سنة جديدة.. وهموم قديمة متى نقول وداعا لـ ' أعراس الدم ' ؟ .

سنة جديدة.. وهموم قديمة متى نقول وداعا لـ ' أعراس الدم ' ؟

نبدأ سنة جديدة، بعد ان ودعنا عاما آخر من عمر مآسينا المتناسلة مأساة تلد أخرى.. فبماذا نستقبل هذه السنة الجديدة التي تحمل رقم ،2008 وهي السنة الثامنة من قرن جديد؟

في العديد من بلدان دنيا الله الواسعة، حيث الناس يعيشون يومهم ويفكرون في غدهم وهم يأملون أن يكون أفضل، تراهم يخططون لهذا الغد من أجل أن يأتي أفضل.. في الشتاء يعدون ما يلزم لإجازة الصيف، وفي كل حين يرتبون أمور حياتهم حسب ما تقتضيه الحاجة والضرورة، من الموظف العادي وربة المنزل حتى أعلى مستويات المسؤولية، ولذلك فإنك حين تسأل هناك: بماذا تستقبلون سنتكم الجديدة؟ تجد الإجابات مرتبة ومنطقية، أما عندنا نحن العرب الذين كنا يوما استشرافيين، فأغلب الظن ان جوابنا الموحد هو أننا لا ندري، أو أننا غير واثقين بأن الذي نأمل تحقيقه سيتحقق.. لماذا؟

لأننا للتو غادرنا عاما لم يمض يوم منه إلا وكانت ساعاته مخضبة بالدم، وهو ودع في عالمنا الثالث المنكوب آخر أيامه مسطرا جريمة أخرى من كبريات جرائم العصر، وقد أودت بواحدة من ألمع نساء العالم: بنازير بوتو.

سيئ حظ 2007 الذي ودعنا، بل سيئ حظ عالمنا الذي تشاء إرادات حكامه وسياسييه وتياراته المختلفة أن تجعل سنواته تمر وهي تحفل بأعراس الدم والبؤس ومحاربة إرادة الناس وإطفاء جذوة آمالهم أنى شعت حتى باتت أعراس الدم ميزتنا على الآخرين ترسخ ميزتنا الأخرى التي هي الاستعصاء على الاتعاظ بدروس الماضي والحاضر الممهورة بالآلام والخزي والتقهقر، فإذا بمشاكلنا تفرخ إرهابا مختلف الأشكال والصيغ، يمارس قتلا أو نهبا وسلبا، ويمارس سياسة أيضا!

صحيح ان الآخرين خارج عالمنا المنكوب هذا لا يعيشون في 'مهد عيسى'، لكنهم يعيشون يومهم ولديهم القدرة على الأمل بالحصول على أفضل ما يمكن أن يقدم هذا اليوم، بينما نحن لا نكاد نعيش لحظتنا إلا والقلق يعشش فيها، مولدا الخشية من أسوأ يأتي به الغد، وبهذه الخشية نستقبل سنة جديدة، لكننا نستحق أفضل من ذلك، نحتاج إلى أن نقول وداعا لأعراس الدم والبؤس والقهر.. لكن ما أحوجنا إلى حالمين!
منقول