أنا أمني وأنت مواطن ...مفاهيم يجب أن تصحح

أنا أمني وأنت مواطن ...مفاهيم يجب أن تصحح

أنتَ أيها المواطن تخرقُ القانونَ ...وأنا الأمني لم أضع هذا القانون ، وقد لا أستسيغه ولكني أطبقهُ وأراعي فيه اللهَ ... إن فررتَ بجرمك ، ألاحقك بكل شجاعة ورباطة جأشِ وألقي عليك القبضَ بحنكتي ومرونتي ، أحاول قدر الإمكان أن لا أوذيكَ ، وان آذيتني ضبطتُ نفسي ولن أردَ الصاع صاعين لأنني في موقع القوّة وأنت في موقع الضعف ، شهامتي ورجولتي تدفعانني لأعاملك بالحسنى لتدرك أنك ضعيف ما دمت مذنبا ... إن قاتلتني أقاتلك ولن أقتلكَ ، وان قتلتني أحتسب عند الله شهادتي لأنني قاتلتك من أجل الحق وقاتلتني وقتلتني من أجل الباطل وشتان بين الحق والباطل ..
أيها المواطن ، أنا منك وأنت منّي ، أنا أخوك وأبوك وعمّك وخالك ....أنا قريبك ، أنا معرفتك ، يجب أن تدرك أيها المواطن أنني أقسمت أغلظ الأيمان أن اعمل بشرف وأمانة ...أقسمتُ أن أمسح دمعة المظلوم والمكلوم ...أن أناصر الحق في كل الأحوال ...أن أشهد بالحق ولا أبالي ....
أيها المواطن ، هل تعلم أنني مسلم أصلّي وأصوم وأزكّي وأقوم اللّيل وأتصدّق ووو....لا يجب أن يدور بخلدك أنني فاسق وأنني مرتشي وأنني ملحد حتى تقيم عليّ الحجّة والمحجّة ...حذار أن تنعتني بنعوت تخرجني بها من ملّة الإسلام حتى تتبيّن حالي وأحوالي ...
أيها المواطن ، تنام وترفل في أحلامك ويلسعني الزمهرير ويلفحني الهجير ..وهذا كله من أجلك ...تستلقي على الفراش الوثير ، والأرض لا تكاد تقلني والسماء لا تكاد تظلّني ...
أيها المواطن ، أحميك من الوحوش وتتركني أصارعهم وتفرّ ولا تلوي على شيء ....أرد عنك الصّائلَ والعادي وتوصد أمامي الأبواب والنوافذ لأبقى وحيدا أمام عدوّك وعدوّي...
أيها المواطن يدي ممدودة لك ، أحييك بحرارة وأشد على يدك من أجل الأمان والسلام والإخوّة ...لا تردّ يدي خائبة فإنني أبتغي بها وجه الله ...
أخي المواطن إذا رأيتني وقد زلّت بي القدم وأنا أطلب رشوة أو اغتصب حق غيري، فلا تٌعنّي على الشرّ والفساد ، ولا تعين الشيطان عليّ ، وخذ بيدي بالنصيحة والقول السديد والرأي الحصيف ....
أيها المواطن ، ليس كل أمني شريف وليس كل مواطن شريف ، فالشريف من فخر بنفسه ولم يفخر بجدوده والأمين من آمن نفسه ليأمن غيره..
أيها المواطن ، أنت وأنا، وأنا وأنت ، كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، فلتكن المحبة الصادقة هي القاسم المشترك بيننا لنبني بدل التهديم ولنرتقي بدل السقوط ...
أيها المواطن ، لك منّّي كل التقدير والمحبة والإخاء والله من وراء القصد.
كتبه الضابط المتقاعد من الحرس الوطني ، أحمد بن نصيب القفصي / ديسمبر 2018