حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
+6
gafsa_Lagare
MEHDI2
dalitali
ayoub
gafsien
مؤانسة خاصة جدا
10 مشترك
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
* قلت في كتابك “ما الفلسفة ؟” : » إن ما يدعو المثقف العربي إلى التفلسف أكثر من غيره هو أنه لمّا يشرع في التفلسف بَعْدُ، ذلك أن الفلسفة لا تزال، في ثقافتنا العربية قولا مكبوتا «. ما الذي جعل منها قولا مكبوتا ؟! الدين أم السياسة ؟ أم تكوين العقل العربي ذاته الذي لم يبلغ سنّ الرشد بعدُ حتّى يشتغل ؟! هل مازال العقل العربي عقلا شاعرا ؟!
- غالبا ما نسعى إلى اختزال الأسباب المركّبة في سبب واحد يمطمئن عقلنا المستريح أصلا من مشقّة التفكير والتفكير النقدي، لقد عرّفنا، في سياق سابق، التفلسف بأنه فاعلية نقدية وتصريف ذهني حرّ لتعقل مقام الإنسان الأهلي أو الكوني وأن التفلسف يستلزم ضمان الشرط الرئيس للتفكير وللتخلّص من ضروب الدغمائية والبحث عن مطلب الحقيقة بمعزل عن سلطة هذا المقدس أو ذاك، بينما حياتنا العربية الإسلامية كلّها “مسيّجة” بالذهنيات الاستعبادية والاستبدادية مضافا إليها خزّان النفاق الذي نمارسه بفضل ذهنيات “التقيّة” و”استرماستر الله” و”إذا عصيتم فاستتروا” فغدت حياتنا الثقافية، العاطفية والذهنية بمثابة متوالية من ضروب التّقيّة واغتيال المحسوس به والمرغوب فيه فازدهرت أشكال التراجعات والانكسارات والسبب فعلا إنما هو جاهزية مكتسبة بفضل قرون من الاستقالة العقلية، فنرى أن مقام الفلسفة، مقام المغضوب عليه من قبل هذه السلطة السياسية أو تلك وإن كان ثمّة جامعات وجمعيات فلسفيّة وندوات دوريّة فهي لا تزيد عن كونها عناوين وجاهة تقوم مقام الواجهة الحضارية لا غير، هذا لا ينفي وجود الآحاد من المفكّرين الذين بايعوا العلم والمعرفة، بحياتهم خارج أطر المقدّس السلطوي أو الديني وبعيدا عن الوجاهات الاجتماعية، فأن تكون فيلسوفا في فضائنا الحضاري هو أن تنسب في نهاية التحليل إلى الكفر والتزوير والزندقة، إلى غير ذلك من ضروب “التكريم المضادّ”، فما ينتشر حاليّا في أكثر الجامعات العربية الإسلامية إنما هي صورة “فيلسوف الزور والبهرج” وفق لغة الفارابي، أولئك الذين يتكلّمون حيث لا يجب الكلام ويصمتون حين يتوجّب الكلام. لذلك هم “فلاسفة تزوير وتبرير” فلاسفة تمشهدٍ وخونة سقراط الحقيقي يدسّون رؤوسهم في زمن المحن الذي يمرّ به الوطن أو الأمة، يدسّون رؤوسهم في “الأشياء في ذاتها” وفق عبارة كانط، أو يراقصون “الوثبة الحيويّة” وفق عبارة برغسون للحصول على وجاهة جامعيّة تجعلهم أكثر أمية وخطرا من أي شكل من أشكال الآفات الاجتماعية، إذ لا يكتفون فقط لتبرير استقالتهم بتعلّة تعالي المزيّف الفلسفي على الشارع، إنهم فعلا أحفاد أفلاطون الذي سيظلّ مدينا دائما للعسكري أكاداميكوس الذي أهداه فضاء يليق بسجن الفيلسوف.
كم نحن في حاجة إلى “سقرطة” الفلسفة من جديد كما يسعى أحفاد ديكارت ورامبو ومونتسكيو إلى ممارستها في فرنسا بفتح المغلق الأكاديمي على الساحات العامة مجال التداول الفلسفي الحقيقي، أليس بإمكاننا أن نجعل من الفضائيات تقوم مقام “الأكورا” كما لدى اليونان القديم ؟!
- غالبا ما نسعى إلى اختزال الأسباب المركّبة في سبب واحد يمطمئن عقلنا المستريح أصلا من مشقّة التفكير والتفكير النقدي، لقد عرّفنا، في سياق سابق، التفلسف بأنه فاعلية نقدية وتصريف ذهني حرّ لتعقل مقام الإنسان الأهلي أو الكوني وأن التفلسف يستلزم ضمان الشرط الرئيس للتفكير وللتخلّص من ضروب الدغمائية والبحث عن مطلب الحقيقة بمعزل عن سلطة هذا المقدس أو ذاك، بينما حياتنا العربية الإسلامية كلّها “مسيّجة” بالذهنيات الاستعبادية والاستبدادية مضافا إليها خزّان النفاق الذي نمارسه بفضل ذهنيات “التقيّة” و”استرماستر الله” و”إذا عصيتم فاستتروا” فغدت حياتنا الثقافية، العاطفية والذهنية بمثابة متوالية من ضروب التّقيّة واغتيال المحسوس به والمرغوب فيه فازدهرت أشكال التراجعات والانكسارات والسبب فعلا إنما هو جاهزية مكتسبة بفضل قرون من الاستقالة العقلية، فنرى أن مقام الفلسفة، مقام المغضوب عليه من قبل هذه السلطة السياسية أو تلك وإن كان ثمّة جامعات وجمعيات فلسفيّة وندوات دوريّة فهي لا تزيد عن كونها عناوين وجاهة تقوم مقام الواجهة الحضارية لا غير، هذا لا ينفي وجود الآحاد من المفكّرين الذين بايعوا العلم والمعرفة، بحياتهم خارج أطر المقدّس السلطوي أو الديني وبعيدا عن الوجاهات الاجتماعية، فأن تكون فيلسوفا في فضائنا الحضاري هو أن تنسب في نهاية التحليل إلى الكفر والتزوير والزندقة، إلى غير ذلك من ضروب “التكريم المضادّ”، فما ينتشر حاليّا في أكثر الجامعات العربية الإسلامية إنما هي صورة “فيلسوف الزور والبهرج” وفق لغة الفارابي، أولئك الذين يتكلّمون حيث لا يجب الكلام ويصمتون حين يتوجّب الكلام. لذلك هم “فلاسفة تزوير وتبرير” فلاسفة تمشهدٍ وخونة سقراط الحقيقي يدسّون رؤوسهم في زمن المحن الذي يمرّ به الوطن أو الأمة، يدسّون رؤوسهم في “الأشياء في ذاتها” وفق عبارة كانط، أو يراقصون “الوثبة الحيويّة” وفق عبارة برغسون للحصول على وجاهة جامعيّة تجعلهم أكثر أمية وخطرا من أي شكل من أشكال الآفات الاجتماعية، إذ لا يكتفون فقط لتبرير استقالتهم بتعلّة تعالي المزيّف الفلسفي على الشارع، إنهم فعلا أحفاد أفلاطون الذي سيظلّ مدينا دائما للعسكري أكاداميكوس الذي أهداه فضاء يليق بسجن الفيلسوف.
كم نحن في حاجة إلى “سقرطة” الفلسفة من جديد كما يسعى أحفاد ديكارت ورامبو ومونتسكيو إلى ممارستها في فرنسا بفتح المغلق الأكاديمي على الساحات العامة مجال التداول الفلسفي الحقيقي، أليس بإمكاننا أن نجعل من الفضائيات تقوم مقام “الأكورا” كما لدى اليونان القديم ؟!
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
* قدّمت بعض المجاميع الشعرية، هل تعتبر تلك المقدمات نقدا أدبيا أم قراءات فلسفية ؟
- لا هذا ولا تلك، ذلك أنّ مثل هذا السؤال يقودنا إلى مسألة الفصل بين الشعر والفلسفة، تماما كما الفصل بين السرد والشعر أو بين العقل والجنون، لم أقدّم كثيرا من الدواوين، وهذا اختيار منّي رغم ما يسببه ذلك لي من حرج وتوعّك عاطفي أحيانا. إنّ ما قمت به مع “مدوّنة الملاعين الطيّبين” أو مع “سنوات بلا سبب” للعراقي علي حبش او مع ديوان “أشياء ضدّ بياض الحرف” لجمال الدين حشاد… إلخ إنّ ما قمت به يمكن اعتباره تواطؤا حبريّا لا غير، يقوم مقام العقْدِ بيني وبين من يعنيني أمرهم في الساحة الثقافية وإن كان هذا التواطؤ الحبري ليس بريئا، من ذلك مثلا عندما زرت بغداد أول مرة (99/2000) وتعرّفت على علي حبش، أصررت على أن يكون أول ديوان له يتمّ نشره في تونس، سعيا مني إلى فكّ الحصار الثقافي عن مثل هذا الشاعر وكان في هذا الفعل رسالة، أيضا، إلى بعض “الخلق الثقافي” الذي كان يزور بغداد طوال سنوات دون أن يفكّروا في نشر ولو ديوان واحد لشعراء غير رسميين وعاجزين عن إيصال نصوصهم فكان أن قمت بنشر هذا الديوان رغم الألم والتعب، تكثيفا لعلاقة محبّة صادقة بيننا بعيدة كل البعد عن المجاملات الساذجة والتحالفات المؤقّتة، لقد أحببت ولازلت أحبّ قصائد علي حبش وإن كان لابدّ أن أفعلها ثانية فقد فعلتها فعلا مع نصوص استثنائية للشاعر الكبير سلمان داود تحمل عنوانا مغرقا في السخرية “ازدهارات المفعول به”.
- لا هذا ولا تلك، ذلك أنّ مثل هذا السؤال يقودنا إلى مسألة الفصل بين الشعر والفلسفة، تماما كما الفصل بين السرد والشعر أو بين العقل والجنون، لم أقدّم كثيرا من الدواوين، وهذا اختيار منّي رغم ما يسببه ذلك لي من حرج وتوعّك عاطفي أحيانا. إنّ ما قمت به مع “مدوّنة الملاعين الطيّبين” أو مع “سنوات بلا سبب” للعراقي علي حبش او مع ديوان “أشياء ضدّ بياض الحرف” لجمال الدين حشاد… إلخ إنّ ما قمت به يمكن اعتباره تواطؤا حبريّا لا غير، يقوم مقام العقْدِ بيني وبين من يعنيني أمرهم في الساحة الثقافية وإن كان هذا التواطؤ الحبري ليس بريئا، من ذلك مثلا عندما زرت بغداد أول مرة (99/2000) وتعرّفت على علي حبش، أصررت على أن يكون أول ديوان له يتمّ نشره في تونس، سعيا مني إلى فكّ الحصار الثقافي عن مثل هذا الشاعر وكان في هذا الفعل رسالة، أيضا، إلى بعض “الخلق الثقافي” الذي كان يزور بغداد طوال سنوات دون أن يفكّروا في نشر ولو ديوان واحد لشعراء غير رسميين وعاجزين عن إيصال نصوصهم فكان أن قمت بنشر هذا الديوان رغم الألم والتعب، تكثيفا لعلاقة محبّة صادقة بيننا بعيدة كل البعد عن المجاملات الساذجة والتحالفات المؤقّتة، لقد أحببت ولازلت أحبّ قصائد علي حبش وإن كان لابدّ أن أفعلها ثانية فقد فعلتها فعلا مع نصوص استثنائية للشاعر الكبير سلمان داود تحمل عنوانا مغرقا في السخرية “ازدهارات المفعول به”.
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
* تسلّل كثير من المهتمين بالفلسفة إلى الجنس الروائي، نذكر منهم : بن سالم حميش وعبد الله العروي.. بينما اتجهت أنت إلى الشعر، هذا الجنس الذي اعتبره بعضهم يعدّ أنفاسه الأخيرة، هل هذا شكل من أشكال التحدّي أم الانتحار ؟ أم هي الصحراء بلعنتها ؟!!
- إن الزمن الحضاري الذي نعيش إنما هو “زمن المخنّث” وهلامي الجنس والهويّة لذلك ليس ثمة أخطر على الفكر العميق والحر وعلى ضروب الأداء الفني والجمالي من الديمقراطية المزيّفة وعلى الطريقة العربية الإسلامية تحديدا والملقّحة أمريكيّا. هذا الأمر لا يعنيني، إذ أصبحت أحسّ بفائض من القرف من الحديث عن الأجناس الأدبية وفعل التجنيس، بإمكاني اعتبار الرواية الفضاء الحاضن لجميع ضروب الأداء الكتابي الأخرى على الإطلاق، فهي قادرة على تحويل الشخوص المرئية والمعروفة اجتماعيّا إلى شخصيات تماما كما يمكن اعتبارها إطار الإسناد الأساس الذي يمكن له أن يمكّن الذات الكاتبة من الدفاع عن حماقاتها وأخطائها وأن تؤرّخ لانتصاراتها وانكساراتها ورذائلها لذلك نفهم ربّما سرّ جاذبية الرواية وإن كانت نصّا بليدا أحاديّ الصوت ومرتبك العبارة غير أنه على أقل تقدير من زاوية علم الاجتماع الأدبي يظل النص الروائي فعل احتجاج ضد جميع إشكال الاغتصاب فحتى ذلك الذي يريد أن يغتصب الجنس الروائي بجهله المطلق لأبسط قواعد الأداء الكتابي النثري تبقى رغبة الكتابة في حدّ ذاتها موضوع تأمّل من زاوية علم الاجتماع الأدبي، فكيف تتحدّث عن موت الشعر ؟ فهذا خبر آخر من الأخبار الجنائزية، من يمكن أن يكون قد أعلن هذا النبأ ؟ أي إله مخفي بعث بهذه الرسالة لنبي مجهول ؟ ينضاف هذا الخبر الجنائزي حول موت الشعر إلى خبر آخر لا يقل جنائزيّة هو “موت الرواية” فإذا تمّ الإعلان عن موت الشعر لصالح الرواية فقد تمّ الإعلان عن موت الرواية لصالح التحقيق الصحفي – كما سبق أن بيّنا – إذ المسألة مغلوطة من الأساس، ذلك أن الإنسان سيظلّ “حيوانا سرديا”، وأن تنظم الشعر ليس بالضرورة أن تتخلّى عن الأداء النثري إذ أنّ هذه أكذوبة “نهارية” أخرى، الشاعر الكبير هو سارد كبير، وتواريخ الملاحم والفتن وامتصاص البنى الأساسية للأساطير والأزمان الكبرى والوصايا النادرة التي يتركها بعض الآحاد من البشر إنما هو الحافز على كتابة نص شعري جدير بالانتماء إلى الأفق الإبداعي. اعطني شاعرا واحدا جديرا بالاحترام الأدبي ليس سرديا كبيرا، أدونيس، درويش، عز الدين المناصرة، وملحمته الجميلة الموسومة بـ”حيزيّة”. وشعر الشذرة في حدّ ذاته، وإن كان يقوم بالأساس على اختزال المكان والزمان والنفس والمعرفة، فإنّه يظلّ واقعة سردية.
ألا تتوفّر كتابات سالم حميش مثلا : “مجنون الحكم”، “محن الفتى زين شامة” و”سماسرة السراب” و”العلاّمة” على شعريّة عالية كما تختزن ذاكرة سرديّة بمتوالية من التّقنيات الروائية الأكثر غنى معرفيّا ومحاورة للمكبوت الحضاري المركّب والمرعب ؟! وقد تكون النصوص الروائية التي يجترحها الفلاسفة الذين ضلّوا طريقهم إلى الرّواية عن قصد أكثر النصوص غرابة وإمتاعا وسرديّة عالية إذ كلّهم بصيغ متنوّعة أحفاد “زوربا” حفيد “نيتشه” ومثال “كازنتزاكي” دالّ على ذلك.
- إن الزمن الحضاري الذي نعيش إنما هو “زمن المخنّث” وهلامي الجنس والهويّة لذلك ليس ثمة أخطر على الفكر العميق والحر وعلى ضروب الأداء الفني والجمالي من الديمقراطية المزيّفة وعلى الطريقة العربية الإسلامية تحديدا والملقّحة أمريكيّا. هذا الأمر لا يعنيني، إذ أصبحت أحسّ بفائض من القرف من الحديث عن الأجناس الأدبية وفعل التجنيس، بإمكاني اعتبار الرواية الفضاء الحاضن لجميع ضروب الأداء الكتابي الأخرى على الإطلاق، فهي قادرة على تحويل الشخوص المرئية والمعروفة اجتماعيّا إلى شخصيات تماما كما يمكن اعتبارها إطار الإسناد الأساس الذي يمكن له أن يمكّن الذات الكاتبة من الدفاع عن حماقاتها وأخطائها وأن تؤرّخ لانتصاراتها وانكساراتها ورذائلها لذلك نفهم ربّما سرّ جاذبية الرواية وإن كانت نصّا بليدا أحاديّ الصوت ومرتبك العبارة غير أنه على أقل تقدير من زاوية علم الاجتماع الأدبي يظل النص الروائي فعل احتجاج ضد جميع إشكال الاغتصاب فحتى ذلك الذي يريد أن يغتصب الجنس الروائي بجهله المطلق لأبسط قواعد الأداء الكتابي النثري تبقى رغبة الكتابة في حدّ ذاتها موضوع تأمّل من زاوية علم الاجتماع الأدبي، فكيف تتحدّث عن موت الشعر ؟ فهذا خبر آخر من الأخبار الجنائزية، من يمكن أن يكون قد أعلن هذا النبأ ؟ أي إله مخفي بعث بهذه الرسالة لنبي مجهول ؟ ينضاف هذا الخبر الجنائزي حول موت الشعر إلى خبر آخر لا يقل جنائزيّة هو “موت الرواية” فإذا تمّ الإعلان عن موت الشعر لصالح الرواية فقد تمّ الإعلان عن موت الرواية لصالح التحقيق الصحفي – كما سبق أن بيّنا – إذ المسألة مغلوطة من الأساس، ذلك أن الإنسان سيظلّ “حيوانا سرديا”، وأن تنظم الشعر ليس بالضرورة أن تتخلّى عن الأداء النثري إذ أنّ هذه أكذوبة “نهارية” أخرى، الشاعر الكبير هو سارد كبير، وتواريخ الملاحم والفتن وامتصاص البنى الأساسية للأساطير والأزمان الكبرى والوصايا النادرة التي يتركها بعض الآحاد من البشر إنما هو الحافز على كتابة نص شعري جدير بالانتماء إلى الأفق الإبداعي. اعطني شاعرا واحدا جديرا بالاحترام الأدبي ليس سرديا كبيرا، أدونيس، درويش، عز الدين المناصرة، وملحمته الجميلة الموسومة بـ”حيزيّة”. وشعر الشذرة في حدّ ذاته، وإن كان يقوم بالأساس على اختزال المكان والزمان والنفس والمعرفة، فإنّه يظلّ واقعة سردية.
ألا تتوفّر كتابات سالم حميش مثلا : “مجنون الحكم”، “محن الفتى زين شامة” و”سماسرة السراب” و”العلاّمة” على شعريّة عالية كما تختزن ذاكرة سرديّة بمتوالية من التّقنيات الروائية الأكثر غنى معرفيّا ومحاورة للمكبوت الحضاري المركّب والمرعب ؟! وقد تكون النصوص الروائية التي يجترحها الفلاسفة الذين ضلّوا طريقهم إلى الرّواية عن قصد أكثر النصوص غرابة وإمتاعا وسرديّة عالية إذ كلّهم بصيغ متنوّعة أحفاد “زوربا” حفيد “نيتشه” ومثال “كازنتزاكي” دالّ على ذلك.
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
* بماذا تختم هذا الحوار ؟
- سلامي إلى الملسوعين جميعا في الوطن الممتدّ جرحا من الوريد إلى اللغة، يعنيني أن أدوّن بالمداد الدامي على بوّابات العواصم العربيّة ما ورد في الأوراق القديمة، في “أمّ القرى” للكواكبي : “…وهكذا طول الألفة (…) قلب في فكرهم الحقائق، وجعل عندهم المخازي مفاخر ؛ فصاروا يسمون التصاغر أدبا، والتذلل لطفا، والتملّق فصاحة، واللّكنة رزانة، وترك الحقوق سماحة، وقبول الإهانة تواضعا، والرّضاء بالظلم طاعة. كما يسمّون دعوى الاستحقاق غرورا، والخروج عن الشأن الذاتي فضولا، ومدّ النظر إلى الغد أملا، والإقدام تهوّرا، والحمية حماقة، والشّهامة شراسة، وحريّة القول وقاحة، وحبّ الوطن جنونا”.
* نشر هذا الحوار بمجلة عمان الثقافية
حاوره كمال الرياحي في مقاهي تونس و حاناتها
- سلامي إلى الملسوعين جميعا في الوطن الممتدّ جرحا من الوريد إلى اللغة، يعنيني أن أدوّن بالمداد الدامي على بوّابات العواصم العربيّة ما ورد في الأوراق القديمة، في “أمّ القرى” للكواكبي : “…وهكذا طول الألفة (…) قلب في فكرهم الحقائق، وجعل عندهم المخازي مفاخر ؛ فصاروا يسمون التصاغر أدبا، والتذلل لطفا، والتملّق فصاحة، واللّكنة رزانة، وترك الحقوق سماحة، وقبول الإهانة تواضعا، والرّضاء بالظلم طاعة. كما يسمّون دعوى الاستحقاق غرورا، والخروج عن الشأن الذاتي فضولا، ومدّ النظر إلى الغد أملا، والإقدام تهوّرا، والحمية حماقة، والشّهامة شراسة، وحريّة القول وقاحة، وحبّ الوطن جنونا”.
* نشر هذا الحوار بمجلة عمان الثقافية
حاوره كمال الرياحي في مقاهي تونس و حاناتها
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
قليلة هي كلمة شكرا عليك يا مؤانسة خامة جدا . سأعتبر هذا الموضوع هدية لي فشكرا لك على هذه المتعة العقلية التي أمتعتنا بها .
و مع ذلك لي عتاب .. كان عليك أن تشير الى أن الذي أجرى الحوار هو القاص كمال الرياحي.
;)
و مع ذلك لي عتاب .. كان عليك أن تشير الى أن الذي أجرى الحوار هو القاص كمال الرياحي.
;)
gafsien-
- عدد المساهمات : 168
المكان : قفصة
المهنه : مربي
نقاط تحت التجربة : 12568
تاريخ التسجيل : 13/09/2007
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
gafsien كتب:قليلة هي كلمة شكرا عليك يا مؤانسة خامة جدا . سأعتبر هذا الموضوع هدية لي فشكرا لك على هذه المتعة العقلية التي أمتعتنا بها .
و مع ذلك لي عتاب .. كان عليك أن تشير الى أن الذي أجرى الحوار هو القاص كمال الرياحي.
;)
شكرا لتفاعلك الجميل أخي القفصي
فعلا ذكرت في آخر المقال
* نشر هذا الحوار بمجلة عمان الثقافية
حاوره كمال الرياحي في مقاهي تونس و حاناتها
عدل سابقا من قبل في الثلاثاء 9 أكتوبر - 21:20 عدل 1 مرات
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
ya 5ouya chnouwa hatha borjolia mo55i raka7 ou ma3adech bech yet7arek men blasta
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
waiiahi y3tik esa7a kif ktebet hada elkol
تحيه
تحيه
dalitali-
- عدد المساهمات : 127
العمر : 41
المكان : verona
المهنه : la vitta
الهوايه : tunisino
نقاط تحت التجربة : 12411
تاريخ التسجيل : 01/12/2007
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
مشكورة الاخت مؤانسة انت بالفعل مبدعة
MEHDI2-
- عدد المساهمات : 321
العمر : 36
المكان : في دارنا
المهنه : في طلعة معيوفة
الهوايه : ما نعرفش
نقاط تحت التجربة : 12400
تاريخ التسجيل : 06/12/2007
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
ا لأخ مؤانسة، راهو ذكر ماهوش أنثى يا معلم .mammoul3én كتب: مشكورة الاخت مؤانسة انت بالفعل مبدعة
gafsa_Lagare-
- عدد المساهمات : 632
العمر : 37
نقاط تحت التجربة : 12850
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
mammoul3én كتب: مشكورة الاخت مؤانسة انت بالفعل مبدعة
:santa: هاو موش كان كبرياء غالطين في آسمها ،حتى مؤانسة ردوه " أخت" :santa:
كبرياء-
- عدد المساهمات : 1935
المكان : gafsa
المهنه : enseignante
الهوايه : lecture/musique/télé
نقاط تحت التجربة : 12699
تاريخ التسجيل : 05/07/2007
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
شكرا أخ كبرياء للتصحيح أما بربي انت وين غلطو فيك أخي العزيز جدا كبرياء :geek:
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
معادش فاهم حتى شئ
ذكر انثه والنثه اذكر :idea:
ذكر انثه والنثه اذكر :idea:
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
إنك لا تدع شيئاً إتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيرا منه
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
Action كتب:معادش فاهم حتى شئ
ذكر انثه والنثه اذكر :idea:
7atchay taw tefhem mizel bekri
soulef-
- عدد المساهمات : 1136
العمر : 34
المكان : زحل
المهنه : etudiante
الهوايه : living other ppl's stories
نقاط تحت التجربة : 12416
تاريخ التسجيل : 29/11/2007
رد: حوار شيّق مع الكاتب الحر سليم دولة
موضوع روعه
hajer-
- عدد المساهمات : 1045
العمر : 40
المكان : قفصه
نقاط تحت التجربة : 13035
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» سليم دولة
» وفاة الكاتب نصر حامد ابوزيد
» رواية إنسان بقلم الكاتب سفيان ل
» العمل الحر مع الإعاقة
» موقع من بيتي للعمل الحر
» وفاة الكاتب نصر حامد ابوزيد
» رواية إنسان بقلم الكاتب سفيان ل
» العمل الحر مع الإعاقة
» موقع من بيتي للعمل الحر
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى