المواطن الايديولوجي

في البلاد الديمقراطية يكتسب المولود مواطنته ومن ثم حقوقه من أبيه أو أمه. فيكفي أن تولد لوالد أو والدة بريطانية حتى تكتسب الجنسية البريطانية، أو أن تولد لأمريكي أو أمريكية حتى تكتسب الجنسية الأمريكية. وتكسبك جنسيتك هذه حقوق المواطنة كاملة.
في تونس لا يكفي أن تولد لتونسي وتونسية حتى تكتسب المواطنة كاملة. فإن لم تكن حداثيا ديمقرايطيا، فأنت ناقص في مواطنتك، ولو كان جدك حنبعل وجدتك عليسة.
إن لم تكن حداثيا ديمقراطيا فإن ضربت وأهنت فلا يهتم بك الإعلام. وإن لم تكن حداثيا ديمقراطيا فقد تقتل مرتين.. حين يتم قتلك أولا، وحين يتم إهمال مقتلك ثانيا، وكأنك خروف جرى ذبحه في مسلخ.
ولأن الإعلام التونسي إعلام يكاد يحتكره الحداثيون ويسيطرون عليه، فإن الجنسية والمواطنة عنده درجات، أولى لمن هو حداثي ديمقراطي، حقوقه مضمونة محفوظة، وأي أذى يصاب به يصير قضية كبرى، يهلل لها الإعلام ويطبل، وعاشرة لمن هو أصولي ملتحي، يهتم به الإعلام إن أخطأ من باب التشويه والتشهير، ويهمل إن أُوذي أو ضُرب أو حتى قُتل.
فالمواطن الصحيح والكامل هو المواطن الايديولوجي الحداثي الديمقراطي.

فالمواطن الصحيح والكامل هو المواطن الايديولوجي الحداثي الديمقراطي.