثة الصحيحة : السوي عندهم من له ذيل
يتدلى ، ومن شذ عن ذلك فقد زاغ و تولى .
فكذلك أصبح أبناء الصالح
أغرابا في البلدة ، صورهم الآدمية خالفت في القوم السُّنة . يقولون عنهم
مستهزئين ساخرين : ويحهم !.. ما أقبح صورهم !.. ألا يرون أنهم علينا معرة
و مذلة ؟!..
واستمر الحال في عين القوم على هذه الشاكلة ؛ صورة
المسخ أجمل مزية ، و صورة الآدمي أقبح رزية . فاستحكمت العادة الجديدة و
أصبحت هي القاعدة الحقيقية . و هكذا عاش أبناء الصالح بصلاحهم و جمالهم
وسط القوم في شقاوة ، الحرب عليهم قائمة لا تهدأ أبدا حكموا عليهم
بالعداوة ، و القوم بفسادهم و قبحهم في سعادة ، يتيهون في الناس بذيولهم
في أنفة و عجرفة .
فسبحان الله ... من يملك حقيقة الجمال ؟ الرجل الصالح أم قومه الفجار ؟..
... ويا أيها العقلاء النبهاء !.. بالله عليكم أفتوني : أي الفريقين يحمل حقيقة الجمال ؟
...
أو أفتوني : من يملك الحقيقة ؟ ألوط الذي دعى إلى الطهر والحفاظ على
الفطرة أم قومه الذين عيروه بالطهر وخالفوا في الناس الفطرة ؟
... بل أفتوني : إلى ما نحتكم لمعرفة المقاييس الحقيقية ؟ أللفطرة الحق أم للعادة الجارية ؟
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15152
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى