علاقة التربية بالمجتمع
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
علاقة التربية بالمجتمع
*التربية هي الأول والإنسان أولا لأن الإنسان يخرج من المؤسسات التربوية والتعليمية ثم يذهب إلى باقي المؤسسات الأخرى ليمارس عمله فيها لذا أولا نبدأ من التربية لإنجاز أي هدف إذ يشهد العالم اليوم تسارعا كبيرا نحو التطور والتغيير لتحقيق مستوى معيشي أفضل
ونخطو نحو مجتمع المستقبل بكل عزم وثبات، علينا أن نعمل بكل جد وإصرار من أجل فهم حقائق التغيير العالمي السريع وأن نصل إلى التقدم ونستمر به وفي تحقيقه.
من الناس من تربيته تربية حديثة بحيث يكون قادرا على تحرير الأرض وحمل مسؤولية البناء وإنجاز التطوير والتحديث وتحقيق الإصلاحات والخروج من الضعف إلى ثقافة الفعل والعمل والأداء الجيد المتقن المبدع. لكن ما هو الطريق إلى ذلك؟
إن الجواب هو التربية لأن التربية أولا وأخيرا هي الوسيلة الأساسية لتحقيق ذلك وإنها الوسيلة أولا ومنتصفا وأخيرا لأنها تحقق بناء إنسان جديد يضع التطوير والتحديث في مقدمة تطلعاته المستقبلية.
وباعتبار أن التربية هي صانعة سلوك الإنسان ونظامه الاجتماعي وهي كذلك أداة التغيير لنظام المجتمع نظرا للعلاقة الجدلية بين التغير الاجتماعي والتربية.
ولا يقصد بالتربية هنا التعليم والتعلم بل يقصد المعنى الأشمل والأوسع وهو رسم سياسات قوية داخل المجتمع وتحميلها مسؤوليات تطبيقها لبناء إنسان جديد قادر على تجديد البناء الاجتماعي والحضاري ومن هنا نستنتج ان التربية الجديدة المدنية التي نتحدث عنها هي عملية تنشئة شاملة لكل جوانب الحياة.
كما أن اليوم بفضل الواقع والتحديات الجديدة فإن العلاقة الوثيقة بين التربية والتنمية البشرية المستدامة باعتبارها أداة قوية في يد الدولة والمجتمع من خلق وإعداد مواطنين صالحين قادرين على تحقيق مصالحهم ومصالح أسرهم ومصالح المجتمع بصورة عامة ويأتي هذا الدور للتربية بعد ان أدركت اغلب المجتمعات بان قوة الأمم والشعوب لا تقاس من حيث الكم بعدد سكانها او بالثراء المالي بل بما تملك من كفاءات بشرية مدربة حيث أصبح الإنسان المتفوق المبدع المؤهل إداريا وتربويا وتقنيا هو الرأسمال الحقيقي وحجر الزاوية في أية عملية بناء او تطوير او إصلاح وقد أكدت الدراسات ان سبب النمو الكبير في الاقتصاديات الأوروبية هو تطور ونمو المستوى التعليمي فيها.
ولتحقيق هذه الطموحات العامة، وبناء عليها فإن المدرسة في هذا السياق هي قلب المجتمع حين يعملان معا ً وبشيء من التنسيق لانجاز الأهداف تتسع أدوار كل منهما، وهذه الأدوار تقع بشكل عام داخل ثلاث فئات هي:
إثراء بيئة التعلم، والتي تعمل على مشاركة المجتمع كمصدر للتعليم وكمادة للتعلم.
تحقيق التنسيق لدعم شبكة أدوار التعلم وتوحيد الجهود بين المدرسة والمجتمع وذلك لتقديم الدعم المادي، والنفسي والاجتماعي للطلاب وأولياء أمورهم ليسلكوا بصورة أكثر فعالية في بيئات التعلم وفي المجتمع.
زيادة أدوار المتعلمين في المجتمع، والتي يمكن أن تخلق فرصا ً للتعلم مدى الحياة لكل أفراد المجتمع.
كما أن إثراء بيئة التعلم يحدث عندما تستخدم المصادر العقلية والمادية المتاحة في المجتمع كموارد للتعلم، وبالاتصال الدائم والمستمر بين المدرسة والمجتمع.
وعندما تكون المدرسة بحق مجتمعا ً للتعلم ، فإن عمل المدرسة والمجتمع معاً سيؤدي إلى تحسين التعلم مدى الحياة لكل أفراد المجتمع، ومسؤولية كيفية إنجاز ذلك يعتمد على احتياجات الأطفال والكبار، وموارد المدرسة، و مدى مشاركة المجتمع وعلى ذلك يجب تنسيق الجهود لحشد الموارد.
فعلى سبيل المثال يجب توفير الخدمات الاجتماعية في موقع المدرسة، والتي تخدم برامج التعليم في الطفولة المبكرة، وبرامج تدريب المهارات.
ولا بد من إثراء الفرص المتاحة للموهوبين والمتفوقين من التلاميذ، وإشراك كافة موارد المجتمع في كل ورش العمل وكافة البرامج الأخرى وذلك بالاستعانة بالأفراد الذين لديهم خبرة في كافة المجالات. ومن الفوائد الفورية لعلاقة المدرسة بالمجتمع زيادة الاهتمام العام والتأييد لوظيفة المدرسة في تعليم وتربية الأطفال ومن الفوائد على المدى الطويل زيادة فرص التعليم مدى الحياة.
إن إثراء بيئة التعلم يحدث عندما تستخدم المصادر العقلية والمادية المتاحة في المجتمع كموارد للتعلم، وبالاتصال الدائم والمستمر بين المدرسة والمجتمع يكون الطلاب أكثر نشاطا وأكثر اندماجا مع العالم الإنساني والطبيعي المحيط بهم في حياة أكثر واقعية.
ولاشك أنه تتوافر في المجتمع مصادر وإمكانات متعددة يمكن أن تلعب دورا هاما ومتميزا في تنمية الإبداع بوجه عام ، ويجب أن تكون المدرسة على وعي بهذه الخدمات وبشراكة مع مختلف مؤسسات المجتمع ومنها وسائل الإعلام، الصحف، المجلات، فالبرامج التعليمية والثقافية والعلمية المنمية للإبداع والإنتاج.
ومن ثم فإن العلاقة بين التربوي والاجتماعي علاقة وثيقة ومتجددة حسب حاجات المجتمع وطموحاته، وأكيد أن مجتمعنا التونسي بحركيته وتوقه المستمر نحو الرقي والتقدم نظرا لأنه يراهن على التعليم والموارد البشرية باعتبارهما عنصرين أساسيين لتحقيق هذا الهدف، ولكن الحقل التربوي في بلادنا أمام جملة من التحديات الداخلية (عدم وضوح القرارات وغموضها نحو السياسات التربوية) والخارجية (العولمة ومنطلقاتها ورهانتها)، مما يجعله أمام مفترقات متعددة، وإمكانية تذليل هذه التحديات ممكن وذلك بصياغة أفكار وبرامج متغيرة حسب الواقع، وليس القفز عليه أو تجاوزه ومن ثم يمكن أن يحقق بواسطته أهدافه الحالية والمتوسطية والبعيدة المدى.
* باحث تونسي في علم الاجتماع
عبد الحق-
- عدد المساهمات : 83
العمر : 43
نقاط تحت التجربة : 10347
تاريخ التسجيل : 15/11/2010
رد: علاقة التربية بالمجتمع
شكرا لمجهودك القيم
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15118
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
مواضيع مماثلة
» العنيد لا علاقة
» نظارات لا علاقة
» تأثير المدرسة في التربية
» شوفوا التربية الصحيحة
» تشكيلة بنادق لا علاقة
» نظارات لا علاقة
» تأثير المدرسة في التربية
» شوفوا التربية الصحيحة
» تشكيلة بنادق لا علاقة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى