يتوعّد أستاذه ويُعلمُه أمام الملأ بأنّ أباه سيطرده من المعهد

تلميذ يتوعّد أستاذه ويُعلمُه أمام الملأ بأنّ أبوه سيطرده من المعهد فإحالة على مجلس التأديب والوزارة تحقق

وأنت تستمع أحيانا إلى بعض الحوادث التي قد يراها البعض مشاكل عابرة تتساءل وأنت ترى تعاظمها وتكاثرها إن كانت بالفعل مجرد أعمال معزولة أم باتت ترتقي إلى مستوى الظاهرة التي علينا أن نلتفت إلى تفاصيلها أكثر وأن نُسرع لإصلاحها والعمل على كبح جماحها حتى لا تأكل اليابس والأخضر .. وبعدها نجلس على الربوة ونقول يا ليت الذي كان ما كان ويا ليتنا كنّا أكثر حزما وأكثر بأسا وأكثر شجاعة لقول كلّ ما وجب علينا قوله، وفعل كلّ ما كان علينا فعله، أستعرض هذه الكلمات وأنا أسمع أطوار حادثة عاشت على وقعها إحدى الإعداديات المعروفة بصفاقس بحسن نتائجها وجدية مربّيها، وتفيد التفاصيل التي تحصلنا عليها من عدّة مصادر والرواية واحدة أنّه في ذات حصة من حصص التربية البدنية طلب الأستاذ من أحد التلاميذ أن يكون أكثر نشاطا ويقظة وهو يقوم ببعض التمارين وأضاف ممازحا " أسرع يا ولدي وأنت تقولشي عليك مريض" التلميذ المرهف الإحساس يبدو أنّ الكلمة لم تعجبه ورأى فيها تعديّا على كرامته وإستهزاء به فما كان منه إلاّ أن أجاب أستاذه ممتعضا "لست مريض ولو كنتُ كذلك لداوني أبي فهو طبيب معروف و..و..و.." عندها أكّد له الاستاذ بأنّه كان يمازحه فقط ليس أكثر حتى يقوم بما هو مطلوب منه وليس في الأمر إهانة بل تحفيز على العمل، وعاد التلميذ الى تمارينه وإعتقد الجميع بأنّ الأمر توقّف عند هذا الحد من سوء فهم كثيرا ما يحدث بين أستاذ وأحد تلاميذه، إلى أن كانت الحصة المقبلة من نفس المادة حيث فوجئ الأستاذ وهو يقوم بالمناداة على التلاميذ قبل الحصة فوجئ بمجموعة من تلاميذه يسألونه إن كان حقا سيُطرد من العمل قريبا ويسيتم إيقافه وعدم مواصلة التدريس في صلب مدرستهم الاعدادية تلك وبسؤال الأستاذ تلاميذه عن مصدر هذه المعلومات العارية من الصحة ، خرج له تلميذ الحصة الفارطة ليقول له وبكلّ جُرأة " أنا من أعلمتهم بذلك فبعد تلك الكلمة التي قلتها لي والتي رويتها لعائلتي وعدني والدي وهو واصل برشة وعدني بأنّه سيطردك من المعهد وسيوقفك عن العمل" أستاذ الرياضة الّذي فوجئ بهذا الرد والتصرف قام على الفور بكتابة تقرير في التلميذ لإحالته على مجلس التأديب ، ليقدّم وليّ التلميذ في المقابل شكوى إلى وزارة التربية يشتكي فيها من إعتداء الأستاذ على تلميذه بالضرب ويطالب بإتخاذ الإجراءات الضرورية في حقه، هذا وقد علمنا بأنّ لجنة خاصة من وزارة التربية هي من تمسك اليوم بزمام التحقيق في هذه الحادثة للفصل بين أطرافها وسط إستنكار عام من رجال التربية لإنحدار العلاقة بينهم وبين الأولياء وأبناءهم إلى هذا المستوى المتدني في عدم الإحترام والتعامل مع رجال التعليم وكأنّهم الجدار الواطي الّذي يستسهل كل من هب الركوب عليه والتنكيل به وتهديده، علما وبأنّ تصعيدا منتظرا أن تشهده الساحة التربوية في صفاقس إذا لم يتم رفع المظالم بالشكل الحازم والمطلوب في الايام القادمة خاصة وأنّ بعض القضايا الأخرى العالقة ومن بينها قضية مدرسة حي المسعدين مازالت لم تنفرج بعض، والخوف كل الخوف أن يؤدي هذا التهاون إلى حدوث ممارسات أخرى قد لا تقلّ خطورة عمّا نعيشه اليوم،لا سمح الله، وللحديث بقية ومتابعة في أعدادنا القادمة بإذن الله