كتاب مـشـارق الـبـيـان فـى فـضـائـل شـعـبـان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب مـشـارق الـبـيـان فـى فـضـائـل شـعـبـان
كتاب مـشـارق الـبـيـان فـى فـضـائـل شـعـبـان
الباب الأول
شهر شعبان وفضائله
الجزء الأول
شهر شعبان:
كــان الـعـرب يـعـظـمـون رجــبـاً تـعـظـيـمـا ، حـتـى كـان الـرجــل مـنهـم
يــلــقـى قــاتــل أبـيـه وقــاتــل ابـنـه ؛ فـيـخـشـى أن يـنظر إليه نظرة غضب
فـيـهـتـك حــرمــة الــشـهـر ، وكــانــوا يـسـمـونـه رجــبـا الأصـم لأنـه كان
لا يـسـمـع فــيـه قـعـقـعـة الـسـلاح ، ويـسـمـون شـعـبـان الـعـازل لأنـه كـان
بـعـد رجــب مـبـاشـرة ، وفـيـه كــانــت الـعـرب تــعــود إلــى ما كانت عليه
مــن جـاهـلـيـتـهـا . ولــكـن الله جــل جــلالـه جـعـل رجـبـا شـهـرا حــرامــا
وجـعـل شـعـبـان بين رجــب ورمــضـان ، الــذى عـظـمـه الله بـمـا لا يخفى
عــلـى مـسـلـم بـصـريــح الــقــرآن فــكـان شـعـبـان بـيـن شهرين عظيمين .
فضائل شهر شعبان:
1ــ تقرب رسول الله صلى الله عليه وآله فيه :
كــان صلى الله عليه وآله يـتـقـرب إلــى الله بــمـا لا يـتـقـرب فــى غـيـره مـن الـشهور ،
حـتـى ورد أنـه صـامــه إلا أقــلــه . عـــن أسـامة بن زيـد رضـى الله عنهما
أنــه قـــال :" قـلــت يــا رســول الله لــم أرك تــصـوم فـى شهر من الشهور
مــا تــصـوم مـن شـعـبـان ؟ قــال : " ذلك شـهـر يـغـفـل عـنـه الـنـاس بـيـن
رجــب ورمـضـان وهــو شـهـر تــرفـع فــيـه الأعـمــال إلــى رب الـعالمين
وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم"( )
وورد عــن الـسـيـدة عـائـشـة رضـى الله تـعـالــى عــنـهـا قـالت :" كان
رســول الله صلى الله عليه وآله يــصــوم حــتــى نــقــول لا يــفـطـر ، ويـفـطـر حـتـى نـقول
لا يـــصــوم ، ومـــا رأيـــت رســـول الله صلى الله عليه وآله اســتـكـمـل صـيـام شـهـر قــط
إلا شــهــر رمضان ، ومـــا رأيـتــه أكـثـر صـيـامـا مــنــه فــى
شعبان"( ) .
بـيـن ســبـحـانــه حـكـمـة تـقـلـب وجـهـه صلى الله عليه وآله فــى الـسـمـاء أنـهـا لـتـعيين
الـقـبــلـة الـتـى يـحـبـهـا وهـى الـكعـبة الـمـكـرمـة وذلك لأنـه صلى الله عليه وآله كــان يـرى
بـنـور قـلـبـه أن قـبـلـتـه الــدائـمـة هــى الـكـعـبة وأن الله تعــالى ما أمره بأن
يـولـى وجـه شـطـر بـيـت الــمــقـدس إلا لـحـكـمـة ، فـكـان وهـو بـمـكـة إذا
صــلـى ، صـلـى للـكـعـبـة مـواجـهـا بـيـت الـمـقـدس ، فـتـكـون الـكعبة بينه
وبين بـيــت الـمـقـدس ، حـتـى هــاجــر إلــى الـمـديـنـة فــلـم يــتـمـكـن لأنـه
بـيـنـهـما فـتـضرع إلـى الله فـى أن يـجـعـل قـبـلـتـه الـكـعبة فلباه تعالى بقوله
( قَــدْ نَــرى تـَـقَــلُـبَ وَجْـهِــكَ فِــى الــسَّـمَـاءِ فَـــلَـنَـوَلٌـيَـنَّـك قِـبَـلـَةّ تَّـرْضَـاهَ
فَـــوَلْ وَجْـهَـــكَ شَــطـْــرَ الْـمَـسْـجِـدِ الْـحـَـرَام ِوَحَــيْـثُ مَـــا كُـنْـتُـمْ فَــوَلَـــوا
وُجُــوهَـكــمْ شَــطـْرَهُ ) ( ).
وقــد أنـكــر الـيهـود اسـتـقـبـال رســـول الله صلى الله عليه وآله وأصـحـابــه الــكـعــبــة
الـمـطـهـرة فــى صـلاتـهـم بـعـد بـيـت الـمـقـدس بفتح أبواب الفتن على أهل
الـحـق فـقـهـرهــم الله تــعــالـــى وأذلـهــم بـقـولــه ســبـحانه : قل يا محمد :
( لله الْـمَـشْـرِقُ وَالْـمَـغـْرِبُ ) ( ) يـعـــنى أن الـجـهـات الـسـتـة لله تـعـالــى
ومــتــى كــانـت كـل الـجـهـات لله كــان الـحـكـم لــه سـبحانه فى اختصاص
أى جـهـة مـنـهـا لـتـكـون قـبـلـة للــصـلاة لأن الــخــلاق العـظــيـم هو الملك
الـمـتـصـرف فـيـمـا أبــدع وخـلـق ، ولـيـس لمخلوق مقهور أن يـنـكـر عليه
شيئا من حكمه .
وقــد بين سـبـحـانــه الـحـكـمـة فـــى تــحـويــل الـقبلة بآية تقتضى قصر
الـصـفـة عـلــى الـمـوصـوف وهــى قـولـه تـعـالى : ( وَمَا جَعَلْناَ الْقَبْلَةَ الَّتى
كُـنْــتَ عَـلْـيهـاَ إلاَّ لِـنْعْـلَـمَ مَـنْ يـَتَّبعُ الرَّسُولَ مـمَّــنْ يَــنْـقـَلـبُ عََلَى عَـقِـبَـيْـه
وإنْ كَــانْـــتْ لَــكَــبِـــيـــرَةٌ إلاَّ عَـــلَــى الَّــذِيـــن هَــــدى الله ) ( ) أى
مـا حــولــنـاك عــن الـقــبـلـة الــتــى كـنـت عــلـيـهـا وهــى بيت المقدس إلا
للاخـتـيـار والامـتـحــان لـيـطـمـئـن قـلـبـك بـمـن اتـبـعك من المؤمنين وتثق
بـهـم أن يـكـونــوا أنـصـارا لك عــلــى بـمـهـام الــرســالــة فـإن الله تــعـالى
بقوله: ( وَقَليلُ مَّا َهُمْ ) ( 3)
الجزء الثانى
3ــ إنشقاق القمر له صلى الله عليه وآله :
وفـــى شـهـر شـعـبـان أكــرم الله رســول الله صلى الله عليه وآله بــشـق الـقـمـر عندما
طــلــب مـنـه طـغـاة قـريـــش أن يــشـقـه لـهـم لـيـؤمـنوا به فشق له صلى الله عليه وآله فلما
انـشـق فـلـقـتـيـن نـادى طـغـاة قـريـش: شـيبـتـنا يـا مـحـمد بسحرك
وما ازدادوا إلا كفرا وإنكارا .
زعــم الـبـعـض(من....) أن الـقـمـر لم ينشق بعد لا إرهاصا ولا معجزة جرأة على الحق وإنكارا
للــواقــع. لـقـد حـقـق هــؤلاء أن الــنـص الـقـرآنـى ( اقتربت الساعة وانشق القمر )يشير إلى
يـوم
الـقـيامـة وما يحدث فيه من أهوال وأنه لابد من اقتراب الساعة أولا ثم بعد
ذلك يحدث انشقاق القمر . ولو كــانت الآيـــة تـشـيـر إلــى يـــوم
الــقـيامـة فـمـتـى يـتحقق قول الله تعالى
( وإن يــروا آيــة يــعـرضــوا ويـقـولـوا سـحـر مـسـتـمـر ) ؟ أسيكون هذا الإعراض والقول
الـمـسـتـمـر يــوم الـقـيـامـــة ؟؟! وهــل هــذا مـقـبـول عــقــلا ؟! إذن انـشق القمر ورآه كفار
رأى الـعــيـن ثــم أعــرضــوا وقــالـــوا سـحــر مـستمر ،وهذا هو المقبول عقلا .والواو التى
الآيـتـيـن لا تـفـيـد تــرتـيـب اقـتـراب الـسـاعـة وانـشقاق القمر ، وليس ثمة ما يفسد المعروف
فيـحتاج إلى تأويل معناها اقتراب الساعة وعــدمه غيب ، وإلا فـكـيـف نـعــرف أن الــساعــة
قــد اقــتـربـت فـنـسـتـعـد أو يـسـعـد أبـنـاؤنــا ـــ بـعــد ـــ لــرؤيــة انـشــقـاق الـقـمـر؟؟!!
ومــالـنـــا لا نـقـول : إن عـهـد الـنـبـى صلى الله عليه وآله بـدء اقـتـراب الـسـاعـة عـنـد الله تـعالى وإن القمر
انــشـق معجزة له صلى الله عليه وآله تحقيقا لاقتراب هذه الساعــة . وإنـــه وإن طــــال الـعـهـد ولــم تــقــوم
الـقـيامـة مـع إخـبـارنــا بـاقـــتـرابـها مـنـذ نـيـف وألـــف سـنـة فذلك لقوله تعالى : (وإن يوما
ربــك كــألــف سـنـة مـمـا تـعـدون ) ولحديث النبى صلى الله عليه وآله " بعـثـت أنــا والــسـاعـة كـهـاتـيـن "
فـلــو قـال قــائــل إن الــقـمـر انـشـق يـوم مـولــده عليه الصلاة والسلام إيذانا باقتراب ساءت
خـتـم الـرسـالـة واكـتـمـال عـقد النبوة ، فكيف نأخذ بالحجة ومن أين نبطل قوله وواو العطف
لا تفيد شيئا ؟؟!!
ويــروى خــبـر انـشـقـاق الـقـمـر مـــن صـحـيـح روايــــة الشيخين وابن جرير عن أنس ابن
مــالك ، ومـــن حـديـث ابــن مـــسـعـود رواية أبى داود والبيهقى وكل الروايات أسندت لعلى
الله وجـهـه وابــن مـسـعـود وابـن عـبـاس وغـيـرهـم من الثقاة الأعلام.
فــأيـــن نـضع كـــل هــؤلاء الــســادة مــن قــول رأس الـكـذب كـعب الأحبار ومنبع الضلال
وهــب بــن مـنـبـه وأضــرابـهـما ؟! فــالــمـعــجــزات لا تـتـقـيـد فــى حدوثها بالفلك ولا بغيره مما وعاه عقل أو حواه حدس .
عـــن ابـــن عــبــاس ( ) قــال : انــتـهــى أهــل مـكــة إلـــى الـــنــبـــى صلى الله عليه وآله
فـــقــالــوا : هـــل مـــن آيـــة نــعــرف بــهــا أنـــك رسـول ؟؟ فهبط جبريل
عــلــيــه الـــســلام فــقـــال : يــا محمد قــل لأهل مكة أن يجتمعوا هذه الليلة
لــيــروا آيـــة ، فــأخــبــرهـــم رســــول الله صلى الله عليه وآله بــمـا قــالـه جـبـريــل عليه
الــســلام ، فــخــرجــوا لــيــلــة أربـــع عــشــرة ، فــانـشـق القمر نصفين :
نــصــفــا عــلـى الــصـفـا ونـصفا على المروة ، فنظروا ثم قاموا بأبصارهم
فــمـسـحـوهـا ثـــم أعــادوا الــنـظـر فـنـظـروا ، ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا
فــــقـــالـــوا : مــا هـــــذا إلا ســحــر !! فــأنــــزل الله تعالــى ( اقَْـتَـربَـــتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) (2)
قال رضى الله عنه:
شق بدر السـماء فى شــعـبان
حـجة الله فـاقـرأ الـقـرآنا
شهر شعبان فيه آيات ربـــى
قـد رآهـا مـن حـقـق الإيمانا
أشر المصطفى بإحدى يديــه
شق بدر السما رأى الإحسانا
يا حبيبى لباك ربـك فــاســأل
سيد الرسل ــــ ربك الغفرانا
يا حبيبى أنت المراد المرجى
كـلـنـا نـرتجى بك الرضوانا
يا حبيبى ودا وعـيـن حــنـان
فرق الجمع تابعـوا الشيطانا
يا حبيبى أنـت الشفيع مجاب
فـاســأل الله تـشـهد الرحمانا
سـيـدى نــظـرة لجـمع قلوب
واتـحـاد لـيـفـقـهـوا الـفرقانا
أمــة الـمصطـفى إلهى أغثها
وامـنـحـنها القبول والإحسانا
الباب الأول
شهر شعبان وفضائله
الجزء الأول
شهر شعبان:
كــان الـعـرب يـعـظـمـون رجــبـاً تـعـظـيـمـا ، حـتـى كـان الـرجــل مـنهـم
يــلــقـى قــاتــل أبـيـه وقــاتــل ابـنـه ؛ فـيـخـشـى أن يـنظر إليه نظرة غضب
فـيـهـتـك حــرمــة الــشـهـر ، وكــانــوا يـسـمـونـه رجــبـا الأصـم لأنـه كان
لا يـسـمـع فــيـه قـعـقـعـة الـسـلاح ، ويـسـمـون شـعـبـان الـعـازل لأنـه كـان
بـعـد رجــب مـبـاشـرة ، وفـيـه كــانــت الـعـرب تــعــود إلــى ما كانت عليه
مــن جـاهـلـيـتـهـا . ولــكـن الله جــل جــلالـه جـعـل رجـبـا شـهـرا حــرامــا
وجـعـل شـعـبـان بين رجــب ورمــضـان ، الــذى عـظـمـه الله بـمـا لا يخفى
عــلـى مـسـلـم بـصـريــح الــقــرآن فــكـان شـعـبـان بـيـن شهرين عظيمين .
فضائل شهر شعبان:
1ــ تقرب رسول الله صلى الله عليه وآله فيه :
كــان صلى الله عليه وآله يـتـقـرب إلــى الله بــمـا لا يـتـقـرب فــى غـيـره مـن الـشهور ،
حـتـى ورد أنـه صـامــه إلا أقــلــه . عـــن أسـامة بن زيـد رضـى الله عنهما
أنــه قـــال :" قـلــت يــا رســول الله لــم أرك تــصـوم فـى شهر من الشهور
مــا تــصـوم مـن شـعـبـان ؟ قــال : " ذلك شـهـر يـغـفـل عـنـه الـنـاس بـيـن
رجــب ورمـضـان وهــو شـهـر تــرفـع فــيـه الأعـمــال إلــى رب الـعالمين
وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم"( )
وورد عــن الـسـيـدة عـائـشـة رضـى الله تـعـالــى عــنـهـا قـالت :" كان
رســول الله صلى الله عليه وآله يــصــوم حــتــى نــقــول لا يــفـطـر ، ويـفـطـر حـتـى نـقول
لا يـــصــوم ، ومـــا رأيـــت رســـول الله صلى الله عليه وآله اســتـكـمـل صـيـام شـهـر قــط
إلا شــهــر رمضان ، ومـــا رأيـتــه أكـثـر صـيـامـا مــنــه فــى
شعبان"( ) .
بـيـن ســبـحـانــه حـكـمـة تـقـلـب وجـهـه صلى الله عليه وآله فــى الـسـمـاء أنـهـا لـتـعيين
الـقـبــلـة الـتـى يـحـبـهـا وهـى الـكعـبة الـمـكـرمـة وذلك لأنـه صلى الله عليه وآله كــان يـرى
بـنـور قـلـبـه أن قـبـلـتـه الــدائـمـة هــى الـكـعـبة وأن الله تعــالى ما أمره بأن
يـولـى وجـه شـطـر بـيـت الــمــقـدس إلا لـحـكـمـة ، فـكـان وهـو بـمـكـة إذا
صــلـى ، صـلـى للـكـعـبـة مـواجـهـا بـيـت الـمـقـدس ، فـتـكـون الـكعبة بينه
وبين بـيــت الـمـقـدس ، حـتـى هــاجــر إلــى الـمـديـنـة فــلـم يــتـمـكـن لأنـه
بـيـنـهـما فـتـضرع إلـى الله فـى أن يـجـعـل قـبـلـتـه الـكـعبة فلباه تعالى بقوله
( قَــدْ نَــرى تـَـقَــلُـبَ وَجْـهِــكَ فِــى الــسَّـمَـاءِ فَـــلَـنَـوَلٌـيَـنَّـك قِـبَـلـَةّ تَّـرْضَـاهَ
فَـــوَلْ وَجْـهَـــكَ شَــطـْــرَ الْـمَـسْـجِـدِ الْـحـَـرَام ِوَحَــيْـثُ مَـــا كُـنْـتُـمْ فَــوَلَـــوا
وُجُــوهَـكــمْ شَــطـْرَهُ ) ( ).
وقــد أنـكــر الـيهـود اسـتـقـبـال رســـول الله صلى الله عليه وآله وأصـحـابــه الــكـعــبــة
الـمـطـهـرة فــى صـلاتـهـم بـعـد بـيـت الـمـقـدس بفتح أبواب الفتن على أهل
الـحـق فـقـهـرهــم الله تــعــالـــى وأذلـهــم بـقـولــه ســبـحانه : قل يا محمد :
( لله الْـمَـشْـرِقُ وَالْـمَـغـْرِبُ ) ( ) يـعـــنى أن الـجـهـات الـسـتـة لله تـعـالــى
ومــتــى كــانـت كـل الـجـهـات لله كــان الـحـكـم لــه سـبحانه فى اختصاص
أى جـهـة مـنـهـا لـتـكـون قـبـلـة للــصـلاة لأن الــخــلاق العـظــيـم هو الملك
الـمـتـصـرف فـيـمـا أبــدع وخـلـق ، ولـيـس لمخلوق مقهور أن يـنـكـر عليه
شيئا من حكمه .
وقــد بين سـبـحـانــه الـحـكـمـة فـــى تــحـويــل الـقبلة بآية تقتضى قصر
الـصـفـة عـلــى الـمـوصـوف وهــى قـولـه تـعـالى : ( وَمَا جَعَلْناَ الْقَبْلَةَ الَّتى
كُـنْــتَ عَـلْـيهـاَ إلاَّ لِـنْعْـلَـمَ مَـنْ يـَتَّبعُ الرَّسُولَ مـمَّــنْ يَــنْـقـَلـبُ عََلَى عَـقِـبَـيْـه
وإنْ كَــانْـــتْ لَــكَــبِـــيـــرَةٌ إلاَّ عَـــلَــى الَّــذِيـــن هَــــدى الله ) ( ) أى
مـا حــولــنـاك عــن الـقــبـلـة الــتــى كـنـت عــلـيـهـا وهــى بيت المقدس إلا
للاخـتـيـار والامـتـحــان لـيـطـمـئـن قـلـبـك بـمـن اتـبـعك من المؤمنين وتثق
بـهـم أن يـكـونــوا أنـصـارا لك عــلــى بـمـهـام الــرســالــة فـإن الله تــعـالى
بقوله: ( وَقَليلُ مَّا َهُمْ ) ( 3)
الجزء الثانى
3ــ إنشقاق القمر له صلى الله عليه وآله :
وفـــى شـهـر شـعـبـان أكــرم الله رســول الله صلى الله عليه وآله بــشـق الـقـمـر عندما
طــلــب مـنـه طـغـاة قـريـــش أن يــشـقـه لـهـم لـيـؤمـنوا به فشق له صلى الله عليه وآله فلما
انـشـق فـلـقـتـيـن نـادى طـغـاة قـريـش: شـيبـتـنا يـا مـحـمد بسحرك
وما ازدادوا إلا كفرا وإنكارا .
زعــم الـبـعـض(من....) أن الـقـمـر لم ينشق بعد لا إرهاصا ولا معجزة جرأة على الحق وإنكارا
للــواقــع. لـقـد حـقـق هــؤلاء أن الــنـص الـقـرآنـى ( اقتربت الساعة وانشق القمر )يشير إلى
يـوم
الـقـيامـة وما يحدث فيه من أهوال وأنه لابد من اقتراب الساعة أولا ثم بعد
ذلك يحدث انشقاق القمر . ولو كــانت الآيـــة تـشـيـر إلــى يـــوم
الــقـيامـة فـمـتـى يـتحقق قول الله تعالى
( وإن يــروا آيــة يــعـرضــوا ويـقـولـوا سـحـر مـسـتـمـر ) ؟ أسيكون هذا الإعراض والقول
الـمـسـتـمـر يــوم الـقـيـامـــة ؟؟! وهــل هــذا مـقـبـول عــقــلا ؟! إذن انـشق القمر ورآه كفار
رأى الـعــيـن ثــم أعــرضــوا وقــالـــوا سـحــر مـستمر ،وهذا هو المقبول عقلا .والواو التى
الآيـتـيـن لا تـفـيـد تــرتـيـب اقـتـراب الـسـاعـة وانـشقاق القمر ، وليس ثمة ما يفسد المعروف
فيـحتاج إلى تأويل معناها اقتراب الساعة وعــدمه غيب ، وإلا فـكـيـف نـعــرف أن الــساعــة
قــد اقــتـربـت فـنـسـتـعـد أو يـسـعـد أبـنـاؤنــا ـــ بـعــد ـــ لــرؤيــة انـشــقـاق الـقـمـر؟؟!!
ومــالـنـــا لا نـقـول : إن عـهـد الـنـبـى صلى الله عليه وآله بـدء اقـتـراب الـسـاعـة عـنـد الله تـعالى وإن القمر
انــشـق معجزة له صلى الله عليه وآله تحقيقا لاقتراب هذه الساعــة . وإنـــه وإن طــــال الـعـهـد ولــم تــقــوم
الـقـيامـة مـع إخـبـارنــا بـاقـــتـرابـها مـنـذ نـيـف وألـــف سـنـة فذلك لقوله تعالى : (وإن يوما
ربــك كــألــف سـنـة مـمـا تـعـدون ) ولحديث النبى صلى الله عليه وآله " بعـثـت أنــا والــسـاعـة كـهـاتـيـن "
فـلــو قـال قــائــل إن الــقـمـر انـشـق يـوم مـولــده عليه الصلاة والسلام إيذانا باقتراب ساءت
خـتـم الـرسـالـة واكـتـمـال عـقد النبوة ، فكيف نأخذ بالحجة ومن أين نبطل قوله وواو العطف
لا تفيد شيئا ؟؟!!
ويــروى خــبـر انـشـقـاق الـقـمـر مـــن صـحـيـح روايــــة الشيخين وابن جرير عن أنس ابن
مــالك ، ومـــن حـديـث ابــن مـــسـعـود رواية أبى داود والبيهقى وكل الروايات أسندت لعلى
الله وجـهـه وابــن مـسـعـود وابـن عـبـاس وغـيـرهـم من الثقاة الأعلام.
فــأيـــن نـضع كـــل هــؤلاء الــســادة مــن قــول رأس الـكـذب كـعب الأحبار ومنبع الضلال
وهــب بــن مـنـبـه وأضــرابـهـما ؟! فــالــمـعــجــزات لا تـتـقـيـد فــى حدوثها بالفلك ولا بغيره مما وعاه عقل أو حواه حدس .
عـــن ابـــن عــبــاس ( ) قــال : انــتـهــى أهــل مـكــة إلـــى الـــنــبـــى صلى الله عليه وآله
فـــقــالــوا : هـــل مـــن آيـــة نــعــرف بــهــا أنـــك رسـول ؟؟ فهبط جبريل
عــلــيــه الـــســلام فــقـــال : يــا محمد قــل لأهل مكة أن يجتمعوا هذه الليلة
لــيــروا آيـــة ، فــأخــبــرهـــم رســــول الله صلى الله عليه وآله بــمـا قــالـه جـبـريــل عليه
الــســلام ، فــخــرجــوا لــيــلــة أربـــع عــشــرة ، فــانـشـق القمر نصفين :
نــصــفــا عــلـى الــصـفـا ونـصفا على المروة ، فنظروا ثم قاموا بأبصارهم
فــمـسـحـوهـا ثـــم أعــادوا الــنـظـر فـنـظـروا ، ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا
فــــقـــالـــوا : مــا هـــــذا إلا ســحــر !! فــأنــــزل الله تعالــى ( اقَْـتَـربَـــتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) (2)
قال رضى الله عنه:
شق بدر السـماء فى شــعـبان
حـجة الله فـاقـرأ الـقـرآنا
شهر شعبان فيه آيات ربـــى
قـد رآهـا مـن حـقـق الإيمانا
أشر المصطفى بإحدى يديــه
شق بدر السما رأى الإحسانا
يا حبيبى لباك ربـك فــاســأل
سيد الرسل ــــ ربك الغفرانا
يا حبيبى أنت المراد المرجى
كـلـنـا نـرتجى بك الرضوانا
يا حبيبى ودا وعـيـن حــنـان
فرق الجمع تابعـوا الشيطانا
يا حبيبى أنـت الشفيع مجاب
فـاســأل الله تـشـهد الرحمانا
سـيـدى نــظـرة لجـمع قلوب
واتـحـاد لـيـفـقـهـوا الـفرقانا
أمــة الـمصطـفى إلهى أغثها
وامـنـحـنها القبول والإحسانا
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15138
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: كتاب مـشـارق الـبـيـان فـى فـضـائـل شـعـبـان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يـوسف-
- عدد المساهمات : 89
العمر : 43
نقاط تحت التجربة : 10578
تاريخ التسجيل : 25/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى