حيتان من وطني الدافئ
صفحة 1 من اصل 1
حيتان من وطني الدافئ
حكى لي مرّة رجل تونسيّ خبير في الصّيد والبحار حكاية أدهشتني.. عن قصّة الحيتان التّي يصيدونها لتصنّع في علب التونة التّي نأكلها.. تخفي هذه العلب مشوار نصف دورة حول الأرض والكثير من التيّارات البحريّة والانتظار وعاطفة عظيمة بين الحيتان...نعم عاطفة وتالف..تصوّروا؟
تستوطن حيتان «البلو فين» في المحيط الأطلنطي وتأتي في شكل مجموعات منظّمة من هناك ذكورا وإناثا لتعبر مضيق جبل طارق الفاصل بين اسبانيا والمغرب، تعبر بلا استراحة أو سهو أمام سواحل الجزائر..تصل تونس.تتّجه من ثمّة إلى سواحل سرت الليبيّة عبر خليج قابس العتيد...تقوم الأنثى بعمليّة الاباضة.. تحابي المجموعات بشعاب إناثها وذكورها على البويضات وتعود لسواحل تونس لتقوم بتلقيحها.. في أعماق بحارنا لانّ مياه تونس دافئة ودرجة الحرارة إلى جدّ ما ملائمة لتلقّح البويضة ثم تلد مجموعات وأسراب صغيرة جديدة.
تنمو في سواحلنا وعندها تجمع «أمهات وآباء» الحيتان شتاتها لتهمّ عائدة في نفس المسار نحو المحيط الأطلنطي،، بنفس النّظام وعلى نفس الطّريق..يا لهذه الحيوانات المنتظّمة..المشكّلة بكل جمال وروعة..تخيّلوا إن انظمة «الجي بي ار اس» أو خرائط الطرق والعقول والأنظمة الالكترونيّة تملك نسبة للخطأ وهذه الحيتان المتناسقة تدور في فلك ربّاني بتناغم دون حوادث أو أخطاء أو فشل...
حكمة الله سبحانه درس عظيم آخر أضيفه إلى «أجندتي»،، لهذا تأكدوا إن وطني دافئ ومنفتح...
هذه الأيام لا نستقبل حيتانا جديدة... وفي عزّ البرد يظلّ بلدي دافئا..في غمرة «الشوشرة» والمشكلات الأحادية الجانب (من طرف بعض من هم ليسوا منّا) بسواحلنا الكريمة وجبالنا الصّامدة كنفوسنا، تستقبل تونس مؤتمرا للتسامح وحقوق الإنسان هذه الأيام دعي إليه مناضلون من فلسطين الحبيبة ممثّلون عن مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان الحيادي المستقلّ، أساس عمله ترسيخ حقوق الفلسطينيين التعليميّة والأكاديمية وصون الكرامة و»إرساء» حكم صالح.. وهو في الحقيقة حلم كل نفس عربيّة ذاقت المهان وطاطات ليوم.. أو سنوات رأسها..غصبا أو طواعية.
إياد درغوثي فلسطيني احترمه جدّا،، هو رئيس الشبكة العربيّة للتسامح المنبثق منها عمل المركز.. قدم إلى تونس للإشراف على المؤتمر:» تونس شعب راق جدّا..بنضالكم في سنة واحدة أعطيتم درسا للشّعوب والحكومات والعقول..حفزّتم فينا النّضال لنقوى..هنيّالكم يا ستّي».
كلمات هذا الفلسطيني القادم من أعماق الانتفاضات والصّمود عن وطني أكبرني.. زاد فخري واعتزازي بحمل هذا الجواز التّونسي الأخضر.
فلسطين ألهمتنا لمدّة عقود.. فلسطين قضيّتنا الأم كعرب..حلمنا، مطلبنا، كرامتنا.. شرف أولادنا... «غصّة «في قلوب أجدادنا تستلهم مبادئ اليوم الحريّة من ونّاسة الغالية.. و تكرّم ناشطين توانسة ممّن برزوا أيام الثورة المجيدة..
التّسامح..الوئام..الحريّة قبول الآخر باختلافه لإشاعة ونشر الثّراء والتنوّع.. مساندة العقول ودعم الشّباب كي لا ينفروا من أوطانهم.. نبذ العنف والاستبعاد لحفظ الكرامة.. عدم التّسامح مع من يهمّش الضعفاء و»الغلابى» على أمورهم.. المسكن اللائق.. الصحّة الهنيّة واللقمة الرضيّة كلّها مبادئ مستمدّة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويا سلام على الإنسان العربي الذي هو كائن حالم بدا في التحرّك و»قلقلة» الجمود... فلسطين تبقى قضيّة خالدة.. لكنّ تونس أم الثورات بلادي.. ليتها تدوم أما راعية باقية...حابية لكلّ هذه المبادئ الحلوة.. آمين يا ربّ العالمين.
المادة الثالثة من إعلان الشبكة العربيّة للتسامح ينصّ على أن هذا العصر يتميّز بعولمة الاقتصاد وبالسرعة المتزايدة في الحركة والتنّقل والاتّصال، والتكامل والتكافل وحركات الهجرة وانتقال السكان على نطاق واسع والتوسع و.. لما كان التنوّع ماثلا في كلّ بقعة من العالم!!!
أتعلمون يا عرب... إن أرضنا مهاد هذه المبادئ منذ آلاف السنين وإننا سنصمد أمام الهزّات ولو متنا مرّتين، سنواصل كفاحنا ونضالاتنا للذوّد عن التسامح المتأصل فينا كجذورنا.. ألا تعلم الدنيا إن الحيتان تأتينا من قطب الأرض الشمالي لتحتمي بدفئنا وتنعم بسلام على شواطئنا الهادئة.. مثلنا؟؟؟
أحب أغنية فيروز..»بيقولوا صغير بلدي ويقولوا قلال بلدنا خير وجمال..يا صغير وبالحق كبير..و ما بيعتدي بلدي»
عظمة الأوطان لا تختزل في الحدود والمساحات...و حجم الرقعة والجغرافيا
تونس اصغر من بلدان كثيرة لكنّها عظيمة وواسعة بأهلها... بأبنائها
دمت معلّما يا وطني..حييت ثائرا ودمت دافئا....
تستوطن حيتان «البلو فين» في المحيط الأطلنطي وتأتي في شكل مجموعات منظّمة من هناك ذكورا وإناثا لتعبر مضيق جبل طارق الفاصل بين اسبانيا والمغرب، تعبر بلا استراحة أو سهو أمام سواحل الجزائر..تصل تونس.تتّجه من ثمّة إلى سواحل سرت الليبيّة عبر خليج قابس العتيد...تقوم الأنثى بعمليّة الاباضة.. تحابي المجموعات بشعاب إناثها وذكورها على البويضات وتعود لسواحل تونس لتقوم بتلقيحها.. في أعماق بحارنا لانّ مياه تونس دافئة ودرجة الحرارة إلى جدّ ما ملائمة لتلقّح البويضة ثم تلد مجموعات وأسراب صغيرة جديدة.
تنمو في سواحلنا وعندها تجمع «أمهات وآباء» الحيتان شتاتها لتهمّ عائدة في نفس المسار نحو المحيط الأطلنطي،، بنفس النّظام وعلى نفس الطّريق..يا لهذه الحيوانات المنتظّمة..المشكّلة بكل جمال وروعة..تخيّلوا إن انظمة «الجي بي ار اس» أو خرائط الطرق والعقول والأنظمة الالكترونيّة تملك نسبة للخطأ وهذه الحيتان المتناسقة تدور في فلك ربّاني بتناغم دون حوادث أو أخطاء أو فشل...
حكمة الله سبحانه درس عظيم آخر أضيفه إلى «أجندتي»،، لهذا تأكدوا إن وطني دافئ ومنفتح...
هذه الأيام لا نستقبل حيتانا جديدة... وفي عزّ البرد يظلّ بلدي دافئا..في غمرة «الشوشرة» والمشكلات الأحادية الجانب (من طرف بعض من هم ليسوا منّا) بسواحلنا الكريمة وجبالنا الصّامدة كنفوسنا، تستقبل تونس مؤتمرا للتسامح وحقوق الإنسان هذه الأيام دعي إليه مناضلون من فلسطين الحبيبة ممثّلون عن مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان الحيادي المستقلّ، أساس عمله ترسيخ حقوق الفلسطينيين التعليميّة والأكاديمية وصون الكرامة و»إرساء» حكم صالح.. وهو في الحقيقة حلم كل نفس عربيّة ذاقت المهان وطاطات ليوم.. أو سنوات رأسها..غصبا أو طواعية.
إياد درغوثي فلسطيني احترمه جدّا،، هو رئيس الشبكة العربيّة للتسامح المنبثق منها عمل المركز.. قدم إلى تونس للإشراف على المؤتمر:» تونس شعب راق جدّا..بنضالكم في سنة واحدة أعطيتم درسا للشّعوب والحكومات والعقول..حفزّتم فينا النّضال لنقوى..هنيّالكم يا ستّي».
كلمات هذا الفلسطيني القادم من أعماق الانتفاضات والصّمود عن وطني أكبرني.. زاد فخري واعتزازي بحمل هذا الجواز التّونسي الأخضر.
فلسطين ألهمتنا لمدّة عقود.. فلسطين قضيّتنا الأم كعرب..حلمنا، مطلبنا، كرامتنا.. شرف أولادنا... «غصّة «في قلوب أجدادنا تستلهم مبادئ اليوم الحريّة من ونّاسة الغالية.. و تكرّم ناشطين توانسة ممّن برزوا أيام الثورة المجيدة..
التّسامح..الوئام..الحريّة قبول الآخر باختلافه لإشاعة ونشر الثّراء والتنوّع.. مساندة العقول ودعم الشّباب كي لا ينفروا من أوطانهم.. نبذ العنف والاستبعاد لحفظ الكرامة.. عدم التّسامح مع من يهمّش الضعفاء و»الغلابى» على أمورهم.. المسكن اللائق.. الصحّة الهنيّة واللقمة الرضيّة كلّها مبادئ مستمدّة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويا سلام على الإنسان العربي الذي هو كائن حالم بدا في التحرّك و»قلقلة» الجمود... فلسطين تبقى قضيّة خالدة.. لكنّ تونس أم الثورات بلادي.. ليتها تدوم أما راعية باقية...حابية لكلّ هذه المبادئ الحلوة.. آمين يا ربّ العالمين.
المادة الثالثة من إعلان الشبكة العربيّة للتسامح ينصّ على أن هذا العصر يتميّز بعولمة الاقتصاد وبالسرعة المتزايدة في الحركة والتنّقل والاتّصال، والتكامل والتكافل وحركات الهجرة وانتقال السكان على نطاق واسع والتوسع و.. لما كان التنوّع ماثلا في كلّ بقعة من العالم!!!
أتعلمون يا عرب... إن أرضنا مهاد هذه المبادئ منذ آلاف السنين وإننا سنصمد أمام الهزّات ولو متنا مرّتين، سنواصل كفاحنا ونضالاتنا للذوّد عن التسامح المتأصل فينا كجذورنا.. ألا تعلم الدنيا إن الحيتان تأتينا من قطب الأرض الشمالي لتحتمي بدفئنا وتنعم بسلام على شواطئنا الهادئة.. مثلنا؟؟؟
أحب أغنية فيروز..»بيقولوا صغير بلدي ويقولوا قلال بلدنا خير وجمال..يا صغير وبالحق كبير..و ما بيعتدي بلدي»
عظمة الأوطان لا تختزل في الحدود والمساحات...و حجم الرقعة والجغرافيا
تونس اصغر من بلدان كثيرة لكنّها عظيمة وواسعة بأهلها... بأبنائها
دمت معلّما يا وطني..حييت ثائرا ودمت دافئا....
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى