إسم الله الأعظم
صفحة 1 من اصل 1
إسم الله الأعظم
🔅إسم الله الأعظم :
إنَّ أشهر الأقوال في تعيين الاسم الأعظم وأولاها بالصواب وأقربها للأدلة هو أنَّ اسم الله الأعظم هو "الله"، وإلى هذا القول
ذهب جمعٌ كبيرٌ من أهل العلم.
قال الإمام أبو عبد الله بن منده في كتابه التوحيد، وقد اختار فيه أنَّ اسم الله الأعظم هو الله، قال: "فاسمه الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلقَه أن يتسمّى به أحدٌ من خلقه، أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أول الإيمان وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتتح الفرائض وتنعقد الأيمان، ويُستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويُختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره"7 اهـ.
ولهذا الاسم الكريم من الخصائص ما ليس لغيره من الأسماء، ومن خصائصه أنَّ الله يضيف سائر الأسماء إليه كقوله: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى}، ويقال: العزيز والرحمن والكريم والقدوس من أسماء الله، ولا يُقال: الله من أسماء الرحمن، بل إنَّ هذا الاسم الكريم مستلزمٌ لجميع معاني الأسماء الحسنى دالٌ عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيلٌ وتبيينٌ لصفات الإلهية، فلهذه المعاني العظيمة وغيرها مما اختص به هذا الاسم صار غير واحد من أهل العلم إلى اختيار أنَّ الاسم الأعظم هو الله، ومما يُقوي هذا أنَّ هذا الاسم الكريم قد ورد في جميع الأحاديث التي فيها إشارة إلى الاسم الأعظم.
ومن أهل العلم من ذهب إلى أنَّ الاسم الأعظم هو "الحي القيوم"، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد: "فإنَّ صفة الحياة متضمّنةٌ لجميع صفات الكمال، مستلزمةٌ لها، وصفة القيومية متضمّنةٌ لجميع
صفات الأفعال، ولهذا كان اسمُ الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى هو اسم الحي القيوم". اهـ8.
وقد ورد هذا الاسم في أكثر الأحاديث التي فيها إشارةٌ إلى الاسم الأعظم، فهذا القول والذي قبله هما أقوى ما قيل في الاسم الأعظم9، وعلى كلِّ حالٍ فهذه مسألة اجتهاد، لعدم ورود دليلٍ قطعي الدلالة على التعيين يجب أن يُصار إليه، إلا أنَّ من دعا الله بالأدعية المتقدّمة فقال في دعائه: "اللهم إنِّي أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنانُ بديعُ السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام"، أو قال: "اللهمّ إنِّي أسألك بأنِّي أشهد أنَّك أنت الله لا إله ألا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد"، فقد دعا الله باسمه الأعظم لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عمّن دعا الله بذلك بأنَّه دعاه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب.
على أنَّه ينبغي أن نتذكّر أنَّ لقبول الدعاء شروطاً عديدةً وردت في الكتاب والسنة، وسيأتي لها بسط إن شاء الله.
وفي الختام أسأل الله الكريم لي ولكم التوفيق لكل خير يحبه ويرضاه.
-----------------------
7 التوحيد (2/21).
8 زاد المعاد (4/204).
9 علّق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله على هذا الموطن بقوله: "والصواب أنَّ الأعظم بمعنى العظيم، وأنَّ أسماءَ الله سبحانه كلّها حسنى، وكلّها عظيمة، ومَن سأل الله سبحانه بشيء منها صادقاً مخلصاً سالماً من الموانع رُجيت إجابتُه، ويدلُّ على ذلك اختلاف الأحاديث الواردة في ذلك؛ ولأنَّ المعنى يقتضي ذلك، فكلُّ أسمائه حسنى، وكلُّها عظمى عز وجل، والله وليُّ التوفيق".
/---------
كتاب فقه الأسماء الحسنى لشيخ عبد الرزاق بن محسن العباد
إنَّ أشهر الأقوال في تعيين الاسم الأعظم وأولاها بالصواب وأقربها للأدلة هو أنَّ اسم الله الأعظم هو "الله"، وإلى هذا القول
ذهب جمعٌ كبيرٌ من أهل العلم.
قال الإمام أبو عبد الله بن منده في كتابه التوحيد، وقد اختار فيه أنَّ اسم الله الأعظم هو الله، قال: "فاسمه الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلقَه أن يتسمّى به أحدٌ من خلقه، أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أول الإيمان وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتتح الفرائض وتنعقد الأيمان، ويُستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويُختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره"7 اهـ.
ولهذا الاسم الكريم من الخصائص ما ليس لغيره من الأسماء، ومن خصائصه أنَّ الله يضيف سائر الأسماء إليه كقوله: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى}، ويقال: العزيز والرحمن والكريم والقدوس من أسماء الله، ولا يُقال: الله من أسماء الرحمن، بل إنَّ هذا الاسم الكريم مستلزمٌ لجميع معاني الأسماء الحسنى دالٌ عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيلٌ وتبيينٌ لصفات الإلهية، فلهذه المعاني العظيمة وغيرها مما اختص به هذا الاسم صار غير واحد من أهل العلم إلى اختيار أنَّ الاسم الأعظم هو الله، ومما يُقوي هذا أنَّ هذا الاسم الكريم قد ورد في جميع الأحاديث التي فيها إشارة إلى الاسم الأعظم.
ومن أهل العلم من ذهب إلى أنَّ الاسم الأعظم هو "الحي القيوم"، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد: "فإنَّ صفة الحياة متضمّنةٌ لجميع صفات الكمال، مستلزمةٌ لها، وصفة القيومية متضمّنةٌ لجميع
صفات الأفعال، ولهذا كان اسمُ الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى هو اسم الحي القيوم". اهـ8.
وقد ورد هذا الاسم في أكثر الأحاديث التي فيها إشارةٌ إلى الاسم الأعظم، فهذا القول والذي قبله هما أقوى ما قيل في الاسم الأعظم9، وعلى كلِّ حالٍ فهذه مسألة اجتهاد، لعدم ورود دليلٍ قطعي الدلالة على التعيين يجب أن يُصار إليه، إلا أنَّ من دعا الله بالأدعية المتقدّمة فقال في دعائه: "اللهم إنِّي أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنانُ بديعُ السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام"، أو قال: "اللهمّ إنِّي أسألك بأنِّي أشهد أنَّك أنت الله لا إله ألا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد"، فقد دعا الله باسمه الأعظم لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عمّن دعا الله بذلك بأنَّه دعاه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب.
على أنَّه ينبغي أن نتذكّر أنَّ لقبول الدعاء شروطاً عديدةً وردت في الكتاب والسنة، وسيأتي لها بسط إن شاء الله.
وفي الختام أسأل الله الكريم لي ولكم التوفيق لكل خير يحبه ويرضاه.
-----------------------
7 التوحيد (2/21).
8 زاد المعاد (4/204).
9 علّق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله على هذا الموطن بقوله: "والصواب أنَّ الأعظم بمعنى العظيم، وأنَّ أسماءَ الله سبحانه كلّها حسنى، وكلّها عظيمة، ومَن سأل الله سبحانه بشيء منها صادقاً مخلصاً سالماً من الموانع رُجيت إجابتُه، ويدلُّ على ذلك اختلاف الأحاديث الواردة في ذلك؛ ولأنَّ المعنى يقتضي ذلك، فكلُّ أسمائه حسنى، وكلُّها عظمى عز وجل، والله وليُّ التوفيق".
/---------
كتاب فقه الأسماء الحسنى لشيخ عبد الرزاق بن محسن العباد
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24473
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى