حق لنا وكل فلسطيني وعربي أن يفخر بهن

درس في الإرادة و الثّبات و الإيجابيّة

من مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين في نابلس بالضفة الغربية

بسم الله الرحمن الرحيم



{ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32

*******************

ثلاث طالبات فلسطينيات

أسيل أبو الليل ، ونور العارضة ، وأسيل الشعار

يخترعن عصا إلكترونية للمكفوفين









ابتكرت ثلاث تلميذات يعشن في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين في نابلس
بالضفة الغربية عصا إلكترونية لمساعدة المكفوفين على تفادي العقبات أثناء
السير باستخدام الأشعة تحت الحمراء وجرس صغير للتنبيه .





وقالت نور العارضة احدى التلميذات الثلاث اللاتي شاركن في الابتكار
“مشروعنا هو مشروع علمي تكنولوجي، مشروعنا هو محاولة تسخير التكنولوجيا في
بيئتنا لمساعدة الناس الذين بحاجة للمساعدة والذين هم المكفوفون، من خلال
تطويرنا عصا إلكترونية للمكفوفين تساعدهم على تسهيل حركتهم . كيف؟ إنها
تساعدهم في تلاشي الاعاقات (تفادي العقبات) الأمامية وصعود وهبوط الدرج،
كما تساعدهم على تخطي الحفر” .







تم تثبيت جهازي تحسس يعملان بالأشعة تحت الحمراء في تلك العصا، أحدهما
موجه للأمام والآخر في طرف العكاز بهدف رصد المطبات . وقد نجحت الفتيات في
تصنيع تلك العصا على الرغم من الصعوبات التي اكتنفت الحصول على القطع
اللازمة بسبب القيود المفروضة على التنقل في الضفة الغربية .







وتمكنت الطالبات من تصنيع نموذجين أوليين، بعد القيام بعدد من الرحلات
إلى رام الله التي تبعد خمسا وأربعين دقيقة، ويفصلها عن مكان المدرسة
نقطتا تفتيش “إسرائيليتان”، لتجوب التلميذات متاجر الإلكترونيات سعيا وراء
الحصول على الدوائر الكهربية اللازمة واجهزة التحسس الملائمة .







وعلى الرغم من وجود أنواع متعددة من “عصا الليزر” في الأسواق منذ
أوائل سبعينات القرن الماضي، إلا أن ما عكفت الفتيات على تصميمه نجح في
تفادي عيب أساسي في الطرز الغابرة من خلال تمكنه من استكشاف الحفر التي
تقف في سبيل المكفوف، بحسب ما قال مارك أوسلان مدير قسم التكنولوجيا
بالرابطة الأمريكية للمكفوفين . وتعطي العصا إشارة صوتية حينما تكتشف حفرة
في الطريق أو حينما ينحدر الطريق إلى أسفل .







واختبر رجل كفيف من نابلس يدعى فاتح قنديل العصا الجديدة داخل مدرسة التلميذات الثلاث .

وقال قنديل “والله بتساعد، مليحة (جيدة)، أحسن من العصا العادية
للمكفوف . يعني بتوجهه إذا كان فيه درج، فيه جورة (حفرة)، فيه سيارة، فيه
أي شيء حاجز قدامه، بتنبهه ان فيه حاجز قدامه” .





وابتكرت التلميذات الثلاث العصا الجديدة في اطار مسابقة علمية بين مدارس الضفة الغربية .

وكافأت شركة انتل العالمية لصناعة رقائق الكمبيوتر التلميذات بدفع
كلفة سفر اثنتين منهن إلى سان هوسيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية لتقديم
ابتكارهن ضمن فعاليات معرض شركة إنتل الدولي العلمي للشباب . والفتيات
الثلاث هن أول فلسطينيات يشاركن في هذا الحدث العالمي المهيب الذي سيتنافس
فيه طلاب من خمسين دولة حول العالم، خلال معرض العلوم والهندسة الدولي
الذي يقام في الشهر القادم، للحصول على الجائزة الكبرى البالغة قيمتها
خمسة وسبعين ألف دولار أمريكي .





وقد اقترعت التلميذات فيما بينهن لاختيار الاثنتين اللتين ستسافران ولكن الحظ لم يحالف أسيل .

ولم تمكن ظروف أسرة أسيل من دفع تكاليف سفر التلميذة إلى الولايات
المتحدة مع زميلتيها . لكن موظفين بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
التابعة للامم المتحدة جمعوا أموالا فيما بينهم لتغطية مصاريف سفر أسيل .
وزار كريس جونس المتحدث باسم أونروا مدرسة الفتيات الثلاث ليبشر أسيل
بالأنباء الطيبة عن سفرها مع زميلتيها .

وبكت الفتاة الصغيرة عند ابلاغها بالخبر وقالت “شكرا لك . أنا سعيدة جدا لانني سأتمكن من السفر مع زميلتي ومعلمتي” .





وقال جونس “تلك الفتيات هن ألبرت اينشتاين الجيل القادم . أونروا
و/شركة صناعة رقائق الكمبيوتر العالمية/ انتل تؤمنان بقوة بتمكين الجيل
القادم من التفكير منطقيا . التفكير بطريقة علمية مساهمة حقيقية .
العقبات، العقبات في العالم، أي عقبات، يمكن تجاوزها بالمعرفة والعقلية
السليمة . أعتقد أن هذه القصة توضح ذلك على نحو رائع” .





وأعربت والدة أسيل عن فخرها بابنتها وزميلتيها وتمنت أن تكون التلميذات الثلاث سفيرات للفلسطينيين في العالم .

وقالت الأم “اتمنى ان يفوزا والناس اللي هناك يشوفوا ان الشعب
الفلسطيني فيه ناس مبدعين” . وتدرس أسيل وزميلتاها بمدرسة بنات عسكر
الاساسية الأولى التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
.

*********************





وحق لنا وكل فلسطيني وعربي أن يفخر بهن

وإلى الأمام ..

رعاكن الله وحفظكن

اللهم آمين

بارك الله فيهن
هن فخر لنا انار الله دربهن و ساعدهن في التالق نحو المستقبل