ضمانات الحكومة التونسية المؤقتة...؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ضمانات الحكومة التونسية المؤقتة...؟
الحكومة المؤقتة نحو التمكين :
تشهد الساحة التونسية فراغا سياسيا مقيتا من قبل المعارضة الحاضرة الغائبة ...الحاضرة و بكثرة على صفحات الجرائد و النت من خلال البيانات و التحاليل و الغائبة و بشكل ملفت للانتباه على الساحة السياسية أو على مستوى أخذ القرارات أو حتى على مستوى رسم خطوط المرحلة القادمة فهي مشغولة بمهام أخرى ذات أولوية...فهي اما تبحث عن الشرعية او تنتظر الاعتراف الرسمي بها او أنها تحاول جمع أطرافها المتبعثرة هنا و هناك أو توسيع قاعدتها الضيقة أو ترتيب بيتها من الداخل بعدما عبث فيها النظام البائد ، و في ظل هذه الأجواء الغير مستقرة يمضي الغنوشي ومن معه نحو التمكين بخطى ثابتة فها هو يسحب الشرعية من الثورة التي منحته مؤقتا مهام ادارة البلاد و يستلمها من جديد من البرلمان الفاقد للشرعية و بهذا الشكل يضعف الغنوشي سلطة الثورة و يتحرر شيئا فشيئا من ضغط الثوار و مراقبتهم و يبني لنفسه شرعية و يصنع لشخصه قوة عبر صلاحيات الرئيس المفتوحة تحت غطاء ضرورة المرحلة و انقاذ البلاد و بهذه الطريقة المفضوحة تنمو الديكتاتورية الناشئة بمخالب ناعمة في البدء لتصبح في الغد سكاكين جارحة تقطع كل من يعترضها .
استجابت الحكومة المؤقتة لكل شروط و متطلبات المجتمع الدولي دون أن ترجع للقاعدة أو للنخبة لاستشارتها و لكن تتصرف و كأنها الآمرة الناهية في تونس و أنها صاحبة القرار و سيدة هذا الوطن الجريح و لكن المتابع للأحداث و للوهلة الأولى يفهم أن هذه الحكومة المؤقتة تبني لنفسها مجدا و تشيد صرحا لتقف عليه غدا في الانتخابات المزمع القيام بها قريبا و بذلك تراهن على تزكية المجتمع الدولي لها بعد أن استجابت لكل طلبات الغرب بدون تردد ، وانه نفس سيناريو الذي سطره بن علي لما انقلب على بورقيبة تعاد صياغته الآن و لكن بوجوه جديدة .
الوجه الحقيقي للحكومة :
أن مسألة تعيين الولاة الجدد بالولايات هي عبارة عن الخطة التالية من خارطة الطريق لتثبيت الحكومة و اطالة عمرها عبر توزيع حبوب لتسكين الألام و امتصاص غضب الجماهير الا أن شبابنا الواعي لم تفت عنه هذه الخدعة و رفض القرار و لفظ لكل وال جاء يستلم مهامه خلسة و لكن الملفت للانتباه و المؤلم في هذه العملية أن الحكومة المؤقتة لم تستشر شركائها من المعارضة الذين يشكلون جزءا من جسد الحكومة بل همشتهم و لم تعطهم أي اعتبار و لا وزن غير انها في مستهل الثورة هرولت اليهم تطلبهم المشاركة في الحكومة المزمع تشكيلها و كان البكوش و الغنوشي يعرفان جيدا أن أي حكومة جديدة بدون وجوه معارضة لن تجد قبولا لدى الجماهير و بعد أن بدا لهما أن الأمن استتب و الامور تجري بشكل جيد أداروا ظهورهم لرموز المعارضة الذين كانوا بالأمس سترة نجاة لهم و اعتبروهم أن المهمة التي جاؤوا من أجلها قد انتهت .
تهميش ما بعده من تهميش ...؟
مسرحية تعليق نشاط الحزب الدستوري :
منذ الاستقلال لم يعرف التونسي غير الحزب الدستوري ، أعضاؤه يتجاوزون المليون ، حيثما حللت وجدت دستوريا أمامك ....منتشرون بشكل فظيع على مؤسسات الدولة و دواوين الحكومة و مكاتب الوزارات و الشعب و النوادي و الجمعيات و الأسواق و الشوارع و الاعلام المرئي و المسموع و المقروء .
ان مسألة تعليق نشاط الحزب غير مفهومة فبالأمس وزير الداخلية بنفسه عين اكثر من عشرين وال جلهم من قيادي الحزب الدستوري و معظم كوادر الحكومة و كبار الموظفين هم دستوريون .
صراحة لم نفهم ماذا يريد الوزير الجديد ؟
هل يقصد منع نشاطهم بمباني الحزب و يسمح لهم العمل في مكاتب الحكومة المؤقتة ؟
اذا كان الوزير صادقا في مسعاه و يريد الحفاظ على أمن البلاد كما صرح بذلك عليه بطرد كل اعضاء الحزب من جهاز الدولة و دواوين الحكومة غير ذلك تعتبر لعبة ألاعيب الحكومة لخدعة الشعب و ربح الوقت .
الى يومنا هذا الحكومة المؤقتة تمسك بزمام المبادرة و توسع صلاحيتها بشكل مخطط له مسبقا و تضع يدها على أكبر الملفات و أكثرها وزنا و أفرغت الشوارع من المحتجين و نالت استحسان الغرب الا أن عمر الحكومة المؤقتة القصير و ما نتج عنه من أنشطة و تصريحات مريبة يجعلنا نشك في كل يوم جديد من عمرها في استجابتها لمطالب الشعب و الثورة و تجعلنا نسأل و بالحاح عن الضمانات التي تملكها الحكومة الحالية لطمأنة الشعب غير الوعود و التصريحات الصحفية ثم الضامن الحقيقي أن الحكومة المؤقتة ستجري الانتخابات في مواعيدها ؟ وعدم ترشح الغنوشي للانتخابات الرئاسية القادمة كما وعد بذلك ؟
ان الطريقة التي تدار بها البلاد لا تبعث عن الارتياح و المواطن التونسي لا يشعر بالأمان خاصة و أن الشهداء يسقطون يوميا بوسط البلاد و جنوبها و أن المبعدين يلقون سوء المعاملة و التهديد و الاهانة عند نقاط الحدود و كأن الثورة لم تكن ....؟
ضمانات الثورة :
آن الأوان للمعارضة أن تجتمع تحت مظلة واحدة و لو الى حين و ذلك للحفاظ على مكاسب الثورة و أن لا تسرق من قبل لصوص السياسة و تشكل ضمانة حقيقية لدم الشهداء و المكاسب العظيمة التي تحققت و تعمل على بقاء نار الثورة مشتعلة لتكون رادعا لكل مرتد و مخادع و تحدد ضوابط للحكومة المؤقتة للالتزام بها و فترة زمنية معلومة لا يمكن تجاوزها .
أما بخصوص شباب الثورة و فخر تونس الذين يمثلون صمام أمان هذه الأمة و كما عاهدناهم رجالا غيورين ليعلموا ان الثورة لم تكتمل و المعركة لم تنته بعد و أن المشوار ما يزال طويلا خاصة و أن بقايا المافيا يحاولون العودة لسالف مقاعدهم بأي شكل من الأشكال و لو كان ذلك على صدوركم لأنه صعب عليهم خسارة مواقعهم و امتيازاتهم في نفس الوقت .
و أعتقد ان الأيام القادمة ستشهد توترا و التفافا على الثورة و سرقة مكاسب الشعب ، حينها سيضطر الشباب النزول للشارع و لكن بشكل منظم و ذا أهداف محددة و بالتأكيد لن يلدغ الشباب مرة أخرى .
حمادي الغربي
تشهد الساحة التونسية فراغا سياسيا مقيتا من قبل المعارضة الحاضرة الغائبة ...الحاضرة و بكثرة على صفحات الجرائد و النت من خلال البيانات و التحاليل و الغائبة و بشكل ملفت للانتباه على الساحة السياسية أو على مستوى أخذ القرارات أو حتى على مستوى رسم خطوط المرحلة القادمة فهي مشغولة بمهام أخرى ذات أولوية...فهي اما تبحث عن الشرعية او تنتظر الاعتراف الرسمي بها او أنها تحاول جمع أطرافها المتبعثرة هنا و هناك أو توسيع قاعدتها الضيقة أو ترتيب بيتها من الداخل بعدما عبث فيها النظام البائد ، و في ظل هذه الأجواء الغير مستقرة يمضي الغنوشي ومن معه نحو التمكين بخطى ثابتة فها هو يسحب الشرعية من الثورة التي منحته مؤقتا مهام ادارة البلاد و يستلمها من جديد من البرلمان الفاقد للشرعية و بهذا الشكل يضعف الغنوشي سلطة الثورة و يتحرر شيئا فشيئا من ضغط الثوار و مراقبتهم و يبني لنفسه شرعية و يصنع لشخصه قوة عبر صلاحيات الرئيس المفتوحة تحت غطاء ضرورة المرحلة و انقاذ البلاد و بهذه الطريقة المفضوحة تنمو الديكتاتورية الناشئة بمخالب ناعمة في البدء لتصبح في الغد سكاكين جارحة تقطع كل من يعترضها .
استجابت الحكومة المؤقتة لكل شروط و متطلبات المجتمع الدولي دون أن ترجع للقاعدة أو للنخبة لاستشارتها و لكن تتصرف و كأنها الآمرة الناهية في تونس و أنها صاحبة القرار و سيدة هذا الوطن الجريح و لكن المتابع للأحداث و للوهلة الأولى يفهم أن هذه الحكومة المؤقتة تبني لنفسها مجدا و تشيد صرحا لتقف عليه غدا في الانتخابات المزمع القيام بها قريبا و بذلك تراهن على تزكية المجتمع الدولي لها بعد أن استجابت لكل طلبات الغرب بدون تردد ، وانه نفس سيناريو الذي سطره بن علي لما انقلب على بورقيبة تعاد صياغته الآن و لكن بوجوه جديدة .
الوجه الحقيقي للحكومة :
أن مسألة تعيين الولاة الجدد بالولايات هي عبارة عن الخطة التالية من خارطة الطريق لتثبيت الحكومة و اطالة عمرها عبر توزيع حبوب لتسكين الألام و امتصاص غضب الجماهير الا أن شبابنا الواعي لم تفت عنه هذه الخدعة و رفض القرار و لفظ لكل وال جاء يستلم مهامه خلسة و لكن الملفت للانتباه و المؤلم في هذه العملية أن الحكومة المؤقتة لم تستشر شركائها من المعارضة الذين يشكلون جزءا من جسد الحكومة بل همشتهم و لم تعطهم أي اعتبار و لا وزن غير انها في مستهل الثورة هرولت اليهم تطلبهم المشاركة في الحكومة المزمع تشكيلها و كان البكوش و الغنوشي يعرفان جيدا أن أي حكومة جديدة بدون وجوه معارضة لن تجد قبولا لدى الجماهير و بعد أن بدا لهما أن الأمن استتب و الامور تجري بشكل جيد أداروا ظهورهم لرموز المعارضة الذين كانوا بالأمس سترة نجاة لهم و اعتبروهم أن المهمة التي جاؤوا من أجلها قد انتهت .
تهميش ما بعده من تهميش ...؟
مسرحية تعليق نشاط الحزب الدستوري :
منذ الاستقلال لم يعرف التونسي غير الحزب الدستوري ، أعضاؤه يتجاوزون المليون ، حيثما حللت وجدت دستوريا أمامك ....منتشرون بشكل فظيع على مؤسسات الدولة و دواوين الحكومة و مكاتب الوزارات و الشعب و النوادي و الجمعيات و الأسواق و الشوارع و الاعلام المرئي و المسموع و المقروء .
ان مسألة تعليق نشاط الحزب غير مفهومة فبالأمس وزير الداخلية بنفسه عين اكثر من عشرين وال جلهم من قيادي الحزب الدستوري و معظم كوادر الحكومة و كبار الموظفين هم دستوريون .
صراحة لم نفهم ماذا يريد الوزير الجديد ؟
هل يقصد منع نشاطهم بمباني الحزب و يسمح لهم العمل في مكاتب الحكومة المؤقتة ؟
اذا كان الوزير صادقا في مسعاه و يريد الحفاظ على أمن البلاد كما صرح بذلك عليه بطرد كل اعضاء الحزب من جهاز الدولة و دواوين الحكومة غير ذلك تعتبر لعبة ألاعيب الحكومة لخدعة الشعب و ربح الوقت .
الى يومنا هذا الحكومة المؤقتة تمسك بزمام المبادرة و توسع صلاحيتها بشكل مخطط له مسبقا و تضع يدها على أكبر الملفات و أكثرها وزنا و أفرغت الشوارع من المحتجين و نالت استحسان الغرب الا أن عمر الحكومة المؤقتة القصير و ما نتج عنه من أنشطة و تصريحات مريبة يجعلنا نشك في كل يوم جديد من عمرها في استجابتها لمطالب الشعب و الثورة و تجعلنا نسأل و بالحاح عن الضمانات التي تملكها الحكومة الحالية لطمأنة الشعب غير الوعود و التصريحات الصحفية ثم الضامن الحقيقي أن الحكومة المؤقتة ستجري الانتخابات في مواعيدها ؟ وعدم ترشح الغنوشي للانتخابات الرئاسية القادمة كما وعد بذلك ؟
ان الطريقة التي تدار بها البلاد لا تبعث عن الارتياح و المواطن التونسي لا يشعر بالأمان خاصة و أن الشهداء يسقطون يوميا بوسط البلاد و جنوبها و أن المبعدين يلقون سوء المعاملة و التهديد و الاهانة عند نقاط الحدود و كأن الثورة لم تكن ....؟
ضمانات الثورة :
آن الأوان للمعارضة أن تجتمع تحت مظلة واحدة و لو الى حين و ذلك للحفاظ على مكاسب الثورة و أن لا تسرق من قبل لصوص السياسة و تشكل ضمانة حقيقية لدم الشهداء و المكاسب العظيمة التي تحققت و تعمل على بقاء نار الثورة مشتعلة لتكون رادعا لكل مرتد و مخادع و تحدد ضوابط للحكومة المؤقتة للالتزام بها و فترة زمنية معلومة لا يمكن تجاوزها .
أما بخصوص شباب الثورة و فخر تونس الذين يمثلون صمام أمان هذه الأمة و كما عاهدناهم رجالا غيورين ليعلموا ان الثورة لم تكتمل و المعركة لم تنته بعد و أن المشوار ما يزال طويلا خاصة و أن بقايا المافيا يحاولون العودة لسالف مقاعدهم بأي شكل من الأشكال و لو كان ذلك على صدوركم لأنه صعب عليهم خسارة مواقعهم و امتيازاتهم في نفس الوقت .
و أعتقد ان الأيام القادمة ستشهد توترا و التفافا على الثورة و سرقة مكاسب الشعب ، حينها سيضطر الشباب النزول للشارع و لكن بشكل منظم و ذا أهداف محددة و بالتأكيد لن يلدغ الشباب مرة أخرى .
حمادي الغربي
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
ويأتي زمان لا يصبح فيه لأي شئ معنى . .
سوى الاستـسلام لهذا العشق !
مولانا
سوى الاستـسلام لهذا العشق !
مولانا
كيلاني-
- عدد المساهمات : 1951
العمر : 44
المكان : السويد٠ غوتنبرغ
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة
نقاط تحت التجربة : 13367
تاريخ التسجيل : 14/07/2007
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24471
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: ضمانات الحكومة التونسية المؤقتة...؟
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
ويأتي زمان لا يصبح فيه لأي شئ معنى . .
سوى الاستـسلام لهذا العشق !
مولانا
سوى الاستـسلام لهذا العشق !
مولانا
كيلاني-
- عدد المساهمات : 1951
العمر : 44
المكان : السويد٠ غوتنبرغ
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة
نقاط تحت التجربة : 13367
تاريخ التسجيل : 14/07/2007
مواضيع مماثلة
» استقالة السيد احمد ونيس من الحكومة المؤقتة
» قناة القاهرة اليوم : لو تذهب لتونس يذبحوك : على الحكومة التونسية ان تندد
» ملخص حوار رئيس الحكومة حمادي الجبالي مع الـقنوات التلفزونية التونسية
» رئيس الحكومة المكلف علي العريض يعلن تشكيلة الحكومة الجديدة
» الصحافة التونسية تنتقد ممارسات الليبيين على الحدود التونسية
» قناة القاهرة اليوم : لو تذهب لتونس يذبحوك : على الحكومة التونسية ان تندد
» ملخص حوار رئيس الحكومة حمادي الجبالي مع الـقنوات التلفزونية التونسية
» رئيس الحكومة المكلف علي العريض يعلن تشكيلة الحكومة الجديدة
» الصحافة التونسية تنتقد ممارسات الليبيين على الحدود التونسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى