الكووررةة...والعرب .

انطلاقا من اليوم سينسى العالم همومه ومشاكله الاقتصادية والاجتماعية
وسيتكلم لغة واحدة.. كرة.. فلا حديث عن أمريكا المنحازة ولا عن اسرائيل
الجائرة.. ولا عن العراق اليتيم ولا عن الأمة العربية الثكلى ولا عن غزة
الذبيحة.. ولا عن القدس الموؤو دة ولا عن أفغانستان ولا عن الشيشان ولا عن
القاعدة ولا عن «الواقفة»..
فالعالم اليوم متجانس ومتلاحم ومتضامن بشكل
خرافي من أجل الكرة.. وما أدراك ما الكرة.. هذه التي قطعت علاقات سياسية
واقتصادية بين أكبر الدول وكانت أيضا وسيلة لربط قنوات الحوار بعد عجز
ساسة العالم.. كما أن هذه الكرة المملوءة هواء تتحكم أو تكاد في الاقتصاد
العالمي بما يجعل البلدان بمختلف مستوياتها المعرفية والاقتصادية تتزاحم
من أجل ودّها والفوز باحدى دوراتها.. فكل أرض تدخلها الكرة يخرج منها
العقل.. وتستحيل رؤوس أهلها الى مجمّع كرات لا يضرّ معها شيء.
هي
الكرة.. أفيون المجتمعات على اختلاف حسبها ونسبها.. فلا تنفع معها عقوبات
ولا حتى حروب لأن مكوّنات الفرجة عليها إلى زوال ولا تبقى غير الكرة
تتوارثها الأجيال كما نتوارث نحن قروح المعدة جرّاء غياب الفرجة..
اليوم
سينسى العالم ـ رغم أنفه ـ همجية بني صهيون ومجزرة سفينة الحرية وستشرئب
الرؤوس الى جنوب افريقيا وكأن العالم.. كل العالم تحت رحمة زر متى تمّ
لمسه تغيّرت الصورة والوقائع واستحالت الآلام الى آمال والدموع والمآتم
الى مآدب للأفراح ونخب الأحياء.. ولأننا مستهلكون وسنظل كذلك الى أبد
الآبدين بإذن الكريم الرحيم سنكون نحن العرب المتحكمين في صور المونديال
(احتكار قناة الجزيرة) أول الجالسين على ربوة الانتظار والمستسلمين لهذا
المخدّر الاجتماعي والمصفقين بشدّة لألوان لا تمت لنا بأي صلة ولا يربطنا
بها أرض أو تاريخ أو عرض.. وسنكون أيضا أول المسطولين باللقطات الكروية
وآخر المطالبين بكل عزة بإعادة فتح تحقيق ما حدث على مشارف غزة..
هو
المونديال.. الذي يجعل الكرة الأرضية تتنفس وتأكل وتشرب وتتكلم كرة.. وهو
المونديال الذي يطل علينا دوريا كل أربع سنوات ليؤكد لنا أنه لا فرق بين
الأبيض والأسود.. ولا فرق ـ على سطح الكرة ـ بين الأحياء والأموات..

سليم الربعاوي

من طرف **marechal** السبت 4 ديسمبر - 15:28

ليس بالكورة وحدها يحيا الانسان

الكووررةة...والعرب .

الكووررةة...والعرب .

رد: الكووررةة...والعرب .