نــقـــابــة بــلــديّـة قـفـصـة "حــامــيها حـــرامــيهـــــا"

رغم تحقيق الثـــورة لجزء من أهدافها كحريّة التعبير والصحافة إلاّ أنّ الخطــر بقــي يطوّقـــها. وأعني بهــذا من لبس بعــد 14 جــانفي أقنعة المصلحين و الشرفاء و تظــاهر بنظافة اليد لكــن للأسـف بقيت دار لقمـــان على حـالهـا و ذلك لسبب بسـيـط وهـو أنّهم لا يـقـدرون عـلى نسيــان نكهـة و طعـم ما أرضعهم النظـام السابق من ممــارسات دنيئة.....وإنّ مـا تجــرؤوا على فعلــه هــو تحـدّ صارخ لـكـلّ الأخلاقيات و معـاكـس لكـل ما طـالـــب و ضحـى من أجــلـه الـشعـب : الشفـافـيـة، المصداقية، العـدالة، تكافــؤ الفـرص، حقّ الشغـل و ملخّصها القـانـون سـيّـد الجميع.
و أعـني بهــذه الأسطر نـقـابة بلديّة قـفـصة المـدينة و بعض الموالين لها من الإداريين يصولون ويجـولون دون رقيب (بـلـديّـة مصغّرة داخل بـلـديـّة صـوريّة). فــآخــر شطحات هاته الـبـلديّــة المصغّرة و بـتـزكـيـة من المسؤول الأوّل عن شؤون البلديّة بمركز الولاية، أنّها أدرجت أسمـاء أبـنـائهـم و أقـاربهم و الموالين لهم دون ســواهــم لتــرسيـمهـم في خطط وظيفيّـة مستغليّن عــدم إلــمام ســلــطـة الإشراف بحيثيّات ملف الأعوان و العملة المبـاشرين و الذين ظلموا و ضحّوا و قـدّمـوا الكـثـيـر لـبلـديـّة قـفـصـة. و ما دام يوجد شغور وظـيـفــي فــلماذا لا يكون الإنتداب عــن طريق مناظرة؟ (ولاّ يحبّوها خبزة باردة)
وما تصوّره كافّة التونسيّين الوطنيّين الغيورين أنّ ما بعد 14 جانفي لا مجال للمحاصصة و لا للمحسوبيّة لـكـن للبـلـديـّة المصغّرة رأي آخر. أم أنّ مبادئ و ثوابت و أهداف الثورة لـم تصل بعـد إلـى نــــقـــابــة بـلــديّة قــفـصة ؟
فليعلموا بأننا على علم بما يفعلونه تحت الطاولات و ما يعدّونه من طبخات ظانّنا أنّهـم أذكــى و أدهــى من الجميع ونقول لهم لـن تركبوا مرّة أخــرى عـلى ظهورنا و لن نكون مـطـيّـتـكـم لأنّ التخـويف و التـرهيب قـد زال ؛ بالفلاقـي " ما تنجموش تغلطـونا و تعـدّوها علينا "، فهـل يعـقل أن لا يكــون للمجــلــس الـبـلـدي رأي في ما حصل و مــا سـيـحـصـل؟ أم تـعـمّـدوا إقصــاءه و تغـيـيـبه حتّى لا يــؤدّي المهمّة الـمـنـاطــة بعهـدته ؟ فـإن كان الأمر كـذلك فلـيـقــدّم إسـتـقــالـتـه بكرامة أفضل مـن أن يكـون واجهة هشّة " لبـلـديـّة النــقــابــة ".
إنّــي أدعــو المجـلـس الـبـلـدي الحـــالي للــوقــوف أمام مســؤوليّـاته و أن يكـون ســدّا منيعــــا أمـام التجــاوزات الـمـتـكــرّرة و الـمـتعـمّـدة للنـــقـابــة لأنّ هاته المـؤسّـسـة هــي أمـانة جسيمة بين أيـديكـــم والله ولــيّ التـــوفـيـق.