من طرائف المعلمين
صفحة 1 من اصل 1
من طرائف المعلمين
من طرائف المعلمين
حُكي عن الجاحظ أنه قال :
ألَّفْتُ كتاباً في نوادر المعلمين
وما هم عليه من التَّغَفُل ثم رجعْتُ عن ذلك وعزمتُ على
تقطيع ذلك ، فدخلتُ يوماً مدينة فوجدت فيها معلماً
في هيئة حسنة فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ أحسن ردٍّ
ورحَّب بي فجلست عنده وباحثتْه فإذا هو ماهر في القرآن و الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب
فقلت : هذا والله مما يقوِّي عزمي على تقطيع الكتاب
وكنت أخْتَلِفُ إليه وأزوره فجئْتُ يوماً لزيارته
فإذا بالكتَّاب مغلق ولم أجدْه فسألتُ عنه فقيل :مات عنده ميِّت فحزن عليه وجلس في بيته للعزاء ، فذهبت إلى بيته ودخلت إليه وإذا به جالس فقلت : عظَّم الله أجرك ، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
كلُّ نفس ذائقة الموت ، فعليك بالصبر
ثم قلت له : هذا الذي تُوفي ولدك ؟
قال : لا
قلت : فوالدك ؟
قال : لا
قلت : فأخوك ؟
قال : لا
قلت : فزوجتك ؟
قال : لا
فقلت : وما هو منك ؟
قال : حبيبتي
فقلت في نفسي : هذه أول المناحس
فقلت : سبحان الله ، النساء كثير وستجد غيرها
فقال : أتظن أني رأيتها ؟
قلت : وهذه منحسة ثانية ،
ثم قلت : وكيف عشقت من لم ترَ ؟
فقال : كنت جالساً في هذا المكان وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجلاً عليه بردٌ وهو يقول :
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ... ردِّي عليَّ فؤادي أينما كانا
فقلت في نفسي :
لولا أن أمَّ عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها فلما كان منذ يومين مرَّ ذلك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو ... فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمتُ أنها ماتت فحزنت عليها وأغلقت الكتَّاب وجلست في الدار
فقلت : يا هذا إني كنت ألَّفْتُ كتاباً في نوادركم معشر المعلمين وحين صاحبْتُك عزمتُ على تقطيعه
والآن قد قوِيَتْ عزيمتي على إبقائه وأول ما أبدأ
أبدأ بك إن شاء الله تعالى .
حُكي عن الجاحظ أنه قال :
ألَّفْتُ كتاباً في نوادر المعلمين
وما هم عليه من التَّغَفُل ثم رجعْتُ عن ذلك وعزمتُ على
تقطيع ذلك ، فدخلتُ يوماً مدينة فوجدت فيها معلماً
في هيئة حسنة فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ أحسن ردٍّ
ورحَّب بي فجلست عنده وباحثتْه فإذا هو ماهر في القرآن و الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب
فقلت : هذا والله مما يقوِّي عزمي على تقطيع الكتاب
وكنت أخْتَلِفُ إليه وأزوره فجئْتُ يوماً لزيارته
فإذا بالكتَّاب مغلق ولم أجدْه فسألتُ عنه فقيل :مات عنده ميِّت فحزن عليه وجلس في بيته للعزاء ، فذهبت إلى بيته ودخلت إليه وإذا به جالس فقلت : عظَّم الله أجرك ، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
كلُّ نفس ذائقة الموت ، فعليك بالصبر
ثم قلت له : هذا الذي تُوفي ولدك ؟
قال : لا
قلت : فوالدك ؟
قال : لا
قلت : فأخوك ؟
قال : لا
قلت : فزوجتك ؟
قال : لا
فقلت : وما هو منك ؟
قال : حبيبتي
فقلت في نفسي : هذه أول المناحس
فقلت : سبحان الله ، النساء كثير وستجد غيرها
فقال : أتظن أني رأيتها ؟
قلت : وهذه منحسة ثانية ،
ثم قلت : وكيف عشقت من لم ترَ ؟
فقال : كنت جالساً في هذا المكان وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجلاً عليه بردٌ وهو يقول :
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ... ردِّي عليَّ فؤادي أينما كانا
فقلت في نفسي :
لولا أن أمَّ عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها فلما كان منذ يومين مرَّ ذلك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو ... فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمتُ أنها ماتت فحزنت عليها وأغلقت الكتَّاب وجلست في الدار
فقلت : يا هذا إني كنت ألَّفْتُ كتاباً في نوادركم معشر المعلمين وحين صاحبْتُك عزمتُ على تقطيعه
والآن قد قوِيَتْ عزيمتي على إبقائه وأول ما أبدأ
أبدأ بك إن شاء الله تعالى .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24473
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى