الردود الواضحات على ما جاء في خطاب الباجي من مغالطات

1- اتهمتَ الاطراف الحاكمة بانها وراء تضخّم
موجة العنف ونسيتَ ان فترتَك كانت الاسوا من حيث انفلات الامن وسقوط قتلى
وجرحى سواء في معارك عروشية او بين الاحياء او صراعات مشبوهة ونتذكر هنا سلسة من الوقائع المؤلمة من المتلوي الى ام العرائس الى جبنيانة الى باب الجديد الى سبيطلة الى القصرين الى قبلي وغيرها.

2- تحدثتَ عن المخاطر التي تهدد الموسم السياحي ونسيت ان ارقام الحجوزات
لهذا الشهر قاربت معدل 2010 وهو امر لم يستطع فعله وزيركم للسياحة رغم
المبالغ الضخمة التي أُنفقت في حملات اعلامية مشبوهة استفاد منها عبد
الرؤوف الخماسي عضو اللجنة المركزية للتجمع المنحل ورئيس الجامعة الدستورية
ببون وصديق ابنكم حافظ قائد السبسي.

3- تحدثت عن الزامية التوافق
السياسي في الوقت الحاضر اي بمعنى اخر ان يتنازل الحاكمون الجدد عن بعض
صلاحياتهم في ادارة الشان العام وفي التخطيط لفائدة الاطراف السياسية
الخاسرة وهذه بدعة في الانظمة الديمقراطية وحتى التعلّل بان الوضع انتقالي
لا يجدي نفعا لانه حينها سنتساءل اذا كانت قاعدة التوافق الزامية فلماذا
قمنا بانتخابات اصلا؟ استشهادك بنجاح التوافق الذي مهّد للانتخابات فيه
خداع لانه كان ثمرة تنازل الطرف الاقوى وهو النهضة عندما قبلت بقانون
انتخابي أعدّ خصيصا لتحجيم نتائجها المتوقعة باعتراف عياض بن عاشور نفسه.

4- ركّزتَ على نجاحك في ادارة الانتخابات والامتحانات الوطنية ولكن ذلك في
الحقيقة لم يكن لكفاءتكَ بل لارادة جميع الفرقاء السياسيين على بلوغ نفس
الهدف وهو المرور من حالة اللاشرعية التي كنتَ تمثلها الى حالة الشرعية
التي تأبى اليوم الاعتراف بمفرداتها. لو اراد احد الفرقاء إفساد ذلك لما تم
بالصفة التي رايناها. اما الامتحانات الوطنية فكان للمدرسين نصيب الاسد في
انجاحها الى جانب الهيئات الشعبية لحماية المؤسسات التربوية وقت
الامتحانات وانت تعلم حقيقة الطرف السياسي الذي يقف وراءها.

5-
اتهمتَ فريق الترويكا بقلة الخبرة في ادارة شؤون الدولة مما نتج عنه عديد
المشاكل. نسألك ماذا فعلت بخبرتك الطويلة التي اكتسبتها في الحقبة الفرنسية
او تلك المرتبطة بالبايات او تلك التي اكتسبتها في العمل مع بورقيبة او مع
بن علي؟ الم تصل حكومتك الى حالة ما يشبه الانهيار التام؟ لولا التزيين
الاعلامي وتعفف الاسلاميين وقتها عن إيذائك سياسيا لما استطعتَ الحكم شهرا
واحدا. هل يمكن ان نقارن عمل حكومتك بعد ستة اشهر بعمل الحكومة الحالية بعد
نفس المدة؟ الم تستغل فترة عملك من اجل تلغيم الملفات وتاجيل حلها واعتماد
الترقيع والاسكات الظرفي والمخادعة وتشغيل عملة الحظائر التي اكتشفنا
اليوم خطرها على التشغيل والامن الاجتماعي؟

6- تحدثتَ عن المحاصصة
الحزبية باعتبارها عورة من عورات الترويكا. قل لنا بربك هل كان على
الحكومة ان تعين مسؤولا معارضا سواء وزيرا او كاتب دولة او واليا او معتمدا
او رئيسا مديرا عاما حتى يعرقل كل ما في حوزته من ملفات؟ ثم الم تعتمد
انتَ والمبزع سياسة المحاصصة العائلية والمصاهرة والمقاييس الجهوية
والفكرية في توزيع الوظائف اثناء وجودك على راس الوزارة الاولى؟ هل تستطيع
ان تذكر لنا اسم مسؤول اسلامي واحد او ناصري او من التكتل او المؤتمر تم
تعيينه اثناء حكمك العتيد؟ الم تملا الادارات بمن اخفى ملفات ادانة عملاء
بن علي والطرابلسية ابتداء من قصر قرطاج وانتهاء باقل بلدية او معتمدية او
ادارة؟

7- تحدثت عن العنف السلفي بعد ان اعتبرت السلفيين غير
مسلمين وهي درجة من التكفير نستغرب سكوت اغلب الاعلاميين عن الاشارة اليها
ثم فسرت انتشار حالات الترويع السلفي الى غياب الرادع منذ البداية اي
بعبارة اخرى غياب الارادة لدى وزارة الداخلية. نسالكَ الم يكن السلفيون
ينشطون بكامل حريتهم في عهدك؟ هل احداث سجنان وكلية منوبة وقاعة افريكار
واحداث الروحية ومطعم جندوبة والاستيلاء على إمامة وادارة المساجد وقع في
عهدك ام في عهد حكومة الترويكا؟

8- اعتبرتَ اكثر من مرة بان الشعب
انتخب المجلس التاسيسي ولم ينتخب الحكومة. اعطنا يا استاذنا الفهيم نموذجا
واحدا عن الحكومات في العالم التي يتم انتخابها انتخابا مباشرا من الشعب؟
سوف لن تجد حكومة واحدة. كل الحكومات في العالم الديمقراطي يُعَيّنون من
طرف الحزب الفائز وشركائه.
9- تحدثتَ عن ضرورة تحقيق قاعدة التداول على
السلطة وطلبت من الحاكمين الاعتراف بنتائج الصندوق في الانتخابات القادمة.
اولا ما ادراك ان المعارضة ستنجح في الاستحقاق المقبل؟ ثانيا هل هذا يعني
انه لو نجحت الترويكا من جديد فسوف لن تعترفوا بنجاحهم لانه وفق رايكم لم
يتحقق مبدا التداول؟ هل مبدا التداول قسري ومُقدَم على نتائج الاقتراع
ورغبة الشعب؟

10- ابتدعتَ مفهوما جديدا وهو شرعية الاداء بالنسبة
للحكومة الحالية في مقابل شرعية التعيين حيث سوّيتَ بين الشرعيتين وهذا امر
في غاية الخطورة اذ بهذا الاعتبار فانك تعطي مبررا لاي عملية انقلابية
مقبلة ضد السلطة المنتخبَة تحت تعلة عدم فاعلية أداء الحكومة حتى وان كان
تقييم نجاعة عملها صادرا من جهات معارضة.

11- تتحدث عن الوفاق
الوطني في لغة مخادعة ثم سرعان ما نكتشف ان هذا الوفاق يجب ان يكون لاطراف
بعينها دون الاخرى. بمعنى تسعون الى وجود وفاق "شبه وطني" يتوحد حول مبدأ
واحد وهو إنقاذ تونس من "براثن حركة النهضة". يبدو انكَ لا تزال تعمل
بعقلية الستينات والسبعينات. الاستئصال السياسي للاسلاميين لم ينجح ولن
ينجح طالما وان هناك قاعدة بشرية واجتماعية ضخمة ومتنوعة تمثل مجالهم
الحيوي.

12- تكلمتَ عن النقد باعتباره سلوكا ديمقراطيا وطلبت من
الترويكا عدم الغضب من نقد تصرفاتها. اولا هل تقدمت مرة واحدة ببرنامج
متكامل يطرح الحلول الفعلية على الحكومة الحالية؟ هل ما تفعله عصابات
التجمع المنحل من اثارة وتهييج وتحريض وافتعال للمشاكل يُصَنّفُ في خانة
النقد البناء؟ هل دعوة تلميذك احمد منصور للجيش بالانقلاب على الحكومة
وتسلم رشيد عمار السلطة فورا هو من قبيل النقد؟ ثم لماذا لم تقبل انتَ
النقد طوال وجودك على راس الوزارة الاولى ؟ هل ننسى تلك الحالة من الغضب
الهستيري التي تحس بها كلما توجه اليك احدهم بنقد او انتقاد حتى انك تسببت
في مشاكل مع الصحفيين والسياسيين والامنيين اكثر من مرة؟ الم تقل عديد
المرات بانك الفاتق الناطق لوحدك في الحكومة وبانك غير ملزم باستشارة اي
احد؟ الم تُعلِ حينها شعار "هيبة الدولة" على كل الشعارات الاخرى من قبيل
التوافق والتشاور والنقد البنّاء؟