هل الانقلاب محنة أم منحة ؟
صفحة 1 من اصل 1
هل الانقلاب محنة أم منحة ؟
د. ياسر صابر
منذ أن حدث الانقلاب العسكرى بمصر، والتيار الإسلامى يستشعر خطراً كبيراً، ويعتقد أن الإسلام أصبح فى خطر لما يُشن عليه من حرب الآن.
والسؤال الذى لا يطرحه الناس: هل هذا الانقلاب محنة أم منحة من الله؟
ربما يتعجب البعض من السؤال، فكيف يكون هذا الانقلاب منحة وهو انقلاب على الشرعية!
وهنا محل الخلاف فهذه الشرعية التى يتمسك بها البعض ما هى إلا شرعية باطلة فى حقيقتها، تم التأسيس لها على قواعد النظام الدولى بقوانينه، والتى تم بموجبها وصول الإسلاميين إلى الحكم وهم مكبلين الأيادى، لايملكون أن يطبقوا من الإسلام شيئاً، لأنهم لم يتملكوا سلطاناً حقيقياً من الأمة، بل رضوا بأن يُمنح لهم هذا السلطان على سبيل الإعارة من أعداء الأمة.
وما أن قررت أمريكا نزع هذا السلطان الممنوح لهم أتى الانقلاب وانتهت مدة الإعارة. وبالتالى تم إعادة مصر للوراء لما قبل يناير 2011، وتم تجريد التيار الإسلامى من شعبية كبيرة حظى بها وهو بعيد عن السلطة.
إن هذا الانقلاب هو منحة من الله... لا يدركها إلا من أدرك حقيقة الإسلام! فهو منحة من الله للتيار الإسلامى حتى يصحح المسار وينقي الأفكار، فلا يحمل إلا مفاهيم الوحي، وما انبثق عنها.
إنه منحة من الله لأنه أثبت لأبناء التيار الإسلامى الذين ظنوا أن الإسلام يمكن أن يُطبق من خلال الديمقراطية، أثبت لهم أن هذا وهم، ومنحة من الله لأنه أظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن تغيير النظام من داخله ما هو إلا خدعة ووهم كبير.
لقد آن الأوان أن يتفكر أبناء التيار الإسلامى فى قوله تعالى "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ".
يجب على أبناء التيار الإسلامى أن يتعاملوا مع الانقلاب على أنه منحة من الله لهم، أراد بها سبحانه أن يبعدهم عن طريق الدولة المدنية بكل آثامها إلى مشروع الدولة الإسلامية بكل خيرها، لذلك وجب عليهم تدارس الأخطاء والاعتبار بما حدث.
يجب على أبناء التيار الإسلامى أن يحققوا مفاهيم الولاء والبراء، ويتذكروا قوله تعالى "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"، ويعلموا أن الغرب مهما قدموا له من تنازلات فلا يمكن أن يقبلهم وينسجم معهم، لأن الغرب لا ينسجم إلا مع العملاء الكارهين للإسلام أمثال مصطفى كمال الذى هدم الخلافة ومن هو على شاكلته، وشتان الفارق بين أبناء التيار الإسلامى المحب لدينه وبين هؤلاء.
يجب على أبناء التيار الإسلامى أن تتجلى فى نفوسهم مفاهيم النصر، وأنه من عند الله فحسب، فإن نصروا الله نصرهم. ولايمكن أن ينصروا الله إلا بالسير على الطريق الذى خطه الوحى لرسوله صلى الله عليه وسلم.
إن طريق التغيير على أساس الإسلام، هو الوحيد الذى يوصل إلى الهدف، أما غيره من الطرق فلا يؤدى إلا إلى الشقاء فى الدنيا والآخرة.
فلنجعل الابتلاء والقتل والسجن الذى حدث فى سبيل الله لا فى سبيل الديمقراطية! ونصحح الأوضاع ونجعل هذه الشرعية التى بُنيت على أساس باطل وراء ظهورنا، ونتلبث بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فى التغيير، فها هى الصفوف قد تمايزت، ولا يوجد من نبحث عن رضاه سوى خالق السماء والأرض، فلتكن ثورتنا لله، فلا نُعلي راية إلا راية رسوله، ولاندعو إلا لما أتى به رسول الله، حتى تكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
أما البحث الآن عن شرعية باطلة فسوف يعيدكم مرة أخرى إلى حضن النظام الدولى مغلولى الأيدى لا تملكون من أمركم شيئًا، ناهيكم عن تعميق الشرخ الذى حدث فى المجتمع. فى حين أن التمسك بالإسلام سيعيدكم إلى حضن أمتكم، لتعيدوا بناء الصفوف على أساس الإسلام، وتنظروا للمجتمع نظرة واحدة بعيون الإسلام، وتخاطبوا الجيش بنصرته للإسلام فتكسبوه بدل أن تعادوه، وتنتزعوه من بين أنياب أمريكا بدل أن تتركوها تقضي عليه.
إن الإسلام هو المشروع الذى يوحد الأمة، والديمقراطية هى المشروع الذى فرقها، فتخلَّصوا من شرعية هشة بنيتموها على كذبة اسمها الديمقراطية، وابنوا لأنفسكم شرعية صحيحة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
"أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" التوبة 109
منذ أن حدث الانقلاب العسكرى بمصر، والتيار الإسلامى يستشعر خطراً كبيراً، ويعتقد أن الإسلام أصبح فى خطر لما يُشن عليه من حرب الآن.
والسؤال الذى لا يطرحه الناس: هل هذا الانقلاب محنة أم منحة من الله؟
ربما يتعجب البعض من السؤال، فكيف يكون هذا الانقلاب منحة وهو انقلاب على الشرعية!
وهنا محل الخلاف فهذه الشرعية التى يتمسك بها البعض ما هى إلا شرعية باطلة فى حقيقتها، تم التأسيس لها على قواعد النظام الدولى بقوانينه، والتى تم بموجبها وصول الإسلاميين إلى الحكم وهم مكبلين الأيادى، لايملكون أن يطبقوا من الإسلام شيئاً، لأنهم لم يتملكوا سلطاناً حقيقياً من الأمة، بل رضوا بأن يُمنح لهم هذا السلطان على سبيل الإعارة من أعداء الأمة.
وما أن قررت أمريكا نزع هذا السلطان الممنوح لهم أتى الانقلاب وانتهت مدة الإعارة. وبالتالى تم إعادة مصر للوراء لما قبل يناير 2011، وتم تجريد التيار الإسلامى من شعبية كبيرة حظى بها وهو بعيد عن السلطة.
إن هذا الانقلاب هو منحة من الله... لا يدركها إلا من أدرك حقيقة الإسلام! فهو منحة من الله للتيار الإسلامى حتى يصحح المسار وينقي الأفكار، فلا يحمل إلا مفاهيم الوحي، وما انبثق عنها.
إنه منحة من الله لأنه أثبت لأبناء التيار الإسلامى الذين ظنوا أن الإسلام يمكن أن يُطبق من خلال الديمقراطية، أثبت لهم أن هذا وهم، ومنحة من الله لأنه أظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن تغيير النظام من داخله ما هو إلا خدعة ووهم كبير.
لقد آن الأوان أن يتفكر أبناء التيار الإسلامى فى قوله تعالى "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ".
يجب على أبناء التيار الإسلامى أن يتعاملوا مع الانقلاب على أنه منحة من الله لهم، أراد بها سبحانه أن يبعدهم عن طريق الدولة المدنية بكل آثامها إلى مشروع الدولة الإسلامية بكل خيرها، لذلك وجب عليهم تدارس الأخطاء والاعتبار بما حدث.
يجب على أبناء التيار الإسلامى أن يحققوا مفاهيم الولاء والبراء، ويتذكروا قوله تعالى "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"، ويعلموا أن الغرب مهما قدموا له من تنازلات فلا يمكن أن يقبلهم وينسجم معهم، لأن الغرب لا ينسجم إلا مع العملاء الكارهين للإسلام أمثال مصطفى كمال الذى هدم الخلافة ومن هو على شاكلته، وشتان الفارق بين أبناء التيار الإسلامى المحب لدينه وبين هؤلاء.
يجب على أبناء التيار الإسلامى أن تتجلى فى نفوسهم مفاهيم النصر، وأنه من عند الله فحسب، فإن نصروا الله نصرهم. ولايمكن أن ينصروا الله إلا بالسير على الطريق الذى خطه الوحى لرسوله صلى الله عليه وسلم.
إن طريق التغيير على أساس الإسلام، هو الوحيد الذى يوصل إلى الهدف، أما غيره من الطرق فلا يؤدى إلا إلى الشقاء فى الدنيا والآخرة.
فلنجعل الابتلاء والقتل والسجن الذى حدث فى سبيل الله لا فى سبيل الديمقراطية! ونصحح الأوضاع ونجعل هذه الشرعية التى بُنيت على أساس باطل وراء ظهورنا، ونتلبث بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فى التغيير، فها هى الصفوف قد تمايزت، ولا يوجد من نبحث عن رضاه سوى خالق السماء والأرض، فلتكن ثورتنا لله، فلا نُعلي راية إلا راية رسوله، ولاندعو إلا لما أتى به رسول الله، حتى تكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
أما البحث الآن عن شرعية باطلة فسوف يعيدكم مرة أخرى إلى حضن النظام الدولى مغلولى الأيدى لا تملكون من أمركم شيئًا، ناهيكم عن تعميق الشرخ الذى حدث فى المجتمع. فى حين أن التمسك بالإسلام سيعيدكم إلى حضن أمتكم، لتعيدوا بناء الصفوف على أساس الإسلام، وتنظروا للمجتمع نظرة واحدة بعيون الإسلام، وتخاطبوا الجيش بنصرته للإسلام فتكسبوه بدل أن تعادوه، وتنتزعوه من بين أنياب أمريكا بدل أن تتركوها تقضي عليه.
إن الإسلام هو المشروع الذى يوحد الأمة، والديمقراطية هى المشروع الذى فرقها، فتخلَّصوا من شرعية هشة بنيتموها على كذبة اسمها الديمقراطية، وابنوا لأنفسكم شرعية صحيحة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
"أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" التوبة 109
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16430
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
مواضيع مماثلة
» مصر بعد الانقلاب
» منحة رئاسية
» (البدعه واثرها فى تأسيس محنة المسلمين )
» بن علي كان يحرم الجيش الوطني من منحة الأمم المتحدة
» احصل على منحة تعليمية مجانية تصل حتى 85% من الرسوم الاساسية
» منحة رئاسية
» (البدعه واثرها فى تأسيس محنة المسلمين )
» بن علي كان يحرم الجيش الوطني من منحة الأمم المتحدة
» احصل على منحة تعليمية مجانية تصل حتى 85% من الرسوم الاساسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى