تدمي القلب
صفحة 1 من اصل 1
تدمي القلب
في شهر صفر الذي وقعت فيه مأساة الرجيع -التي اتينا على ذكرها سابقا و التي راح ضحيتها عشرة من خيرة أصحاب رسول الله استشهدوا على يد غدر المشركين- وقعت مأساة أخرى أشد وأفظع منها سميت بمأساة بئر معونة وخلاصتها باختصار أن أناساً جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار يقال لهم القراء كانوا من أفاضل الصحابة يقرءون القرآن ويتدارسونه بالليل وكانوا يأتون بالماء في النهار فيضعونه في المسجد ويحتطبون ثم يبيعون الحطب ويشترون به طعاماً للفقراء وأهل الصفة فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فعرضوا لهم وغدروا بهم وقاموا بقتلهم وأتى رجل منهم حرام بن ملحان رضي الله عنه الذي جاء بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رئيسهم عامر بن الطفيل فلم ينظر فيه وأمر رجلاً بطعن حرام بن ملحان فطعنه برمح من خلفه فلما رأى حرام الدم والرمح قد نفذ قال "الله أكبر فزت ورب الكعبة" هذا المشهد العظيم وهذه العبارة الجميلة جعلت جبار بن سلمى الذي طعن حرام بن ملحان يتساءل عن قول حرام فزت ورب فقال "إن مما دعاني إلى الإسلام أني طعنت رجلاً منهم برمح فخرج من صدره فسمعته يقول فزت ورب الكعبة فقلت في نفسي مافاز ألست قد قتلت الرجل فسألت بعد ذلك عن قوله فقالوا فاز لعمر الله بالشهادة فكان سبباً لإسلامي".
لقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم لأجل هذه المأساة ألماً شديداً حيث وصل خبر مأساة الرجيع وخبر مأساة بئر معونة في ليلة واحدة مصيبة وهي مآسي وقعت في شهر واحد، وهو شهر صفر عام 4هـ؛ فقد استشهد سبعون من خيار الصحابة في بئر معونة، وعشرة في بعث الرجيع، وكان قبلهم سبعون في أُحد، ففي عام واحد يفقد المسلمون مائة وخمسين شهيدًا، فهذا عدد كبير بالنظر لأمة في بداية نشأتها.
فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا ويقنت في صلاته على أولئك القوم الذين غدروا وفتكوا بأصحابه فدعا عليهم شهراً حتى أنزل الله عليه آية نسخت فيما بعد تقول "بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه" فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم القنوت عليهم بعد نزول هذه الآية ثم جاء الرد قاسياً فقد استجاب الله لدعاء رسوله صلى الله عليه وسلم عندما دعى على أولئك القوم فأهلك الله رئيسهم المتكبر المتغطرس عامر بن الطفيل فأصيب بمرض عضال حيث أصيب بالطاعون فأصبح حبيساً في بيت امرأة من قومه حتى مات وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه " اللهم اكفني عامراً".
كذلك نستفيد من حادثتي بئر معونة والرجيع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لايعلم الغيب إذ لوكان يعلم الغيب لما أعطى هؤلاء الغادرين أحداً من أصحابه وصدق الله إذ يقول عن رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
كما أظهرت هاته الأحداث الأليمة مدى حب أصحاب رسول الله لرسول الله فاللهم جازي عنا أصحاب رسول الله بما هم أهله.
لقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم لأجل هذه المأساة ألماً شديداً حيث وصل خبر مأساة الرجيع وخبر مأساة بئر معونة في ليلة واحدة مصيبة وهي مآسي وقعت في شهر واحد، وهو شهر صفر عام 4هـ؛ فقد استشهد سبعون من خيار الصحابة في بئر معونة، وعشرة في بعث الرجيع، وكان قبلهم سبعون في أُحد، ففي عام واحد يفقد المسلمون مائة وخمسين شهيدًا، فهذا عدد كبير بالنظر لأمة في بداية نشأتها.
فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا ويقنت في صلاته على أولئك القوم الذين غدروا وفتكوا بأصحابه فدعا عليهم شهراً حتى أنزل الله عليه آية نسخت فيما بعد تقول "بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه" فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم القنوت عليهم بعد نزول هذه الآية ثم جاء الرد قاسياً فقد استجاب الله لدعاء رسوله صلى الله عليه وسلم عندما دعى على أولئك القوم فأهلك الله رئيسهم المتكبر المتغطرس عامر بن الطفيل فأصيب بمرض عضال حيث أصيب بالطاعون فأصبح حبيساً في بيت امرأة من قومه حتى مات وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه " اللهم اكفني عامراً".
كذلك نستفيد من حادثتي بئر معونة والرجيع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لايعلم الغيب إذ لوكان يعلم الغيب لما أعطى هؤلاء الغادرين أحداً من أصحابه وصدق الله إذ يقول عن رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
كما أظهرت هاته الأحداث الأليمة مدى حب أصحاب رسول الله لرسول الله فاللهم جازي عنا أصحاب رسول الله بما هم أهله.
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24477
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى