رسالة من محب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسالة من محب
رسالة من( محب).. استلمتها على (الخاص) ..انقلها للامانة كما وردت...
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)الآية.
كثرالحديث و العتاب على العلماء في أحكامهم و أقوالهم،فجعل
ذلك من الجمهور فريقين:
-1 فريق يميل إلى الإفراط في الطاعة والولاء .. وعلى حساب الحق .. فلا يقبل أن يُقال في شيخه .. أو الداعية الذي يهواه ،ويكلمك عن ضرورة احترام العلماء ،وهو في تعصبه لشيخه الذي يهواه .. لا يتورع عن الطعن والتجريح في الشيوخ الآخرين الذين لا يهواهم .. إذا دعت ضرورة الدفاع عن شيخه أو رأيه أو مذهبه،يُطالب بالأدب والتأدب .. والحوار الراقي والمتحضر .. مع الآخرين .. وهو في نصيحته المزعومة هذه .. يكثر من السب والطعن، والتجريح بالآخرين -وما أكثرهم- ..؟!
2 فريق يجنح للتفريط .. يتمثل في جماعة من الناس لا تقيم للعلماء العاملين وزناً ولا قيمة ولا احتراماً .. فأحدهم لأدنى خلاف .. أو لأي اجتهاد معتبر يصدر عن ذاك العالم أو الداعية لا يفهمه أو قد لا يروق له .. تراه لا يتورع عن الطعن والتشهير والاستخفاف به .. وبعلمه .. ويعلن البراء منه .. والحرب عليه!
وهذا أيضاً منهج باطل وخاطئ .. وهو خلق يبرأ منه الإسلام!
الحل هو الوسط لا إفراط و لا تفريط ،وبإذن الله تعالى سوف نبين ما لهم و ما عليهم من خلال الضوابط التالية:
الضابط الأول:: يجب أن يعلم الجميع أن للعلماء العاملين الصادعين بالحق مكانتهم الرفيعة، وحقوقهم المحفوظة في الإسلام. فهم أولي الأمر .. وهم القادة .. وهم الأمناء على دين الله في الأرض وهم الطائفة المنصورة الظاهرة بالحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم .. لذا فلهم من الأمة التوقير، والاحترام، والإكرام، والإجلال.
قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -فصلت:33.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن العالِمَ ليستغفرُ له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماءِ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائرِ الكواكب، وإن العلماءَ ورثةُ الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ .أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وابن حبان، صحيح الترغيب:68
وقال :" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتلَه .أخرجه الحاكم، السلسلة الصحيحة: 491 ..وهناك عدة أحاديث تسلك هذا النهج.
فالذي يتطاول على هذا الصنف من العلماء العاملين بالطعن، والسب، والتهكم، أو التشهير .. آثم مغلظ ومضاعف ..
الضابط الثاني:إن إجلال واحترام وإكرام العلماء يتفاضل ويزيد وينقص بحسب قِدم السيرة العلمية، والدعوية، والجهادية لكل عالم؛ فحق العالم العامل المجاهد أعظم وأغلظ من حق العالم القاعد عن الجهاد .. ولكل فضله ..
قال تعالى لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (الحديد: .وقال تعالى لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (النساء.،فالآية صريحة في تفضيل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين من المؤمنين.
وفي الحديث المتفق عليه، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله :" لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً، ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه".
يقول النبي ذلك لخالد بن الوليد علماً أن خالد بن الوليد من أصحاب النبي ولكن لما كان إسلام وإيمان،، وجهاد عبد الرحمن بن عوف متقدماًعلى إسلام وإيمان وجهاد خالد بن الوليد .. فرق بينهما في المنزلة والأجر.
يقول الرسول ذلك للصحابة .. فكيف بمن جاء بعدهم .. فكيف بزماننا هذا الذي فشا فيه الكذب .. وفقدت فيه الأمانة .. وساد الغدر ..والوهن ...
مما تقدم نستفيد أن المسلمين في كل عصر من عصورهم .. لا بد من أن يُراعوا في تعديلهم وتجريحهم .. ودرجة توقيرهم واحترامهم .. فلا يستوي المجاهدون والقاعدون .. ولا الصادع بالحق من أهل العلم والساكت عن الحق .
الضابط الثالث: من عقيدة أهل السنة والجماعة وما اتفق عليه الأئمة الأربعة أن كل إنسان مهما كانت مرتبته ودرجة تحصيله العلمية، يُخطئ ويُصيب، يؤخذ منه ما أصاب فيه، ويُرد عليه ما أخطأ فيه .. عدا النبي المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )النجم:4.
فقد صح عن النبي الكريم أنه قال:" لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعةُ في المعروف " متفق عليه. وقال:" من أمركم من الولاة بمعصية فلا تُطيعوه "أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة: 2324.
ومن الشرك الذي وقع فيه أهل الكتاب أنهم أطاعوا علماءهم وأحبارهمورهبانهم طاعة مطلقة في كل ما يصدر عنهم من حق أو باطل، فاتخذوهم بذلك أرباباً من دون الله، كما قال تعالى عنهم اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (التوبة.
وهذامعتقد سيئ وباطل ينبغي على المسلمين أن يحذروه ويجتنبوه فمن وقع فيه فقد وقع في الشرك، واتخذ العلماء أرباباً من دون الله تعالى.
فديننا قائم على النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم..أنه قال:" الدين النصيحة " قلنا: لمن؟ قال:" لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم " مسلم.
بعض المغفلين من المتعصبة يظنون أن مجرد التعقيب على العلماء أو الدعاة .. وبيان الحق فيما قد أخطؤوا فيه .. يتعارض مع ما يجب لهم من التوقير والاحترام .. وهو على استعداد أن يرد قول النبي صلى الله عليه مسلم ويتكلف الجدال والتأويل والتحريف ... وهذا لا شك أنه من الجهل المركب .. والعصبية الجاهلية .. قد يودي به إلى المهالك!
قال الإمام أحمد: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاثة وثلاثين موضعاً، ثم جعل يتلو فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة ( وجعل يكررها، ويقول: وما الفتنة؟ الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه فيهلكه. فيدع الحديث عن رسول الله ، وتغلبه أهواؤه إلى الرأي؟
الضابط الرابع: فإن قيل قد عرفنا حق العلماء العاملين .. فما بال العلماء الذين يخلطون في دعوتهم ومنهجهم حقاً وباطلاً .. سنة وبدعة .. فهل لهم من التوقير والاحترام والإكرام .. ما قيل عن العلماء العاملين في الضابط الأول .؟؟
أقول:هم على ثلاثة أصناف:
1 عالم تغلب حسناته على سيئاته، والبدع التي يتصف بها هي بدع لا مساس لها بالعقيدة والتوحيد والأصول .. فعالم هذا وصفه يُحذر من بدعته ومن أخطائه .. ومن ضلالاته وانحرافاته .. ويُحكم على شذوذاته بالأوصاف الشرعية التي تستحقها .. مع بقاء الاحترام والتقدير لشخصه كعالم من علماء المسلمين بقدر ما يُظهر من خير يعم على الإسلام والمسلمين .. وإن كان لا يجوز أن يحظى من التقدير والاحترام الذي يحظاه العالم العامل المجاهد.
قال تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات.
فإن أظهر لنا اليوم مواقف إيمانية صالحة .. مباشرة يزداد حبنا وولاؤنا له، فإن أظهر لنا في اليوم التالي خلاف ذلك من المواقف الآثمة والمنحرفة مباشرة يضعف حبنا وولاؤنا له بقدر ما يُظهر لنا من تلك المواقف المنحرفة.
قال الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام:من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان .
أخرجه أبو داود وغيره، السلسلة الصحيحة: 380
وما أقل من يفعل ذلك في زماننا!
2: عالم تغلب سيئاته على حسناته، والبدع والأهواء التي يدعو إليها، لها مساس بالتوحيد والأصول، وكانت أصوله التي ينطلق منها أغلبها يغلب عليها الفساد والبطلان .. لكنها لم تبلغ به درجة الكفر والخروج من الإسلام.
فهذا العالم وصفه لا أرى أن يؤخذ عنه علم؛ لتوفر هذا العلم عند غيره من العلماء ومن مصادر أخرى تخلو مما يتصف به من بدع وأهواء وانحرافات... ورحم الله امرأً لم يرع ولم يحم حول الحمى!فلا يجواز احترامه وتبجيله أو إضفاء ألقاب المديح والثناء الحسن عليه؛ لأن ذلك فيه عون له على باطله وبدعته، ومنهجه الفاسد الباطل، كما وفيه إضلال للأتباع الذين قد يفسرون هذا المديح أو الاحترام عبارة عن تعديل لمنهجه وباطله وبدعته!
لذلك جاء في الحديث:" يليكم عمال من بعدي يقولون ما لا يعلمون، ويعملون مالا يعرفون، فمن ناصحهم، ووازرهم، وشد على أعضادهم، فأولئك قد هلكوا وأهلكوا .أخرجه الطبراني، السلسلة الصحيحة: 457 .
فقد هلك؛ لأنه قد آزر مبطلاً على باطله، وأهلك غيره؛ لأنه بثنائه واحترامه وتبجيله لذاك المبطل الظالم ـ وبخاصة إن كان ممن يُقتدى به ـ يكون قد أضلهم وغشهم حول حقيقة ذلك المبطل الظالم.قال الشافعي رحمه الله:" حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد والنعال، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويُقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام .
هذا الحكم من الشافعي رحمه الله يطال شيوخ وعلماء أهل الكلام الذين يتكلمون عن الإسلام وباسم الإسلام .. بغير سلطان من الكتاب والسنة .. وما أكثرهم في زماننا!
3: عالم ـ ونحن هنا نسميه عالماً تجاوزاً ـ اللهم اغفرلنا- بلغ به طغيانه وانحرافه درجة أن يكون ركناً من أركان أنظمة الحكم والكفر .. وبوقاً من أبواق الطواغيت الظالمين يبرر لهم كفرهم وطغيانهم، وظلمهم .. ورضي لنفسه أن يكون بيدهم تلك الأداة والعصاة التي يؤدبون بها الشعوب المقهورة المغلوب على أمرها .. ويمنعون بها أي عمل جاد يستهدف استنهاض الأمة، واستئناف حياة إسلامية من جديد .. وما أكثر علماء السوء هؤلاء في زماننا! فهؤلاء لا غيبة لهم ولا حرمة .. فضلاً عن أن نلزم الناس باحترامهم وتبجيلهم وإكرامهم لكونهم يرتدون ثوب وعمامة العلماء .. ويُنادَون بألقاب العلماء!
الــذم ليس بغيبــة فــي سـتـــــــة** متظلـــم ومعـــرف ومحــــــــذر.
ولمظهــر فسـقا ومسـتفت ومــــن** طلـب الإعانـة فـي إزالـة منكــر.
هؤلاء علماء السوء والضلالة .. والشقاق والنفاق .. هم السبب الأكبر في انتكاسة الأمة واستعلاء أنظمة الكفر على سدة الحكم في بلاد المسلمين .. لعنهم جائز بنص الكتاب .. وهم يدخلون دخولاً كلياً في الملعونين الوارد ذكرهم في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (البقرة: هذا جزاء من يكتم العلم فقط، فكيف بمن يضم إلى كتمان العلم نصرة الطواغيت الظالمين على المسلمين الموحدين .. وتزيين الباطل والحرام في أعين الناس.قال تعالى) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" اسمعوا ...هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه، وليس بواردٍ علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يُعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ علي الحوض "أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة: 1013.
هذا فيمن يدخل على أئمة الجور من المسلمين فيصدقهم بكذبهم، فكيف بمن يدخل على أئمة الكفر والظلم والطغيان فيصدقهم بكفرهم وكذبهم ..؟!! بل يصبح بوقا لظلمهم وأهوائهم فيأول القرآن و يحرف السنة.(باع دينه بدنيا غيره).
الضابط الخامس: وهو يتعلق بمسألة الطعن والسب.
كثير من الناس مجرد أن يسمعوا من مسلم ـ وبخاصة إن كان داعية أو من أهل العلم ـ كلمة سبٍّ أو طعن أو لعنٍ .. سرعان ما يُنكرون عليه صنيعه .. ويشنعون عليه أشد التشنيع .. وأن فعله هذا لا يليق به ..... فهل هذا المنطق صحيح ؟؟
نعم صحيح من منظور مساحتين:
أ- المساحة المحظورة المتفق عليها التي لا يجوز الاقتراب منها، وتكمن في النقطتين التاليتين:
1 لعن وسبّ من لا يجوز لعنه وسبه شرعاً .. وهذه مساحة واسعة جداً لا يجوز الاقتراب منها، ومن يفعل ويتجرأ فهو ظالم لنفسه ولغيره ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا خرجت اللعنة من فِي صاحبها نظرت، فإن وجدت مسلكاً في الذي وُجهت إليه، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه. (أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة:1269).
2 : أن لا يكون السب واللعن ديدن المسلم وعادته؛ أي كثير اللعن والطعن، ولأتفه الأسباب تراه يطعن ويلعن .. فهذا لا يليق بأخلاق المسلم،وفي صحيح البخاري، عن أنس رضي الله عنه قال:" لم يكن رسول الله عليه السلام فاحشاً، ولا لعَّاناً، ولا سبَّاباً، كان يقول عند المعتبة: مالَه تَرِبَ جبينُه ".
-ب -المساحة المباحة التي يجوز فيها الطعن، والسبُّ، واللعن:
أقول: يجوز الطعن، والسبُّ، واللعن بضوابط أربعة:
أولاً: أن يكون المطعون والملعون ممن أجاز الشارع لعنه والطعن به.
ثانياً: أن يكون الطعن والسب واللعن مبعثه الغضب لحرمات الله تعالى.
ثالثاً: أن يكون الطعن واللعن والسب سبباً معيناً على زجر المطعون والملعون من الاسترسال في غيه وظلمه، وفجوره.
رابعاً: أن لا يؤدي سب ولعن من يجوز سبه ولعنه إلى أن يسب الآخرُ اللهَ أو دينَه أو رسولَه، لقوله تعالى وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ (الأنعام. فالله تعالى نهى عن سبهم لعلة وليس لذات السبِّ، وهي ) فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ( فإن انتفت هذه العلة، وأُمن عدم وقوعها .. جاز سبهم والطعن بهم.
وإليك بعض الأدلة على ذلك:
ما أخرجه البخاري في صحيحه عن صلح الحديبية، وفيه أن عروة بن مسعود موفد للنبي عليه السلاملمفاوضته، يقول للنبي عليه الصلاة و السلام: فإني والله لأرى وجوهاً، وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:" امصص ببظر اللات، أنحنُ نفر عنه وندَعه ..؟! يقول أبو بكر ذلك ـ وهو سب صريح ولاذغ ـ في حضرة النبي الكريم ومع ذلك لا ينكر عليه؛ لأنه قال ما قاله غضباً لله ودفاعاً عن رسوله صلى الله عليه و سلم.. وفي موطن يُستحسن أن يشعر الكفار بسوء ظنهم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لقد أمر رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم كلّ من رأى من يتفاخر ويتماجد ويتعصّب لقومه بالباطل أن يقول له دون لفّ أو دوران وبكلّ وضوح:" إذا رأيتم الرّجل يتعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بِهَنِ أبيه ولا تكنوا" أخرجه أحمد والترمذي، صحيح الجامع: 1787 فقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: " عضّ إير أبيك “ أي فرجه ، قال ابن الأثير في " النهاية ": التّعزّي الانتماء والانتساب إلى القوم . " فأعضوا بهن أبيه " أي قولوا عضَّ إير أبيك .
احذر يا عبد الله أن تتكلف الأدب والوقار و الحشمة وتقول: من العيب أن نقول للآخرين ذلك .. فأنت بذلك تنسب العيب للنبي عليه الصلاة و السلام.. فتكفر!
ندخل إلى قضية أخرى:
يقول قائل: هل اللعن العام يستلزم دائماً لعن المعين الذي يقع بما يستدعي اللعن .. أم أن هناك موانع تمنع من لعن المعين رغم إتيانه لفعلٍ يستوجب اللعن؟؟؟
أقول: لا يمكن أن نعطل النصوص الشرعية .. ونجعل اللعن دائماً لعناً عاماً لا يمكن أن يتنزل على أصحابه ومستحقيه .. فهذا بخلاف السنة كما تقدم.. كما لا يصح أن نحمل اللعن العام على الأشخاص بأعيانهم مطلقاً ودائماً من دون النظر في الشروط والموانع، والتي يمكن تلخيصها فيما يالي:
-1 أن يكون اللعن في موضع قد أجاز الشارع لعنه.
2-- أن لا يكون من وقع في الفعل الذي يستوجب اللعن .. متأولاً أو جاهلاً لا يقدر أن يدفع عن نفسه الجهل فيما قد خالف فيه مما يستدعي اللعن. كالأعرابي الذي بال في مسجد الرسول.
-3 مما يمنع اللعن كذلك عن المعين أن يكون هذا المعين ممن وقع فيما يستوجب اللعن ـ من ذوي الحسنات الكثيرة، وله سابقة بلاء وجهاد في سبيل الله .. فالحسنات ـ في كثير من الأحيان ـ كلما تعاظمت كلما تشفعت لصاحبها عند موارد الشبهات وحصول الزلل والوقوع في الخطأ، كما في قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما راسل كفار قريش يخبرهم فيها عن توجه النبي الكريم لغزو مكة .. فقد تذكر له النبي الكريم مشاهدته لموقعة بدر العظيمة، فقال:" إنه شهد بدراً، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لك.
-4- أن يكون الفعل الذي يستوجب اللعن صفة لازمة للفاعل .. يستعلن به ويُباهي .. ولا يستحي من سوء وقبح صنيعه .. فهذا الذي يستحق اللعن .. وليس من تصدر عنه المخالفة على وجه الندرة مع الاستحياء من فعله .. وسرعة المبادرة إلى الاستغفار والتوبة.
في الحديث الصحيح: منستر مسلما سترهالله يوم القيامة "البخاري.-
ومثلهما كمثل الذي يريد أن يقضي حاجته فيذهب بعيدا عن الناس و.. وهو يتحرج أشد الحرج من أن يراه أحد.والآخر يقضي حاجته على وجه العادة والتكرار في وسط الطريق مع علمه المسبق أن الناس سيمرون به، ويرونه ويتأذون به .. ومع ذلك فهو لا يبالي .. فالأول يجب ستره، ولا يجوز لعنه .. بخلاف الثاني فإنه يجوز لعنه.
الضابط السادس: من يتتبع سيرة بعض الصحابة، ومن تبعهم من بعض أهل العلم ، يجد أحياناً أن لهم بعض الملاسنات والاطلاقات الشديدة بحق بعضهم البعض.. .. قد تكون لحكمة نعرفها أولا نعرفها، أو لعلة ومآرب في نفوسهم نعرفها أو لا نعرفها.. هذه الملاسنات التي تحصل بينهم .. لا تمنعك يا عبد الله يا مسلم من احترامهم وإكرامهم كما لا تبرر لك عدم احترامهم .. فإن سلَّمنا أن هذا الذي يحصل بينهم خطأ .. فخطأ الآخرين لا يبرر لك فعل الخطأ.
.. قد تكون لما يعلمه هذا العالم عن العالم الآخر من مزالق، وانحرافات، أو بدع، أو تقصير ونحو ذلك .. هو يعلمها ونحن لا نعلمها .. تستدعي وتبرر له شرعاً ـ من قبيل تحذير العامة من أخطائه وانحرافاته وإنصاف الحق ـ مثل هذه الاطلاقات الشديدة بحق ذلك العالم.
قد تكون من قبيل التذكير أو النصح والزجر للعالم الآخر الذي وقع في التقصير أو المخالفة، وهذا يقع أحياناً، وبخاصة من جهة الفاضل نحو المفضول.
وهاهو العالم المجاهد الزاهد عبد الله بن المبارك يقول لابن علية وهو من كبار أهل العلم، لما رضي الآخر لنفسه أن يتولى القضاء عند هارون الرشيد، وقيل صدقات البصرة:
يا جاعلَ العلمِ له بازياً ... يصطادُ أموالَ المساكينِ.
احتـلتَ للـدُّنيا ولذَّاتها ... بحيـلةٍ تذهبُ بالـدينِ
فصرتَ مجنوناً بها بعـدَ ما ... كـنتَ دواءَ المجانـينِ
إن قلتَ أُكرهتَ فذا باطلٌ ... زلَّ حمارُ العلمِ في الطينِ.
فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط الرشيد، وقال: الله، الله، ارحم شيبتي فإني لا أصبر على القضاء.
الشاهد أن مثل هذه الشدة والملاسنة قد تحصل بين أهل العلم ..الفضلاء الأتقياء.. فلا ينبغي أن نضخم الأمور ونثير الشغب عصبية لطرف على طرف، أو لعالم على عالم .. فإن أدركنا الحكمة منها يكون ذلك خيراً .. وإن لم ندرك الحكمة منها .. وقصرت أفهامنا عن إدراك المراد منها .. فالواجب حينئذٍ يحتم علينا أن نحسن الظن بالجميع.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)الآية.
كثرالحديث و العتاب على العلماء في أحكامهم و أقوالهم،فجعل
ذلك من الجمهور فريقين:
-1 فريق يميل إلى الإفراط في الطاعة والولاء .. وعلى حساب الحق .. فلا يقبل أن يُقال في شيخه .. أو الداعية الذي يهواه ،ويكلمك عن ضرورة احترام العلماء ،وهو في تعصبه لشيخه الذي يهواه .. لا يتورع عن الطعن والتجريح في الشيوخ الآخرين الذين لا يهواهم .. إذا دعت ضرورة الدفاع عن شيخه أو رأيه أو مذهبه،يُطالب بالأدب والتأدب .. والحوار الراقي والمتحضر .. مع الآخرين .. وهو في نصيحته المزعومة هذه .. يكثر من السب والطعن، والتجريح بالآخرين -وما أكثرهم- ..؟!
2 فريق يجنح للتفريط .. يتمثل في جماعة من الناس لا تقيم للعلماء العاملين وزناً ولا قيمة ولا احتراماً .. فأحدهم لأدنى خلاف .. أو لأي اجتهاد معتبر يصدر عن ذاك العالم أو الداعية لا يفهمه أو قد لا يروق له .. تراه لا يتورع عن الطعن والتشهير والاستخفاف به .. وبعلمه .. ويعلن البراء منه .. والحرب عليه!
وهذا أيضاً منهج باطل وخاطئ .. وهو خلق يبرأ منه الإسلام!
الحل هو الوسط لا إفراط و لا تفريط ،وبإذن الله تعالى سوف نبين ما لهم و ما عليهم من خلال الضوابط التالية:
الضابط الأول:: يجب أن يعلم الجميع أن للعلماء العاملين الصادعين بالحق مكانتهم الرفيعة، وحقوقهم المحفوظة في الإسلام. فهم أولي الأمر .. وهم القادة .. وهم الأمناء على دين الله في الأرض وهم الطائفة المنصورة الظاهرة بالحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم .. لذا فلهم من الأمة التوقير، والاحترام، والإكرام، والإجلال.
قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -فصلت:33.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن العالِمَ ليستغفرُ له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماءِ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائرِ الكواكب، وإن العلماءَ ورثةُ الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ .أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وابن حبان، صحيح الترغيب:68
وقال :" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتلَه .أخرجه الحاكم، السلسلة الصحيحة: 491 ..وهناك عدة أحاديث تسلك هذا النهج.
فالذي يتطاول على هذا الصنف من العلماء العاملين بالطعن، والسب، والتهكم، أو التشهير .. آثم مغلظ ومضاعف ..
الضابط الثاني:إن إجلال واحترام وإكرام العلماء يتفاضل ويزيد وينقص بحسب قِدم السيرة العلمية، والدعوية، والجهادية لكل عالم؛ فحق العالم العامل المجاهد أعظم وأغلظ من حق العالم القاعد عن الجهاد .. ولكل فضله ..
قال تعالى لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (الحديد: .وقال تعالى لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (النساء.،فالآية صريحة في تفضيل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين من المؤمنين.
وفي الحديث المتفق عليه، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله :" لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً، ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه".
يقول النبي ذلك لخالد بن الوليد علماً أن خالد بن الوليد من أصحاب النبي ولكن لما كان إسلام وإيمان،، وجهاد عبد الرحمن بن عوف متقدماًعلى إسلام وإيمان وجهاد خالد بن الوليد .. فرق بينهما في المنزلة والأجر.
يقول الرسول ذلك للصحابة .. فكيف بمن جاء بعدهم .. فكيف بزماننا هذا الذي فشا فيه الكذب .. وفقدت فيه الأمانة .. وساد الغدر ..والوهن ...
مما تقدم نستفيد أن المسلمين في كل عصر من عصورهم .. لا بد من أن يُراعوا في تعديلهم وتجريحهم .. ودرجة توقيرهم واحترامهم .. فلا يستوي المجاهدون والقاعدون .. ولا الصادع بالحق من أهل العلم والساكت عن الحق .
الضابط الثالث: من عقيدة أهل السنة والجماعة وما اتفق عليه الأئمة الأربعة أن كل إنسان مهما كانت مرتبته ودرجة تحصيله العلمية، يُخطئ ويُصيب، يؤخذ منه ما أصاب فيه، ويُرد عليه ما أخطأ فيه .. عدا النبي المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )النجم:4.
فقد صح عن النبي الكريم أنه قال:" لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعةُ في المعروف " متفق عليه. وقال:" من أمركم من الولاة بمعصية فلا تُطيعوه "أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة: 2324.
ومن الشرك الذي وقع فيه أهل الكتاب أنهم أطاعوا علماءهم وأحبارهمورهبانهم طاعة مطلقة في كل ما يصدر عنهم من حق أو باطل، فاتخذوهم بذلك أرباباً من دون الله، كما قال تعالى عنهم اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (التوبة.
وهذامعتقد سيئ وباطل ينبغي على المسلمين أن يحذروه ويجتنبوه فمن وقع فيه فقد وقع في الشرك، واتخذ العلماء أرباباً من دون الله تعالى.
فديننا قائم على النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم..أنه قال:" الدين النصيحة " قلنا: لمن؟ قال:" لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم " مسلم.
بعض المغفلين من المتعصبة يظنون أن مجرد التعقيب على العلماء أو الدعاة .. وبيان الحق فيما قد أخطؤوا فيه .. يتعارض مع ما يجب لهم من التوقير والاحترام .. وهو على استعداد أن يرد قول النبي صلى الله عليه مسلم ويتكلف الجدال والتأويل والتحريف ... وهذا لا شك أنه من الجهل المركب .. والعصبية الجاهلية .. قد يودي به إلى المهالك!
قال الإمام أحمد: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاثة وثلاثين موضعاً، ثم جعل يتلو فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة ( وجعل يكررها، ويقول: وما الفتنة؟ الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه فيهلكه. فيدع الحديث عن رسول الله ، وتغلبه أهواؤه إلى الرأي؟
الضابط الرابع: فإن قيل قد عرفنا حق العلماء العاملين .. فما بال العلماء الذين يخلطون في دعوتهم ومنهجهم حقاً وباطلاً .. سنة وبدعة .. فهل لهم من التوقير والاحترام والإكرام .. ما قيل عن العلماء العاملين في الضابط الأول .؟؟
أقول:هم على ثلاثة أصناف:
1 عالم تغلب حسناته على سيئاته، والبدع التي يتصف بها هي بدع لا مساس لها بالعقيدة والتوحيد والأصول .. فعالم هذا وصفه يُحذر من بدعته ومن أخطائه .. ومن ضلالاته وانحرافاته .. ويُحكم على شذوذاته بالأوصاف الشرعية التي تستحقها .. مع بقاء الاحترام والتقدير لشخصه كعالم من علماء المسلمين بقدر ما يُظهر من خير يعم على الإسلام والمسلمين .. وإن كان لا يجوز أن يحظى من التقدير والاحترام الذي يحظاه العالم العامل المجاهد.
قال تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات.
فإن أظهر لنا اليوم مواقف إيمانية صالحة .. مباشرة يزداد حبنا وولاؤنا له، فإن أظهر لنا في اليوم التالي خلاف ذلك من المواقف الآثمة والمنحرفة مباشرة يضعف حبنا وولاؤنا له بقدر ما يُظهر لنا من تلك المواقف المنحرفة.
قال الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام:من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان .
أخرجه أبو داود وغيره، السلسلة الصحيحة: 380
وما أقل من يفعل ذلك في زماننا!
2: عالم تغلب سيئاته على حسناته، والبدع والأهواء التي يدعو إليها، لها مساس بالتوحيد والأصول، وكانت أصوله التي ينطلق منها أغلبها يغلب عليها الفساد والبطلان .. لكنها لم تبلغ به درجة الكفر والخروج من الإسلام.
فهذا العالم وصفه لا أرى أن يؤخذ عنه علم؛ لتوفر هذا العلم عند غيره من العلماء ومن مصادر أخرى تخلو مما يتصف به من بدع وأهواء وانحرافات... ورحم الله امرأً لم يرع ولم يحم حول الحمى!فلا يجواز احترامه وتبجيله أو إضفاء ألقاب المديح والثناء الحسن عليه؛ لأن ذلك فيه عون له على باطله وبدعته، ومنهجه الفاسد الباطل، كما وفيه إضلال للأتباع الذين قد يفسرون هذا المديح أو الاحترام عبارة عن تعديل لمنهجه وباطله وبدعته!
لذلك جاء في الحديث:" يليكم عمال من بعدي يقولون ما لا يعلمون، ويعملون مالا يعرفون، فمن ناصحهم، ووازرهم، وشد على أعضادهم، فأولئك قد هلكوا وأهلكوا .أخرجه الطبراني، السلسلة الصحيحة: 457 .
فقد هلك؛ لأنه قد آزر مبطلاً على باطله، وأهلك غيره؛ لأنه بثنائه واحترامه وتبجيله لذاك المبطل الظالم ـ وبخاصة إن كان ممن يُقتدى به ـ يكون قد أضلهم وغشهم حول حقيقة ذلك المبطل الظالم.قال الشافعي رحمه الله:" حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد والنعال، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويُقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام .
هذا الحكم من الشافعي رحمه الله يطال شيوخ وعلماء أهل الكلام الذين يتكلمون عن الإسلام وباسم الإسلام .. بغير سلطان من الكتاب والسنة .. وما أكثرهم في زماننا!
3: عالم ـ ونحن هنا نسميه عالماً تجاوزاً ـ اللهم اغفرلنا- بلغ به طغيانه وانحرافه درجة أن يكون ركناً من أركان أنظمة الحكم والكفر .. وبوقاً من أبواق الطواغيت الظالمين يبرر لهم كفرهم وطغيانهم، وظلمهم .. ورضي لنفسه أن يكون بيدهم تلك الأداة والعصاة التي يؤدبون بها الشعوب المقهورة المغلوب على أمرها .. ويمنعون بها أي عمل جاد يستهدف استنهاض الأمة، واستئناف حياة إسلامية من جديد .. وما أكثر علماء السوء هؤلاء في زماننا! فهؤلاء لا غيبة لهم ولا حرمة .. فضلاً عن أن نلزم الناس باحترامهم وتبجيلهم وإكرامهم لكونهم يرتدون ثوب وعمامة العلماء .. ويُنادَون بألقاب العلماء!
الــذم ليس بغيبــة فــي سـتـــــــة** متظلـــم ومعـــرف ومحــــــــذر.
ولمظهــر فسـقا ومسـتفت ومــــن** طلـب الإعانـة فـي إزالـة منكــر.
هؤلاء علماء السوء والضلالة .. والشقاق والنفاق .. هم السبب الأكبر في انتكاسة الأمة واستعلاء أنظمة الكفر على سدة الحكم في بلاد المسلمين .. لعنهم جائز بنص الكتاب .. وهم يدخلون دخولاً كلياً في الملعونين الوارد ذكرهم في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (البقرة: هذا جزاء من يكتم العلم فقط، فكيف بمن يضم إلى كتمان العلم نصرة الطواغيت الظالمين على المسلمين الموحدين .. وتزيين الباطل والحرام في أعين الناس.قال تعالى) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" اسمعوا ...هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه، وليس بواردٍ علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يُعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ علي الحوض "أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة: 1013.
هذا فيمن يدخل على أئمة الجور من المسلمين فيصدقهم بكذبهم، فكيف بمن يدخل على أئمة الكفر والظلم والطغيان فيصدقهم بكفرهم وكذبهم ..؟!! بل يصبح بوقا لظلمهم وأهوائهم فيأول القرآن و يحرف السنة.(باع دينه بدنيا غيره).
الضابط الخامس: وهو يتعلق بمسألة الطعن والسب.
كثير من الناس مجرد أن يسمعوا من مسلم ـ وبخاصة إن كان داعية أو من أهل العلم ـ كلمة سبٍّ أو طعن أو لعنٍ .. سرعان ما يُنكرون عليه صنيعه .. ويشنعون عليه أشد التشنيع .. وأن فعله هذا لا يليق به ..... فهل هذا المنطق صحيح ؟؟
نعم صحيح من منظور مساحتين:
أ- المساحة المحظورة المتفق عليها التي لا يجوز الاقتراب منها، وتكمن في النقطتين التاليتين:
1 لعن وسبّ من لا يجوز لعنه وسبه شرعاً .. وهذه مساحة واسعة جداً لا يجوز الاقتراب منها، ومن يفعل ويتجرأ فهو ظالم لنفسه ولغيره ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا خرجت اللعنة من فِي صاحبها نظرت، فإن وجدت مسلكاً في الذي وُجهت إليه، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه. (أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة:1269).
2 : أن لا يكون السب واللعن ديدن المسلم وعادته؛ أي كثير اللعن والطعن، ولأتفه الأسباب تراه يطعن ويلعن .. فهذا لا يليق بأخلاق المسلم،وفي صحيح البخاري، عن أنس رضي الله عنه قال:" لم يكن رسول الله عليه السلام فاحشاً، ولا لعَّاناً، ولا سبَّاباً، كان يقول عند المعتبة: مالَه تَرِبَ جبينُه ".
-ب -المساحة المباحة التي يجوز فيها الطعن، والسبُّ، واللعن:
أقول: يجوز الطعن، والسبُّ، واللعن بضوابط أربعة:
أولاً: أن يكون المطعون والملعون ممن أجاز الشارع لعنه والطعن به.
ثانياً: أن يكون الطعن والسب واللعن مبعثه الغضب لحرمات الله تعالى.
ثالثاً: أن يكون الطعن واللعن والسب سبباً معيناً على زجر المطعون والملعون من الاسترسال في غيه وظلمه، وفجوره.
رابعاً: أن لا يؤدي سب ولعن من يجوز سبه ولعنه إلى أن يسب الآخرُ اللهَ أو دينَه أو رسولَه، لقوله تعالى وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ (الأنعام. فالله تعالى نهى عن سبهم لعلة وليس لذات السبِّ، وهي ) فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ( فإن انتفت هذه العلة، وأُمن عدم وقوعها .. جاز سبهم والطعن بهم.
وإليك بعض الأدلة على ذلك:
ما أخرجه البخاري في صحيحه عن صلح الحديبية، وفيه أن عروة بن مسعود موفد للنبي عليه السلاملمفاوضته، يقول للنبي عليه الصلاة و السلام: فإني والله لأرى وجوهاً، وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:" امصص ببظر اللات، أنحنُ نفر عنه وندَعه ..؟! يقول أبو بكر ذلك ـ وهو سب صريح ولاذغ ـ في حضرة النبي الكريم ومع ذلك لا ينكر عليه؛ لأنه قال ما قاله غضباً لله ودفاعاً عن رسوله صلى الله عليه و سلم.. وفي موطن يُستحسن أن يشعر الكفار بسوء ظنهم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لقد أمر رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم كلّ من رأى من يتفاخر ويتماجد ويتعصّب لقومه بالباطل أن يقول له دون لفّ أو دوران وبكلّ وضوح:" إذا رأيتم الرّجل يتعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بِهَنِ أبيه ولا تكنوا" أخرجه أحمد والترمذي، صحيح الجامع: 1787 فقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: " عضّ إير أبيك “ أي فرجه ، قال ابن الأثير في " النهاية ": التّعزّي الانتماء والانتساب إلى القوم . " فأعضوا بهن أبيه " أي قولوا عضَّ إير أبيك .
احذر يا عبد الله أن تتكلف الأدب والوقار و الحشمة وتقول: من العيب أن نقول للآخرين ذلك .. فأنت بذلك تنسب العيب للنبي عليه الصلاة و السلام.. فتكفر!
ندخل إلى قضية أخرى:
يقول قائل: هل اللعن العام يستلزم دائماً لعن المعين الذي يقع بما يستدعي اللعن .. أم أن هناك موانع تمنع من لعن المعين رغم إتيانه لفعلٍ يستوجب اللعن؟؟؟
أقول: لا يمكن أن نعطل النصوص الشرعية .. ونجعل اللعن دائماً لعناً عاماً لا يمكن أن يتنزل على أصحابه ومستحقيه .. فهذا بخلاف السنة كما تقدم.. كما لا يصح أن نحمل اللعن العام على الأشخاص بأعيانهم مطلقاً ودائماً من دون النظر في الشروط والموانع، والتي يمكن تلخيصها فيما يالي:
-1 أن يكون اللعن في موضع قد أجاز الشارع لعنه.
2-- أن لا يكون من وقع في الفعل الذي يستوجب اللعن .. متأولاً أو جاهلاً لا يقدر أن يدفع عن نفسه الجهل فيما قد خالف فيه مما يستدعي اللعن. كالأعرابي الذي بال في مسجد الرسول.
-3 مما يمنع اللعن كذلك عن المعين أن يكون هذا المعين ممن وقع فيما يستوجب اللعن ـ من ذوي الحسنات الكثيرة، وله سابقة بلاء وجهاد في سبيل الله .. فالحسنات ـ في كثير من الأحيان ـ كلما تعاظمت كلما تشفعت لصاحبها عند موارد الشبهات وحصول الزلل والوقوع في الخطأ، كما في قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما راسل كفار قريش يخبرهم فيها عن توجه النبي الكريم لغزو مكة .. فقد تذكر له النبي الكريم مشاهدته لموقعة بدر العظيمة، فقال:" إنه شهد بدراً، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لك.
-4- أن يكون الفعل الذي يستوجب اللعن صفة لازمة للفاعل .. يستعلن به ويُباهي .. ولا يستحي من سوء وقبح صنيعه .. فهذا الذي يستحق اللعن .. وليس من تصدر عنه المخالفة على وجه الندرة مع الاستحياء من فعله .. وسرعة المبادرة إلى الاستغفار والتوبة.
في الحديث الصحيح: منستر مسلما سترهالله يوم القيامة "البخاري.-
ومثلهما كمثل الذي يريد أن يقضي حاجته فيذهب بعيدا عن الناس و.. وهو يتحرج أشد الحرج من أن يراه أحد.والآخر يقضي حاجته على وجه العادة والتكرار في وسط الطريق مع علمه المسبق أن الناس سيمرون به، ويرونه ويتأذون به .. ومع ذلك فهو لا يبالي .. فالأول يجب ستره، ولا يجوز لعنه .. بخلاف الثاني فإنه يجوز لعنه.
الضابط السادس: من يتتبع سيرة بعض الصحابة، ومن تبعهم من بعض أهل العلم ، يجد أحياناً أن لهم بعض الملاسنات والاطلاقات الشديدة بحق بعضهم البعض.. .. قد تكون لحكمة نعرفها أولا نعرفها، أو لعلة ومآرب في نفوسهم نعرفها أو لا نعرفها.. هذه الملاسنات التي تحصل بينهم .. لا تمنعك يا عبد الله يا مسلم من احترامهم وإكرامهم كما لا تبرر لك عدم احترامهم .. فإن سلَّمنا أن هذا الذي يحصل بينهم خطأ .. فخطأ الآخرين لا يبرر لك فعل الخطأ.
.. قد تكون لما يعلمه هذا العالم عن العالم الآخر من مزالق، وانحرافات، أو بدع، أو تقصير ونحو ذلك .. هو يعلمها ونحن لا نعلمها .. تستدعي وتبرر له شرعاً ـ من قبيل تحذير العامة من أخطائه وانحرافاته وإنصاف الحق ـ مثل هذه الاطلاقات الشديدة بحق ذلك العالم.
قد تكون من قبيل التذكير أو النصح والزجر للعالم الآخر الذي وقع في التقصير أو المخالفة، وهذا يقع أحياناً، وبخاصة من جهة الفاضل نحو المفضول.
وهاهو العالم المجاهد الزاهد عبد الله بن المبارك يقول لابن علية وهو من كبار أهل العلم، لما رضي الآخر لنفسه أن يتولى القضاء عند هارون الرشيد، وقيل صدقات البصرة:
يا جاعلَ العلمِ له بازياً ... يصطادُ أموالَ المساكينِ.
احتـلتَ للـدُّنيا ولذَّاتها ... بحيـلةٍ تذهبُ بالـدينِ
فصرتَ مجنوناً بها بعـدَ ما ... كـنتَ دواءَ المجانـينِ
إن قلتَ أُكرهتَ فذا باطلٌ ... زلَّ حمارُ العلمِ في الطينِ.
فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط الرشيد، وقال: الله، الله، ارحم شيبتي فإني لا أصبر على القضاء.
الشاهد أن مثل هذه الشدة والملاسنة قد تحصل بين أهل العلم ..الفضلاء الأتقياء.. فلا ينبغي أن نضخم الأمور ونثير الشغب عصبية لطرف على طرف، أو لعالم على عالم .. فإن أدركنا الحكمة منها يكون ذلك خيراً .. وإن لم ندرك الحكمة منها .. وقصرت أفهامنا عن إدراك المراد منها .. فالواجب حينئذٍ يحتم علينا أن نحسن الظن بالجميع.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15152
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: رسالة من محب
ان في الاختلاف رحمة للعامة والخاصة ومن نور الله عز و جل بصيرته لم يحكم على بشر حتى يزنه بميزان الكتاب و السنة من طاعة و عبادة و اخلاق و اداب وغيرهم شرعا و عقيدة فان اصاب احترمه و قدره و احبه و ان خالف تركه و هجره ان لم يرجع الى الطريق القويم و لكن نحن اهل السنة و الجماعة لا نسب و لا نعيب و لانقدح في مروءة احد او في دين احد قدوتنا في دلك معلمنا و هادينا حبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اهدي الجميع منعا للفرقة و التباغض و الشقاق و سوء الاخلاق
المعز-
- عدد المساهمات : 17
العمر : 55
المكان : قفصة المدينة
المهنه : معلم
نقاط تحت التجربة : 10538
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
رد: رسالة من محب
المعز كتب:ان في الاختلاف رحمة للعامة والخاصة ومن نور الله عز و جل بصيرته لم يحكم على بشر حتى يزنه بميزان الكتاب و السنة من طاعة و عبادة و اخلاق و اداب وغيرهم شرعا و عقيدة فان اصاب احترمه و قدره و احبه و ان خالف تركه و هجره ان لم يرجع الى الطريق القويم و لكن نحن اهل السنة و الجماعة لا نسب و لا نعيب و لانقدح في مروءة احد او في دين احد قدوتنا في دلك معلمنا و هادينا حبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اهدي الجميع منعا للفرقة و التباغض و الشقاق و سوء الاخلاق
وربي يهدي الجميع
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15152
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى