هل نلنا استقلالنا الفعلي من فرنسا و أتباعها يوم 20 مارس 1956 , أم يوم 14 جانفي 2011 ؟

وقف المناضل صالح بن يوسف في جامع الزيتونة في سنة 1955 .... و خطب خطبة تاريخية .... و قال فيها قولته الشهيرة :

«حبيب بورقيبة خائن، وقام بصفقة مع الغرب الاستعماري... بورقيبة عميل للغرب وعدو للعروبة والإسلام»،

أكيد أن المناضل صالح بن يوسف كان يدري ما يقول، كيف لا و هو شخصية وطنيّة محوريّة. و كان أميناً عامّاً للحزب الحرّ الدستوري الجديد، يديره طيلة السنوات التي سبقت الاستقلال. كان بورقيبة أيامها غائباً عن تونس، ولم يكن على اتصال مباشر بالجماهير،


وقد أثبتت الأحداث والوقائع في السنوات التالية، صحّة كلام صالح بن يوسف. فقد جاء بورقيبة بأجندة كاملة وأنجز بالضبط ما أنيط بعهدته.

الحبيب بورقيبة كان داهية ... نعم فقد كان عليم ببواطن الأمور بحكم موقعه بيد أنّه كان وجهاً حاضراً بقوّة في الإعلام و صنع لنفسه مجد لا يستحقه ،

تاريخكم يا ناس .... تم تزويره و تحريفه .... و أنتم في غفلة !

و هل لبورقيبة ايجابيات في الحكم ؟ ... طبعاً له ايجابيات ، و لا ينكر هذا إلا جاحد .. فقد راهن على التعليم و على الصحة ،

و تمكن الشعب التونسي من تعليم ابنائه و تفوق على جيرانه العرب ....

لكن السؤال ... هل لو تولى الزعيم صالح بن يوسف أو القائد فرحات حشاد الرئاسة كانوا سيعجزون عن فعل ذلك ؟

الجواب طبعاً أنهم كناس وطنيين و مناضلين ، كانوا سيحرصون على فعل ما هو أفضل من ذلك ... و الدليل على هذا

أن في يومنا هذا لا فرق بين تونس و الجزائر و الاردن و عديد البلدان العربية في مستوى التعليم ... بل جامعاتنا التونسية لها ترتيب عالمي مخزي ، سواء في عهد المخلوع الأول (بورقيبة) أو المخلوع الثاني (بن علي)

لكن ما لم يقوله لكم إعلام بورقيبة و بن علي ، أن بورقيبة بدا في تعلّقه بالحداثة الأيديولوجية،

نموذجاً للكولونيالي الملوّن الذي يزايد على أسياده البيض، ولسان حاله يقول للفرنسيين، وفي كلّ حركة يقوم بها،

«انظروا إليّ أنا الرجل الملون، أنا البرهان السّاطع والإثبات الواقعي على نجاح مهمّتكم التحضيريّة الاستعماريّة».

وهكذا قام، وبدافع هذا الإحساس الدوني الكولونيالي، بما عجز الاستعمار عن القيام به مدّة 75 سنة من احتلاله تونس، فقتل المناضلين ، و عذب المعارضين لسياسته ،

و إستهزأ بدين بوقاحة لا مثيل لها، فكان من ما قاله :

-" إن في القرآن تناقضا لم يعد يقبله العقل بين {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}، و{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}"

-"الرسول محمد كان إنسانا بسيطا يسافر كثيرا عبر الصحراء العربية، ويستمع إلى الخرافات البسيطة السائدة في ذلك الوقت، وقد نقل تلك الخرافات إلى القرآن، مثال ذلك : عصا موسى، وهذا شيء لا يقبله العقل، بعد اكتشاف باستور، وقصة أهل الكهف."

المصدر : خطاب بورقيبة الشهير الذي ألقاه في مؤتمر المدرسين والمربين بمناسبة الملتقى الدولي حول الثقافة الذاتية والوعي القومي المنعقد في مارس 1974م،


فهل حان الوقت يا شعب تونس المسلم الغالي أن تراجعوا تاريخكم ، و تحطموا أصنامكم ، و توحدوا صفوفكم ضد أعدائكم و أعداء هويتكم ؟



و هل حان الوقت أن تسألوا أنفسكم ، هل نلنا استقلالنا الفعلي من فرنسا و أتباعها يوم 20 مارس 1956 , أم يوم 14 جانفي 2011 ؟