هنا يكمن الحل
+5
om aya UK
إسماعيل
ibn_al_sa7aba
kasserini
ابومحمد
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هنا يكمن الحل
لم تتلق الأمة الإسلامية عبر تاريخها كله ضربات أشد وطأة مما تتلقاه الآن، ولم تتداع عليها الأمم من قبل كما تتداعى عليها في مثل هذه الأزمان، ولم ينتابها في يوم شعور بالمذلة والهوان والتخبط والهزيمة والاستسلام مثلما ينتابها في مثل هذه الأيام، حتى قدموا لها دعاوى الكفر والإلحاد، على أنها حرية شخصية، والسخرية من الأديان والرسل والعقائد، على أنها حرية تعبير، والتشكيك والتشويه والتخريف والتحريف والتغريب على أنه تنويرًا، والموبقات المدمرة في كافة وسائل الإعلام (المرئي، والمسموع، والمقروء)، ومحلات العري والرقص، وأندية الخمر والقمار، والإيدز والشذوذ، ومخازي عُلب الليل، والمصائب المذاعة في المسارح والسينمات والمصايف والمشاتِ، التي تحطم أقدس مواريث الدين والخلق، والوطنية والإنسانية، قدموها على أنها تمدنًا ورقيا، فتغرب المسلمون عن إسلامهم، وتناقضت معاملاتهــم مع دينهـم، وسـلوكياتهم مـع مبادئهم وقيمه .
ولذلك كان التصوف، أي مطابقة القول للعمل، والدين للمعاملة، والسلوك للمباديء. ولكن التصوف اليوم محاصر بين أعداء وأدعياء ، أعداء راحوا يكيلون له التهم ويرمون أهله بالأباطيل دون أدنى أساس من العلم أو الدين أو الخلق المستقيم ، هؤلاء عرفوا شيئًا وغابت عنهم أشياء ، ثم جلسوا في مجلس الحاكم بأمره ، يوزعون مراسم الزندقة والتبديع والتكفير والشرك والتفسيق والخرافة كأنهم أوصياء على الله ، متخذين من جهلهم حجة على علم الناس، وجعلوا الجنة إقطاعًا خاصا بهم وبمن معهم، لا يدخلها إلا من كان مظهره مظهرهم ومحضره محضرهم ومخبره مخبرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وعلى الجانب الآخر راح الأدعياء بما يأتونه من المخازي والمنكرات والمخالفات الشرعية والخلقية يمدون إخوانهم أعداء التصوف في الغي، ويخدعون من تبعهم من العوام، ويقطعون السبيل على المقبلين على الله من المؤمنين .
ألم ير هؤلاء وهؤلاء أن الإسلام اليوم هو الآخر محاصر بين أعداء وأدعياء ؟.
ألم يتساءل أحد عن سر التماثل في الموقفين ؟! حصار التصوف في حصار الإسلام ؟! .
إن معاداة التصوف تعني معاداة الإسلام والقضاء على التصوف يعني القضاء على الإسلام ، فالتصوف هو حقيقة الإسلام وروحه وذروة سنامه ، فماذا تبقّى من الإسلام إن لم يكن هناك صدق وإخلاص، وتقوى وورع، ومحبة وشجاعة، وحلم وصبر، وزهد وكرم، وخلق وسلوك مستقيم؟!
إن التصوف من الإسلام كالرائحة من الزهرة أو كالثمرة من الشجرة .
فهل للزهرة قيمة دون رائحتها ؟ أو للشجرة دون ثمارها ؟ أو للدين معنى دون المعاملة ، إن محاربة التصوف ومحاولة إبعاده عن حياة الناس هو الذي أدى إلى ما نحن فيه اليوم من انفصام في الشخصية الإسلامية والشعور بالهزيمة الحضارية ، فبانفصال المفهوم والتصور عن الواقع والسلوك ، أضحى الدين ممسوخًا في حياة الأمة ، لا روح فيه ولا قلب ، لا حقيقة له ولا أصل، لا واقع له ولا حضارة، ولا سيادة له ولا قيادة، ولا رائحة له ولا طعم .
وأضحى المسلم ممسوخـًا في شخصه ، حائرًا في فكره ، زائغًا في بصره ، مهزومًا في حضارته ، ظاهرًا لا باطن له، رسمًا لا حقيقة له ، قولاً لا فعل له، كلامًا لا صدق فيه، بصرًا لا بصيرة له، لذلك كان التصوف الراشـد ، رسـالة الوعي الناهـض التي حمل لواءها ولا زال العالم الجليل الإمام (محمد زكي إبراهيم) رائد العشيرة المحمدية على مدى خمسين عامًا، لم يأل له جهد، ولم تثبط له عزيمة من أجل إنقاذ التصوف ، يعنى إنقاذ الإسلام من الأعداء ،وتخليصه من خلط وتلبس الأدعياء ، رغم ما عانى ولا يزال يعاني (رضي الله عنه) في سبيل ذلك من افتراء الأعداء وتقلبات الأدعياء ، فالتصوف هو المخرج الوحيد للأمة لكي تعود إليها هويتها، وللمسلم لكي يعود إليه وعيه، وإن شئت فاسمع معي ما يقول ذلك السيد الجليل : يا ولدي : ) إن التصوف خدمة تتكيف بحاجة كل عصر، وكل إنسان وكل وطن ، فهي تجسيد شامل لعملية الاستخلاف على الأرض ، إن التصوف (التقوى) والتصوف (التزكية)، وهي مقام يجمع الخوف والرجاء، وينهض بالعقيدة والخلق، وبه تتحقق إنسانية الإنسان، التصوف أدب، فالعقيدة أدب، والعبادة أدب، والمعاملة أدب، من تعلم الأدب بلغ الأرب .
التصوف فرض عين، لأنه : طلب الكمال ، وما من مخلوق إلا وفيه نقص يجب استكماله وبالتالي كان كل علم يمكن الاستغناء عنه إلا التصوف لأن موضوعه: الذات والروح ، وعلاقة الوجود بالموجود ، وارتباط الغيب بالشهادة ، والملك بالملكوت ، وكل علم بعد ذلك فهو نافلة .
التصوف فناء صفة العبد ببقاء صفة المعبود ، التصوف أمر من الله في قوله تعالى:
وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(آل عمران: من الآية79).
التصوف خلق، ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف، فزاد عليك في الإنسانية ، فنفع وانتـفع وأدى رسـالة البشـرية بروح ســماوية علية ."
منقول
ولذلك كان التصوف، أي مطابقة القول للعمل، والدين للمعاملة، والسلوك للمباديء. ولكن التصوف اليوم محاصر بين أعداء وأدعياء ، أعداء راحوا يكيلون له التهم ويرمون أهله بالأباطيل دون أدنى أساس من العلم أو الدين أو الخلق المستقيم ، هؤلاء عرفوا شيئًا وغابت عنهم أشياء ، ثم جلسوا في مجلس الحاكم بأمره ، يوزعون مراسم الزندقة والتبديع والتكفير والشرك والتفسيق والخرافة كأنهم أوصياء على الله ، متخذين من جهلهم حجة على علم الناس، وجعلوا الجنة إقطاعًا خاصا بهم وبمن معهم، لا يدخلها إلا من كان مظهره مظهرهم ومحضره محضرهم ومخبره مخبرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وعلى الجانب الآخر راح الأدعياء بما يأتونه من المخازي والمنكرات والمخالفات الشرعية والخلقية يمدون إخوانهم أعداء التصوف في الغي، ويخدعون من تبعهم من العوام، ويقطعون السبيل على المقبلين على الله من المؤمنين .
ألم ير هؤلاء وهؤلاء أن الإسلام اليوم هو الآخر محاصر بين أعداء وأدعياء ؟.
ألم يتساءل أحد عن سر التماثل في الموقفين ؟! حصار التصوف في حصار الإسلام ؟! .
إن معاداة التصوف تعني معاداة الإسلام والقضاء على التصوف يعني القضاء على الإسلام ، فالتصوف هو حقيقة الإسلام وروحه وذروة سنامه ، فماذا تبقّى من الإسلام إن لم يكن هناك صدق وإخلاص، وتقوى وورع، ومحبة وشجاعة، وحلم وصبر، وزهد وكرم، وخلق وسلوك مستقيم؟!
إن التصوف من الإسلام كالرائحة من الزهرة أو كالثمرة من الشجرة .
فهل للزهرة قيمة دون رائحتها ؟ أو للشجرة دون ثمارها ؟ أو للدين معنى دون المعاملة ، إن محاربة التصوف ومحاولة إبعاده عن حياة الناس هو الذي أدى إلى ما نحن فيه اليوم من انفصام في الشخصية الإسلامية والشعور بالهزيمة الحضارية ، فبانفصال المفهوم والتصور عن الواقع والسلوك ، أضحى الدين ممسوخًا في حياة الأمة ، لا روح فيه ولا قلب ، لا حقيقة له ولا أصل، لا واقع له ولا حضارة، ولا سيادة له ولا قيادة، ولا رائحة له ولا طعم .
وأضحى المسلم ممسوخـًا في شخصه ، حائرًا في فكره ، زائغًا في بصره ، مهزومًا في حضارته ، ظاهرًا لا باطن له، رسمًا لا حقيقة له ، قولاً لا فعل له، كلامًا لا صدق فيه، بصرًا لا بصيرة له، لذلك كان التصوف الراشـد ، رسـالة الوعي الناهـض التي حمل لواءها ولا زال العالم الجليل الإمام (محمد زكي إبراهيم) رائد العشيرة المحمدية على مدى خمسين عامًا، لم يأل له جهد، ولم تثبط له عزيمة من أجل إنقاذ التصوف ، يعنى إنقاذ الإسلام من الأعداء ،وتخليصه من خلط وتلبس الأدعياء ، رغم ما عانى ولا يزال يعاني (رضي الله عنه) في سبيل ذلك من افتراء الأعداء وتقلبات الأدعياء ، فالتصوف هو المخرج الوحيد للأمة لكي تعود إليها هويتها، وللمسلم لكي يعود إليه وعيه، وإن شئت فاسمع معي ما يقول ذلك السيد الجليل : يا ولدي : ) إن التصوف خدمة تتكيف بحاجة كل عصر، وكل إنسان وكل وطن ، فهي تجسيد شامل لعملية الاستخلاف على الأرض ، إن التصوف (التقوى) والتصوف (التزكية)، وهي مقام يجمع الخوف والرجاء، وينهض بالعقيدة والخلق، وبه تتحقق إنسانية الإنسان، التصوف أدب، فالعقيدة أدب، والعبادة أدب، والمعاملة أدب، من تعلم الأدب بلغ الأرب .
التصوف فرض عين، لأنه : طلب الكمال ، وما من مخلوق إلا وفيه نقص يجب استكماله وبالتالي كان كل علم يمكن الاستغناء عنه إلا التصوف لأن موضوعه: الذات والروح ، وعلاقة الوجود بالموجود ، وارتباط الغيب بالشهادة ، والملك بالملكوت ، وكل علم بعد ذلك فهو نافلة .
التصوف فناء صفة العبد ببقاء صفة المعبود ، التصوف أمر من الله في قوله تعالى:
وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(آل عمران: من الآية79).
التصوف خلق، ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف، فزاد عليك في الإنسانية ، فنفع وانتـفع وأدى رسـالة البشـرية بروح ســماوية علية ."
منقول
ابومحمد-
- عدد المساهمات : 1400
نقاط تحت التجربة : 13602
تاريخ التسجيل : 01/02/2008
رد: هنا يكمن الحل
ولذلك كان التصوف، أي مطابقة القول للعمل، والدين للمعاملة، والسلوك للمباديء. ولكن التصوف اليوم محاصر بين أعداء وأدعياء ، أعداء راحوا يكيلون له التهم ويرمون أهله بالأباطيل دون أدنى أساس من العلم أو الدين أو الخلق المستقيم ، هؤلاء عرفوا شيئًا وغابت عنهم أشياء ، ثم جلسوا في مجلس الحاكم بأمره ، يوزعون مراسم الزندقة والتبديع والتكفير والشرك والتفسيق والخرافة كأنهم أوصياء على الله ، متخذين من جهلهم حجة على علم الناس، وجعلوا الجنة إقطاعًا خاصا بهم وبمن معهم، لا يدخلها إلا من كان مظهره مظهرهم ومحضره محضرهم ومخبره مخبرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
kasserini-
- عدد المساهمات : 8
العمر : 43
نقاط تحت التجربة : 10118
تاريخ التسجيل : 09/01/2011
رد: هنا يكمن الحل
لا إله إلا الله محمد رسول الله
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14397
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: هنا يكمن الحل
ابومحمد كتب:لم تتلق الأمة الإسلامية عبر تاريخها كله ضربات أشد وطأة مما تتلقاه الآن، ولم تتداع عليها الأمم من قبل كما تتداعى عليها في مثل هذه الأزمان، ولم ينتابها في يوم شعور بالمذلة والهوان والتخبط والهزيمة والاستسلام مثلما ينتابها في مثل هذه الأيام، حتى قدموا لها دعاوى الكفر والإلحاد، على أنها حرية شخصية، والسخرية من الأديان والرسل والعقائد، على أنها حرية تعبير، والتشكيك والتشويه والتخريف والتحريف والتغريب على أنه تنويرًا، والموبقات المدمرة في كافة وسائل الإعلام (المرئي، والمسموع، والمقروء)، ومحلات العري والرقص، وأندية الخمر والقمار، والإيدز والشذوذ، ومخازي عُلب الليل، والمصائب المذاعة في المسارح والسينمات والمصايف والمشاتِ، التي تحطم أقدس مواريث الدين والخلق، والوطنية والإنسانية، قدموها على أنها تمدنًا ورقيا، فتغرب المسلمون عن إسلامهم، وتناقضت معاملاتهــم مع دينهـم، وسـلوكياتهم مـع مبادئهم وقيمه .
ولذلك كان التصوف، أي مطابقة القول للعمل، والدين للمعاملة، والسلوك للمباديء. ولكن التصوف اليوم محاصر بين أعداء وأدعياء ، أعداء راحوا يكيلون له التهم ويرمون أهله بالأباطيل دون أدنى أساس من العلم أو الدين أو الخلق المستقيم ، هؤلاء عرفوا شيئًا وغابت عنهم أشياء ، ثم جلسوا في مجلس الحاكم بأمره ، يوزعون مراسم الزندقة والتبديع والتكفير والشرك والتفسيق والخرافة كأنهم أوصياء على الله ، متخذين من جهلهم حجة على علم الناس، وجعلوا الجنة إقطاعًا خاصا بهم وبمن معهم، لا يدخلها إلا من كان مظهره مظهرهم ومحضره محضرهم ومخبره مخبرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وعلى الجانب الآخر راح الأدعياء بما يأتونه من المخازي والمنكرات والمخالفات الشرعية والخلقية يمدون إخوانهم أعداء التصوف في الغي، ويخدعون من تبعهم من العوام، ويقطعون السبيل على المقبلين على الله من المؤمنين .
ألم ير هؤلاء وهؤلاء أن الإسلام اليوم هو الآخر محاصر بين أعداء وأدعياء ؟.
ألم يتساءل أحد عن سر التماثل في الموقفين ؟! حصار التصوف في حصار الإسلام ؟! .
إن معاداة التصوف تعني معاداة الإسلام والقضاء على التصوف يعني القضاء على الإسلام ، فالتصوف هو حقيقة الإسلام وروحه وذروة سنامه ، فماذا تبقّى من الإسلام إن لم يكن هناك صدق وإخلاص، وتقوى وورع، ومحبة وشجاعة، وحلم وصبر، وزهد وكرم، وخلق وسلوك مستقيم؟!
إن التصوف من الإسلام كالرائحة من الزهرة أو كالثمرة من الشجرة .
فهل للزهرة قيمة دون رائحتها ؟ أو للشجرة دون ثمارها ؟ أو للدين معنى دون المعاملة ، إن محاربة التصوف ومحاولة إبعاده عن حياة الناس هو الذي أدى إلى ما نحن فيه اليوم من انفصام في الشخصية الإسلامية والشعور بالهزيمة الحضارية ، فبانفصال المفهوم والتصور عن الواقع والسلوك ، أضحى الدين ممسوخًا في حياة الأمة ، لا روح فيه ولا قلب ، لا حقيقة له ولا أصل، لا واقع له ولا حضارة، ولا سيادة له ولا قيادة، ولا رائحة له ولا طعم .
وأضحى المسلم ممسوخـًا في شخصه ، حائرًا في فكره ، زائغًا في بصره ، مهزومًا في حضارته ، ظاهرًا لا باطن له، رسمًا لا حقيقة له ، قولاً لا فعل له، كلامًا لا صدق فيه، بصرًا لا بصيرة له، لذلك كان التصوف الراشـد ، رسـالة الوعي الناهـض التي حمل لواءها ولا زال العالم الجليل الإمام (محمد زكي إبراهيم) رائد العشيرة المحمدية على مدى خمسين عامًا، لم يأل له جهد، ولم تثبط له عزيمة من أجل إنقاذ التصوف ، يعنى إنقاذ الإسلام من الأعداء ،وتخليصه من خلط وتلبس الأدعياء ، رغم ما عانى ولا يزال يعاني (رضي الله عنه) في سبيل ذلك من افتراء الأعداء وتقلبات الأدعياء ، فالتصوف هو المخرج الوحيد للأمة لكي تعود إليها هويتها، وللمسلم لكي يعود إليه وعيه، وإن شئت فاسمع معي ما يقول ذلك السيد الجليل : يا ولدي : ) إن التصوف خدمة تتكيف بحاجة كل عصر، وكل إنسان وكل وطن ، فهي تجسيد شامل لعملية الاستخلاف على الأرض ، إن التصوف (التقوى) والتصوف (التزكية)، وهي مقام يجمع الخوف والرجاء، وينهض بالعقيدة والخلق، وبه تتحقق إنسانية الإنسان، التصوف أدب، فالعقيدة أدب، والعبادة أدب، والمعاملة أدب، من تعلم الأدب بلغ الأرب .
التصوف فرض عين، لأنه : طلب الكمال ، وما من مخلوق إلا وفيه نقص يجب استكماله وبالتالي كان كل علم يمكن الاستغناء عنه إلا التصوف لأن موضوعه: الذات والروح ، وعلاقة الوجود بالموجود ، وارتباط الغيب بالشهادة ، والملك بالملكوت ، وكل علم بعد ذلك فهو نافلة .
التصوف فناء صفة العبد ببقاء صفة المعبود ، التصوف أمر من الله في قوله تعالى:
وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(آل عمران: من الآية79).
التصوف خلق، ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف، فزاد عليك في الإنسانية ، فنفع وانتـفع وأدى رسـالة البشـرية بروح ســماوية علية ."
منقول
مقالة ليست ككل المقالات وهي زبدة المخاض
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16430
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: هنا يكمن الحل
ابومحمد كتب:لم تتلق الأمة الإسلامية عبر تاريخها كله ضربات أشد وطأة مما تتلقاه الآن، ولم تتداع عليها الأمم من قبل كما تتداعى عليها في مثل هذه الأزمان، ولم ينتابها في يوم شعور بالمذلة والهوان والتخبط والهزيمة والاستسلام مثلما ينتابها في مثل هذه الأيام، حتى قدموا لها دعاوى الكفر والإلحاد، على أنها حرية شخصية، والسخرية من الأديان والرسل والعقائد، على أنها حرية تعبير، والتشكيك والتشويه والتخريف والتحريف والتغريب على أنه تنويرًا، والموبقات المدمرة في كافة وسائل الإعلام (المرئي، والمسموع، والمقروء)، ومحلات العري والرقص، وأندية الخمر والقمار، والإيدز والشذوذ، ومخازي عُلب الليل، والمصائب المذاعة في المسارح والسينمات والمصايف والمشاتِ، التي تحطم أقدس مواريث الدين والخلق، والوطنية والإنسانية، قدموها على أنها تمدنًا ورقيا، فتغرب المسلمون عن إسلامهم، وتناقضت معاملاتهــم مع دينهـم، وسـلوكياتهم مـع مبادئهم وقيمه .
ولذلك كان التصوف، أي مطابقة القول للعمل، والدين للمعاملة، والسلوك للمباديء. ولكن التصوف اليوم محاصر بين أعداء وأدعياء ، أعداء راحوا يكيلون له التهم ويرمون أهله بالأباطيل دون أدنى أساس من العلم أو الدين أو الخلق المستقيم ، هؤلاء عرفوا شيئًا وغابت عنهم أشياء ، ثم جلسوا في مجلس الحاكم بأمره ، يوزعون مراسم الزندقة والتبديع والتكفير والشرك والتفسيق والخرافة كأنهم أوصياء على الله ، متخذين من جهلهم حجة على علم الناس، وجعلوا الجنة إقطاعًا خاصا بهم وبمن معهم، لا يدخلها إلا من كان مظهره مظهرهم ومحضره محضرهم ومخبره مخبرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وعلى الجانب الآخر راح الأدعياء بما يأتونه من المخازي والمنكرات والمخالفات الشرعية والخلقية يمدون إخوانهم أعداء التصوف في الغي، ويخدعون من تبعهم من العوام، ويقطعون السبيل على المقبلين على الله من المؤمنين .
ألم ير هؤلاء وهؤلاء أن الإسلام اليوم هو الآخر محاصر بين أعداء وأدعياء ؟.
ألم يتساءل أحد عن سر التماثل في الموقفين ؟! حصار التصوف في حصار الإسلام ؟! .
إن معاداة التصوف تعني معاداة الإسلام والقضاء على التصوف يعني القضاء على الإسلام ، فالتصوف هو حقيقة الإسلام وروحه وذروة سنامه ، فماذا تبقّى من الإسلام إن لم يكن هناك صدق وإخلاص، وتقوى وورع، ومحبة وشجاعة، وحلم وصبر، وزهد وكرم، وخلق وسلوك مستقيم؟!
إن التصوف من الإسلام كالرائحة من الزهرة أو كالثمرة من الشجرة .
فهل للزهرة قيمة دون رائحتها ؟ أو للشجرة دون ثمارها ؟ أو للدين معنى دون المعاملة ، إن محاربة التصوف ومحاولة إبعاده عن حياة الناس هو الذي أدى إلى ما نحن فيه اليوم من انفصام في الشخصية الإسلامية والشعور بالهزيمة الحضارية ، فبانفصال المفهوم والتصور عن الواقع والسلوك ، أضحى الدين ممسوخًا في حياة الأمة ، لا روح فيه ولا قلب ، لا حقيقة له ولا أصل، لا واقع له ولا حضارة، ولا سيادة له ولا قيادة، ولا رائحة له ولا طعم .
وأضحى المسلم ممسوخـًا في شخصه ، حائرًا في فكره ، زائغًا في بصره ، مهزومًا في حضارته ، ظاهرًا لا باطن له، رسمًا لا حقيقة له ، قولاً لا فعل له، كلامًا لا صدق فيه، بصرًا لا بصيرة له، لذلك كان التصوف الراشـد ، رسـالة الوعي الناهـض التي حمل لواءها ولا زال العالم الجليل الإمام (محمد زكي إبراهيم) رائد العشيرة المحمدية على مدى خمسين عامًا، لم يأل له جهد، ولم تثبط له عزيمة من أجل إنقاذ التصوف ، يعنى إنقاذ الإسلام من الأعداء ،وتخليصه من خلط وتلبس الأدعياء ، رغم ما عانى ولا يزال يعاني (رضي الله عنه) في سبيل ذلك من افتراء الأعداء وتقلبات الأدعياء ، فالتصوف هو المخرج الوحيد للأمة لكي تعود إليها هويتها، وللمسلم لكي يعود إليه وعيه، وإن شئت فاسمع معي ما يقول ذلك السيد الجليل : يا ولدي : ) إن التصوف خدمة تتكيف بحاجة كل عصر، وكل إنسان وكل وطن ، فهي تجسيد شامل لعملية الاستخلاف على الأرض ، إن التصوف (التقوى) والتصوف (التزكية)، وهي مقام يجمع الخوف والرجاء، وينهض بالعقيدة والخلق، وبه تتحقق إنسانية الإنسان، التصوف أدب، فالعقيدة أدب، والعبادة أدب، والمعاملة أدب، من تعلم الأدب بلغ الأرب .
التصوف فرض عين، لأنه : طلب الكمال ، وما من مخلوق إلا وفيه نقص يجب استكماله وبالتالي كان كل علم يمكن الاستغناء عنه إلا التصوف لأن موضوعه: الذات والروح ، وعلاقة الوجود بالموجود ، وارتباط الغيب بالشهادة ، والملك بالملكوت ، وكل علم بعد ذلك فهو نافلة .
التصوف فناء صفة العبد ببقاء صفة المعبود ، التصوف أمر من الله في قوله تعالى:
وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(آل عمران: من الآية79).
التصوف خلق، ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف، فزاد عليك في الإنسانية ، فنفع وانتـفع وأدى رسـالة البشـرية بروح ســماوية علية ."
منقول
مقالة رائعة اخي ابوا محمد
om aya UK-
- عدد المساهمات : 269
العمر : 51
نقاط تحت التجربة : 10503
تاريخ التسجيل : 06/12/2010
رد: هنا يكمن الحل
بارك الله فيكم جميعا على مروركم من قرأ ومن عقب
ابومحمد-
- عدد المساهمات : 1400
نقاط تحت التجربة : 13602
تاريخ التسجيل : 01/02/2008
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15118
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: هنا يكمن الحل
أردت أن أنقل رأي الشيخ الكبير يوسف القرضاوي في التصوف والصوفية عندما طرح عليه هذا السؤال
ما حقيقة الصوفية والتصوف ؟ وما موقف الإسلام منه ؟ نسمع أن من الصوفيين من خدم الإسلام بالعلم والعمل . ونسمع أن منهم من هدم الإسلام بالبدع والضلالات . فما الفرق بين هؤلاء وأولئك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
التصوف: اتجاه يوجد في كل الأديان تقريبًا . . اتجاه إلى التعمق في الجانب الروحاني، وزيادة الاهتمام به.
يوجد هذا في بعض الأديان أكثر منه في أديان أخرى.
في الهند . . هناك فقراء الهنود، يهتمون بالناحية الروحية اهتماما بالغًا، ويجنحون إلى تعذيب الجسد من أجل ترقية الروح وتصفيتها بزعمهم.
وكذلك في المسيحية . ولا سيما في نظام الرهبانية.
وفي فارس، كان هناك مذهب ماني.
وعند اليونان ظهر مذهب الرواقيين.
وفي بلاد أخرى كثيرة، ظهرت النزعات الروحية المتطرفة، على حساب الناحية الجسدية أو المادية.
والإسلام حينما جاء، جاء بالتوازن بين الحياة الروحية والحياة الجسدية والحياة العقلية.
فالإنسان - كما يتصوره الإسلام - جسم وعقل وروح . ولابد للمسلم أن يعطي كل جانب من هذه الجوانب حقه.
وحينما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من أصحابه من يغالي في ناحية من النواحي زجره، كما حدث لعبد الله بن عمرو بن العاص، فقد كان يصوم ولا يفطر، ويقوم فلا ينام، وترك امرأته وواجباته الزوجية . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا عبد الله إن لعينك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه ".
وحينما ذهب فريق من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون أزواجه عن عبادته، فكأنهم تقالوها، فقال بعضهم لبعض " وأين نحن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثاني: وأنا أقوم الليل فلا أنام، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج . فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالتهم فجمعهم وخطب فيهم وقال: " أما إني أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء . فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
فمن هنا جاء الإسلام بالتوازن في الحياة، يعطي كل ناحية حقها، ولكن الصوفية ظهروا في وقت غلب على المسلمين فيه الجانب المادي والجانب العقلي.
الجانب المادي، نتج عن الترف الذي أغرق بعض الطبقات، بعد اتساع الفتوحات، وكثرة الأموال، وازدهار الحياة الاقتصادية، مما أورثت غلوا في الجانب المادي . مصحوبًا بغلو آخر في الجانب العقلي، أصبح الإيمان عبارة عن " فلسفة " و" علم كلام " " وجدل "، لا يشبع للإنسان نهمًا روحيًا، حتى الفقه أصبح إنما يعني بظاهر الدين لا بباطنه، وبأعمال الجوارح . لا بأعمال القلوب وبمادة العبادات لا بروحها.
ومن هنا ظهر هؤلاء الصوفية ليسدوا ذلك الفراغ، الذي لم يستطع أن يشغله المتكلمون ولا أن يملأه الفقهاء، وصار لدى كثير من الناس جوع روحي، فلم يشبع هذا الجوع إلا الصوفية الذين عنوا بتطهير الباطن قبل الظاهر، وبعلاج أمراض النفوس، وإعطاء الأولية لأعمال القلوب وشغلوا أنفسهم بالتربية الروحية والأخلاقية، وصرفوا إليها جل تفكيرهم واهتمامهم ونشاطهم . حتى قال بعضهم: التصوف هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف.
وكان أوائل الصوفية ملتزمين بالكتاب والسنة، وقافين عند حدود الشرع، مطاردين للبدع والانحرافات في الفكر والسلوك.
ولقد دخل على أيدي الصوفية المتبعين كثير من الناس في الإسلام وتاب على أيديهم أعداد لا تحصى من العصاة وخلفوا وراءهم ثروة من المعارف والتجارب الروحية لا ينكرها إلا مكابر، أو متعصب عليهم.
غير أن كثيرًا منهم غلوا في هذا الجانب، وانحرفوا عن الطريق السوي، وعرفت عن بعضهم أفكار غير إسلامية،كقولهم بالحقيقة والشريعة، فمن نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم، ومن نظر إليهم بعين الحقيقة عذرهم . وكان لهم كلام في أن الأذواق والمواجيد تعتبر مصدرًا من مصادر الحكم . . أي أن الإنسان يرجع في الحكم إلى ذوقه ووجدانه وقلبه . . وكان بعضهم يعيب على المحدّثين، لأنهم يقولون: حدثنا فلان قال وحدثنا فلان . . . ويقول الصوفي: حدثني قلبي عن ربي . ..
أو يقول: إنكم تأخذون علمكم ميتًا عن ميت، ونحن نأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت . . أي أنه متصل - بزعمه - بالسماء مباشرة.
فهذا النوع من الغلو، ومثله الغلو في الناحية التربوية غلوا يضعف شخصية المريد كقولهم: إن المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله، ومن قال لشيخه: لم ؟ لا يفلح . ومن اعترض " انطرد ".
هذه الاتجاهات قتلت نفسيات كثير من أبناء المسلمين، فسرت فيهم روح جبرية سلبية كاعتقادهم القائل: أقام العباد فيما أراد . . . دع الملك للمالك، واترك الخلق للخالق ..
يعني بذلك أن يكون موقفه سلبيًا أمام الانحراف والفساد وأمام الظلم والاستبداد، وهذا أيضًا من الغلو والانحرافات التي ظهرت عند الصوفية.
ولكن كثيرًا من أهل السنة والسلف قوّم علوم الصوفية، بالكتاب، والسنة، كما نبه على ذلك المحققون منهم، ووجدنا رجلاً كابن القيم يزن علوم القوم بهذا الميزان الذي لا يختل ولا يجور، ميزان الكتاب والسنة . فكتب عن التصوف كتابًا قيمًا، هو كتاب: " مدارج السالكين إلى منازل السائرين " . ومدارج السالكين هذا عبارة عن شرح لرسالة صوفية صغيرة اسمها " منازل السائرين إلى مقامات: إياك نعبد وإياك نستعين " لشيخ الإسلام إسماعيل الهروي الحنبلي.
هذا الكتاب من ثلاثة مجلدات، يرجع فيه إلى الكتاب والسنة، ونستطيع أن نقرأه ونستفيد منه باطمئنان كبير ..
والحقيقة أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويترك، والحكم هو النص المعصوم من كتاب الله ومن سنة رسوله.
فنستطيع أن نأخذ من الصوفية الجوانب المشرقة، كجانب الطاعة لله . وجانب محبة الناس بعضهم لبعض، ومعرفة عيوب النفس، ومداخل الشيطان، وعلاجها، واهتمامهم بما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة.
نستطيع أن نعرف عن هذا الكثير عن طريق بعض الصوفية كالإمام الغزالي مع الحذر من شطحاتهم، وانحرافاتهم، وغلوائهم، ووزن ذلك بالكتاب والسنة، وهذا لا يقدر عليه إلا أهل العلم وأهل المعرفة.
ولهذا أنصح الرجل العادي بأن يرجع في معارفه إلى المسلمين العلماء السلفيين المعتدلين الذين يرجعون في كل ما يقولون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
والله أعلم
المصدر : اسلام اونلاين
السؤال
ما حقيقة الصوفية والتصوف ؟ وما موقف الإسلام منه ؟ نسمع أن من الصوفيين من خدم الإسلام بالعلم والعمل . ونسمع أن منهم من هدم الإسلام بالبدع والضلالات . فما الفرق بين هؤلاء وأولئك ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
التصوف: اتجاه يوجد في كل الأديان تقريبًا . . اتجاه إلى التعمق في الجانب الروحاني، وزيادة الاهتمام به.
يوجد هذا في بعض الأديان أكثر منه في أديان أخرى.
في الهند . . هناك فقراء الهنود، يهتمون بالناحية الروحية اهتماما بالغًا، ويجنحون إلى تعذيب الجسد من أجل ترقية الروح وتصفيتها بزعمهم.
وكذلك في المسيحية . ولا سيما في نظام الرهبانية.
وفي فارس، كان هناك مذهب ماني.
وعند اليونان ظهر مذهب الرواقيين.
وفي بلاد أخرى كثيرة، ظهرت النزعات الروحية المتطرفة، على حساب الناحية الجسدية أو المادية.
والإسلام حينما جاء، جاء بالتوازن بين الحياة الروحية والحياة الجسدية والحياة العقلية.
فالإنسان - كما يتصوره الإسلام - جسم وعقل وروح . ولابد للمسلم أن يعطي كل جانب من هذه الجوانب حقه.
وحينما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من أصحابه من يغالي في ناحية من النواحي زجره، كما حدث لعبد الله بن عمرو بن العاص، فقد كان يصوم ولا يفطر، ويقوم فلا ينام، وترك امرأته وواجباته الزوجية . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا عبد الله إن لعينك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه ".
وحينما ذهب فريق من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون أزواجه عن عبادته، فكأنهم تقالوها، فقال بعضهم لبعض " وأين نحن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثاني: وأنا أقوم الليل فلا أنام، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج . فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالتهم فجمعهم وخطب فيهم وقال: " أما إني أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء . فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
فمن هنا جاء الإسلام بالتوازن في الحياة، يعطي كل ناحية حقها، ولكن الصوفية ظهروا في وقت غلب على المسلمين فيه الجانب المادي والجانب العقلي.
الجانب المادي، نتج عن الترف الذي أغرق بعض الطبقات، بعد اتساع الفتوحات، وكثرة الأموال، وازدهار الحياة الاقتصادية، مما أورثت غلوا في الجانب المادي . مصحوبًا بغلو آخر في الجانب العقلي، أصبح الإيمان عبارة عن " فلسفة " و" علم كلام " " وجدل "، لا يشبع للإنسان نهمًا روحيًا، حتى الفقه أصبح إنما يعني بظاهر الدين لا بباطنه، وبأعمال الجوارح . لا بأعمال القلوب وبمادة العبادات لا بروحها.
ومن هنا ظهر هؤلاء الصوفية ليسدوا ذلك الفراغ، الذي لم يستطع أن يشغله المتكلمون ولا أن يملأه الفقهاء، وصار لدى كثير من الناس جوع روحي، فلم يشبع هذا الجوع إلا الصوفية الذين عنوا بتطهير الباطن قبل الظاهر، وبعلاج أمراض النفوس، وإعطاء الأولية لأعمال القلوب وشغلوا أنفسهم بالتربية الروحية والأخلاقية، وصرفوا إليها جل تفكيرهم واهتمامهم ونشاطهم . حتى قال بعضهم: التصوف هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف.
وكان أوائل الصوفية ملتزمين بالكتاب والسنة، وقافين عند حدود الشرع، مطاردين للبدع والانحرافات في الفكر والسلوك.
ولقد دخل على أيدي الصوفية المتبعين كثير من الناس في الإسلام وتاب على أيديهم أعداد لا تحصى من العصاة وخلفوا وراءهم ثروة من المعارف والتجارب الروحية لا ينكرها إلا مكابر، أو متعصب عليهم.
غير أن كثيرًا منهم غلوا في هذا الجانب، وانحرفوا عن الطريق السوي، وعرفت عن بعضهم أفكار غير إسلامية،كقولهم بالحقيقة والشريعة، فمن نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم، ومن نظر إليهم بعين الحقيقة عذرهم . وكان لهم كلام في أن الأذواق والمواجيد تعتبر مصدرًا من مصادر الحكم . . أي أن الإنسان يرجع في الحكم إلى ذوقه ووجدانه وقلبه . . وكان بعضهم يعيب على المحدّثين، لأنهم يقولون: حدثنا فلان قال وحدثنا فلان . . . ويقول الصوفي: حدثني قلبي عن ربي . ..
أو يقول: إنكم تأخذون علمكم ميتًا عن ميت، ونحن نأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت . . أي أنه متصل - بزعمه - بالسماء مباشرة.
فهذا النوع من الغلو، ومثله الغلو في الناحية التربوية غلوا يضعف شخصية المريد كقولهم: إن المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله، ومن قال لشيخه: لم ؟ لا يفلح . ومن اعترض " انطرد ".
هذه الاتجاهات قتلت نفسيات كثير من أبناء المسلمين، فسرت فيهم روح جبرية سلبية كاعتقادهم القائل: أقام العباد فيما أراد . . . دع الملك للمالك، واترك الخلق للخالق ..
يعني بذلك أن يكون موقفه سلبيًا أمام الانحراف والفساد وأمام الظلم والاستبداد، وهذا أيضًا من الغلو والانحرافات التي ظهرت عند الصوفية.
ولكن كثيرًا من أهل السنة والسلف قوّم علوم الصوفية، بالكتاب، والسنة، كما نبه على ذلك المحققون منهم، ووجدنا رجلاً كابن القيم يزن علوم القوم بهذا الميزان الذي لا يختل ولا يجور، ميزان الكتاب والسنة . فكتب عن التصوف كتابًا قيمًا، هو كتاب: " مدارج السالكين إلى منازل السائرين " . ومدارج السالكين هذا عبارة عن شرح لرسالة صوفية صغيرة اسمها " منازل السائرين إلى مقامات: إياك نعبد وإياك نستعين " لشيخ الإسلام إسماعيل الهروي الحنبلي.
هذا الكتاب من ثلاثة مجلدات، يرجع فيه إلى الكتاب والسنة، ونستطيع أن نقرأه ونستفيد منه باطمئنان كبير ..
والحقيقة أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويترك، والحكم هو النص المعصوم من كتاب الله ومن سنة رسوله.
فنستطيع أن نأخذ من الصوفية الجوانب المشرقة، كجانب الطاعة لله . وجانب محبة الناس بعضهم لبعض، ومعرفة عيوب النفس، ومداخل الشيطان، وعلاجها، واهتمامهم بما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة.
نستطيع أن نعرف عن هذا الكثير عن طريق بعض الصوفية كالإمام الغزالي مع الحذر من شطحاتهم، وانحرافاتهم، وغلوائهم، ووزن ذلك بالكتاب والسنة، وهذا لا يقدر عليه إلا أهل العلم وأهل المعرفة.
ولهذا أنصح الرجل العادي بأن يرجع في معارفه إلى المسلمين العلماء السلفيين المعتدلين الذين يرجعون في كل ما يقولون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
والله أعلم
المصدر : اسلام اونلاين
نور الهدى-
- عدد المساهمات : 736
العمر : 45
نقاط تحت التجربة : 11285
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: هنا يكمن الحل
مقاربة رائعة جدا
نعم بالرقص و التأوه
و التلوي على عبق البخور
يكون الحل
قاوم الظلم بالرقص و التصفيق و الدعاء
قاوم الفساد بالرقص و التصفيق و البخور
اهأأه اهأأه اهأأه
نعم بالرقص و التأوه
و التلوي على عبق البخور
يكون الحل
قاوم الظلم بالرقص و التصفيق و الدعاء
قاوم الفساد بالرقص و التصفيق و البخور
اهأأه اهأأه اهأأه
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
اذا لم تكن شاهدا على عصرك ...و لم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق و الباطل ... و اذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر ... فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب ام شاربا للخمر في الحانات ... فكلا الامران يصبحان سواء -
=======================[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حامد عماري-
- عدد المساهمات : 2469
العمر : 54
نقاط تحت التجربة : 14461
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
رد: هنا يكمن الحل
sadakti oum aya
تينهينان-
- عدد المساهمات : 240
العمر : 49
المكان : الجزائر
المهنه : موظفة
الهوايه : جمع الطوابع البريدية
نقاط تحت التجربة : 11018
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: هنا يكمن الحل
آشنوة سي حامد القيت الجماعة دايخين ومنتعشين بالبخورات ولعل تكون حضرت لحفلة متاع رقص وتصفيق في عرس ظنيتهم الصوفية بصراحة ردك فيه برشة تجني وعدوانية لو |أنك درست التصوف دراسة معمقة ما كان ليصدر منك ما صدر وعلى كل حال إذا كان هذا أقصى ما تحمله من معلومات على التصوف أقول لك ما قال الشاعر.حامد عماري كتب:مقاربة رائعة جدا
نعم بالرقص و التأوه
و التلوي على عبق البخور
يكون الحل
قاوم الظلم بالرقص و التصفيق و الدعاء
قاوم الفساد بالرقص و التصفيق و البخور
اهأأه اهأأه اهأأه
عشقتها شمطاء شاب وليدها وللناس فيما يعشقون مذاهب
ابومحمد-
- عدد المساهمات : 1400
نقاط تحت التجربة : 13602
تاريخ التسجيل : 01/02/2008
مواضيع مماثلة
» الحل الوحيد لقفصة اذا لم .....
» هل صحيح ان سر الحياة الزوجية يكمن في تعدد الزوجات ؟؟
» ما الحل..؟؟؟!!!!
» لغز صعب اتحدى من يجد الحل
» الشباب هو الحل موش المشكل
» هل صحيح ان سر الحياة الزوجية يكمن في تعدد الزوجات ؟؟
» ما الحل..؟؟؟!!!!
» لغز صعب اتحدى من يجد الحل
» الشباب هو الحل موش المشكل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى