الله يجبر

من طرف **ibn_al_sa7aba** السبت 5 مارس - 15:27

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
الحمد لله الذي لا يرجى إلا خيره و لا يخشى إلا ضيره و لا يعول إلا عليه
رحل بن علي أو هرب بن علي أو خلع ( بضم الخاء ) بن علي أو كما يحلو لكل ذي رأي أن يسمي ما حصل بمصطلح هو أحب إلى قلبه
انتهت حقبة و غربت شمسها أو قمرها فكل يراها كما يحلو له .. من كانت له نهاراً فكان يتنعم بشمسها و من كانت له ليلاً كان ينتظر فجرها
و عند تحول الأحوال و تقلب الأوضاع تتضح رؤى و تتداخل أخرى و يرفع الله أناساً و يضع أناساً و لن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا
و ذي العقل الرشيد لا ينطق إلا بكلام سديد و لا يتكلم إلا بعد طول تفكر و عمق تحليل و لا يدعي كما يتوهم المدعون أنه المعصوم و أن كلامه منزل يلزمه القبول و أن كل معترض عليه يكون إما جاهلاً أو جهول
و لأن كل مقال يلزمه مقام فإن هذا الكلام دفعني إليه واقع الحال
واقع تتلمس حاله من صفحات الفايسبوك أو المنتديات
في كل دقيقة، مقطع مصور لشاب أو فتاة .... يطلع علينا بطلعته البهية ليواصل ما سبقه إليه غيره ... يظن هذا المسكين أنه ناصح أمين يبدأ بالتحليل و يعقبه نذير و ينهيها بالنصح أو ما يظنه هو نصح
واقع لا يتغير كثيراً على صفحات المنتديات ... الكل نصب حاله حامياً للثورة و الكل يحلل و الكل يفهم و الكل يتكلم و لا يسمع ...فصرنا في سوق، الكل ينادي على بضاعته و لا يسمع إلا نفسه و يظن أن كل الناس لا يسمعون غيره
" سوق و دلالة " هذا واقع الحال ... شيوعي و علماني و إسلامي و الكل يقول بلسان الحال لا أريكم إلا ما أرى
احدهم يقول أنا مسلم و نظنه صادق في دعواه و لكنه ينطق بالكفر البواح .. يعلق على مقطع غلق ماخور في تونس بالتهكم على حور العين فينطق بالكفر هذا المسكين و هو الظان أنه الفاهم فريد زمانه
صاحب لحية و هيئة إسلامية يظهر في مقطع و هو يكفر و يشتم و يسب .. أخلاق سوقية بحلة إسلامية ...
قنوات كانت بالأمس بوقاً للجنس و قلة الأدب ... أصبحت اليوم بحلة الثوري الذي لا يخاف

هي في المحصلة " شكشوكة " نتابعها متألمين و لكن الله خلق الناس مختلفين ... هذه سنة الحياة الدنيا
لكن ما ينقص أكثر المتكلمين أن يعرف كل واحد منهم حجم نفسه و أن لا يظن أن كل ساكت جاهل و أن لا يعتقد أن كل ثرثرة يجب أن يرد عليها...و أن يفهم أنه ليس له و لا لغيره أن ينصب نفسه وصياً على خلق الله
و السلام عليكم

كتبه بن الصحابة القفصي