حماري والحب

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

خرجت كعادتي كل صباح لأقدم لحماري الأشهب فطاره من الشعير فوجدته يتمرغ على الأرض ضاحكا مقهقها فقلت له : ماذا دهاك يا حماري العزيز ؟ فلم يعرني انتباها بل واصل قهقهته حتى استفزني فحملت الصوط وضربته على جنبه فقفز واقفا وارتسمت على وجهه ملامج الجد ورمقني بنظرة باردة تدل على استهزاء وسخرية فبادرته : هل جننت أم أصابك مس من الجنون ؟ فحرك أذنيه كأنه يجيبني سلبا ، فزاد حنقي وقررت منعه من فطاره عقابا له على سوء سلوكه فلم يحرك ساكنا بل عادت إليه هستيريا الضحك ، فلم أضربه إنما صبرت حنى هدأ وبادرني قائلا : متى تكفون عن الحديث في الحب ؟ فقلت ومتى تكلمت فيه ؟ فقال منتدى نسمة قفصية ألست عضوا فيه ؟ قلت بلى ، لكن لم أفتح موضوعا بهذا العنوان ، ولم أناقشه مرة ، وأتحداك أن تجد لي مساهمة في هذا الباب ، فقال : لكن منتداك يغلب عليه هذا الموضوع ، فقلت يا حماري ألا تؤمن بالحب ؟ فقال بلى لكن لكل قوم حبهم ونحن الحمير حبنا صادق ولا خبث فيه فقلت كيف ذلك يا قيس الحمير فقال نطلب الأتان كي نحافظ على نسلنا ونمضي فقلت بئس الطلب فأنتم لا تحرككم إلا غرائزكم فقال : وما تحرككم أنتم ؟ ألستم ذئابا مسعورة تحتال من أجل اصطياد فريستها وعندما تقضي وطرها تمضي بل الأدهى من ذلك أنها تفتخر بما فعلت وترويه للأحباب والأصدقاء كبطولة ، فقلت أولائك قلة والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه فقال : بل كثرة في زمنكم هذا لكن لا تخجلون
فقلت ما أدراك أيها الحمار الغبي ؟ فتغيرت ملامحه وسكت عن الكلام المباح فحاولت دفعه للكلام فأعرض عني
وعندما رنّ هاتفي ابتعدت عنه حتى لا يسمع كلامي وعندما التفت إليه وجدت السخرية بادية على محياه.

الدعاس كتب:ايهما الاصدق ...
الحمار ..
ام صاحب الحمار ..؟؟

ورطتني يا هذا فليحسن الله إليك