إذا أخطأ عالم سني هل يشنع عليه
صفحة 1 من اصل 1
إذا أخطأ عالم سني هل يشنع عليه
📊إذا أخطأ عالم سني هل يشنع عليه📊
لفضيلة الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
السؤال:
إذا صدر خطأ أو أكثر من عالم من علماء السنة عن إجتهاد أو تأويل هل يكون ذلك داعياً للتشنيع عليه من قبل أهل السنة ؟
📌 الإجابة:
الرجل لا يُشنّع عليه ، لكن القول الخطأ يُبين ، القصد أنه لا يُنفر عن علمه كله ، لا بد من العدالة أن يُبين ماله من الخير ومن المنزلة ، ثم بعد ذلك يُحذر مما أخطأ فيه ، مع أننا نعتقد إن شاء الله أن له أجراً ، وناهيك بخطأ يكون له أجر ؛ فقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد الحاكم وأخطأ فله أجر " ، ثم رب العزة يقول في كتابه الكريم : " فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا " دليلٌ على أن الشخص قد يخطئ ، أخطأ داود .
نأتي الآن بمثال وهو في الصحيح : أن امرأتين أتيا إلى داود وقد أخذ الذئب ولد واحدة ، وكل واحدة تدعي أن الولد الثاني هو ولدها ، فدخلتا إلى داود فحكم به للكبرى ، ثم خرجتا ومرتا بسليمان ، فقال : ائتوني بسكين ، فقالوا : ماذا تريد ؟ ، قال : أريد أن أشقه بينكما نصفين ، فقالت الصغرى : لا تفعل رحمك الله هو ابنها ، وقضى به للصغرى ، فخالف أباه ، والحديث في < صحيح البخاري > ، ولقد أحسن من قال :
من الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط
ويقول اللآخر :
ولست بمستبق أخا لا تلمه
على شعث أي الرجال المهذب
فكلٌ يصيب ويخطئ ، والصحابة رضوان الله عليهم قد أخطأ كثيرٌ منهم كما في < رفع الملام عن الأئمة الأعلام > لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وأخطأ أيضاً كثيرٌ من الأئمة حتى إن الزمخشري يقول مبيناً لبعض أخطاء الأئمة التي نسبت إليهم يقول :
وإن يسألوا عن مذهبي لم أبح به
وأكتمه كتمانه لي أسلم
فإن حنفياً قلت قالوا بأنني
أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مالكياً قلت قالوا بأنني
أبيح لهم لحم الكلاب وهم وهم
وإن شافعياً قلت قالوا بأنني
أبيح نكاح البنت والبنت تحرم
وإن حنبلياً قلت قالوا بأنني
ثقيل حلولي بغيض مجسم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه
يقولون تيس ليس يدري ويفهم
تعجبت من هذا الزمان وأهله
فما أحد من ألسن الناس يسلم
أنت إذا قرأت بارك الله فيك < تفسير ابن كثير > ، وهكذا < فتح الباري > ، و < المحلى > لأبي محمد ابن حزم ، وهكذا أيضاً < نيل الأوطار > وغيرها من الكتب التي تذكر الخلافات تجد أخطاء لعلمائنا السابقين ، وأنا آتي الآن بمثال وهو في < الصحيحين > أن عدي بن حاتم لما أنزل الله سبحانه وتعالى : " وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ " فصار يضع تحت وسادته خيطين ويأكل في رمضان ويشرب حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود حتى أنزل الله : " مِنَ الْفَجْرِ " ، وجاء عدي بن حاتم يسأل رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال له : " إن وسادك لعريض إنما هو بياض النهار وسواد الليل " .
وهكذا أيضاً بعض الصحابه كان يربط خيطين في ساقه خيطاً أبيض وخيطاً أسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له هذا الخيط من هذا الخيط حتى أنزل الله : " مِنَ الْفَجْرِ " .
وقد ذكر أبو محمد ابن حزم في كتابه < إحكام الأحكام > نبذة كبيرة من أخطاء سلفنا الصالح .
ثم بعد ذلك أيضاً ربما يشنعون على الشخص وهو مجرد اختلاف أفهام .
فالاختلاف اختلاف تنوع ، واختلاف تضاد ، واختلاف افهام :
فاختلاف الأفهام حدث للصحابه رضي الله عنهم ولم ينكر بعضهم على بعض .
اختلاف التنوع يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : لا ينكره إلا جاهل .
اختلاف التضاد هو الذي ينكره السلف وهو أن يخالف الشخص دليلاً صحيحاً صريحاً بدون برهان .
🔻🔺🔻🔺🔻🔺
من شريط : ( منهج أهل الحديث ) .
لفضيلة الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
السؤال:
إذا صدر خطأ أو أكثر من عالم من علماء السنة عن إجتهاد أو تأويل هل يكون ذلك داعياً للتشنيع عليه من قبل أهل السنة ؟
📌 الإجابة:
الرجل لا يُشنّع عليه ، لكن القول الخطأ يُبين ، القصد أنه لا يُنفر عن علمه كله ، لا بد من العدالة أن يُبين ماله من الخير ومن المنزلة ، ثم بعد ذلك يُحذر مما أخطأ فيه ، مع أننا نعتقد إن شاء الله أن له أجراً ، وناهيك بخطأ يكون له أجر ؛ فقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد الحاكم وأخطأ فله أجر " ، ثم رب العزة يقول في كتابه الكريم : " فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا " دليلٌ على أن الشخص قد يخطئ ، أخطأ داود .
نأتي الآن بمثال وهو في الصحيح : أن امرأتين أتيا إلى داود وقد أخذ الذئب ولد واحدة ، وكل واحدة تدعي أن الولد الثاني هو ولدها ، فدخلتا إلى داود فحكم به للكبرى ، ثم خرجتا ومرتا بسليمان ، فقال : ائتوني بسكين ، فقالوا : ماذا تريد ؟ ، قال : أريد أن أشقه بينكما نصفين ، فقالت الصغرى : لا تفعل رحمك الله هو ابنها ، وقضى به للصغرى ، فخالف أباه ، والحديث في < صحيح البخاري > ، ولقد أحسن من قال :
من الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط
ويقول اللآخر :
ولست بمستبق أخا لا تلمه
على شعث أي الرجال المهذب
فكلٌ يصيب ويخطئ ، والصحابة رضوان الله عليهم قد أخطأ كثيرٌ منهم كما في < رفع الملام عن الأئمة الأعلام > لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وأخطأ أيضاً كثيرٌ من الأئمة حتى إن الزمخشري يقول مبيناً لبعض أخطاء الأئمة التي نسبت إليهم يقول :
وإن يسألوا عن مذهبي لم أبح به
وأكتمه كتمانه لي أسلم
فإن حنفياً قلت قالوا بأنني
أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مالكياً قلت قالوا بأنني
أبيح لهم لحم الكلاب وهم وهم
وإن شافعياً قلت قالوا بأنني
أبيح نكاح البنت والبنت تحرم
وإن حنبلياً قلت قالوا بأنني
ثقيل حلولي بغيض مجسم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه
يقولون تيس ليس يدري ويفهم
تعجبت من هذا الزمان وأهله
فما أحد من ألسن الناس يسلم
أنت إذا قرأت بارك الله فيك < تفسير ابن كثير > ، وهكذا < فتح الباري > ، و < المحلى > لأبي محمد ابن حزم ، وهكذا أيضاً < نيل الأوطار > وغيرها من الكتب التي تذكر الخلافات تجد أخطاء لعلمائنا السابقين ، وأنا آتي الآن بمثال وهو في < الصحيحين > أن عدي بن حاتم لما أنزل الله سبحانه وتعالى : " وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ " فصار يضع تحت وسادته خيطين ويأكل في رمضان ويشرب حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود حتى أنزل الله : " مِنَ الْفَجْرِ " ، وجاء عدي بن حاتم يسأل رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال له : " إن وسادك لعريض إنما هو بياض النهار وسواد الليل " .
وهكذا أيضاً بعض الصحابه كان يربط خيطين في ساقه خيطاً أبيض وخيطاً أسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له هذا الخيط من هذا الخيط حتى أنزل الله : " مِنَ الْفَجْرِ " .
وقد ذكر أبو محمد ابن حزم في كتابه < إحكام الأحكام > نبذة كبيرة من أخطاء سلفنا الصالح .
ثم بعد ذلك أيضاً ربما يشنعون على الشخص وهو مجرد اختلاف أفهام .
فالاختلاف اختلاف تنوع ، واختلاف تضاد ، واختلاف افهام :
فاختلاف الأفهام حدث للصحابه رضي الله عنهم ولم ينكر بعضهم على بعض .
اختلاف التنوع يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : لا ينكره إلا جاهل .
اختلاف التضاد هو الذي ينكره السلف وهو أن يخالف الشخص دليلاً صحيحاً صريحاً بدون برهان .
🔻🔺🔻🔺🔻🔺
من شريط : ( منهج أهل الحديث ) .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24471
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى