البورقيبية جزء من الماضي لا المستقبل

في المنستير: عجوز قارب التسعين يحاول نفخ الروح في الأموات

يجمع السيد الباجي قايد السبسي الوزير الأول السابق في مدينة المنستير، اليوم السبت، الكثير من عرجاء السياسة ونطيحتها وما أكل سبع الزمان والثورة، في إطار ما يسمى "جمعية إحياء الفكر البورقيبي"، بغرض "تصحيح مسار الثورة".. تصحيح وأي تصحيح!!!

السيد قايد السبسي عجوز في السادسة والثمانين من عمره، بحسب الأوراق الثبوتية، وقد يكون عمره الحقيقي أكثر من ذلك، يريد هو ومن على شاكلته، إحياء فكر مات وشبع موتا، ومات زمانه، وهلك زعيمه.. فكر بذلت تونس الغالي والنفيس والكثير من فلذات أكبادها للتخلص منه، وهي اليوم تستعيده وتكتشف حجم إجرامه في حقها، وتفتح سجلاته السوداء وملفاته المظلمة، حتى تتوقى السقوط في وهدته أو وهدة أمثاله ومن على شاكلته من جديد.

زعامة الباجي قايد السبسي لهذه الحركة الالتفافية على الثورة لن تحقق أغراضها. فثورتنا ثورة شباب، ولن يغلب عجوز، مهما بلغ من الخبث والمكر والدهاء، إرادة الشباب في إنجاح الثورة والحفاظ عليها ومنع أعدائها من الالتفاف عليها وإفسادها.

عارض قايد السبسي قرار حل التجمع. وحين حل القضاء ذلك الحزب اللعين، أعطى الباجي عشرات التراخيص لأحزاب خرجت من الرحم الفاسد لذلك الحزب الفاسد المفسد. وهاهي تلك الأحزاب تجمع قضها وقضيضها مجددا لتلتقي اليوم في المنستير، لعلها تتمكن "ببركة" "تربة" ولي الاستبداد الهالك من إحياء تركة الأموات.

الثورة تتقدم وأقدام الديمقراطية والهوية العربية الإسلامية لتونس تترسخ في ثراها يوما بعد يوم، ومستقبل تونس أمامها لا خلفها، والبورقيبية مرحلة طوتها تونس ولن تعود بإذن الله إلى الوراء نحوها.

قامت الثورة على المجرم الهارب ابن علي، لكن ابن علي لم يأت تونس فجأة ولم ينزل عليها بالبارشوت على حين غرة و غفلة.. فقبل أن يصير رئيسا كان وزيرا لداخلية الهالك بورقيبة ثم وزيره الأول، ما يجعله الابن الشرعي للبورقيبية، أحب المتيمون بها أم كرهوا، وما يجعل الثورة في وجه من وجوهها ثورة على بورقيبة والبورقيبية، التي يراد اليوم إحياءها ومغالطة الأجيال الجديدة وتقديمها لهم باعتبارها مستقبلا أفضل لتونس، وما هي إلا جزء من ماضيها الأسود، الذي لن يعود.

لن يخيف الشعب اجتماعكم، ولن ترعبه كثرة أحزابكم التجمعية المشاركة في لقاء المنستير، فإنما هي غثاء كغثاء السيل، لم تغن عنكم يوم الانتخابات شيئا. والتونسيون يقولون: مائة أبرة ما تجيش في مخيط. والزمن والآفات وراءكم حتى تنهيكم. فجماعات عقيمة عجزت عن أن تلد قائدا شابا وتسلم قيادها لرجل في السادسة والثمانين، مطلوب للعدالة بجرائم القتل والتعذيب، وتريد إحياء الأموات، هي جماعات ميتة ولا مستقبل لها في تونس الثورة، ثورة الشباب، التي لن تسلم قيادها للأموات.

التجمعيون الفاسدون المتورطون الذين عاقبتهم الثورة وفضحتهم وانقذت البلد منهم وجدوا في البورقيبية طوق نجاة وقناعا يتنكرون فيه ليتمكنوا من العودة بقوة ولا يتطلب ذلك مجهودا كبيرا بل فقط مجرد تعاطف متأخر مع بورقيبة وعودة الى نشيد "يا سيد الاسياد" ورفع شعار حزب الدستور الذي كانت اول هتافات الثورة تقول "يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب" وذلك يكفي ولو كانوا يفهمون.....الثورة أمانة لا تعطى لرجال الماضي بل هي في عهدة رجال المستقبل فلو كان رجال الماضي صالحين وصادقين لما قامت ثورة.
سمير الوافي