اجن العسل و لا تكسر الخلية

اجن العسل و لا تكسر الجرة
أقولها للمزايدين على الثورة، أعداءالأمس القريب، ثوار اليوم و أدعياء الحرية.
يقولون ما لا يفعلون، ينادون بالديمقراطية و لم يستسيغوا نتائج الصندوق و يحترموا اختيار الشعب الذي نعتوه بالجاهل و القاصر و الدهماء و الغوغاء و في أحسن الحالات و ألبقها الأغلبية الصامتة.
اصطفوا صفا واحدا و تمترسوا في خندق واحد لما هددت مصالحهم المادية و المعنوية و الفئوية الضيقة، إعلاما و تجمعيين و دساترة و يساريين و حداثيين.
دقوا طبول الحرب و أشعلوا نار الفتن و حاكوا الدسائس و المؤامرات، مستغلين الإرباك الأمني و الإجتماعي و الإقتصادي.
لا همّ لهم سوى الوصول إلى سدة الحكم و لو اقتضى الأمر التحالف مع إبليس نفسه.
أقول لهم اجن العسل و لا تكسر الخلية، قالرفق ما كان في شيء إلا زانه، و ما نزع من شيء إلا شانه.
ما هكذا تكسبون قلوب الشعب، عليكم بالرفق في الخطاب، لأن البسمة الرائقة على المحيا ترياق لكل ضغينة، و الكلمة الطيبة بلسم لجروح الزمان، كل ذلك حلة بهيّة لا يرتديها إلا السعداء القانعون بالحاضر المتفائلون بالمستقبل.
تلك صفة المؤمن كالنحلة تأكل طيبا و تفرز طيبا، إذا وقعت على زهرة عانقتها، فجادت عليها الزهرة بأثمن ما لديها، علاقة حب و مودة أزلية أبدية سرمدية، لا تكدرهاالعواصف الهائجة و لا السيول الجارفة.
لو أحببتم الناس لأحبّوكم، صدق المشاعر تسبر أغواره بالفطرة و بدون تكلف، لا النفاق ينفع و لا الزيف ينطلي.
من الناس من تشرئب الأعناق لقدومهم و تشخص إلى طلعاتهم الأبصار، تحيّيهم الأفئدة و الوجدان و تعانقهم الأرواح.
محبوبون في كل شيء، كلامهم، أخذهم و عطائهم، في بيعهم و شرائهم و لقائهم و وداعهم.
دستور السعداء المحبوبون: " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه وليّ حميم.
يعصرون الأحقاد بمطحنة حبهم الجياشة و حلمهم و صفحهم و نبلهم لتصفو بالآخر سيلا جارفا من عاطفة الحب الصادق النقي.
لا تشغلوا أنفسكم بالسخط على الشعب الذي لم يختركم لتمثلوه، فالكيّس من دان نفسه.
كل شيء يؤخذ عنوة إلا الحب، لأنه منّة و هبة و خلعة يخلعها الله تعالى الذي تحاربونه على من يشاء من عباده المؤمنين الصادقين.
هذا الشعب موحّد بفطرته، مسلم بحضارته و تاريخه، لأن الزهرة لا تبتهج إلا في تربتهاالطيبة.
كونوا شهداء بالعدل قوّامين بالقسط، حينها يفتح لكم الشعب مصراع قلبه و وجدانه.

الجهل بتعاليم ديننا و قراننا ولدت عدم وعي سياسي، اجتماعي، تربوي.... و هذا ما جعل كل من هب و دب و السفهاء يفتون في امور مصيرية و الاغرب انهم يصدقون