هل تنقذنا الشمس من الانحباس الحراري؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل تنقذنا الشمس من الانحباس الحراري؟
هل تنقذنا الشمس من الانحباس الحراري؟
أيمكن أن يساهم غياب النشاط على مستوى الشمس في إنقاذنا من الانحباس الحراري العالمي؟
يشرح السيد دايفيد وايتهاوس كيف يمكن محاربة التبدّل المناخي عبر إضعاف طاقة الشمس.
بين عامي 1645 و1715 كانت البقع الشمسية نادرة وانخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ في القطب الشمالي من الأرض.
شيء ما يحصل لشمسنا. وللأمر علاقة بالبقع الشمسية أو بالأحرى بدورة نشاط هذه البقع التي تتمثل بظهورها تارة واختفائها طوراً. فبعد فترة شهدت خلالها الشمس نشاطاً استثنائياً في القرن العشرين، سيطر السكون عليها بشكل مفاجئ، فمرت أشهر لم يظهر خلالها أيّ أثر للبقع على قرصها. وقد ولجنا مؤخراً المرحلة الأخيرة من دورة النشاط الحالية وعلماء الفلك ما زالوا يترقّبون عودة البقع التي ستحدّد بداية الدورة التالية المسماة «24» وقد مضت فترة على انتظارهم و لم تلح في الأفق بعد أية علامة تشير إلى إمكان ظهورها في وقت قريب.
والبقع الشمسية هي عبارة عن بقع مغناطيسية داكنة على سطح الشمس تتكرّر دورة نشاطها التي رصدت للمرة الأولى في العام 1843 كل 11 سنة وترتبط بحركة شحنات كهربائية من الغازات الشديدة الحرارة المحتبسة داخل الشمس وهي كبساطٍ محوّل داخلي يستغرق اجتياز سحب الغازات الواسعة فيه ذهاباً وإياباً من خط الاستواء إلى القطبين 40 عاماً وتنتج عن هذه الحركة دورة البقع الشمسية التي تبلغ حدها الأقصى يليه حدها الأدنى كل 11 سنة غير أن هذه الحركة الدائرية الداخلية قد تراجعت منذ بعض الوقت فخفّت وتيرة الحركة داخل هذا البساط المحوّل وبلغ أدنى مستوياته وعلّق العالم في النازا دايفيد هاثاواي على الموضوع قائلاًً: «الحركة في أدنى مستوياتها... وستكون عواقب الأمر وخيمة على النشاط الشمسي في المستقبل» فضلاً عن أن هذا المؤشر ليس الوحيد على إمكان تعرض الشمس لبعض التغيرات.
اكتشاف ورصد
قد تكون البقع الشمسية طويلةً أو قصيرةًً، ضعيفة أو قوية وغالباً ما تختفي في آنٍ. فإثر اكتشاف الدورة الشمسية استعاد علماء الفلك المحاولات السابقة لرصدها واستمروا في معاينتها بوضوح ثم بدأت تزول تدريجاً في القرن السابع عشر إلى أن غابت عن الوجود نهائياً وليس عن النظر فحسب وقد أطلق علماء الفلك على هذه الظاهرة اسم «نظرية ماوندر لحركة الشمس الدنيا» وكان الاكتشاف مذهلاً إذ أظهر إمكان خضوع الشمس لبعض التغيّرات. فبين العام 1645 و1715 كانت البقع الشمسية نادرة ولم يرصد سوى 50 منها فيما كان يفترض أن يكون عددها 50 ألف بقعة.
ومنذ اكتشاف دورة البقع الشمسية حاول الباحثون الغوص في وتيرتها وتأثيرها على مناخ الأرض إذ غالباً ما تظهر هذه البقع ولكن بمستويات ضئيلة وما أصاب العلماء بالحيرة هو التوقيت الذي اختفت فيه هذه البقع الشمسية فتساءلوا عن العلاقة بين هذا التصرف غير الاعتيادي للشمس وانخفاض درجات الحرارة في القطب الشمالي الذي كانت عواقبه وخيمة في القرن السابع عشر.
وقد أطلق العلماء على هذه الحادثة اسم «العصر الجليدي الصغير» وأثرت على أوروبا في وقت غير مناسب لاسيما أن عدد السكان تضاعف في هذه القارة نتيجة المناخ المعتدل الذي تميزت به القرون الوسطى الدافئة ولكن النمو السكاني توقف تماماً في منتصف القرن السابع وانخفض في بعض المناطق لأسباب يعود جزء منها إلى انخفاض المحاصيل الزراعية نتيجة للتغير المناخي كما أن أسعار الخبز بلغت ضعفي ثم خمسة أضعاف ما كانت عليه في السابق فخيّمت المجاعة على السكان وبرّر المؤرخ الإيطالي ماجولينو بيساسيوني تردّي المناخ وقيام الثورات بتأثير النجوم غير أن العالم الفلكي اليسوعي جيوفاني باتيستا ريكيولي اعتبر أنّ عدد البقع الشمسية المنحسرة بشكل مفاجئ هو السبب.
تقلّبات وحقائق
يظهر الرجوع الى سجلات البقع الشمسية أنّ الشمس مرت بفترات متعددة تراوح نشاطها بين المرتفع تارة والمتدني طوراً وهي حركة مرتبطة إجمالاً بالتقلبات المناخية الدافئة أو الباردة. فبالاضافة إلى العصر الجليدي الصغير شهد التاريخ عصر غيبوبة الشمس والعصر الحديدي البارد من جهة وعصر الشمس الناشطة والعصر البرونزي الدافئ من جهة أخرى والعلماء عاجزون حالياً عن شرح كيفية تأثير النشاط الشمسي على الأرض مع أنه تم رصد وجود رابط بين التقلبات في مزاج الشمس والتأثير المناخي على الأرض.
يجمع العلماء اليوم على أنّ التغير المناخي ناتج عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم بفعل غازات الدفيئة التي يصنعها الانسان ومن الضروري وضع حد لها لخفض الارتفاع الحراري المرتقب الذي يتوقع أن يتراوح بين 1.8 و4.0 درجة مئوية بحلول نهاية القرن غير أن دورات النشاط الشمسي ارتفعت حدة خلال القرن العشرين، والعلماء متفقون على أن تأثير الشمس كان ملحوظاً في القسم الأكبر من القرن الماضي وأظهرت الدراسات أن نشاط الشمس قد يكون بلغ ذروته منذ 8 آلاف سنة بحلول نهاية القرن العشرين كما أن المتغيرات الشمسية الأخرى تشهد بعض التبدّل أيضاً كالحقل المغناطيسي الناتج عن الشمس والذي تضاعف حجمه تقريباً في القرن الماضي غير أن الوضع تبدل منذ ذلك الحين فبدأ النشاط الشمسي بالتراجع منذ العقد المنصرم والمؤشر على ذلك هو عدم ظهور الدورة 24 في الوقت المحدد لها.
والعلماء الفلكيون منكبون حالياً على مراقبة الشمس آملين في تجلي البوادر الأولى للدورة 24 التي كانت متوقعة في شهر ديسمبر المنصرم وكانت الادارة الاميركية لمراقبة المناخ والمحيطات توقعت انطلاقها في شهر مارس من العام 2007 أما الآن فتشير التوقعات إلى إمكان ظهورها في شهر مارس 2008 والتأجيل مرشح للاستمرار وإن المؤشرات الأولى لخروج الشمس من المستوى الحالي الأدنى للبقع ستتجلى بظهور بقع صغيرة على علو مرتفع وهي ظاهرة تحصل عادة قبل مدة تتراوح بين 12 و20 شهراً على بدء الدورة الجديدة وتجدر الاشارة الى أن ظهور هذه البقع لم يتم بعد مما يرجح عدم انطلاق الدورة 24 قبل العام 2009 على الأقل وكلما طالت فترة انتظار الدورة 24 زاد الاحتمال في أن تكون ضعيفة وهو تصرف ينتج عنه عادة انخفاض في درجات الحرارة على الأرض.
مؤشرات وتوقّعات
ولا شك في أن المناخ كان أشد دفئاً في العقد الماضي منه في العقود السابقة نتيجة الارتفاع السريع في درجات الحرارة العالمية بين عامي 1978 و1998 ومنذ ذلك الحين استقرت درجاتها على معدل مرتفع وإنما ثابت ويرجح أن تبدأ درجات الحرارة العالمية بالارتفاع من جديد بعد سنوات قليلة وفقاً لمعظم التوقعات المناخية المعلوماتية غير أن هذه التوقعات لا تأخذ في الاعتبار التبدّل في سلوك الشمس وإن الوقت الطويل الذي يستغرقه ظهور الدورة 24 هو مؤشر يدل على أن العالم يدخل على الأرجح فترة من النشاط الشمسي المتدني الذي قد يعوض عن ارتفاع درجات الحرارة بفعل غازات الدفيئة التي صنعها الانسان ويؤكد بعض أعضاء الأكاديمية الروسية للعلوم أننا نمر حالياً في بداية فترة مماثلة لتلك الممتدة بين العامين 1790 و1820 أي فترة «دالتون مينيموم» التي شهد خلالها النشاط الشمسي تراجعاً بسيطاً وهم يتوقعون أن يؤدي انخفاض هذا النشاط إلى تقليص درجات الحرارة العالمية بمعدل 1.5 درجة مئوية بحلول العام 2020 وهو رقم يفوق بأشواط التوقعات الخاصة بالاحتباس الحراري العالمي المفتعل من الانسان خلال هذه الفترة. وهي مسألة ينبغي عدم الاستخفاف بها لأن أحداث القرن السابع عشر مرشحة للتكرار في وقت لاحق وإن الدراسات الحديثة التي تتناول فترات اختفاء البقع عن سطح الشمس والمدعمة ببيانات متعلقة بالنجوم الأخرى المشابهة للشمس و ذات التصرف المماثل لها تؤكد أن هذه الوضعية للشمس قد تستمر لمدة تتراوح نسبتها بين 10 و25% من الزمن ولعل الوقت الطويل الذي يستغرقه ظهور الدورة 24 ينذر ببدء عصر جليدي صغير آخر وإن صحت التقديرات فإن الشمس قد تكون خشبة خلاصنا في مجال التبدل المناخي فتخفف من حدة تأثير الإنسان عليه وتمنحنا المزيد من الوقت للتصرف وإن ردة فعل الأرض إزاء النشاط الشمسي المتدني قد تؤدي إلى نقض عدد كبير من فرضياتنا المتعلقة بتأثير الإنسان على التبدل المناخي والوضع ما زال غامضاً ويحتم علينا الاستمرار في مراقبة الشمس.
أيمكن أن يساهم غياب النشاط على مستوى الشمس في إنقاذنا من الانحباس الحراري العالمي؟
يشرح السيد دايفيد وايتهاوس كيف يمكن محاربة التبدّل المناخي عبر إضعاف طاقة الشمس.
بين عامي 1645 و1715 كانت البقع الشمسية نادرة وانخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ في القطب الشمالي من الأرض.
شيء ما يحصل لشمسنا. وللأمر علاقة بالبقع الشمسية أو بالأحرى بدورة نشاط هذه البقع التي تتمثل بظهورها تارة واختفائها طوراً. فبعد فترة شهدت خلالها الشمس نشاطاً استثنائياً في القرن العشرين، سيطر السكون عليها بشكل مفاجئ، فمرت أشهر لم يظهر خلالها أيّ أثر للبقع على قرصها. وقد ولجنا مؤخراً المرحلة الأخيرة من دورة النشاط الحالية وعلماء الفلك ما زالوا يترقّبون عودة البقع التي ستحدّد بداية الدورة التالية المسماة «24» وقد مضت فترة على انتظارهم و لم تلح في الأفق بعد أية علامة تشير إلى إمكان ظهورها في وقت قريب.
والبقع الشمسية هي عبارة عن بقع مغناطيسية داكنة على سطح الشمس تتكرّر دورة نشاطها التي رصدت للمرة الأولى في العام 1843 كل 11 سنة وترتبط بحركة شحنات كهربائية من الغازات الشديدة الحرارة المحتبسة داخل الشمس وهي كبساطٍ محوّل داخلي يستغرق اجتياز سحب الغازات الواسعة فيه ذهاباً وإياباً من خط الاستواء إلى القطبين 40 عاماً وتنتج عن هذه الحركة دورة البقع الشمسية التي تبلغ حدها الأقصى يليه حدها الأدنى كل 11 سنة غير أن هذه الحركة الدائرية الداخلية قد تراجعت منذ بعض الوقت فخفّت وتيرة الحركة داخل هذا البساط المحوّل وبلغ أدنى مستوياته وعلّق العالم في النازا دايفيد هاثاواي على الموضوع قائلاًً: «الحركة في أدنى مستوياتها... وستكون عواقب الأمر وخيمة على النشاط الشمسي في المستقبل» فضلاً عن أن هذا المؤشر ليس الوحيد على إمكان تعرض الشمس لبعض التغيرات.
اكتشاف ورصد
قد تكون البقع الشمسية طويلةً أو قصيرةًً، ضعيفة أو قوية وغالباً ما تختفي في آنٍ. فإثر اكتشاف الدورة الشمسية استعاد علماء الفلك المحاولات السابقة لرصدها واستمروا في معاينتها بوضوح ثم بدأت تزول تدريجاً في القرن السابع عشر إلى أن غابت عن الوجود نهائياً وليس عن النظر فحسب وقد أطلق علماء الفلك على هذه الظاهرة اسم «نظرية ماوندر لحركة الشمس الدنيا» وكان الاكتشاف مذهلاً إذ أظهر إمكان خضوع الشمس لبعض التغيّرات. فبين العام 1645 و1715 كانت البقع الشمسية نادرة ولم يرصد سوى 50 منها فيما كان يفترض أن يكون عددها 50 ألف بقعة.
ومنذ اكتشاف دورة البقع الشمسية حاول الباحثون الغوص في وتيرتها وتأثيرها على مناخ الأرض إذ غالباً ما تظهر هذه البقع ولكن بمستويات ضئيلة وما أصاب العلماء بالحيرة هو التوقيت الذي اختفت فيه هذه البقع الشمسية فتساءلوا عن العلاقة بين هذا التصرف غير الاعتيادي للشمس وانخفاض درجات الحرارة في القطب الشمالي الذي كانت عواقبه وخيمة في القرن السابع عشر.
وقد أطلق العلماء على هذه الحادثة اسم «العصر الجليدي الصغير» وأثرت على أوروبا في وقت غير مناسب لاسيما أن عدد السكان تضاعف في هذه القارة نتيجة المناخ المعتدل الذي تميزت به القرون الوسطى الدافئة ولكن النمو السكاني توقف تماماً في منتصف القرن السابع وانخفض في بعض المناطق لأسباب يعود جزء منها إلى انخفاض المحاصيل الزراعية نتيجة للتغير المناخي كما أن أسعار الخبز بلغت ضعفي ثم خمسة أضعاف ما كانت عليه في السابق فخيّمت المجاعة على السكان وبرّر المؤرخ الإيطالي ماجولينو بيساسيوني تردّي المناخ وقيام الثورات بتأثير النجوم غير أن العالم الفلكي اليسوعي جيوفاني باتيستا ريكيولي اعتبر أنّ عدد البقع الشمسية المنحسرة بشكل مفاجئ هو السبب.
تقلّبات وحقائق
يظهر الرجوع الى سجلات البقع الشمسية أنّ الشمس مرت بفترات متعددة تراوح نشاطها بين المرتفع تارة والمتدني طوراً وهي حركة مرتبطة إجمالاً بالتقلبات المناخية الدافئة أو الباردة. فبالاضافة إلى العصر الجليدي الصغير شهد التاريخ عصر غيبوبة الشمس والعصر الحديدي البارد من جهة وعصر الشمس الناشطة والعصر البرونزي الدافئ من جهة أخرى والعلماء عاجزون حالياً عن شرح كيفية تأثير النشاط الشمسي على الأرض مع أنه تم رصد وجود رابط بين التقلبات في مزاج الشمس والتأثير المناخي على الأرض.
يجمع العلماء اليوم على أنّ التغير المناخي ناتج عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم بفعل غازات الدفيئة التي يصنعها الانسان ومن الضروري وضع حد لها لخفض الارتفاع الحراري المرتقب الذي يتوقع أن يتراوح بين 1.8 و4.0 درجة مئوية بحلول نهاية القرن غير أن دورات النشاط الشمسي ارتفعت حدة خلال القرن العشرين، والعلماء متفقون على أن تأثير الشمس كان ملحوظاً في القسم الأكبر من القرن الماضي وأظهرت الدراسات أن نشاط الشمس قد يكون بلغ ذروته منذ 8 آلاف سنة بحلول نهاية القرن العشرين كما أن المتغيرات الشمسية الأخرى تشهد بعض التبدّل أيضاً كالحقل المغناطيسي الناتج عن الشمس والذي تضاعف حجمه تقريباً في القرن الماضي غير أن الوضع تبدل منذ ذلك الحين فبدأ النشاط الشمسي بالتراجع منذ العقد المنصرم والمؤشر على ذلك هو عدم ظهور الدورة 24 في الوقت المحدد لها.
والعلماء الفلكيون منكبون حالياً على مراقبة الشمس آملين في تجلي البوادر الأولى للدورة 24 التي كانت متوقعة في شهر ديسمبر المنصرم وكانت الادارة الاميركية لمراقبة المناخ والمحيطات توقعت انطلاقها في شهر مارس من العام 2007 أما الآن فتشير التوقعات إلى إمكان ظهورها في شهر مارس 2008 والتأجيل مرشح للاستمرار وإن المؤشرات الأولى لخروج الشمس من المستوى الحالي الأدنى للبقع ستتجلى بظهور بقع صغيرة على علو مرتفع وهي ظاهرة تحصل عادة قبل مدة تتراوح بين 12 و20 شهراً على بدء الدورة الجديدة وتجدر الاشارة الى أن ظهور هذه البقع لم يتم بعد مما يرجح عدم انطلاق الدورة 24 قبل العام 2009 على الأقل وكلما طالت فترة انتظار الدورة 24 زاد الاحتمال في أن تكون ضعيفة وهو تصرف ينتج عنه عادة انخفاض في درجات الحرارة على الأرض.
مؤشرات وتوقّعات
ولا شك في أن المناخ كان أشد دفئاً في العقد الماضي منه في العقود السابقة نتيجة الارتفاع السريع في درجات الحرارة العالمية بين عامي 1978 و1998 ومنذ ذلك الحين استقرت درجاتها على معدل مرتفع وإنما ثابت ويرجح أن تبدأ درجات الحرارة العالمية بالارتفاع من جديد بعد سنوات قليلة وفقاً لمعظم التوقعات المناخية المعلوماتية غير أن هذه التوقعات لا تأخذ في الاعتبار التبدّل في سلوك الشمس وإن الوقت الطويل الذي يستغرقه ظهور الدورة 24 هو مؤشر يدل على أن العالم يدخل على الأرجح فترة من النشاط الشمسي المتدني الذي قد يعوض عن ارتفاع درجات الحرارة بفعل غازات الدفيئة التي صنعها الانسان ويؤكد بعض أعضاء الأكاديمية الروسية للعلوم أننا نمر حالياً في بداية فترة مماثلة لتلك الممتدة بين العامين 1790 و1820 أي فترة «دالتون مينيموم» التي شهد خلالها النشاط الشمسي تراجعاً بسيطاً وهم يتوقعون أن يؤدي انخفاض هذا النشاط إلى تقليص درجات الحرارة العالمية بمعدل 1.5 درجة مئوية بحلول العام 2020 وهو رقم يفوق بأشواط التوقعات الخاصة بالاحتباس الحراري العالمي المفتعل من الانسان خلال هذه الفترة. وهي مسألة ينبغي عدم الاستخفاف بها لأن أحداث القرن السابع عشر مرشحة للتكرار في وقت لاحق وإن الدراسات الحديثة التي تتناول فترات اختفاء البقع عن سطح الشمس والمدعمة ببيانات متعلقة بالنجوم الأخرى المشابهة للشمس و ذات التصرف المماثل لها تؤكد أن هذه الوضعية للشمس قد تستمر لمدة تتراوح نسبتها بين 10 و25% من الزمن ولعل الوقت الطويل الذي يستغرقه ظهور الدورة 24 ينذر ببدء عصر جليدي صغير آخر وإن صحت التقديرات فإن الشمس قد تكون خشبة خلاصنا في مجال التبدل المناخي فتخفف من حدة تأثير الإنسان عليه وتمنحنا المزيد من الوقت للتصرف وإن ردة فعل الأرض إزاء النشاط الشمسي المتدني قد تؤدي إلى نقض عدد كبير من فرضياتنا المتعلقة بتأثير الإنسان على التبدل المناخي والوضع ما زال غامضاً ويحتم علينا الاستمرار في مراقبة الشمس.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
foued- مشرف
- عدد المساهمات : 8063
العمر : 46
المكان : Lagos .. nigeria
نقاط تحت التجربة : 13427
تاريخ التسجيل : 07/11/2007
رد: هل تنقذنا الشمس من الانحباس الحراري؟
والله يا فؤاد يعطيك ألف صحة والله عملت عليه كيف الموضوع هذا
لي عودة مع بعض الإضافات
لي عودة مع بعض الإضافات
Iheb-
- عدد المساهمات : 4794
العمر : 38
المكان : يا قدام الأورديناتور يا البلاي
المهنه : كواش
الهوايه : ام كلثوم
نقاط تحت التجربة : 12562
تاريخ التسجيل : 14/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى