على مرآى البصر غشاوة

على مرآى البصر غشاوة

في الحياة طرقات كثيرة نسلكها ،،،
فيه من تتيسر أموره ليعيش هنيئا وسعيد ،،،
وفيه من تتعبه وتتعقد معه الحياة أكثر لينزوي ،،،
للبكاء والحسرة على أبواب الجفاء ...أحاسيس مريرة
وشعور بالعار والخزي ...كما قد يكون دموع ،،
وألم ....
كل وله نظرة معينة وكل نظرته حسب ،،
ما إنتهله وتعلم في أساسيات تربيته وقد تختلف
من شخص لأخر حسب الزمان والمكان ،،
فتعالوا نرى بعض النظرات التي تتعب حقا
مما تترك للإنسان عتمة غشاوة
أو خيال على شكل ضباب مكثف يؤدي به للحسرة
للحالة التي هو عليها ::

نظرة أم لوليدها ...

تتعب الأم في حياتها لتوفر لإبنها السعادة ،،
لآ تنام حتى ينام،،،، وإن كان خارج البيت في الليل
تجدها تعد الخطوات مابين ذهاب وإياب على الباب
وهي تضغط على أصابعها ، أو لآ تأكل حتى يشبع
وتبيت الليل سهرا إن مرض ، وتجدها لجانبه في دروسه
وفروضه المدرسية حتى يكبر ..،،،
وعند كبره تفرح أن إبنها أصبح رجل تعتمد عليه
لكن المسكينة في غفلة منها يأخذ هذا الولد بكلام
إمرأة ثانية لأنها تقاسمه فراشه لينهال ضربا على
والدته متناسيا كل مافعلته طوال سنين حياته ،،،
في حين متعة لحظية على فراش الزوجية أنساه
الأم المسكينة ليصرخ بوجهها وما أدراك أنت
وماذا تعرفين أنت !!
عجبا لهؤلاء الأولاد الذين يعقون والديهم ،،،
فماساعتها إلا أن تتطلع هاته الأم للسماء والدموع
جفت في مقلتيها بسبب المرارة والحسرة مما آل ،،،
إليه حال ولدها لأنه مهما كبر سبقى دائما ذلك الرضيع
الذي إستقبلته يوم مولده بإبتسامة !!


نظرة يتيم للدنيا

هل تساءل أحد منا يوما في حق يتيم ،،،،
هل أدينا واجبنا ، هل حسبنا له حساب عندما نأخذ أولادنا
للملاهي ، للفسح ، للرحلات ، للتبضع ..
هل أحد فينا فكر في مسح دمعة اليتيم ليلة العيد،،،
وهو يرى إبن الجيران سعيد مع والديه بلباسه كما كبش العيد
والضحكات تعلو الهواء خارجة من منافذ البيت لتستقر
أذان ذلك اليتيم !!! ولا أحد به مهتم فلا يجد ساعتها ،،،
ذلك الطفل حلاً إلآ البكاء بنظرات كلها يأس والتطلع للسماء
علآ وعسى قد يحس أحد بقمة بؤسه !!


نظرة درويش ( الفقير )

ما أصعب عندما ترى من حولك الكل ينعم ،،
بالراحة والعيش الرغيد كأن يكون جارك إنسان
عامل حاله متيسرة ،،،،وأموره لا بأس في حين هو ،،
لم يجد حتى مايسد رمق أولاده الجياع أو أن يوفر لهم
مايحتاجون من مستلزمات علما أنه حامل لأكبر الشهادات
لكن حظه عاثر ...وقتها تجده لايحب التطلع في عيون أولاده
وزوجته بل يفضل الموت ألف مرة قبل أن يصل تلك الحالة
لتبقى بعيونه دمعة لا تسقط إلا خفية في ظلام الليل !!


نظرة كهل بدار المسنين

ما أصعب الحياة ،،،،حين الأباء تحسن التربية ،،،
ولاتبخل في عطائها تجد الأب يجري طوال حياته
وهو يكد هنا وهناك لتوفير اللقمة،،،، والأم تبيت ليلها
وهي تقضيه مابين رضاعة وتغيير حفاض ،،،
وعند كبره أول مايفتح عينيه،،،، يفتحهما بوالديه
ليزج بهمافي دار المسنيين ،،، أي زمن هذا ،،
وأي تحول هذا !!...وأي تفرعن هذا !!
هل تتصور يا هذا نظرة والد عجوز أنهكته حياتك
من عمل ليل نهار لينال على كبره ،،،هذا الجزاء ،،
وتجده في لياليه الباردة ومن شرفة النافذة يطل ،،
ويتأمل سقوط الأمطار ويسرح للبعيد فلا يتفطن إلا ،،،
بإنهمار دموع بقيت حبيسة تجاعيد وجهه وكله أسف
على مافات !!


نظرة مطلقة :

مجتمعنا غير منصف ولايعرف كيف حتى يتعامل ،،
مع المطلقة فدائما تجد المطلقة وجه إتهام وسخط من أسرتها
حيث تبقى حبيسة الأعراف والتقاليد البالية ،،،
كلما تحدثت يصرخ بوجهها بأنها لآ تعرف شيء وأن تستحي
ولا تنطق لأنها مطلقة ...غريب هذا المجتمع الغير متحضر
قبل أن تتهجم على أختك،،،،، وتحقر من شأنها عليك أن تفهم ،،،
خفايا طلاقها ، ففيه كثير من الأمور لا تحكى،،،،
إن كنت تعرف ،،،،!
التمييز بين الصح والخطأ،،، وقبل أن تأخذ بالعرف خذ بيد أختك ،،،
وأخرجها مماهي عليه ...وقبل أن تحقرها وتنهال عليها بالكلام
الجارح إسمع منها ...ففي الحياة أمور كثيرة لاتقدر أن تحكيها ،،،
بنت الأصول وخاصة إذا كان عيب يخدش بالرجولة ،،،
لتبقى غصة تحرق كبدها ودمعة أبت أن تسقط ،،،
ليكتب عليها زواج دون ذلك !!

نظرة حاكم
الكثير منا ساخط لما زعماءنا العرب ،،،،
لايتكلمون وأن سكوتهم ضعف وجبن وإستحياء
للدول الغربية ...
لكن لو فكرت ليلة،،،، في حين نومك أن هذا الحاكم
لآ ينام من أجلك فلا تصدق ...لأن الحاكم دائما مايهمه
هو إستقرار شعبه وهناء أمته يفضل الفقر والحرمان
على تشتته بإستعمار غاشم لا يرحم ،،،،
فهل يوما فكرت أن الحاكم إنسان بشري مثلك
يحس ويتألم يفرح ويحزن ...وعليه أن يفكر ألف مرة في مصيرك أنت
قبل يتخذ أي قرار ..!!
فإن كنت أنت يا مواطن ساخط ولست راضي فتأكد
أن الحاكم في قرارته حكمة لم تنظرها أنت ،،،
ولو كنت تفهم في لغة العيون ،،،،لأدركت بكاءه الصامت
ونظراته المصفرة بكظم الغيظ داخله !!


للحياة نظرات كثيرة فهنا ذكرت ما جاء بخاطري ،،،
اللحظة في حين نظرتي فيها شعلة من نور الأمل،،
تنير دربي دائما وأبدا !