نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة
نسمة قفصية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن أحاديث يرويها القصاص وغيرهم بالطرق

اذهب الى الأسفل

سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن أحاديث يرويها القصاص وغيرهم بالطرق Empty سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن أحاديث يرويها القصاص وغيرهم بالطرق

مُساهمة من طرف أحمد نصيب الجمعة 17 سبتمبر - 20:27

سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن أحاديث يرويها القصاص وغيرهم بالطرق

سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن أحاديث يرويها القصاص وغيرهم بالطرق
وغيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب عنها :
منها ما يروون أنه قال : { أدبني ربي فأحسن تأديبي } . فأجاب : الحمد لله . المعنى صحيح لكن لا يعرف له إسناد ثابت .

ومما يروونه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لو كان المؤمن في ذروة جبل قيض الله له من يؤذيه أو شيطانا يؤذيه } . فأجاب : الحمد لله . ليس هذا معروفا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروونه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لو كانت الدنيا دما عبيطا كان قوت المؤمن منها حلالا } . فأجاب : الحمد لله . ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف عنه بإسناد ولكن المؤمن لا بد أن يتيح الله له من الرزق ما يغنيه ويمتنع في الشرع أن يحرم على المؤمن ما لا بد منه : فإن الله لم يوجب على المؤمنين ما لا يستطيعونه ولا حرم عليهم ما يضطرون إليه من غير معصية منهم . قاله وكتبه أحمد ابن تيمية .

ومما يروونه عنه صلى الله عليه وسلم عن الله : { ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن } . فأجاب : الحمد لله . هذا مذكور في الإسرائيليات ليس له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى " وسعني قلبه " الإيمان بي ومحبتي ومعرفتي ولا من قال : إن ذات الله تحل في قلوب الناس فهذا من النصارى خصوا ذلك بالمسيح وحده .
ومما يروونه عنه أيضا : { القلب بيت الرب } . فأجاب : الحمد لله . هذا كلام من جنس الأول فإن القلب بيت الإيمان بالله ومعرفته ومحبته وليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروونه عنه أيضا : { كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فعرفتهم بي فعرفوني } . فأجاب : ليس هذا من كلام الله للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له إسناد صحيح ولا ضعيف .

ومما يروونه عنه صلى الله عليه وسلم { أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم مع أبي بكر كنت كالزنجي بينهما } الذي لا يفهم . فأجاب : الحمد لله . هذا كذب ظاهر لم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث ولم يروه إلا جاهل أو ملحد .

ومما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أنا مدينة العلم وعلي بابها } . فأجاب : هذا حديث ضعيف بل موضوع عند أهل المعرفة بالحديث لكن قد رواه الترمذي وغيره ومع هذا فهو كذب

ومما يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم { أن الله يعتذر للفقراء يوم القيامة ويقول وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنكم لهوانكم علي لكن أردت أن أرفع قدركم في هذا اليوم انطلقوا إلى الموقف فمن أحسن إليكم بكسرة أو سقاكم شربة من الماء أو كساكم خرقة انطلقوا به إلى الجنة } . فأجاب : الحمد لله . هذا الشأن كذب لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث وهو باطل مخالف للكتاب والسنة بالإجماع .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { أنه لما قدم المدينة في الهجرة خرجت بنات النجار بالدفوف وهن يقلن : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع إلى آخر الشعر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هزوا كرابيلكم بارك الله فيكم } . فأجاب : أما ضرب النسوة الدف في الزواج فقد كان معروفا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما قوله : { هزوا كرابيلكم بارك الله فيكم } فهذا لا يعرف عنه صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه أنه قال : { لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر على ذلك } . فأجاب : الحمد لله . هذا جاء معناه في حديث معروف في السنن أن أبا بكر رضي الله عنه وزن هذه الأمة فرجح .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي فأسكني في أحب البقاع إليك } . فأجاب : الحمد لله . هذا باطل بل ثبت في الترمذي وغيره أنه قال لمكة : { والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وقال إنك لأحب البلاد إلي } فأخبر أنها أحب البلاد إلى الله وإليه .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة } . فأجاب : الحمد لله . هذا حديث كذب موضوع ولم يروه أحد من أهل العلم بالحديث .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { فقراؤكم } . فأجاب : الحمد لله . هذا اللفظ ليس مأثورا لكن معناه صحيح وأن الفقراء موضع الإحسان إليهم فبهم تحصل الحسنات .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { البركة مع أكابركم } . فأجاب : الحمد لله قد ثبت في الصحيح من حديث جبير أنه قال : { كبر كبر } أي : يتكلم الأكبر وثبت من حديث الإمامة أنه قال : { فإن استووا - أي في القراءة والسنة والهجرة - فليؤمهم . أكبرهم سنا } .

ومما يروون أيضا : { الشيخ في قومه كالنبي في أمته } . فأجاب : الحمد لله ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يقوله بعض الناس .

ومما يروون أيضا : { لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا } . فأجاب : الحمد لله . هذا مأثور عن بعض السلف وهو كلام صحيح .

ومما رووا عن علي رضي الله عنه أن أعرابيا صلى ونقر صلاته فقال له علي : لا تنقر صلاتك فقال له الأعرابي : لو نقرها أبوك ما دخل النار . فأجاب : الحمد لله . هذا كذب ورووه عن عمر وهو كذب .

ومما يروون عن عمر رضي الله عنه أنه قتل أباه . فأجاب : هذا كذب ؛ فإن أبا عمر رضي الله عنه مات في الجاهلية قبل أن يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { كنت نبيا وآدم بين الماء والطين وكنت نبيا وآدم لا ماء ولا طين } . فأجاب : الحمد لله . هذا اللفظ كذب باطل ولكن اللفظ المأثور الذي رواه الترمذي وغيره أنه { قيل : يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد } وفي السنن عن العرباض بن سارية أنه قال : { إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته } .

ومما يروون أيضا : { العازب فراشه من النار ومسكين رجل بلا امرأة ومسكينة امرأة بلا رجل } . فأجاب : الحمد لله . هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولم أجده مرويا ولم يثبت .

ومما يروون { أن إبراهيم عليه السلام لما بنى البيت صلى في كل ركن ألف ركعة فأوحى الله تعالى إليه : يا إبراهيم أفضل من هذا سد جوعة أو ستر عورة } . فأجاب : الحمد لله . هذا كذب ظاهر ليس هو في شيء من كتب المسلمين .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إذا ذكر إبراهيم وذكرت أنا فصلوا عليه ثم صلوا علي وإذا ذكرت أنا والأنبياء غيره فصلوا علي ثم صلوا عليهم } . فأجاب : الحمد لله . هذا لا يعرف من كتب أهل العلم ولا عن أحد من العلماء المعروفين بالحديث .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { من أكل مع مغفور له غفر له } . فأجاب : الحمد لله . هذا ليس له إسناد عن أهل العلم ولا هو في شيء من كتب المسلمين وإنما يروونه عن سالم وليس معناه صحيحا على الإطلاق فقد يأكل مع المسلمين الكفار والمنافقون .

ومما يروون أيضا : { من أشبع جوعة أو ستر عورة ضمنت له الجنة } . فأجاب : الحمد لله . هذا اللفظ لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون : { لا تكرهوا الفتن ؛ فإن فيها حصاد المنافقين } . فأجاب : الحمد لله . هذا ليس معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون : { سب أصحابي ذنب لا يغفر } . فأجاب : رحمه الله هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }

ومما يروون : { من علم أخاه آية من كتاب الله فقد ملك رقه } . فأجاب : الحمد لله . هذا كذب ليس في شيء من كتب أهل العلم .
ومما يروون عنه : { آية من القرآن خير من محمد وآله } . فأجاب : الحمد لله . القرآن كلام الله منزل غير مخلوق فلا يشبه بالمخلوقين واللفظ المذكور غير مأثور .

ومما يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم " { أنا من العرب وليس العرب مني } . فأجاب : الحمد لله . هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه أيضا : { اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين } . فأجاب : هذا يروى لكنه ضعيف لا يثبت ومعناه أحيني خاشعا متواضعا لكن اللفظ لم يثبت .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إذا سمعتم عني حديثا فاعرضوه على الكتاب والسنة فإن وافق فارووه وإن لم يوافق فلا } . فأجاب : الحمد لله . هذا مروي ولكنه ضعيف عن غير واحد من الأئمة كالشافعي وغيره .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يا علي اتخذ لك نعلين من حديد وأفنهما في طلب العلم ولو بالصين } . فأجاب : الحمد لله . ليس هذا ولا هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يقول الله تعالى لاقوني بنياتكم ولا تلاقوني بأعمالكم } . فأجاب : الحمد لله . ليس هذا اللفظ معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم { من قدم إبريقا لمتوضئ فكأنما قدم جوادا مسرجا ملجوما يقاتل عليه في سبيل الله } . فأجاب : هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { يأتي على أمتي زمان ما يسلم بدينه إلا من يفر من شاهق إلى
شاهق } . فأجاب : الحمد لله . هذا اللفظ ليس معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { حسنات الأبرار سيئات المقربين } . فأجاب : الحمد لله . هذا كلام بعض الناس وليس هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ستروا من أصحابي هدنة : القاتل والمقتول في الجنة } . فأجاب : الحمد لله . هذا اللفظ لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه : { إذا وصلتم إلى ما شجر بين أصحابي فأمسكوا وإذا وصلتم إلى القضاء والقدر فأمسكوا } . فأجاب : الحمد لله . هذا مأثور بإسناد منقطع وما له إسناد ثابت .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { إذا كثرت الفتن فعليكم بأطراف اليمن } . فأجاب : الحمد لله . هذا اللفظ لا يعرف .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من بات في حراسة كلب بات في غضب الرب } . فأجاب : الحمد لله . هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم { أنه أمر النساء بالغنج لأزواجهن عند الجماع } . فأجاب : ليس هذا عنه صلى الله عليه وسلم .

ومما يروون عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من كسر قلبا فعليه جبره } . فأجاب : الحمد لله . هذا أدب من الآداب وهذا اللفظ ليس معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الكلام يكون صحيحا لكن يمكن أن يقال من الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقدح إذ هذا اللفظ ليس بمطلق في كسر قلوب الكفار والمنافقين إذ به إقامة الملة .
والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وعلى آله وأصحابه وأزواجه والتابعين .


جملة من الأحاديث التي سئل عنها الشيخ رحمه الله ...

سئل رحمه الله عن هذا الحديث : { من علمك آية من كتاب الله فكأنما ملك رقك إن شاء باعك وإن شاء أعتقك } فهل هذا في الكتب الستة أو هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فأجاب : ليس هذا في شيء من كتب المسلمين ؛ لا في الستة ولا في غيرها ؛ بل مخالف لإجماع المسلمين ؛ فإن من علم غيره لا يصير به مالكا إن شاء باعه وإن شاء أعتقه ومن اعتقد هذا فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل . والحر المسلم لا يسترق وسيد معلم الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم علمهم الكتاب والحكمة وهو أولى بهم من أنفسهم ومع هذا فهم أحرار لم يسترقهم ولم يستعبدهم بل كان حكمه في أمته الأحرار خلاف حكمه فيما ملكته يمينه ولو كان المؤمنات ملكا له لجاز أن يطأ كل مؤمنة بلا عقد نكاح ولكان لمن علم امرأة آية من القرآن أن يطأها بلا نكاح وهذا لا يقوله مسلم .


مسألة : مدى صحة أحاديث منها من طاف بهذا البيت أسبوعا
سئل عن هذه الأحاديث : { من طاف بهذا البيت أسبوعا إيمانا واحتسابا غفر له ما قد سلف } وقوله صلى الله عليه وسلم { من وقف بعرفات وظن أن الله لا يغفر له لا غفر الله له } وأيضا : { لو مر بعرفات راعي غنم - ولم يعلم أنه يوم عرفة - غفر له } وقوله عليه السلام { من حج ولم يزرني فقد جفاني ومن زارني فقد وجبت له شفاعتي } هل هذه الأحاديث في الصحيح أم لا ؟ وما معنى قوله عز وجل : { مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا } ؟ .
فأجاب :
الحمد لله رب العالمين . ليس في هذه الأحاديث حديث - لا في الصحيح ولا في السنن وفيها ما معناه مخالف للكتاب والسنة فإنه لو وقف الرجل بعرفات خائفا من الله أن لا يغفر له ذنوبه ؛ لكونها كبائر لم يقل : إن الله لا يغفر له فإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فما دون الشرك إن شاء الله غفره لصاحبه وإن شاء لم يغفره لكن إذا تاب العبد من الذنب غفره الله له شركا كان أو غير شرك . كما قال تعالى : { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } فهذا في حق التائب . وأيضا فالواقف بعرفات لا يسقط عنه ما وجب عليه من صلاة وزكاة بإجماع المسلمين بل هم متفقون على أن الصلاة أوكد من الحج بما لا نسبة بينهما . فإن الحج يجب مرة في العمر على المستطيع والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد الهجرة إلا حجة واحدة وأما الصلاة فإنها فرض على كل عاقل بالغ - إلا الحائض والنفساء - سواء كان صحيحا أو مريضا آمنا أو خائفا غنيا أو فقيرا رجلا أو امرأة في اليوم والليلة نحو أربعين ركعة سبعة عشر فريضة والسنن الرواتب عشر ركعات أو اثنتا عشرة ركعة وقيام الليل أحد عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة وكذلك حقوق العباد من الذنوب والمظالم وغيرها لا تسقط بالحج باتفاق الأئمة . والحديث الذي يروى في سقوط المظالم وغيرها بذلك في حديث عباس بن مرداس حديث ضعيف . وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر } فهذه الأمور التي هي أعظم من الحج ولكن الكبائر تكفرها التوبة منها بالكتاب والسنة وإجماع الأمة . وكذلك قوله : { من حج ولم يزرني فقد جفاني } كذب فإن جفاء النبي صلى الله عليه وسلم حرام وزيارة قبره ليست واجبة باتفاق المسلمين ولم يثبت عنه حديث في زيارة قبره بل هذه الأحاديث التي تروى - من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة - وأمثال ذلك كذب باتفاق العلماء . وقد روى الدارقطني وغيره في زيارة قبره أحاديث وهي ضعيفة . وقد كره الإمام مالك - وهو من أعلم الناس بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالسنة التي عليها أهل مدينته من الصحابة والتابعين وتابعيهم - كره أن يقال : زرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان هذا اللفظ ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معروفا عند علماء المدينة لم يكره مالك ذلك . وأما إذا قال سلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا لا يكره بالاتفاق كما في السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام } وكان ابن عمر يقول : السلام عليك يا رسول الله ؛ السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبت . وفي سنن أبي داود عنه أنه قال : { أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء } .

وأما قوله تعالى { ومن دخله كان آمنا } فهذا من باب البيت . كما قال تعالى : { أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم } وقال تعالى : { فليعبدوا رب هذا البيت } { الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف } وقال تعالى : { أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء } فكانوا في الجاهلية يقتل بعضهم بعضا خارج الحرم فإذا دخلوا الحرم أو لقي الرجل قاتل أبيه لم يهجه وكان هذا من الآيات التي جعلها الله فيه كما قال : { فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا } والإسلام زاد حرمته . فمذهب أكثر الفقهاء أن من أصاب حدا خارج الحرم ثم لجأ إلى الحرم لم يقم عليه الحد حتى يخرج منه كما قال ابن عمر وابن عباس . وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد وغيرهما ؛ لما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا وأنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار ثم قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس } . ومن ظن أن من دخل الحرم كان آمنا من عذاب الآخرة مع ترك الفرائض من الصلاة وغيرها ومع ارتكاب المحارم فقد خالف إجماع المسلمين فقد دخل البيت من الكفار والمنافقين والفاسقين من هو من أهل النار بإجماع المسلمين . والله أعلم .


وسئل : عن أحاديث :
هل هي صحيحة ؟ وهل رواها أحد من المعتبرين بإسناد صحيح ؟ وهي قوله : { أول ما خلق الله العقل قال له : أقبل فأقبل . ثم قال له : أدبر فأدبر . ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منك : بك آخذ وبك أعطي ؛ وبك أثيب وبك أعاقب } . وقوله : { أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم } وهل هذا اللفظ هو لفظ حديث ؟ أو فيه تحريف ؟ أو زيادة أو نقص ؟ وقوله : { إن الله من علي فيما من علي : أن أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي قسمتها بيني وبينك نصفين } وقوله : { الناس شركاء في ثلاث : الماء والكلأ والنار } .

فأجاب : أما الحديث الأول فهو كذب موضوع عند أهل العلم بالحديث ليس هو في شيء من كتب الإسلام المعتمدة وإنما يرويه مثل داود ابن المحبر وأمثاله من المصنفين في العقل ويذكره أصحاب " رسائل إخوان الصفا " ونحوهم من المتفلسفة وقد ذكره أبو حامد في بعض كتبه وابن عربي وابن سبعين وأمثال هؤلاء وهو عند أهل العلم بالحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك أبو حاتم الرازي وأبو الفرج ابن الجوزي وغيرهما من المصنفين في علم الحديث . ومع هذا فلفظ الحديث : { أول ما خلق الله العقل قال له : أقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر قال ما خلقت خلقا أكرم علي منك فبك آخذ . وبك أعطي وبك الثواب وبك العقاب } وفي لفظ { لما خلق الله العقل قال له : كذلك } ومعنى هذا اللفظ أنه قال للعقل في أول أوقات خلقه ؛ ليس فيه أن العقل أول المخلوقات لكن المتفلسفة القائلون بقدم العالم أتباع أرسطو هم ومن سلك سبيلهم من باطنية الشيعة والمتصوفة والمتكلمة رووه أول ما خلق الله العقل بالضم ليكون ذلك حجة لمذهبهم في أن أول المبدعات هو العقل الأول وهذا اللفظ لم يروه به أحد من أهل الحديث بل اللفظ المروي مع ضعفه يدل على نقيض هذا المعنى فإنه قال : { ما خلقت خلقا أكرم علي منك } فدل على أنه قد خلق قبله غيره والذي يسميه الفلاسفة العقل الأول ليس قبله مخلوق عندهم . وأيضا فإنه قال : { بك آخذ وبك أعطي وبك الثواب وبك العقاب } فجعل به هذه الأعراض الأربعة وعند أولئك المتفلسفة الباطنية : أن جميع العالم صدر عن العقل الأول وهو رب السموات والأرض وما بينهما عندهم وإن كان مربوبا للواجب بنفسه وهو عندهم متولد عن الله لازم لذاته وليس هذا قول أحد من أهل الملل لا المسلمين ولا اليهود ولا النصارى إلا من ألحد منهم ولا هو قول المجوس ولا جمهور الصابئين ولا أكثر المشركين ولا جمهور الفلاسفة بل هو قول طائفة منهم . وأيضا فإن العقل في لغة المسلمين عرض من الأعراض قائم بغيره وهو غريزة أو علم أو عمل بالعلم ؛ ليس العقل في لغتهم جوهرا قائما بنفسه فيمتنع أن يكون أول المخلوقات عرضا قائما بغيره فإن العرض لا يقوم إلا بمحل فيمتنع وجوده قبل وجود شيء من الأعيان وأما أولئك المتفلسفة : ففي اصطلاحهم أنه جوهر قائم بنفسه وليس هذا المعنى هو معنى العقل في لغة المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم خاطب المسلمين بلغة العرب لا بلغة اليونان فعلم أن المعنى الذي أراده المتفلسفة لم يقصده الرسول لو كان تكلم بهذا اللفظ فكيف إذا لم يتكلم به .

وأما الحديث الثاني وهو قوله : { أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم } فهذا لم يروه أحد من علماء المسلمين الذين يعتمد عليهم في الرواية وليس هو في شيء من كتبهم وخطاب الله ورسوله للناس عام يتناول جميع المكلفين كقوله : { يا أيها الناس } { يا أيها الذين آمنوا } { يا عبادي } { يا بني إسرائيل } وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الناس على منبره بكلام واحد يسمعه كل أحد ؛ لكن الناس يتفاضلون في فهم الكلام بحسب ما يخص الله به كل واحد منهم من قوة الفهم وحسن العقيدة . ولهذا كان أبو بكر الصديق أعلمهم بمراده كما في الصحيحين عن أبي سعيد : { أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : إن عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار ذلك العبد ما عند الله قال : فبكى أبو بكر وقال : نفديك بأنفسنا وأموالنا فجعل الناس يعجبون منه ويقولون : عجبا لهذا الشيخ ؛ بكى أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة قال : فكان رسول صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به } فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر عبدا مطلقا لم يعينه ولكن أبو بكر عرف عينه . وما يرويه بعض الناس عن عمر أنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يتحدثان وكنت كالزنجي بينهما } فهذا كذب مختلق وكذلك ما يروى أنه أجاب أبا بكر بجواب وأجاب عائشة بجواب فهذا كذب باتفاق أهل العلم .


سئل رحمه الله عن هذا الحديث : { من علمك آية من كتاب الله فكأنما ملك رقك إن شاء باعك وإن شاء أعتقك }

فهل هذا في الكتب الستة أو هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فأجاب : ليس هذا في شيء من كتب المسلمين ؛ لا في الستة ولا في غيرها ؛ بل مخالف لإجماع المسلمين ؛ فإن من علم غيره لا يصير به مالكا إن شاء باعه وإن شاء أعتقه ومن اعتقد هذا فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل . والحر المسلم لا يسترق وسيد معلم الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم علمهم الكتاب والحكمة وهو أولى بهم من أنفسهم ومع هذا فهم أحرار لم يسترقهم ولم يستعبدهم بل كان حكمه في أمته الأحرار خلاف حكمه فيما ملكته يمينه ولو كان المؤمنات ملكا له لجاز أن يطأ كل مؤمنة بلا عقد نكاح ولكان لمن علم امرأة آية من القرآن أن يطأها بلا نكاح وهذا لا يقوله مسلم .
أحمد نصيب
أحمد نصيب
 
 

عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24473
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى