نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة
نسمة قفصية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حذار من نداء التجمع و اليسار

اذهب الى الأسفل

حذار من نداء التجمع و اليسار Empty حذار من نداء التجمع و اليسار

مُساهمة من طرف lassaad295 الأربعاء 21 نوفمبر - 17:45

قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ [البقرة : 204]
﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ﴾ [البقرة : 205]
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [البقرة : 206]
ظاهرتان لفتتا الانتباه في تونس بعد الثورة، كرد فعل على الثورة الشعبية التونسية، وبتأثير مباشر من فعالياتها.
الاولى: اقدام الشعب التونسي على القيام بثورة عفوية تعبيرا عن استيائهم من الأوضاع المعيشية في ظل نظام دكتاتوري لحزب واحد يقوده رجل واحد في ظل نخب سياسية صامتة و معارضة صورية مدجنة و قوى عمالية نقابية عميلة و متمعّشة من الصفقات المشبوهة مع هذا النظام و عصابة إعلامية تسوّق لهذا النظام ضمن أطر المثالية و الحقيقة المطلقة.
ثورة لم تكن لها قيادة و لا مرجعية و لا إيديولوجيا، فقط قادها شعب توّاق إلى التحرر من رزح أغلال الدكتاتورية التي حكمته بالحديد و النار لنصف قرن من الزمان خلال الحقبة الجوراسية الدستورية و الحقبة الجليدية التجمعية.
الثانية: مسارعة الطغمة الانتهازية من العصابة الإعلامية النوفمبرية و القوى النقابية العميلة للنظام البائد و المعارضة الصورية الكاريكاتورية إلى حجز مكان في الصفوف الأمامية في محاولة لامتصاص النقمة الشعبية على ما فرّطت فيه في جنب هذا الشعب طيلة نصف قرن من الزمان، للافلات من المحاسبة و العقاب، فانبرت كلها في المنابر الإعلامية تسبّ و تلعن صديق الأمس عدو اليوم.
كانت تلك مؤامرتها الخسيسة للالتفاف على الثورة عبر تكوين رصيد شعبي يمكنها من الرجوع إلى الواجهة لتسترجع ما أفقدتها الثورة من امتيازات مادية و معنوية كانت تنعم بها إبّان حقبة النظام البائد.
بل ذهبت أبعد من ذلك عندما شكلت لوبي من رجال الأعمال و اليسار و فلول النظام البائد تحت مظلة القوى الإمبريالية الماسونية الصهيوأمريكية.
يبقى السؤال إذا كان بمقدور حزب الدستور و التجمع و النقابات و ميلشيات النظام الدكتاتوري الدستونوفمبري الاقدام على مثل هذه الخطوات، وتملك القدرات المالية لتقديم مثل هذه 'الرشوة' السريعة للمواطنين، فلماذا تأخرت، ولماذا لم تتحسس معاناة المواطنين قبل اندلاع الثورة الشعبية في تونس؟
الشعوب تريد الخبز، مثلما تريد مواد ضرورية أخرى بأسعار معقولة، ورواتب تتماشى مع معدلات التضخم وغلاء المعيشة، ولكنها فوق كل هذا وذاك تريد حكما رشيدا وحريات سياسية، واصلاحات اجتماعية، وخطط تنمية مدروسة توفر الوظائف للشباب، والأهم من هذا كله مكافحة الفساد، والتوزيع العادل للثروات!!!
أسرة بن علي ليست الوحيدة المتّهمة بالفساد، فالغالبية الساحقة من الأسر الحاكمة في الدول العربية غارقة في الفساد، وأفرادها الذين يتقاتلون على الصفقات التجارية، واحتكار الشركات ووكالات السلع الأجنبية معروفون لجميع المواطنين.
نظام الحكم في تونس قبل الثورة ارتكز على تحالف غير مقدس بين الحاكم وأسرته ومجموعة من رجال الأعمال و الكثير الكثير من رموز الفساد و الافساد الإداري و الإعلامي و النقابي و القضائي التي كونت ثروات طائلة من امتصاص عرق الفقراء والمحرومين، واستخدمت الدولة وأدواتها لخدمة فسادها ومصالحها. والتصرف كما لو انهم فوق القانون بل سوّقت لهم الآلة الإعلامية النوفمبرية الجهنّمية على أنهم أصحاب الحقيقة المطلقة فلا رأي للشعب إلا ما يرونه بأعينهم و لا قول إلا ما يقولونه.
جرائم عديدة ارتكبتها مافيا السلطة في تونس ولم يتم الافصاح عنها بسبب تواطؤ السلطة وأجهزتها الأمنية مع هؤلاء المجرمين وحمايتها لهم، وتجاهل أجهزة الاعلام الرسمية لهذا التحالف غير المقدس.
التونسيون الذين فاجئوا العالم بأسره، وأقدموا على أهم سابقة في تغيير نظام حكم ديكتاتوري بطرق سلمية حضارية، لم ينزلوا الى الشوارع طلبا للخبز فقط، وإنما من أجل استعادة كرامتهم المهدورة، وثرواتهم المنهوبة، واستقلالهم الحقيقي عبر محاسبة من كان سببا في شقائهم و بلائهم طيلة نصف قرن من الزمان.
الشعب التونسي يريد انهاء سيطرة مافيا الفساد و الافساد على السلطة، وتأسيس ديمقراطية حقيقية تقوم على التعددية السياسية وتوسيع دائرة المشاركة في الحكم، ودائرة صنع القرار يكون فيها الشعب سيد نفسه و صاحب القرار الأول و الأخير.
لذلك ما يؤرّقنا و يقظّ مضاجعنا هو أن نرى محاولات دؤوبة من قبل أزلام النظام البائد لخطف الثورة الشعبية، وتوظيف نتائجها في إعادة انتاج النظام الدستونوفمبري بنسخته الجديدة، الأمر الذي يثير قلق الكثيرين من أبناء هذه الثورة والمتعاطفين معهم في الوطن العربي و أحرار العالم بأسره.
استمرار بعض رموز النظام القديم في احتكار الساحة الإعلامية هو مبعث هذا القلق ومصدره، والشيء نفسه يقال أيضا عن استبعاد بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية والتيارات الدينية خاصة التي يقدمونها قربانا في كل محفل إعلامي أو حدث على أنها الشيطان الأكبر لإرضاء الكاهنة أمريكا و الغرب الإمبريالي الراعي الرسمي لمشروع الماسونية العالمية.
صحيح ان استقرار البلاد، ووقف اعمال العنف، وإعادة الأمن الى مستوياته المعقولة، ووضع حد لأعمال النهب والسلب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة هي هدف سام يشكل أولوية ولكن الصحيح أيضا انه يجب التركيز في هذه المرحلة على استقرار أبدي يدوم وليس استقرارا مؤقتا، وعنوان الاستقرار المأمول هو التجاوب مع مطالب الشعب كاملة بتطهير البلاد من رموز الفساد و الافساد أزلام الأمس و دعاة الحرية اليوم، وعدم التضحية بدماء الشهداء.
نريد من الشباب التونسي الذي أبهر العالم النزول من جديد إلى الشارع للاحتجاج بطريقة حضارية سلمية ضدّ الطغمة الانتهازية الفاسدة التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع المؤسف والمأساوي و الذين لا يزالون يصولون و يجولون في الساحة في ظلّ إعلام نوفمبري مقيت يسوّق لهم على نفس الوتيرة القديمة الجديدة، يحوكون المؤامرات و الدسائس و يفتعلون الأزمات و يأججون الفتن و النعرات الطائفية و المذهبية و العرقية العروشية و يعرقلون عجلة الاقتصاد للتعجيل باسقاط حكومة منتخبة شعبيا لا تؤمّن لهم حمايتهم و مصالحهم و مصالح من خلفهم في الكواليس.
نقول لهؤلاء الشباب نريدكم أن تعيشوا من أجل الوطن بالتصدي لهذا الكيان الهجين المولود من رحم عقيم ثمرة الزواج المثلي بين يسار الدمار حمراء المنجل و المطرقة و نداء التجمع حمراء ربطة العنق و "الكاشكول" من الموقوذة و المتردّية و النّطيحة.
لأن التونسيون ضربوا مثلا في التحركات الشعبية للوصول الى التعددية السياسية عندما نزلوا الى الشوارع نساء و رجالا، اسلاميين وعلمانيين فقراء وطبقة وسطى جنبا الى جنب ودون أية تفرقة من أجل مصلحة بلادهم والتخلص من كل ما علق بها من أدران الفساد والديكتاتورية.
في الختام نتمنى على الشعب التونسي وطلائعه القيادية من خارج النخبة الانتهازية أن يتحلى بكل درجات الوعي و الحسّ الوطني وأن لا يسمح لثعالب الحزب الدستوتجمّعي بأن يلتفّ على ثورته، بالعودة للواجهة لشخصيات في أحزاب كانت مستأنسة و مدجّنة في حظيرة النظام السابق بل ظلت دائما تحت عباءته وتقتات على فتات رضائه.
نضع أيدينا على قلوبنا لمحبتنا للشعب التونسي وحرصا على تضحياته ودماء شهدائه لأننا لا نريد لهذه الثورة إلا ان تنجح وتعطي ثمارها ليس في تونس فقط وإنما في كل انحاء الوطن العربي، حتى لا تكون مثل ثورة رومانيا.

بقلم الأسعد مرغاد

lassaad295
lassaad295
 
 

عدد المساهمات : 17
العمر : 59
نقاط تحت التجربة : 9427
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى