أخلاق.. زيتون وصوجا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أخلاق.. زيتون وصوجا
أخلاق.. زيتون وصوجا
ٍحدثني من لا أشك في صدقه أنه باع ذات شتاء زيتونا لصاحب معصرة، فلما دفع له ماله زاده دون انتباه مائة وتسعين دينارا، فلما ذهب بعيدا وأعاد إحصاء ما بين يديه من مال وجد الزيادة فردها لصاحبها فأعجب صاحب المعصرة بأخلاق صاحبنا وقال له يا بني هات كل ما عندك من زيتون وسأشتريه منك بأعلى سعر في السوق.
عاد صاحبنا فأخبر أقاربه الخبر وقال لهم إنه يضمن لهم أعلى سعر. وعلى عجل ذهبت شاحنة صغيرة محملة للمعصرة.. وزن صاحب المعصرة الزيتون وأمر الحمال برفع الأكياس فبدأ التراب ينساب غزيرا من خلالها.
قال صاحب المعصرة: كفى يا بني.. لا أريد منك مزيدا من الزيتون
قال له صاحبنا: عفوك يا هذا.. والله ما علمت ما فعل القوم، فاخصم من السعر ما شئت.
قال صاحب المعصرة: لن أخصم ولكن لا تعد لي بزيتونك.
قال لي صاحبنا إنه اكتشف لاحقا أن بعض أقاربه بعد أن ملأ الأكياس بالزيتون شرع يضيف إليها التراب "بالبالة" عمدا بكميات كبيرة حتى يزيد من وزنها عند البيع.
وأضاف محدثي أنه شعر بالهوان والصغار في عيون صاحب المعصرة فكأن إرجاع المال الزائد لم يكن إلا ضمن خطة شريرة لإشاعة الطمأنينة في نفسه حتى يسرقه وهو مطمئن إليه.
قلت له صدقت إن الشر والطمع والجشع تفسد اخلاق الناس وتغلب الشر على الخير في معاملات الناس، وتحول الناس ذئابا بعضها لبعض، يحكم الشك والريبة العلاقات بينها.
قال: صدقت
حدثني صاحبي أيضا عن أحد أبناء عمومته، قال لي إن ابن العم هذا صار صاحب مال كثير في السنين الأخيرة.
قلت: كيف كثر ماله وهو من عائلة فقيرة؟
قال: الغش بالتراب.
قلت: يا لهذا التراب.. كيف ذلك؟.. اشرح لي وفصل القول.
قال: أبناء ابن عمه كبروا وصارت لهم معارف.. وصار سواق بعض الشاحنات الكبيرة يأتون بيته ليلا محملين بحبوب الصوجا، وهي علف جيد للأبقار. ومن كل شاحنة يأخذون طنا من الصوجا ويعوضونها بطن من التراب. ثم يبعون تلك الأطنان المسروقة فكثرت أموالهم.
وقال لي إن ابن عمه تأتيه سيارة الحرس لبيته، فهم أصحاب له، يتقاسمون معه المسروق، ما يزيده هيبة في نفوس الناس، وما يشعره بالأمن فهو يسرق والأمن يقاسمه سرقاته.
وحين مررت مع صاحبي ذات يوم قرب دكاكين وجدتها مغلقة قلت له بسذاجتي العادية لم هي مغلقة هذه الدكاكين؟ ألأن اليوم أحد؟
قال لي: لا.. هذه دكاكين ابن عمي سارق الصوجا تقفل نهارا وتبيع الممنوعات ليلا.
قلت له: يا سبحان الله كنت أعرف ابن عمك رجلا متخلقا متدينا.
قال لي: نعم.. كان ذلك قبل أن يكبر له أبناؤه.
قلت: يا لطيف ما أسوء ما يفعل الأبناء في الآباء إن لم يحسن الآباء تربيتهم في الصغر.
يا سبحان الله كيف يرضى البعض أن يأكل خبزه مغموسا في الحرام؟ ألا يعلم هذا وذاك أن ربه سيحاسبه يوم القيامة على ذلك التراب الذي يفسد به علف الأبقار؟ ألا يخشى أن يصير ذلك التراب نارا يوم القيامة تطوق رقبته فلا يفلت منها؟ لماذا يضعف وازع الإيمان في نفوسنا لهذا الحد فلا نفرق الحلال عن الحرام؟
هدانا الله وأصلح حالنا وردنا إلى جادة الصواب.
ٍحدثني من لا أشك في صدقه أنه باع ذات شتاء زيتونا لصاحب معصرة، فلما دفع له ماله زاده دون انتباه مائة وتسعين دينارا، فلما ذهب بعيدا وأعاد إحصاء ما بين يديه من مال وجد الزيادة فردها لصاحبها فأعجب صاحب المعصرة بأخلاق صاحبنا وقال له يا بني هات كل ما عندك من زيتون وسأشتريه منك بأعلى سعر في السوق.
عاد صاحبنا فأخبر أقاربه الخبر وقال لهم إنه يضمن لهم أعلى سعر. وعلى عجل ذهبت شاحنة صغيرة محملة للمعصرة.. وزن صاحب المعصرة الزيتون وأمر الحمال برفع الأكياس فبدأ التراب ينساب غزيرا من خلالها.
قال صاحب المعصرة: كفى يا بني.. لا أريد منك مزيدا من الزيتون
قال له صاحبنا: عفوك يا هذا.. والله ما علمت ما فعل القوم، فاخصم من السعر ما شئت.
قال صاحب المعصرة: لن أخصم ولكن لا تعد لي بزيتونك.
قال لي صاحبنا إنه اكتشف لاحقا أن بعض أقاربه بعد أن ملأ الأكياس بالزيتون شرع يضيف إليها التراب "بالبالة" عمدا بكميات كبيرة حتى يزيد من وزنها عند البيع.
وأضاف محدثي أنه شعر بالهوان والصغار في عيون صاحب المعصرة فكأن إرجاع المال الزائد لم يكن إلا ضمن خطة شريرة لإشاعة الطمأنينة في نفسه حتى يسرقه وهو مطمئن إليه.
قلت له صدقت إن الشر والطمع والجشع تفسد اخلاق الناس وتغلب الشر على الخير في معاملات الناس، وتحول الناس ذئابا بعضها لبعض، يحكم الشك والريبة العلاقات بينها.
قال: صدقت
حدثني صاحبي أيضا عن أحد أبناء عمومته، قال لي إن ابن العم هذا صار صاحب مال كثير في السنين الأخيرة.
قلت: كيف كثر ماله وهو من عائلة فقيرة؟
قال: الغش بالتراب.
قلت: يا لهذا التراب.. كيف ذلك؟.. اشرح لي وفصل القول.
قال: أبناء ابن عمه كبروا وصارت لهم معارف.. وصار سواق بعض الشاحنات الكبيرة يأتون بيته ليلا محملين بحبوب الصوجا، وهي علف جيد للأبقار. ومن كل شاحنة يأخذون طنا من الصوجا ويعوضونها بطن من التراب. ثم يبعون تلك الأطنان المسروقة فكثرت أموالهم.
وقال لي إن ابن عمه تأتيه سيارة الحرس لبيته، فهم أصحاب له، يتقاسمون معه المسروق، ما يزيده هيبة في نفوس الناس، وما يشعره بالأمن فهو يسرق والأمن يقاسمه سرقاته.
وحين مررت مع صاحبي ذات يوم قرب دكاكين وجدتها مغلقة قلت له بسذاجتي العادية لم هي مغلقة هذه الدكاكين؟ ألأن اليوم أحد؟
قال لي: لا.. هذه دكاكين ابن عمي سارق الصوجا تقفل نهارا وتبيع الممنوعات ليلا.
قلت له: يا سبحان الله كنت أعرف ابن عمك رجلا متخلقا متدينا.
قال لي: نعم.. كان ذلك قبل أن يكبر له أبناؤه.
قلت: يا لطيف ما أسوء ما يفعل الأبناء في الآباء إن لم يحسن الآباء تربيتهم في الصغر.
يا سبحان الله كيف يرضى البعض أن يأكل خبزه مغموسا في الحرام؟ ألا يعلم هذا وذاك أن ربه سيحاسبه يوم القيامة على ذلك التراب الذي يفسد به علف الأبقار؟ ألا يخشى أن يصير ذلك التراب نارا يوم القيامة تطوق رقبته فلا يفلت منها؟ لماذا يضعف وازع الإيمان في نفوسنا لهذا الحد فلا نفرق الحلال عن الحرام؟
هدانا الله وأصلح حالنا وردنا إلى جادة الصواب.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
إنك لا تدع شيئاً إتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيرا منه
رد: أخلاق.. زيتون وصوجا
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16434
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
مواضيع مماثلة
» ما ورد في أخلاق المسلم
» أخلاق المسلم
» افضل انواع زيت زيتون بالسعودية - متجر نخبة الجوف
» اشهر انواع زيت زيتون بالسعودية | متجر نخبة الجوف
» ثلاثيات أخلاق البادية
» أخلاق المسلم
» افضل انواع زيت زيتون بالسعودية - متجر نخبة الجوف
» اشهر انواع زيت زيتون بالسعودية | متجر نخبة الجوف
» ثلاثيات أخلاق البادية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى