في صفاقس : مسيرات حاشدة تنادي بحل التجمع الدستوري

مظاهرات حاشدة للغاية بعشرات الالاف من الصباح الى ما بعد الظهر جابت اليوم شوارع مدينة صفاقس من وسط المدينة مرورا بصفاقس الجديدة حيث مقر ولاية صفاقس ووصولا الى مقر الاذاعة الجهوية ورغم وجود عدد من الحساسيات السياسية في المسيرات فان ما يلفت الانتباه انها كلها كانت سلمية ونحث على توخي الحذر لمنع أي ميليشيات من احداث البلبلة او الاساءة الى الممتلكات العامة والخاصة ومن هنا لم نسجل أي حالات من الفوضى بل كانت الامور هادئة كما انه لم ترفع أي مطالب حزبية ولم نسجل رايات لاي حزب كان سواء كان معترفا به ام غير معترف به والاستثناء الوحيد تقريبا تعلق ببعض اللافتات القليلة التي تحمل شعار الاتحاد العام التونسي للشغل في حين ان كل اللافتات المرفوعة كانت تتضمن مطالب شعبية قوية وواضحة رافضة لحكومة تصريف الاعمال ورافضة كذلك لوجود التجمع الدستوري الديمقراطي وخلال التظاهرات والمسيرات الحاشدة التي شارك فيها الالاف من الكبار والصغار ومن الجنسين ومن التلاميذ والطلبة والنقابيين والعمال والعاطلين بدا واضحا ان حاجز الخوف تم كسره وان الشعب تحرر من عقدة الخوف التي كانت تكبلهم وتلجم افواههم
المتظاهرون قالوها بوضوح ان ما بني على باطل فهو باطل وشعارات كثيرة تم رفعها ومنها : " الانتفاضة مستمرة ... والتجمع على برة " و " لا وصاية للاحزاب على الشعب ... وهي ثورة شعبية " و " العفو التشريعي العام ... مطلب جماهيري " و " ثورة حرة ... والتجمع على برة " و " لا لقوى الجذب الى الوراء " و " بالروح بالدم ... نفديك يا شهيد "
وخلال المسيرات الحاشدة كنا نسمع المتظاهرين يرددون النشيد الوطني وهم يبدون ايضا اعتزازا بالجيش الوطني الذي لم يتورط في جرائم تقتيل الشعب بل وقف الى جانب التونسيين ساعيا الى ان يوفر لهم الامن والامان
اذاعة صفاقس لاول مرة تفتح المصدح
من ناحية اخرى فان توجه المسيرة الحاشدة الى قبالة اذاعة صفاقس كان خطوة ذات دلالة لدفع هذه الاذاعة وغيرها من الاذاعات والتلفزات الحكومية الى ان تقترب من مشاغل الشعب وتبلغ اصواتهم ومن هنا لاول مرة استمعنا على امواج الاثير الى مواطنين تداولوا على المصدح لينتقدوا بوضوح شديد التجمع الدستوري الديمقراطي والنظام الحاكم والسلط الجهوية والمحلية التي كانت ملتصقة بالكراسي وليس بهموم الشعب كما دعوا بكامل الوضوح الى فتح ملفات الرشاوي والفساد المالي والمحاسبة الصارمة لكل من تلاعب بمصالح الشعب وسرق عرق الكادحين وحرم اصحاب الشهائد من فرص العمل الشريف
وقد لاحظنا اختفاء اصوات عدد من المذيعين الذين يعتبرهم المستمعون من اجماعة لانتهازية والتطبيل للتجمع وللنظام السابق وابدت الجماهير رغبتها في ابعاد هؤلاء ممن استفادوا من عديد الامتيازات على حساب اصحاب الحق
ومقابل ذلك لاحظنا عودة بعض الاصوات الاذاعية التي كانت مقموعة ومنهم عبد الكريم قطاطة