لماذا لاتجوزالأنتخابات وكيف الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لماذا لاتجوزالأنتخابات وكيف الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية؟
لماذا لاتجوزالأنتخابات وكيف الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية؟
سئل العلامة الألباني ــــــرحمه الله ـــــــ
لماذا لاتجوزالأنتخابات وكيف الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية؟
_فأجاب_رحمه الله_ هذا بحث طويل نقول بإيجاز الأنتخابات طريقة أوربيةشركية وثنية لأنها قائمةً علي خلاف المنهج الإسلامي في كثيراً من الأمور من ذلك أن قوله تعالي (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) لايشمل كل المسلميين صالحهم وطالحهم عالمهم وجاهلهم وإنما يقصد (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الخاصة منهم.... إيماناً وعلماً وفهماً ومعرفةً بأحوال الناس وحاجاتهم فضلاً عن إن هذه الاية الكريمة التي هي الأصلُ في مجلس الشورى لا يعني المؤمن والكافر أما الأنتخابات المعروفه فهي لا تفرق أولاً بين مسلم وكافر وثانياً بالاولي والأحره ألا تفرق بين المؤمن الصالح والطالح بين المؤمن العالم والمؤمن الجاهل وهذا أمر معروف ومشاهد في كل الدول التي تتبنا نظام الأنتخابات على طريقة البرلمانات لذلك نعتقد أنه لا يجوز للدولة المسلمة أن تستن بسنة هؤلاء المشركين الذين يصح لنا أن نخاطبهم بقول رب العالمين {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ.مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}أما كيف يمكن أستناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة المسلمة فهذه في الحقيقة من أهم المسائل التى تشغل بال الدعاة المسلمين اليوم وهم مختلفون مع الأسف الشديد أشد الأختلاف ونحنُ من منطلقنا من قول نبينا في خطبه كلها [وخير الهدي هدي محمد]. نرى أن استئناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة المسلمة يجب أن تكون بنفس الطريقة التي جرى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مكّنا الله له و لأصحابه في الأرض وأقام دولة الإسلام وقضي على دولة الكفر .
ذلك بالنسبة إلينا يتلخص في كلمتين وشرحهما يحتاج الي محاضرات عديدة وهناك تسجيلات متكرره في تفصيل هاتين الكلمتين وهما التصفية والتربية.تصفية الإسلام مما دخل فيه في كل النواحي الشرعية ما يتعلق بالعقائد ما يتعلق بالرقائق ما يتعلق بالأحاديث تمييز صحيحها من ضعيفها ما يتعلق بالفقه وما دخل فيه من آراء مخالفة للسنة الصريحة ثم أخيراً تصفية الإسلام من التصوف الذي فيه كثير من الأنحرفات وأخطرها القول بوحدة الوجود هذا القول الذي هو كُفراً باتفاق علماء المسلمين لكنه مع الأسف الشديد يلتقى مع قولً لبعض الفرق الإسلامية ولا تزال قائمةً في عصرنا هذا هم الذين يقولون أذا سئلوا السؤال النبوي أين الله ؟ قالو الله في كل مكان!!
هذه هي فكرة وحدة الوجود .حينئذٍ لابد من تصفية هذا الدين من هذه الأمور الدخيلة في الإسلام على هذا التفصيل المجمل الذي ذكرتهُ والشيء الثاني قلتُ التصفية والتربية .
التربية تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفي..يوم يسير المسلمون على هذه التصفية ويُربون أنفسهم وأهليهم على ذلك يومئذً تبدأ تضهر تباشير تحقيق المجتمع الإسلامي ثم إقامة الدولة المسلمة .
أما بقاء كل شيء على ما ورثنهُ وفيه الغث والسمين كما يقال هذا مثلهكَمَثَلِ الدواء الذي خلط فيه الداء فهو إلالم يزد المريض مرضاً فسوف لا يحصل به الشفاء ذلك مثل الإسلام اذا لم يصفي مما دخل فيه من هذا التفصيل الموجز الذي ذكرتهُ آنفاً. هـ
........................
وسئل العلامة الألباني _رحمه الله_
السؤال الأول: ما الحكم الشرعي في الانتخابات التشريعية ( ما يسمى بالبرلمان ) التي نسعى من خلالها إلى إقامة الدولة الإسلامية، وإقامة الخلافة الراشدة ؟
الجواب : إنّ أسعد ما يكون المسلمون في بلادهم يوم ترفع راية ( لا إله إلا الله ) وأن يكون الحكم فيها بما أنزل الله، وإن مما لا شك فيه أن على المسلمين جميعا ـ كل حسب استطاعته ـ أن يسعوا إلى إقامة الدولة المسلمة التي تحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج السلف الصالح، ومن المقطوع به عند كل باحث مسلم أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بالعلم النافع والعمل الصالح، وأول ذلك أن يقوم جماعة من العلماء بأمرين هامين جدا:
الأول: تقديم العلم النافع إلى من حولهم من المسلمين، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن يقوموا بتصفية العلم الذي توارثوه مما دخل فيه من الشركيات والوثنيات حتى صار أكثرهم لا يعرفون معنى قولهم :( لا إله إلا الله )، وأن هذه الكلمة الطيبة تستلزم توحيد الله في عبادته تعالى وحده لا شريك له، فلا يستغاث إلا به، ولا يذبح ولا ينذر إلا له، وأن لا يعبدوه تعالى إلا بما شرع الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا من مستلزمات قولهم: ( محمد رسول الله )، وهذا يقتضيهم أن يُصَفُّوا كتب الفقه مما فيها من الآراء والاجتهادات المخالفة للسنة الصحيحة حتى تكون عبادتهم مقبولة، وذلك يستلزم تصفية السنة مما دخل فيها على مر الأيام من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كما يستلزم ذلك تصفية السلوك من الانحرافات الموجودة في الطرق الصوفية، والغلو في العبادة والزهد، إلى غير ذلك من الأمور التي تنافي العلم النافع.
والآخر: أن يُرَبُّوا أنفسهم وذويهم ومن حولهم من المسلمين على هذا العلم النافع، ويومئذ يكون علمهم نافعاً وعملهم صالحاً؛ كما قال تعالى:{فمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}،وحينئذٍ إذا قامت جماعة من المسلمين على هذه التصفية والتربية الشرعية فسوف لا تجد فيهم من يختلط عليه الوسيلة الشركية بالوسيلة الشرعية؛ لأنهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء بشريعة كاملة بمقاصدها ووسائلها، ومن مقاصدها مثلا النهي عن التشبه بالكفار وتبني وسائلهم ونظمهم التي تتناسب مع تقاليدهم وعاداتهم، ومنها اختيار الحكام والنواب بطريقة الانتخابات، فإن هذه الوسيلة تتناسب مع كفرهم وجهلهم الذي لا يفرق بين الإيمان والكفر ولا بين الصالح والطالح ولا بين الذكر والأنثى؛ وربنا يقول:{أَفَنَجْعلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمون} ويقول:{ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}.
وكذلك يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بدأ بإقامة الدولة المسلمة بالدعوة إلى التوحيد والتحذير من عبادة الطواغيت وتربية من يستجيب لدعوته على الأحكام الشرعيةحتى صاروا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما جاء في الحديث الصحيح، ولم يكن فيهم من يُصِرُّ على ارتكاب الموبقات والربا والزنا والسرقات إلا ما ندر.
فمن كان يريد أن يقيم الدولة المسلمة حقا لا يُكتِّل الناس ولا يجمعهم على ما بينهم من خلاف فكري وتربوي كما هو شأن الأحزاب الإسلامية المعروفة اليوم، بل لا بد من توحيد أفكارهم ومفاهيمهم على الأصول الإسلامية الصحيحة: الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح كما تقدم، {ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُون بِنَصْرِ الله}، فمن أعرض عن هذا المنهج في إقامة الدولة المسلمة وسلك سبيل الكفار في إقامة دولتهم فإنما هو ( كالمستجير بالرمضاء من النار )! وحسبه خطأ ـ إن لم أقل: إثماً ـ أنه خالف هديه صلى الله عليه وسلم ولم يتخذه أسوة والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللهَ كَثِيراً}.
السؤال الثاني: ما الحكم الشرعي في النصرة والتأييد المتعلقين بالمسألة المشار إليها سابقاً ( الانتخابات التشريعية
الجواب : في الوقت الذي لا ننصح أحدا من إخواننا المسلمين أن يرشِّح نفسه ليكون نائبا في برلمان لا يحكم بما أنزل الله، وإن كان قد نص في دستوره (دين الدولة الإسلام) فإن هذا النص قد ثبت عمليا أنه وضع لتخدير أعضاء النواب الطيِّبي القلوب!! ذلك لأنه لا يستطيع أن يغيِّر شيئاً من مواد الدستور المخالفة للإسلام، كما ثبت عمليا في بعض البلاد التي في دستورها النص المذكور.
هذا إن لم يتورط مع الزمن أن يُقر بعض الأحكام المخالفة للإسلام بدعوى أن الوقت لم يحن بعدُ لتغييرها كما رأينا في بعض البلاد؛ يُغَيرِّ النائب زيّه الإسلامي، ويتزيّا بالزي الغربي مسايرة منه لسائر النواب! فدخل البرلمان ليُصْلِح غيره فأفسد نفسه، وأوَّل الغيث قطرٌ ثم ينهمر! لذلك فنحن لا ننصح أحدا أن يرشح نفسه؛ ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشَّحين من يعادي الإسلام وفيهم مرشَّحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج، فننصح ـ والحالة هذه ـ كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط ومن هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه.
أقول هذا ـ وإن كنت أعتقد أن هذا الترشيح والانتخاب لا يحقق الهدف المنشود كما تقدم بيانه ـ من باب تقليل الشر، أو من باب دفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى كما يقول الفقهاء.
سئل العلامة الألباني ــــــرحمه الله ـــــــ
لماذا لاتجوزالأنتخابات وكيف الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية؟
_فأجاب_رحمه الله_ هذا بحث طويل نقول بإيجاز الأنتخابات طريقة أوربيةشركية وثنية لأنها قائمةً علي خلاف المنهج الإسلامي في كثيراً من الأمور من ذلك أن قوله تعالي (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) لايشمل كل المسلميين صالحهم وطالحهم عالمهم وجاهلهم وإنما يقصد (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الخاصة منهم.... إيماناً وعلماً وفهماً ومعرفةً بأحوال الناس وحاجاتهم فضلاً عن إن هذه الاية الكريمة التي هي الأصلُ في مجلس الشورى لا يعني المؤمن والكافر أما الأنتخابات المعروفه فهي لا تفرق أولاً بين مسلم وكافر وثانياً بالاولي والأحره ألا تفرق بين المؤمن الصالح والطالح بين المؤمن العالم والمؤمن الجاهل وهذا أمر معروف ومشاهد في كل الدول التي تتبنا نظام الأنتخابات على طريقة البرلمانات لذلك نعتقد أنه لا يجوز للدولة المسلمة أن تستن بسنة هؤلاء المشركين الذين يصح لنا أن نخاطبهم بقول رب العالمين {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ.مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}أما كيف يمكن أستناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة المسلمة فهذه في الحقيقة من أهم المسائل التى تشغل بال الدعاة المسلمين اليوم وهم مختلفون مع الأسف الشديد أشد الأختلاف ونحنُ من منطلقنا من قول نبينا في خطبه كلها [وخير الهدي هدي محمد]. نرى أن استئناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة المسلمة يجب أن تكون بنفس الطريقة التي جرى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مكّنا الله له و لأصحابه في الأرض وأقام دولة الإسلام وقضي على دولة الكفر .
ذلك بالنسبة إلينا يتلخص في كلمتين وشرحهما يحتاج الي محاضرات عديدة وهناك تسجيلات متكرره في تفصيل هاتين الكلمتين وهما التصفية والتربية.تصفية الإسلام مما دخل فيه في كل النواحي الشرعية ما يتعلق بالعقائد ما يتعلق بالرقائق ما يتعلق بالأحاديث تمييز صحيحها من ضعيفها ما يتعلق بالفقه وما دخل فيه من آراء مخالفة للسنة الصريحة ثم أخيراً تصفية الإسلام من التصوف الذي فيه كثير من الأنحرفات وأخطرها القول بوحدة الوجود هذا القول الذي هو كُفراً باتفاق علماء المسلمين لكنه مع الأسف الشديد يلتقى مع قولً لبعض الفرق الإسلامية ولا تزال قائمةً في عصرنا هذا هم الذين يقولون أذا سئلوا السؤال النبوي أين الله ؟ قالو الله في كل مكان!!
هذه هي فكرة وحدة الوجود .حينئذٍ لابد من تصفية هذا الدين من هذه الأمور الدخيلة في الإسلام على هذا التفصيل المجمل الذي ذكرتهُ والشيء الثاني قلتُ التصفية والتربية .
التربية تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفي..يوم يسير المسلمون على هذه التصفية ويُربون أنفسهم وأهليهم على ذلك يومئذً تبدأ تضهر تباشير تحقيق المجتمع الإسلامي ثم إقامة الدولة المسلمة .
أما بقاء كل شيء على ما ورثنهُ وفيه الغث والسمين كما يقال هذا مثلهكَمَثَلِ الدواء الذي خلط فيه الداء فهو إلالم يزد المريض مرضاً فسوف لا يحصل به الشفاء ذلك مثل الإسلام اذا لم يصفي مما دخل فيه من هذا التفصيل الموجز الذي ذكرتهُ آنفاً. هـ
........................
وسئل العلامة الألباني _رحمه الله_
السؤال الأول: ما الحكم الشرعي في الانتخابات التشريعية ( ما يسمى بالبرلمان ) التي نسعى من خلالها إلى إقامة الدولة الإسلامية، وإقامة الخلافة الراشدة ؟
الجواب : إنّ أسعد ما يكون المسلمون في بلادهم يوم ترفع راية ( لا إله إلا الله ) وأن يكون الحكم فيها بما أنزل الله، وإن مما لا شك فيه أن على المسلمين جميعا ـ كل حسب استطاعته ـ أن يسعوا إلى إقامة الدولة المسلمة التي تحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج السلف الصالح، ومن المقطوع به عند كل باحث مسلم أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بالعلم النافع والعمل الصالح، وأول ذلك أن يقوم جماعة من العلماء بأمرين هامين جدا:
الأول: تقديم العلم النافع إلى من حولهم من المسلمين، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن يقوموا بتصفية العلم الذي توارثوه مما دخل فيه من الشركيات والوثنيات حتى صار أكثرهم لا يعرفون معنى قولهم :( لا إله إلا الله )، وأن هذه الكلمة الطيبة تستلزم توحيد الله في عبادته تعالى وحده لا شريك له، فلا يستغاث إلا به، ولا يذبح ولا ينذر إلا له، وأن لا يعبدوه تعالى إلا بما شرع الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا من مستلزمات قولهم: ( محمد رسول الله )، وهذا يقتضيهم أن يُصَفُّوا كتب الفقه مما فيها من الآراء والاجتهادات المخالفة للسنة الصحيحة حتى تكون عبادتهم مقبولة، وذلك يستلزم تصفية السنة مما دخل فيها على مر الأيام من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كما يستلزم ذلك تصفية السلوك من الانحرافات الموجودة في الطرق الصوفية، والغلو في العبادة والزهد، إلى غير ذلك من الأمور التي تنافي العلم النافع.
والآخر: أن يُرَبُّوا أنفسهم وذويهم ومن حولهم من المسلمين على هذا العلم النافع، ويومئذ يكون علمهم نافعاً وعملهم صالحاً؛ كما قال تعالى:{فمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}،وحينئذٍ إذا قامت جماعة من المسلمين على هذه التصفية والتربية الشرعية فسوف لا تجد فيهم من يختلط عليه الوسيلة الشركية بالوسيلة الشرعية؛ لأنهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء بشريعة كاملة بمقاصدها ووسائلها، ومن مقاصدها مثلا النهي عن التشبه بالكفار وتبني وسائلهم ونظمهم التي تتناسب مع تقاليدهم وعاداتهم، ومنها اختيار الحكام والنواب بطريقة الانتخابات، فإن هذه الوسيلة تتناسب مع كفرهم وجهلهم الذي لا يفرق بين الإيمان والكفر ولا بين الصالح والطالح ولا بين الذكر والأنثى؛ وربنا يقول:{أَفَنَجْعلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمون} ويقول:{ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}.
وكذلك يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بدأ بإقامة الدولة المسلمة بالدعوة إلى التوحيد والتحذير من عبادة الطواغيت وتربية من يستجيب لدعوته على الأحكام الشرعيةحتى صاروا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما جاء في الحديث الصحيح، ولم يكن فيهم من يُصِرُّ على ارتكاب الموبقات والربا والزنا والسرقات إلا ما ندر.
فمن كان يريد أن يقيم الدولة المسلمة حقا لا يُكتِّل الناس ولا يجمعهم على ما بينهم من خلاف فكري وتربوي كما هو شأن الأحزاب الإسلامية المعروفة اليوم، بل لا بد من توحيد أفكارهم ومفاهيمهم على الأصول الإسلامية الصحيحة: الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح كما تقدم، {ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُون بِنَصْرِ الله}، فمن أعرض عن هذا المنهج في إقامة الدولة المسلمة وسلك سبيل الكفار في إقامة دولتهم فإنما هو ( كالمستجير بالرمضاء من النار )! وحسبه خطأ ـ إن لم أقل: إثماً ـ أنه خالف هديه صلى الله عليه وسلم ولم يتخذه أسوة والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللهَ كَثِيراً}.
السؤال الثاني: ما الحكم الشرعي في النصرة والتأييد المتعلقين بالمسألة المشار إليها سابقاً ( الانتخابات التشريعية
الجواب : في الوقت الذي لا ننصح أحدا من إخواننا المسلمين أن يرشِّح نفسه ليكون نائبا في برلمان لا يحكم بما أنزل الله، وإن كان قد نص في دستوره (دين الدولة الإسلام) فإن هذا النص قد ثبت عمليا أنه وضع لتخدير أعضاء النواب الطيِّبي القلوب!! ذلك لأنه لا يستطيع أن يغيِّر شيئاً من مواد الدستور المخالفة للإسلام، كما ثبت عمليا في بعض البلاد التي في دستورها النص المذكور.
هذا إن لم يتورط مع الزمن أن يُقر بعض الأحكام المخالفة للإسلام بدعوى أن الوقت لم يحن بعدُ لتغييرها كما رأينا في بعض البلاد؛ يُغَيرِّ النائب زيّه الإسلامي، ويتزيّا بالزي الغربي مسايرة منه لسائر النواب! فدخل البرلمان ليُصْلِح غيره فأفسد نفسه، وأوَّل الغيث قطرٌ ثم ينهمر! لذلك فنحن لا ننصح أحدا أن يرشح نفسه؛ ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشَّحين من يعادي الإسلام وفيهم مرشَّحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج، فننصح ـ والحالة هذه ـ كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط ومن هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه.
أقول هذا ـ وإن كنت أعتقد أن هذا الترشيح والانتخاب لا يحقق الهدف المنشود كما تقدم بيانه ـ من باب تقليل الشر، أو من باب دفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى كما يقول الفقهاء.
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24471
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: لماذا لاتجوزالأنتخابات وكيف الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية؟
يسعى البديل السلفي الآني، إلى إخراج الأمة من مأزقها الحضاري تحت شعار (لا صلاح للأمة إلا بالعودة إلى سيرة السلف الصالح). وهذا المنحى منحى غير عقلاني بالمرة لأنه ينزع عن النص الديني بُعده الامتدادي لناحية صلاحيته لكل زمن ومكان. فتثبيت اللحظة الإبداعية للنص الديني عندَ لحظة تاريخية بعينها، مع إمكانية تعميم هذه اللحظة كلحظةٍ إطلاقية، من حيث هي لحظة تنويرية أخيرة للنص الديني ضمن تجسيداته على أرض الواقع، يعني أفول النص الديني وانتهاء دوره الرؤيوي من العالَم، فأن يتثبّت في الماضي بصفته تجسيداً لصورته المثالية كما أرادها الله، يصبح وجودنا الآني نوعاً من العبث الوجودي ليس إلا.
إنّ الرؤية السلفية إذ تجنح ناحية التثبيتية كرؤية تنويرية غير قابلة للزحزحة
المعرفية، فإنها تُساهم بشكلٍ أو بآخر في نزع صفة التمجيد والقداسة عن النص الإلهي، بانتهاء دوره التاريخي من العالَم، وإسباغ هالة من القداسة على حياة السلف الصالح وتأويلاتهم للنص الديني بصفتها تأويلاً نهائياً وأخيراً، مع عدم المساس بشرعيتها. بما يُشكِّل جنوحاً عكسياً لما يُضمره السلفي في دخيلته، فهو –يقيناً- ينفي عن نفسه حالة الشِرك بالله، ولكنه يُمارس دور الغواية –إذ يتسرَّب الشيطان إلى جوفه ويُمارس دوره الاستبسالي بإتيان بُنيانه من القواعد- ويُخرج النص الإلهي من دائرة قداسته، وإضفاء ذلك الدور التقديسي على أشخاص ما ضرَّ الله وجودهم من عدمه!.
بطريقةٍ أو بأخرى، البديل السلفي هو عينه البديل العلماني؛ فكلاهما سلب للآخر وإيجاب له في ذات الوقت. إنهما يقتاتان على لحم بعضهما البعض بما يُشبه دورة غرائزية بين ذهنيتين لا يُمكن لواحدةٍ الاستمرار إلا بوجود الأخرى. فأولهما (=البديل العلماني) هو إزاحة باتجاه (الآخر) دونما مراعاة لشرط الاختلاف الموضوعي بين الذات والآخر، وثانيهما (=البديل السلفي) هو إزاحة باتجاه (الذات الماضوية) دونما مراعاة لشرط الاختلاف الموضوعي بين الذات الحضارية الآنية، والذات الحضارية الماضوية. بما يُشكِّل استلاباً مزدوجاً بين نموذجين يقتاتان على لحم بعضهما البعض، والنتيجة إنهاك الحالة العربية الإسلامية وإدخالها في فوضى الحلول المُستعارة من أزمان مختلفة، لا تنفع لحلِّ الإشكال الحضاري الراهن.
إنّ الرؤية السلفية إذ تجنح ناحية التثبيتية كرؤية تنويرية غير قابلة للزحزحة
المعرفية، فإنها تُساهم بشكلٍ أو بآخر في نزع صفة التمجيد والقداسة عن النص الإلهي، بانتهاء دوره التاريخي من العالَم، وإسباغ هالة من القداسة على حياة السلف الصالح وتأويلاتهم للنص الديني بصفتها تأويلاً نهائياً وأخيراً، مع عدم المساس بشرعيتها. بما يُشكِّل جنوحاً عكسياً لما يُضمره السلفي في دخيلته، فهو –يقيناً- ينفي عن نفسه حالة الشِرك بالله، ولكنه يُمارس دور الغواية –إذ يتسرَّب الشيطان إلى جوفه ويُمارس دوره الاستبسالي بإتيان بُنيانه من القواعد- ويُخرج النص الإلهي من دائرة قداسته، وإضفاء ذلك الدور التقديسي على أشخاص ما ضرَّ الله وجودهم من عدمه!.
بطريقةٍ أو بأخرى، البديل السلفي هو عينه البديل العلماني؛ فكلاهما سلب للآخر وإيجاب له في ذات الوقت. إنهما يقتاتان على لحم بعضهما البعض بما يُشبه دورة غرائزية بين ذهنيتين لا يُمكن لواحدةٍ الاستمرار إلا بوجود الأخرى. فأولهما (=البديل العلماني) هو إزاحة باتجاه (الآخر) دونما مراعاة لشرط الاختلاف الموضوعي بين الذات والآخر، وثانيهما (=البديل السلفي) هو إزاحة باتجاه (الذات الماضوية) دونما مراعاة لشرط الاختلاف الموضوعي بين الذات الحضارية الآنية، والذات الحضارية الماضوية. بما يُشكِّل استلاباً مزدوجاً بين نموذجين يقتاتان على لحم بعضهما البعض، والنتيجة إنهاك الحالة العربية الإسلامية وإدخالها في فوضى الحلول المُستعارة من أزمان مختلفة، لا تنفع لحلِّ الإشكال الحضاري الراهن.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
ويأتي زمان لا يصبح فيه لأي شئ معنى . .
سوى الاستـسلام لهذا العشق !
مولانا
سوى الاستـسلام لهذا العشق !
مولانا
كيلاني-
- عدد المساهمات : 1951
العمر : 44
المكان : السويد٠ غوتنبرغ
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة
نقاط تحت التجربة : 13367
تاريخ التسجيل : 14/07/2007
رد: لماذا لاتجوزالأنتخابات وكيف الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية؟
المقارنة لا تجوز بأي حال ولا توجد مقاربة بين الصريح المنقول والصحيح المعقول وبين رأي البشر القاصر.البديل السلفي هو عينه البديل العلماني؛ فكلاهما سلب للآخر وإيجاب له في ذات الوقت. إنهما يقتاتان على لحم بعضهما البعض بما يُشبه دورة غرائزية بين ذهنيتين لا يُمكن لواحدةٍ الاستمرار إلا بوجود الأخرى. فأولهما (=البديل العلماني) هو إزاحة باتجاه (الآخر) دونما مراعاة لشرط الاختلاف الموضوعي بين الذات والآخر، وثانيهما (=البديل السلفي) هو إزاحة باتجاه (الذات الماضوية) دونما مراعاة لشرط الاختلاف الموضوعي بين الذات الحضارية الآنية، والذات الحضارية الماضوية كتب:
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24471
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
مواضيع مماثلة
» لماذا انعدمت الهوية الإسلامية من أسبانيا
» لماذا تقدموا و لماذا تأخرنا؟
» شروط إقامة الحجة في التكفير / هام للغاية
» الوصول لجمهورك المستهدف بطريقة سلسة وبسيطة
» شروط إقامة الحجة في التكفير
» لماذا تقدموا و لماذا تأخرنا؟
» شروط إقامة الحجة في التكفير / هام للغاية
» الوصول لجمهورك المستهدف بطريقة سلسة وبسيطة
» شروط إقامة الحجة في التكفير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى