جريدة المغرب تبشر بعودة بن علي :
صفحة 1 من اصل 1
جريدة المغرب تبشر بعودة بن علي :
جريدة المغرب تبشر بعودة بن علي :
هل هي رقصة الدم؟
د.سالم لبيض
أي عار لحق بجريدة المغرب اليوم وهي تنشر علنا وبدون حياء حنينها إلى عودة
بن علي ونظامه؟ وأي فضيحة من العيار الثقيل تلك التي حلت بمجلس تحريرها
المكلف بالسهر على خطها الاستقلالي والموضوعي، الشرف الذي يدعيه لنفسه؟ وهل
سقطت كافة قيم الرجولة والمروءة والشهامة السياسية والاعلامية بنشر ما
يذكر بالفساد والافساد الذي عاشته تونس بامتياز في تلك الأيام
الخوالي؟ وأي إهانة تريد هذه الصحيفة إلحاقها بشعب تونس وشهدائه وجرحاه،
وبشبابه الذي هب هبة رجل واحد فأسقط بن علي ونظامه السياسي ودستوره الذي
استخدمه في التزوير والتزييف ومجالسه التشريعية الصورية، في ثورة مدنية
سلمية قل نظيرها في عالم اليوم؟
إن ما قامت المغرب بنشره اليوم ليس
سبرا لقياس الرأي العام بأي حال من الأحوال وذلك لوجود قضايا في حياة
الشعوب يمنع فيها حتى مجرد التفكير بصوت مرتفع ولو كان ذلك باسم
الديمقراطية، كأن يقع الخوض في حقيقة المحرقة في ألمانيا أو في فرنسا على
سبيل المثال، أو عودة مبارك إلى حكم مصر أو صالح إلى هرم السلطة في اليمن
أو عودة بن علي والطرابلسية وتصدر زوجته ليلى لنشرة الثامنة وهي تخطب في
نساء تونس "المحترمات" في القبة على سبيل المثال في مشهد فولكلوري مهين
ومخل ومخزي كما كانت تفعل دائما.
إن ما تسميه المغرب سبرا لقياس الرأي
العام تجاه حنينها لبن علي هو في حقيقته سبرا للتأثير في اتجاهات الرأي
العام وليس قياسه بأي حال من الأحوال، وقد تولت هذه الوظيفة مع سيقما قبل
الانتخابات وجاءت النتائج مخيبة للآمال. كما أن العينة المعتمدة التي تقول
المغرب أنها مسحت 1000 شخص لا تمثل التونسيين لأنها لا تشمل إلا ما قدره
0.01 بالمائة من مجموع التونسيين ويوجد شك في توزيعها في مختلف المعتمديات
والولايات، واذا قبلنا فرضية أنها وُزعت بطرية سليمة فإن عدد الاستمارات
سيكون أقل من 42 استمارة في كل ولاية وسيكون رقمها بأقل من عدد الأصابع في
المعتمدية الواحدة فكيف يمكن لهذا العدد المحدود جدا من المستجوبين أن
يمثلوا التونسيين حتى تعطي المغرب الشرعية لنفسها وتتحدث عن توزيعهم
الجغرافي والجهوي وتنطق باسمهم جميعا والحال أن العينة ليست ممثلة للمجتمع
الأصل ولا تتوفر فيها صفة العشوائية بشروطها المتفق عليها، هذا دون الدخول
في تفاصيل تقنية كثيرة تتعلق باختبارات المصداقية وبالمتغيرات الرئيسية
وارتباطها بالمتغيرات التابعة مما ينزع عن السبر مصداقيته. لاشك أن
المهتمين بالشأن السياسي التونسي يعرفون غاية المغرب من وراء هذه النوعية
من الأسبار الدعائية الاستباقية السياسية الأهداف، ولكن يبدو لي أن حسابات
"ساسة الظل" الذين تنطق المغرب باسمهم جاءت على غير التوقعات فالسبر
المعتمد هذه المرة لن يساعد على الضغط على الغريم السياسي التقليدي، من أجل
تجويد شروط التفاوض معه حول توزيع الكعكة السياسية في الانتخابات القادمة
حتى وإن كان ذلك بالاستنجاد ببن علي وخياله السياسي وولاء رجاله القدامى
وحنينهم إلى السلطة، بقدر ما سيساعد على تصنيفهم في خانة قوى الثورة
المضادة المكشوفة هذه المرة وليست المبطنة، فهل هي رقصة الدم التي وقعت
فيها جريدة المغرب وطاقمها السياسي من حيث هم لا يشعرون؟
هل هي رقصة الدم؟
د.سالم لبيض
أي عار لحق بجريدة المغرب اليوم وهي تنشر علنا وبدون حياء حنينها إلى عودة
بن علي ونظامه؟ وأي فضيحة من العيار الثقيل تلك التي حلت بمجلس تحريرها
المكلف بالسهر على خطها الاستقلالي والموضوعي، الشرف الذي يدعيه لنفسه؟ وهل
سقطت كافة قيم الرجولة والمروءة والشهامة السياسية والاعلامية بنشر ما
يذكر بالفساد والافساد الذي عاشته تونس بامتياز في تلك الأيام
الخوالي؟ وأي إهانة تريد هذه الصحيفة إلحاقها بشعب تونس وشهدائه وجرحاه،
وبشبابه الذي هب هبة رجل واحد فأسقط بن علي ونظامه السياسي ودستوره الذي
استخدمه في التزوير والتزييف ومجالسه التشريعية الصورية، في ثورة مدنية
سلمية قل نظيرها في عالم اليوم؟
إن ما قامت المغرب بنشره اليوم ليس
سبرا لقياس الرأي العام بأي حال من الأحوال وذلك لوجود قضايا في حياة
الشعوب يمنع فيها حتى مجرد التفكير بصوت مرتفع ولو كان ذلك باسم
الديمقراطية، كأن يقع الخوض في حقيقة المحرقة في ألمانيا أو في فرنسا على
سبيل المثال، أو عودة مبارك إلى حكم مصر أو صالح إلى هرم السلطة في اليمن
أو عودة بن علي والطرابلسية وتصدر زوجته ليلى لنشرة الثامنة وهي تخطب في
نساء تونس "المحترمات" في القبة على سبيل المثال في مشهد فولكلوري مهين
ومخل ومخزي كما كانت تفعل دائما.
إن ما تسميه المغرب سبرا لقياس الرأي
العام تجاه حنينها لبن علي هو في حقيقته سبرا للتأثير في اتجاهات الرأي
العام وليس قياسه بأي حال من الأحوال، وقد تولت هذه الوظيفة مع سيقما قبل
الانتخابات وجاءت النتائج مخيبة للآمال. كما أن العينة المعتمدة التي تقول
المغرب أنها مسحت 1000 شخص لا تمثل التونسيين لأنها لا تشمل إلا ما قدره
0.01 بالمائة من مجموع التونسيين ويوجد شك في توزيعها في مختلف المعتمديات
والولايات، واذا قبلنا فرضية أنها وُزعت بطرية سليمة فإن عدد الاستمارات
سيكون أقل من 42 استمارة في كل ولاية وسيكون رقمها بأقل من عدد الأصابع في
المعتمدية الواحدة فكيف يمكن لهذا العدد المحدود جدا من المستجوبين أن
يمثلوا التونسيين حتى تعطي المغرب الشرعية لنفسها وتتحدث عن توزيعهم
الجغرافي والجهوي وتنطق باسمهم جميعا والحال أن العينة ليست ممثلة للمجتمع
الأصل ولا تتوفر فيها صفة العشوائية بشروطها المتفق عليها، هذا دون الدخول
في تفاصيل تقنية كثيرة تتعلق باختبارات المصداقية وبالمتغيرات الرئيسية
وارتباطها بالمتغيرات التابعة مما ينزع عن السبر مصداقيته. لاشك أن
المهتمين بالشأن السياسي التونسي يعرفون غاية المغرب من وراء هذه النوعية
من الأسبار الدعائية الاستباقية السياسية الأهداف، ولكن يبدو لي أن حسابات
"ساسة الظل" الذين تنطق المغرب باسمهم جاءت على غير التوقعات فالسبر
المعتمد هذه المرة لن يساعد على الضغط على الغريم السياسي التقليدي، من أجل
تجويد شروط التفاوض معه حول توزيع الكعكة السياسية في الانتخابات القادمة
حتى وإن كان ذلك بالاستنجاد ببن علي وخياله السياسي وولاء رجاله القدامى
وحنينهم إلى السلطة، بقدر ما سيساعد على تصنيفهم في خانة قوى الثورة
المضادة المكشوفة هذه المرة وليست المبطنة، فهل هي رقصة الدم التي وقعت
فيها جريدة المغرب وطاقمها السياسي من حيث هم لا يشعرون؟
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
إنك لا تدع شيئاً إتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيرا منه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى