هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
+5
زهرة الياسمين
majda
ti7a
freeman
wardabayda
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطلة و تاخر سن الزواج
هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
الجميع يعلم ان هذه المشاكل اصبحت من اكثر هموم كافة البلدان العربية و منها تونس
-للبطالة
-تاخر الزوج
-العنوسة
لكن هل هناك حل
اجل امماك الحل
ماذا ان اشتغل جميع الشباب في تونس ( كيف )
لنفترض ان يكون الشغل للرجال فقط ماعدي الاشغال التي لا تكون الا للفتيات
بهذه الطريقة ستتوفر الاف الاشغال للرجال في تونس
عندما يشتغل الرجال يستطيعون الزواج عكس ما هو حاصل الان
و بهذا تنتهي مشاكل
-للبطالة
-تاخر الزوج
-العنوسة
سيرضي الرجل لانه اشتغل و تزوج
سترضي الفتاة لانها احست بالراحة و الامان في بيتها وتزوجت مبكرا
ما رايكم اصدقائي
-للبطالة
-تاخر الزوج
-العنوسة
لكن هل هناك حل
اجل امماك الحل
ماذا ان اشتغل جميع الشباب في تونس ( كيف )
لنفترض ان يكون الشغل للرجال فقط ماعدي الاشغال التي لا تكون الا للفتيات
بهذه الطريقة ستتوفر الاف الاشغال للرجال في تونس
عندما يشتغل الرجال يستطيعون الزواج عكس ما هو حاصل الان
و بهذا تنتهي مشاكل
-للبطالة
-تاخر الزوج
-العنوسة
سيرضي الرجل لانه اشتغل و تزوج
سترضي الفتاة لانها احست بالراحة و الامان في بيتها وتزوجت مبكرا
ما رايكم اصدقائي
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
فكرة جميلة أما هات شكون يسمعك
عندي صاحبي دخل يخدم في الشركة متاعنا على خاتر إسمو ٌٌ إحسان ٌٌيسحايبوه طفلة كيف شافوه شاخو عليه بالضّحك وباش مايرجعهوش بلاش دخلوه يخدم
عندي صاحبي دخل يخدم في الشركة متاعنا على خاتر إسمو ٌٌ إحسان ٌٌيسحايبوه طفلة كيف شافوه شاخو عليه بالضّحك وباش مايرجعهوش بلاش دخلوه يخدم
freeman-
- عدد المساهمات : 207
العمر : 76
نقاط تحت التجربة : 12310
تاريخ التسجيل : 07/01/2008
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
62% اناث و 38%ذكور و اصبحت المراة 3/4 المجتمع و ربي يزيد و بارك
و باي باي خدم
و ما زال مازال
و باي باي خدم
و ما زال مازال
ti7a-
- عدد المساهمات : 456
المكان : فـــي قــلــــوب أحبــــــــابـــــــي
المهنه : والله حايره
الهوايه : شفتك مره
نقاط تحت التجربة : 13077
تاريخ التسجيل : 08/02/2007
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
والله اعز فكرة اما النساء في تونس ميحبوش الراحة
ومغلطش لسما المرأة في بيتها بالملكة
ومغلطش لسما المرأة في بيتها بالملكة
majda-
- عدد المساهمات : 16
نقاط تحت التجربة : 12900
تاريخ التسجيل : 12/03/2007
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
من يشاهد المذيعات في برامج البث المباشر بعد منتصف الليل، أو المضيفات
في
الرحلات الجوية عبر المحيط، أو الطبيبات في النوبات الليلية، لابد
أن
يتساءل من يا ترى يقص على أطفالهن حكايات قبل النوم؟ من يجهز
لأطفالهن
حقائبهم قبل الذهاب إلى المدرسة، ومن يستقبلهم حين يعودوا منها؟ من
يجعل
البيت «سكنًا» لأزواج تلك السيدات؟ ومن يجهز المائدة لضيوفهن؟ من
يعطي
أطفالهن الدواء حين يمرضوا؟ ومن يذهب إلى معلماتهم في الاجتماعات
الدورية
مع أولياء الأمور لمناقشة أوضاع الأطفال؟ ومن يتعهد بناتهن في
مرحلة
المراهقة بالرعاية النفسية والدينية اللازمة؟
الإجابات عن تلك
الأسئلة وغيرها عديدة، يمكن أن تكون الخادمة أو المربية،
يمكن أن تكن الجدة، بل
يمكن أن يكون الزوج الذي قرر أن يكون عمله «رب
بيت»، لكن المؤكد أن الأمر لا
يقتصر على توفير الطعام والقصص والدواء، لأن
الأسرة تحتاج إلى ركيزتها الكبرى،
فبدون الزوجة وبدون الأم تصبح الأسرة
عبارة عن مجموعة غير مترابطة من البشر،
والنتيجة تفكك الأسرة، وبالتالي
انهيار اللبنة الأساسية للمجتمع.
التجربة
الألمانية
وصول المرأة الألمانية إلى أهم منصب سياسي وهو أن تكون
المستشارة
الاتحادية، ومن قبلها إلى رئاسة البرلمان، وإلى رئاسة المحكمة
الدستورية
العليا، وإلى منصب المدعي العام الألماني، وإلى تقلدها منصب رئيسة
وزراء
إحدى الولايات الست عشرة، يثبت أنه لا توجد أي عقبات أمامها لبلوغ
أي
منصب، طالما امتلكت المؤهلات اللازمة، ولن يكون جنسها عائقًا بل
عاملاً
مساعدًا لها، حيث توجد في كافة الدوائر الألمانية «مفوضة شؤون
المرأة»،
وتوصية بأن تكون الأولوية للمرأة، ودورات للموظفات فقط، لترسيخ مبادئ
تحرر
المرأة، وتقوية شخصيتها، وتأهيلها لمناصب قيادية.
ولا يكاد يختلف
اثنان على أن أليس شفارتسر هي «أيقونة» تحرر المرأة في
ألمانيا، وشفارتسر ذات
الاثنين وستين ربيعًا، من مواليد 1942، وجاءت من
علاقة غير شرعية من والدين
ملحدين، وترعرعت في كنف جديها، وعملت بالصحافة،
ثم درست علم النفس والاجتماع في
باريس، وشاركت في تأسيس حركة تحرير المرأة
في فرنسا، ثم نقلت أفكارها «النيرة»
إلى ألمانيا، وكانت من أولى المدافعات
عن حق المرأة في إجهاض الجنين، ثم ألفت
كتابًا عن الفرق بين الجنسين
بعنوان «الفرق الصغير والعواقب الكبيرة»، والذي تم
ترجمته إلى إحدى عشرة
لغة، ثم أسست مجلتها (إيما Emma)، وقد قامت بتأليف 21
كتابًا، وإصدار 16
كتابًا، وهي من أشد أعداء الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة
مثل المدارس،
وتعتبر الحجاب هو «راية الحروب التي يشنها المسلمون على الغرب»،
وتعرب عن
خشيتها من تسلل التطرف الإسلامي إلى أوروبا، وما يعنيه ذلك –حسب رأيها-
من
فقدان الحريات المدنية، وخرق حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حقوق
المرأة.
إيفا هيرمان
ولكن بعد كل هذه «الإنجازات» في حقل تحرر
المرأة، جاء صوت «نشاز» يطالب
بإعادة تقييم تجربة تحرير المرأة، بعد نصف قرن من
هيمنتها على صناع
القرار، والتنبيه إلى أن «الأعراض الجانبية» لهذا التطور، لم
تعد مجرد
أمور هامشية يمكن تجاهلها، طالما أن الإيجابيات تفوق بكثير هذه
السلبيات.
لم تأت هذه الشكوك في تجربة تحرر المرأة، من الكنيسة الكاثوليكية
التي
مازالت تحرم المرأة من تولي المناصب الكنسية، ولم يأت من
الكنيسة
البروتستانتية، ولا من الأحزاب المسيحية المحافظة، بل جاء من سيدة
فائقة
الحسن، تعتبر أفضل نموذج للمرأة المتحررة، فهي أكثر المذيعات
الألمانيات
شعبية، تقرأ أهم نشرة إخبارية منذ أكثر من 16 عامًا، وهي صاحبة
العديد من
برامج المنوعات، حصلت على جوائز كثيرة، وألفت العديد من الكتب،
وأصدرت
شرائط الأغاني بصوتها. أما عن حياتها الاجتماعية فقد تزوجت أربع مرات
–مثل
المستشار الألماني السابق جيرهارد شرويدر-، ناهيك عن علاقاتها
الغرامية
الأخرى، ولكن التغير الجوهري في نظرتها للحياة ارتبط بميلاد ابنها
قبل
ثماني سنوات، الأمر الذي جعلها تنظر إلى الحياة بطريقة مختلفة
تمامًا.
في مايو من هذا العام كتبت هذه السيدة، واسمها إيفا هيرمان مقالاً
لمجلة
(سيزيروCicero) بعنوان «تحرر المرأة – هل هو خطأ؟»، ذكرت فيه أن
الألمان
في طريقهم إلى الانقراض، بسبب تراجع أعداد المواليد إلى معدلات خطيرة،
وأن
المسؤولية عن ذلك يتحملها دعاة تحرر المرأة، لأنهم زينوا لها الكثير
من
المهام، ليس بينها أن تكون أمًا، واستطاع هؤلاء «الخبثاء» أن
يزيلوا
الشعور بالذنب من المرأة، بأن برروا قلة الأطفال بأن الدولة لم توفر
أماكن
لاستيعاب الأطفال الرضَّع منذ ولادتهم وحتى التحاقهم بمدارس اليوم
الكامل،
لكي تتفرغ المرأة «لتحقيق نفسها» في الحقل الوظيفي وتتبوأ المكانة
التي
تستحقها في العالم المعاصر، واعتبر دعاة التحرر أن الرجال لم
يتحملوا
مسؤوليتهم بعد تجاه الأطفال بالقدر المطلوب، وطالبوا بالتوسع في
حصول
الرجال على إجازة رعاية الطفل، وهو الأمر الذي تحقق مؤخرًا حيث يمكن
للرجل
الحصول تبعًا للقانون الجديد على هذه الإجازة، ويحصل مقابل ذلك على
راتب
شهري.
ولكن هيرمان قالت لبنات جنسها، إنه آن الأوان للتوقف عن خداع
الذات،
والنظر إلى الواقع الحالي المتمثل في اعتبار الأطفال شيئًا كماليًا،
غير
ضروري، وأن وجودهم مرتبط بالعثور على شريك حياة يقبل بشروط
المرأة
العاملة، وألا يعطل مسيرتها الوظيفية، وحين يأتي الأطفال فإنهم
يحتلون
مكانهم كأحد بنود الحياة، وليسوا محورها الأساسي، وبالتالي يجرى تخصيص
وقت
لهم بين ساعات العمل وبين بقية الأعمال المنزلية.
واعترفت هيرمان بأن
المرأة التي تقوم بأدوار متعددة كموظفة وأم وزوجة وربة
بيت، لا تتقن أيًا منها،
وتعاني التقصير في كل منها، وبأنها دومًا تحت ضغط
عنصر الوقت، فتجدها دوما تلهث
في ركضها المستمر، وأصبحت لا تطبخ طعامًا
صحيًا ذا مذاق، لأنه يستغرق وقتًا
طويلاً في التحضير، فتعتمد على الطعام
المجمد سابق التحضير، أو البيتزا أو
الشراء من المطاعم.
وصف الواقع
قالت هيرمان إنها اطلعت على إحصائيات
تدل على أن الفحص الطبي للأطفال قبل
التحاقهم بالمدارس، توصل إلى أن نصف الأطفال
في ألمانيا يعانون قصورًا في
الحركة أو في اللغة أو في النمو المعرفي أو في
السلوك الصحيح، كما أن
الكثير من الأطفال يفتقد إلى الاستقرار الداخلي، ولا يميل
للارتباط
بالآخرين، على عكس الأسر التي تقوم الأم بدورها الحقيقي، حيث يكون
الأطفال
أكثر ثقة في النفس، وأكثر استواء داخليًا، وثقة فيمن حولهم،
واستعدادًا
لإقامة صداقات متينة.
\\وترى هيرمان أن الكثيرين لم يعودوا
يفتقدون السلام والاستقرار والانسجام
الذي يوفره البيت السليم، لأنهم ببساطة لم
يعرفوه من قبل، وتقول إن النساء
لابد أن يعترفن بأنهن «مفتتنات بأنفسهن، وسائرات
خلف سراب تحقيق أنفسهن»،
وأسوأ ما في الأمر أنهن ينظرن إلى المرأة التي قررت أن
تتفرغ لبيتها
وأطفالها بازدراء واحتقار، ويعتبرنها عاجزة عن تحقيق ذاتها، وكسولة
وغبية
لعدم قدرتها على الجمع بين العمل والبيت، وأصبح مسمى «ربة أسرة»
مرادف
للتخلف والرجعية، وتسأل هيرمان بنات جنسها باستنكار: هل صار مفهوم
السعادة
مرتبطًا بمقدار الراتب التي تحصل عليه المرأة، والمرتبة الوظيفية
التي
حققتها، والقدرة على التفوق على الرجال، وترؤس أكبر عدد
منهم؟
وتستنكر هيرمان الاستغراب المزيف من تراجع أعداد المواليد، قائلة: من
أين
يأتي الأطفال؟ أليس بديهيًا أنه كلما اكتسبت النساء صفات الرجولة،
كلما
اختفت الأمومة، لعدم مواءمة الحمل والرضاعة لصفات النساء ذوات
الخصال
الرجولية؟ وتضيف قائلة من يعمل ضد الطبيعة الإنسانية، عليه أن يحصد
ما
زرعته يداه.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا التطور في صفات المرأة العاملة، أدى
إلى تأثير
على الرجال، فأصبحوا أقل خشونة من ذي قبل، فالرجل العصري منزوع منه
الكثير
من صفات الرجولة الحقيقية، فهو لا يتورع عن مد يده إلى المرأة، بل
ويشترط
عليها أن تساعده في تمويل الأسرة، وأصبح يقبل بفقدان كل مقومات
الأسرة
السعيدة، مقابل توفير مظاهر الرفاهية، وتضيف «في ساعة الصدق، سنجد أن
أكثر
ما نتوق إليه في أعماقنا، هو الرجل الحقيقي، قبل أن ننزع عنه
رجولته
بسلوكنا المتشدق بالتحرر والمساواة بين الجنسين».
وترى أن اعتبار
المرأة شريكًا أساسيًا في كسب المال، هو مفهوم سائد في
المجتمع الاستهلاكي، وهو
نمط معيشي شاذ، إذ إن المرأة مستعدة من أجله
للعمل صباح مساء، مستعذبة المعاناة
التي تأن تحت وطأتها، ولا تبالي بمن
يقوم بتربية أطفالها، وتعمل إلى ما لا نهاية
من أجل دفع تكاليف روضة اليوم
الكامل.
إحصائية أخرى تشير إليها هيرمان،
وهي أن نسبة النساء اللاتي وصلن إلى قمة
الهرم الوظيفي، تتراوح بين 6 – 7٪ من
مجموع الوظائف القيادية، وتتساءل هل
تستحق هذه النتيجة أن تتخلى النساء عن
الحياة الزوجية وعن الأطفال، وعن
الراحة النفسية؟ وتتوصل هيرمان إلى نتيجة
مفادها أن «وعود تحرر المرأة
أثبتت فشلها المطلق، وعلى دعاة التحرر الاعتراف
بتلك النتيجة».
وتوضح هيرمان أن التقدم في الطب والرعاية الصحية للمسنين،
وبالتالي زيادة
متوسط أعمار الألمان، مقابل تراجع أعداد المواليد، قد أدى إلى
تحول
المجتمع إلى هرم مقلوب، الأطفال فيه أقلية، والكهول فيه أغلبية،
وهو
التطور الذي أصبح ملحوظًا في كل جوانب الحياة، فالكراسي المتحركة
لكبار
السن تنافس عربات الأطفال، ومصانع الملابس تهتم بكبار السن وأذواقهم،
أكثر
من اهتمامها بملابس الأطفال، ووسائل المواصلات تخصص أعدادًا متزايدة
لكبار
السن، والمطاعم ودور النشر، حتى الأحزاب السياسية أصبحت تفكر ألف مرة
قبل
النطق بأي رأي يمكن أن يضايق كبار السن، الذين يحق لهم التصويت
في
الانتخابات، وتوقعت هيرمان أن يأتي اليوم الذي نسير فيه في شوارع خالية
من
الأطفال.
ولا تتورع الكاتبة أن تتهم داعيات حقوق المرأة من أمثال أليس
شفارتسر
بأنهن عوانس يمقتن الرجال، لم يفهمن روعة الأمومة، ولا دفء
الحياة
الزوجية، لم يحملن رضيعًا بين أيديهن، ولم يذقن السعادة التي
يمنحها
الارتباط برجل يمنحها الحب والاهتمام والتقدير.
وتنبه إلى أن
البشرية عرفت هيكل الأسرة منذ آلاف السنين، واستطاعت أن تبقى
بفضل هذا الهيكل،
الذي يوفر التماسك بين أفرادها، يمنحهم القوة والدعم
لكافة أفرادها، يساندهم في
لحظات الإحباط، ويشاركهم السعادة في لحظات
النجاح، وتستنكر تجاهل الدستور
الألماني للأسرة، الذي لا ينص صراحة على حق
الطفل في الارتباط بوالديه، بل أصبح
يسمح بالزواج المثلي، ويفرضه حتى على
الولايات التي كانت قوانينها المحلية لا
تسمح به، وأصبحت بعض الكتب
المدرسية تعلم الطفل أنه من الطبيعي أن يكون له في
البيت أب وزوج أب أو أم
وزوجة أم.
ثم تشير إلى أن داعيات حقوق المرأة ستمر
عليهن أيام سوداء، حين يتقدم السن
بهن، فلا يجدن ابنًا يحنو عليهن ولا بنتًا
ترعاهن، ولا زوجًا يؤنس وحدتهن،
إلا أن مرارة الندم لن تفيدهن، بعد فوات
الأوان.
وبأسلوب ساخر تطلب هيرمان من السياسيين أن يعربوا عن شكرهن لداعيات
حقوق
المرأة، لأنه بفضل جهودهن في وقف الإنجاب، لن تكون هناك مشكلة بطالة
عن
العمل.
مجلة المعرفة /
مكتبة المعرفة العدد 141 - يناير 2007م
في
الرحلات الجوية عبر المحيط، أو الطبيبات في النوبات الليلية، لابد
أن
يتساءل من يا ترى يقص على أطفالهن حكايات قبل النوم؟ من يجهز
لأطفالهن
حقائبهم قبل الذهاب إلى المدرسة، ومن يستقبلهم حين يعودوا منها؟ من
يجعل
البيت «سكنًا» لأزواج تلك السيدات؟ ومن يجهز المائدة لضيوفهن؟ من
يعطي
أطفالهن الدواء حين يمرضوا؟ ومن يذهب إلى معلماتهم في الاجتماعات
الدورية
مع أولياء الأمور لمناقشة أوضاع الأطفال؟ ومن يتعهد بناتهن في
مرحلة
المراهقة بالرعاية النفسية والدينية اللازمة؟
الإجابات عن تلك
الأسئلة وغيرها عديدة، يمكن أن تكون الخادمة أو المربية،
يمكن أن تكن الجدة، بل
يمكن أن يكون الزوج الذي قرر أن يكون عمله «رب
بيت»، لكن المؤكد أن الأمر لا
يقتصر على توفير الطعام والقصص والدواء، لأن
الأسرة تحتاج إلى ركيزتها الكبرى،
فبدون الزوجة وبدون الأم تصبح الأسرة
عبارة عن مجموعة غير مترابطة من البشر،
والنتيجة تفكك الأسرة، وبالتالي
انهيار اللبنة الأساسية للمجتمع.
التجربة
الألمانية
وصول المرأة الألمانية إلى أهم منصب سياسي وهو أن تكون
المستشارة
الاتحادية، ومن قبلها إلى رئاسة البرلمان، وإلى رئاسة المحكمة
الدستورية
العليا، وإلى منصب المدعي العام الألماني، وإلى تقلدها منصب رئيسة
وزراء
إحدى الولايات الست عشرة، يثبت أنه لا توجد أي عقبات أمامها لبلوغ
أي
منصب، طالما امتلكت المؤهلات اللازمة، ولن يكون جنسها عائقًا بل
عاملاً
مساعدًا لها، حيث توجد في كافة الدوائر الألمانية «مفوضة شؤون
المرأة»،
وتوصية بأن تكون الأولوية للمرأة، ودورات للموظفات فقط، لترسيخ مبادئ
تحرر
المرأة، وتقوية شخصيتها، وتأهيلها لمناصب قيادية.
ولا يكاد يختلف
اثنان على أن أليس شفارتسر هي «أيقونة» تحرر المرأة في
ألمانيا، وشفارتسر ذات
الاثنين وستين ربيعًا، من مواليد 1942، وجاءت من
علاقة غير شرعية من والدين
ملحدين، وترعرعت في كنف جديها، وعملت بالصحافة،
ثم درست علم النفس والاجتماع في
باريس، وشاركت في تأسيس حركة تحرير المرأة
في فرنسا، ثم نقلت أفكارها «النيرة»
إلى ألمانيا، وكانت من أولى المدافعات
عن حق المرأة في إجهاض الجنين، ثم ألفت
كتابًا عن الفرق بين الجنسين
بعنوان «الفرق الصغير والعواقب الكبيرة»، والذي تم
ترجمته إلى إحدى عشرة
لغة، ثم أسست مجلتها (إيما Emma)، وقد قامت بتأليف 21
كتابًا، وإصدار 16
كتابًا، وهي من أشد أعداء الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة
مثل المدارس،
وتعتبر الحجاب هو «راية الحروب التي يشنها المسلمون على الغرب»،
وتعرب عن
خشيتها من تسلل التطرف الإسلامي إلى أوروبا، وما يعنيه ذلك –حسب رأيها-
من
فقدان الحريات المدنية، وخرق حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حقوق
المرأة.
إيفا هيرمان
ولكن بعد كل هذه «الإنجازات» في حقل تحرر
المرأة، جاء صوت «نشاز» يطالب
بإعادة تقييم تجربة تحرير المرأة، بعد نصف قرن من
هيمنتها على صناع
القرار، والتنبيه إلى أن «الأعراض الجانبية» لهذا التطور، لم
تعد مجرد
أمور هامشية يمكن تجاهلها، طالما أن الإيجابيات تفوق بكثير هذه
السلبيات.
لم تأت هذه الشكوك في تجربة تحرر المرأة، من الكنيسة الكاثوليكية
التي
مازالت تحرم المرأة من تولي المناصب الكنسية، ولم يأت من
الكنيسة
البروتستانتية، ولا من الأحزاب المسيحية المحافظة، بل جاء من سيدة
فائقة
الحسن، تعتبر أفضل نموذج للمرأة المتحررة، فهي أكثر المذيعات
الألمانيات
شعبية، تقرأ أهم نشرة إخبارية منذ أكثر من 16 عامًا، وهي صاحبة
العديد من
برامج المنوعات، حصلت على جوائز كثيرة، وألفت العديد من الكتب،
وأصدرت
شرائط الأغاني بصوتها. أما عن حياتها الاجتماعية فقد تزوجت أربع مرات
–مثل
المستشار الألماني السابق جيرهارد شرويدر-، ناهيك عن علاقاتها
الغرامية
الأخرى، ولكن التغير الجوهري في نظرتها للحياة ارتبط بميلاد ابنها
قبل
ثماني سنوات، الأمر الذي جعلها تنظر إلى الحياة بطريقة مختلفة
تمامًا.
في مايو من هذا العام كتبت هذه السيدة، واسمها إيفا هيرمان مقالاً
لمجلة
(سيزيروCicero) بعنوان «تحرر المرأة – هل هو خطأ؟»، ذكرت فيه أن
الألمان
في طريقهم إلى الانقراض، بسبب تراجع أعداد المواليد إلى معدلات خطيرة،
وأن
المسؤولية عن ذلك يتحملها دعاة تحرر المرأة، لأنهم زينوا لها الكثير
من
المهام، ليس بينها أن تكون أمًا، واستطاع هؤلاء «الخبثاء» أن
يزيلوا
الشعور بالذنب من المرأة، بأن برروا قلة الأطفال بأن الدولة لم توفر
أماكن
لاستيعاب الأطفال الرضَّع منذ ولادتهم وحتى التحاقهم بمدارس اليوم
الكامل،
لكي تتفرغ المرأة «لتحقيق نفسها» في الحقل الوظيفي وتتبوأ المكانة
التي
تستحقها في العالم المعاصر، واعتبر دعاة التحرر أن الرجال لم
يتحملوا
مسؤوليتهم بعد تجاه الأطفال بالقدر المطلوب، وطالبوا بالتوسع في
حصول
الرجال على إجازة رعاية الطفل، وهو الأمر الذي تحقق مؤخرًا حيث يمكن
للرجل
الحصول تبعًا للقانون الجديد على هذه الإجازة، ويحصل مقابل ذلك على
راتب
شهري.
ولكن هيرمان قالت لبنات جنسها، إنه آن الأوان للتوقف عن خداع
الذات،
والنظر إلى الواقع الحالي المتمثل في اعتبار الأطفال شيئًا كماليًا،
غير
ضروري، وأن وجودهم مرتبط بالعثور على شريك حياة يقبل بشروط
المرأة
العاملة، وألا يعطل مسيرتها الوظيفية، وحين يأتي الأطفال فإنهم
يحتلون
مكانهم كأحد بنود الحياة، وليسوا محورها الأساسي، وبالتالي يجرى تخصيص
وقت
لهم بين ساعات العمل وبين بقية الأعمال المنزلية.
واعترفت هيرمان بأن
المرأة التي تقوم بأدوار متعددة كموظفة وأم وزوجة وربة
بيت، لا تتقن أيًا منها،
وتعاني التقصير في كل منها، وبأنها دومًا تحت ضغط
عنصر الوقت، فتجدها دوما تلهث
في ركضها المستمر، وأصبحت لا تطبخ طعامًا
صحيًا ذا مذاق، لأنه يستغرق وقتًا
طويلاً في التحضير، فتعتمد على الطعام
المجمد سابق التحضير، أو البيتزا أو
الشراء من المطاعم.
وصف الواقع
قالت هيرمان إنها اطلعت على إحصائيات
تدل على أن الفحص الطبي للأطفال قبل
التحاقهم بالمدارس، توصل إلى أن نصف الأطفال
في ألمانيا يعانون قصورًا في
الحركة أو في اللغة أو في النمو المعرفي أو في
السلوك الصحيح، كما أن
الكثير من الأطفال يفتقد إلى الاستقرار الداخلي، ولا يميل
للارتباط
بالآخرين، على عكس الأسر التي تقوم الأم بدورها الحقيقي، حيث يكون
الأطفال
أكثر ثقة في النفس، وأكثر استواء داخليًا، وثقة فيمن حولهم،
واستعدادًا
لإقامة صداقات متينة.
\\وترى هيرمان أن الكثيرين لم يعودوا
يفتقدون السلام والاستقرار والانسجام
الذي يوفره البيت السليم، لأنهم ببساطة لم
يعرفوه من قبل، وتقول إن النساء
لابد أن يعترفن بأنهن «مفتتنات بأنفسهن، وسائرات
خلف سراب تحقيق أنفسهن»،
وأسوأ ما في الأمر أنهن ينظرن إلى المرأة التي قررت أن
تتفرغ لبيتها
وأطفالها بازدراء واحتقار، ويعتبرنها عاجزة عن تحقيق ذاتها، وكسولة
وغبية
لعدم قدرتها على الجمع بين العمل والبيت، وأصبح مسمى «ربة أسرة»
مرادف
للتخلف والرجعية، وتسأل هيرمان بنات جنسها باستنكار: هل صار مفهوم
السعادة
مرتبطًا بمقدار الراتب التي تحصل عليه المرأة، والمرتبة الوظيفية
التي
حققتها، والقدرة على التفوق على الرجال، وترؤس أكبر عدد
منهم؟
وتستنكر هيرمان الاستغراب المزيف من تراجع أعداد المواليد، قائلة: من
أين
يأتي الأطفال؟ أليس بديهيًا أنه كلما اكتسبت النساء صفات الرجولة،
كلما
اختفت الأمومة، لعدم مواءمة الحمل والرضاعة لصفات النساء ذوات
الخصال
الرجولية؟ وتضيف قائلة من يعمل ضد الطبيعة الإنسانية، عليه أن يحصد
ما
زرعته يداه.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا التطور في صفات المرأة العاملة، أدى
إلى تأثير
على الرجال، فأصبحوا أقل خشونة من ذي قبل، فالرجل العصري منزوع منه
الكثير
من صفات الرجولة الحقيقية، فهو لا يتورع عن مد يده إلى المرأة، بل
ويشترط
عليها أن تساعده في تمويل الأسرة، وأصبح يقبل بفقدان كل مقومات
الأسرة
السعيدة، مقابل توفير مظاهر الرفاهية، وتضيف «في ساعة الصدق، سنجد أن
أكثر
ما نتوق إليه في أعماقنا، هو الرجل الحقيقي، قبل أن ننزع عنه
رجولته
بسلوكنا المتشدق بالتحرر والمساواة بين الجنسين».
وترى أن اعتبار
المرأة شريكًا أساسيًا في كسب المال، هو مفهوم سائد في
المجتمع الاستهلاكي، وهو
نمط معيشي شاذ، إذ إن المرأة مستعدة من أجله
للعمل صباح مساء، مستعذبة المعاناة
التي تأن تحت وطأتها، ولا تبالي بمن
يقوم بتربية أطفالها، وتعمل إلى ما لا نهاية
من أجل دفع تكاليف روضة اليوم
الكامل.
إحصائية أخرى تشير إليها هيرمان،
وهي أن نسبة النساء اللاتي وصلن إلى قمة
الهرم الوظيفي، تتراوح بين 6 – 7٪ من
مجموع الوظائف القيادية، وتتساءل هل
تستحق هذه النتيجة أن تتخلى النساء عن
الحياة الزوجية وعن الأطفال، وعن
الراحة النفسية؟ وتتوصل هيرمان إلى نتيجة
مفادها أن «وعود تحرر المرأة
أثبتت فشلها المطلق، وعلى دعاة التحرر الاعتراف
بتلك النتيجة».
وتوضح هيرمان أن التقدم في الطب والرعاية الصحية للمسنين،
وبالتالي زيادة
متوسط أعمار الألمان، مقابل تراجع أعداد المواليد، قد أدى إلى
تحول
المجتمع إلى هرم مقلوب، الأطفال فيه أقلية، والكهول فيه أغلبية،
وهو
التطور الذي أصبح ملحوظًا في كل جوانب الحياة، فالكراسي المتحركة
لكبار
السن تنافس عربات الأطفال، ومصانع الملابس تهتم بكبار السن وأذواقهم،
أكثر
من اهتمامها بملابس الأطفال، ووسائل المواصلات تخصص أعدادًا متزايدة
لكبار
السن، والمطاعم ودور النشر، حتى الأحزاب السياسية أصبحت تفكر ألف مرة
قبل
النطق بأي رأي يمكن أن يضايق كبار السن، الذين يحق لهم التصويت
في
الانتخابات، وتوقعت هيرمان أن يأتي اليوم الذي نسير فيه في شوارع خالية
من
الأطفال.
ولا تتورع الكاتبة أن تتهم داعيات حقوق المرأة من أمثال أليس
شفارتسر
بأنهن عوانس يمقتن الرجال، لم يفهمن روعة الأمومة، ولا دفء
الحياة
الزوجية، لم يحملن رضيعًا بين أيديهن، ولم يذقن السعادة التي
يمنحها
الارتباط برجل يمنحها الحب والاهتمام والتقدير.
وتنبه إلى أن
البشرية عرفت هيكل الأسرة منذ آلاف السنين، واستطاعت أن تبقى
بفضل هذا الهيكل،
الذي يوفر التماسك بين أفرادها، يمنحهم القوة والدعم
لكافة أفرادها، يساندهم في
لحظات الإحباط، ويشاركهم السعادة في لحظات
النجاح، وتستنكر تجاهل الدستور
الألماني للأسرة، الذي لا ينص صراحة على حق
الطفل في الارتباط بوالديه، بل أصبح
يسمح بالزواج المثلي، ويفرضه حتى على
الولايات التي كانت قوانينها المحلية لا
تسمح به، وأصبحت بعض الكتب
المدرسية تعلم الطفل أنه من الطبيعي أن يكون له في
البيت أب وزوج أب أو أم
وزوجة أم.
ثم تشير إلى أن داعيات حقوق المرأة ستمر
عليهن أيام سوداء، حين يتقدم السن
بهن، فلا يجدن ابنًا يحنو عليهن ولا بنتًا
ترعاهن، ولا زوجًا يؤنس وحدتهن،
إلا أن مرارة الندم لن تفيدهن، بعد فوات
الأوان.
وبأسلوب ساخر تطلب هيرمان من السياسيين أن يعربوا عن شكرهن لداعيات
حقوق
المرأة، لأنه بفضل جهودهن في وقف الإنجاب، لن تكون هناك مشكلة بطالة
عن
العمل.
مجلة المعرفة /
مكتبة المعرفة العدد 141 - يناير 2007م
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
جزاء من يحطم الأصنام
كان لآراء هيرمان وقع الصدمة على الألمان، وأصبح
المقال علامة فارقة في
الإعلام الألماني، فمؤسسات استطلاع الرأي أجرت الكثير من
الأبحاث، وتبين
أن 50٪ من الألمان يؤمنون بأن المهمة الأساسية للمرأة هي الأسرة
والبيت،
في حين رفض 47٪ هذا الرأي، ولكن مؤسسة إمنيد حللت هذه النتائج موضحة
أن
غالبية المؤيدين لبقاء المرأة في بيتها هم من الشريحة العمرية 40 –
49
عامًا، وأن 76٪ من الرافضين لعمل المرأة هم من البسطاء، في حين يرفض
64٪
بقاء المرأة في بيتها، والطريف أن غالبية النساء تؤيد بقاء المرأة
في
البيت، في حين ترفض غالبية الرجال ذلك.
وكما هو متوقع قامت كاهنة تحرر
المرأة أليس شفارتسر، بحملة لا مثيل لها من
قبل ضد هيرمان، معتبرة آراءها «ثرثرة
تتراوح بين العصر الحجري، وبين
الوسام الذي كان الحكم النازي يمنحه للمرأة التي
تلد أطفالاً آريين»،
وطالبت بفصلها فورًا من العمل «لأن من يقرأ نشرة الأخبار
الأساسية لابد أن
يتمتع بالمصداقية»، التي تفتقدها خصمتها –برأيها- واستندت إلى
استطلاعات
رأي من معهد فورسا بتاريخ 23 أغسطس 2006م، يقول إن ثلاثة أرباع
الألمان
يرفضون الآراء الرجعية لهيرمان، ويرون أنها تعيش بأسلوب مخالف لما
تدعو
إليه من عودة إلى البيت.
ولم تتوقف شفارتسر عن نقدها، فشككت في أن
تكون هيرمان تمتلك القدرة على
الكتابة بنفسها، معتبرة أن جميع الكتب التي ألفتها
هيرمان من قبل ليس فيها
جديد ومملة للقارئ، ولا تستحق القراءة ولا التعليق
عليها، مطالبة إياها
بالتفكير فيما إذا كانت الشخص المناسب لتعليم الأخريات، في
ظل فشل
علاقاتها العاطفية والزيجات، خاصة وأنها لم تفكر في الإنجاب إلا وعمرها
39
سنة.
شمل الهجوم الشنيع على هيرمان التجريح الشديد، وسخر البعض منها
خاصة وأن
ترجمة اسمها تعني «حواء السيد رجل»، وتقول هيرمان إنها اكتشفت
للمرة
الأولى أن وسائل الإعلام الألمانية متحيزة إلى أقصى حد، وأنها لا تسمح
إلا
برأي واحد يتفق مع آراء القيادات الإعلامية، واستغربت بأنه لم يكن
هناك
صوت واحد مؤيد لها لا في الصحف ولا المجلات ولا البرامج
الإذاعية
والتلفزيونية، في حين يرى المتابع لمواقع الإنترنت دعمًا كبيرا
لآرائها،
وتهنئتها على شجاعتها على قول الحقيقة.
وردَّت بأنه لولا
تجاربها الكثيرة والمريرة، لما استطاعت أن توضح عيوب
التحرر، مثل من عاشه سنوات
طويلة، وعرفه عن كثب، طفل يبكي على الهاتف
يستجدي أمه أن تأتي إلى البيت، فتقول
له تصبح على خير، لابد أن أذهب إلى
الاستوديو، وزوج ينتظر زوجته على العشاء في
مطعم دعاها إليه، فينتظر ساعة
وراء ساعة، ثم ينصرف وحيدًا، وامرأة تسلط عليها
الأضواء، ويعتبرها الجميع
في قمة مجدها، وهي في داخلها تحمل همًا كبيرًا وألمًا
عظيمًا، وشوقًا لترك
كل هذا الزيف، والعيش في أسرة.
ووضعت هيرمان خطة
لبنات جنسها، فقالت لهن إن عليهن أن يتزوجن مبكرًا، في
العشرين مثلاً، وأن ينجبن
فورًا ويبقين إلى جوار أطفالهن، وألا يعدن إلى
العمل قبل سن الأربعين، وعندها
يكون الأبناء والبنات في غير حاجة ماسة إلى
الأمهات، موضحة أن العمل الوظيفي ليس
هو مصدر السعادة أو تحقيق الذات،
وحتى الرجل لابد أن يدرك أن العمل ما هو إلا
وسيلة لتمويل الأسرة، التي
توفر له السعادة، وتحقق له ذاته كزوج وأب وربان
سفينة، يقودها باقتدار.
وقالت «لو دارت عقارب الزمن لبحثت عن رجل حقيقي،
يتحمل مسؤولية العمل
خارج البيت، أما أنا فأريد أن يكون عندي خمسة أطفال، أبقى
معهم إلى
النهاية في البيت.»
عودة حواء
رأت هيرمان أن الأمر يحتاج
إلى كتاب يفصل آراءها، ويرد النسوة إلى صوابهن،
فاختارت اسم «مبدأ حواء.. من أجل
أنوثة جديدة»، ويحمل الغلاف صورة المرأة
التي تسير في طريقها إلى العمل بخطوات
ثابتة، ورأس مرفوع لا يحيد عن هدفه،
وفي اليد الأخرى تجر طفلها الذي يفتقد الأرض
تحت قدميه.
وبررت كتابة هذا الكتاب، بوجود مخاوف حقيقية بانهيار المجتمع،
فالنساء
يشعرن بالإرهاق من ثقل العبء، والرجال يشعرون بتراجع مكانتهم، والأطفال
هم
الخاسر الأكبر، وطالبت بالنقاش على مكانة الأسرة، والعلاقة بين
الجنسين،
وعمل المرأة.
وتشير من البداية إلى أن الحل يكمن في عودة المرأة
إلى أنوثتها، واستعادة
خصالها النسوية، الشعور بالآخر، العطاء الذي لا حد له،
إغداق الحب،
التضحية من أجل الأسرة، حماية المجتمع من الانقراض.
واعتبرت
أن المرأة تقمصت في بحثها عن الاستقلالية الاقتصادية صفات رجالية،
ونسيت أن
الحياة لا تقتصر على الفوز في الصراع، والحصول على الترقي
الوظيفي، مما تسبب في
الإضراب عن الإنجاب، والعزوف عن الارتباط بالرجل،
الأمر الذي يهدد بأن تتحول
ألمانيا إلى مجتمع من أفراد متنافرين، تحمل
النسوة فيه السيف في وجه من يريد
تنبيهها إلى أنها امرأة، ولا تأبه
للطلاق، وتفضل العلاقات السطحية التي ليس فيها
أي التزامات أو ارتباطات
طويلة الأجل، وترفض حلول الوسط، لإثبات قوتها، وتحولت
الحرب من أجل
الاستقلال إلى حرب ضد الرجال، وأنه من قبيل السراب أن تعتقد المرأة
بأن
الوظيفة المعروضة عليها هي فرصة نادرة ستفوتها إذا لم تلحق بها،
وتتشبث
بها أكثر من تمسكها برفيق حياتها.
وأشارت هيرمان إلى أن الحط من
القدر الذي يواجه به المجتمع الألماني
المرأة التي قررت أن تكون «أمًّا فقط»،
ليس بديهيًا، فهناك مجتمعات تعلي
من قدر الأم، وتعطيها المكانة التي تستحقها،
(ليتها عرفت الحديث الشريف
ردًا على سؤال الصحابي: «من أحق الناس بحسن صحابتي؟»
بقول المصطفى صلى
الله عليه وسلم، ثلاث مرات أمك، أمك أمك).
وطالبت
بالتخلي عن التصور الساذج، الذي تنادي به داعيات حقوق المرأة، بأن
وجود رجل في
الأسرة، ما هو إلا تقليد من العصور الغابرة، ولا علاقة له
بالحياة الأسرية
السوية، لأن المرأة المتحررة، قادرة على القيام بالدور
المزدوج للأب والأم في
الوقت ذاته.
ونبهت بنات جنسها إلى أن الكثيرات منهن أصبحن يبحثن عن الاعتراف
بقدراتهن
خارج البيت، فثناء الآخرين لها يجعلنها تزداد ثقة في قدراتها، وتواصل
بذل
الجهد للحصول على المزيد من الثناء، دون السؤال عما إذا كان هذا
العمل
فعلاً، هو ما تريده هي أم يكفيها رأي الآخرين، حتى لو كان
مخالفًا
لطبيعتها وذاتها.
المرأة العصرية
تساءلت هيرمان عما إذا
كانت النسوة قد لاحظن أنهن لا يستخدمن ضمير (نحن)،
بل تصر الواحدة منهن على
استخدام الضمير (أنا)، وترى في ذلك رفضًا لأن
تكون المرأة جزءًا من كيان أكبر،
وهو الأسرة، بل إنها لاحظت أن بعض النسوة
«العصريات» يكرهن الأطفال، باعتبارهم
قيدًا أمام «تحقيق ذاتها»، ولذلك تجد
هؤلاء النسوة يعشن في مساكن بمفردهن،
والويل للجيران إذا كان لديهم أطفال،
لأنها لا تتورع عن طلب الشرطة لفرض الهدوء،
حتى تنام بهدوء لتواصل في
اليوم التالي الصراع الأبدي.
وتستغرب هيرمان من
شعار داعيات تحرر المرأة: «أيتها الأخوات، لابد من
المقاومة، فالأعداء في كل
مكان، فتحرر المرأة لا يأتي من تلقاء نفسه،
ولذلك لابد من كسر قيود الماضي»، وهو
الشعار الذي يجعل المرأة عدوانية،
دائما لها مطالب خاصة في المطعم ليست على
قائمة الطعام، وإذا حصلت على
مكتب قاسته بالمسطرة، حتى تضمن أنه ليس أقل من مكتب
زميلها الرجل بسنتيمتر
واحد، وإذا رأت سيارة رجل في مكان انتظار سيارات النساء،
قامت بخدش طلاء
السيارة، وإذا لم يحترم الرجل إشارة المرور نزلت من السيارة،
ولقنته درسًا
في قواعد المرور، وتحولت النساء إلى «الكائن الأكثر استفزازًا لمن
حولها،
العاشق للشجار، ليس من أجل شيء، بل للشجار في حد ذاته، لإثبات
أنها
موجودة.»
وتعيد هيرمان إلى الأذهان حقيقة أن ما تزعمه النساء من أن
تحقيق ذواتهن
مرتبط بالعمل الوظيفي، ليس من بنات أفكارهن، بل هي من آراء كارل
ماركس
الشيوعي، الذي جلبت آراؤه للعالم الكثير من الويلات، حيث قال: «إن
الإنسان
يحقق ذاته، بكل قدراته، حين يمارس العمل»، أي أنه ربط بين العمل من
أجل
الكسب المادي، وبين تحقيق الذات، وقدم لنا بذلك نمط حياة مازلنا نعيش
أسرى
له حتى اليوم.
«وليس الذكر كالأنثى»
من أكثر ركائز تحرر
المرأة شيوعًا، هي أن «الكائن البشري لا يعرف الفرق
بين الذكر والأنثى، وأن
التربية هي التي تجعل خصالاً معينة ترتبط بهذا
الجنس أو ذاك»، وقد دعت أليس
شفارتسر إلى ذلك لسنوات طويلة، ونادت بضرورة
«انتصار الثقافة على الطبيعة،
والتربية على الخصال المميزة للجنس».
وتستغرب هيرمان كثيرًا من الصمت الذي حل
على دعاة تحرير المرأة، والدعوة
إلى المساواة المطلقة بين الجنسين، والمناداة
إلى عدم وجود اختلاف جوهري،
رغم اطلاعهم على التجربة المريرة التي جرى تسجيلها
في كتاب صدر في كندا في
السبعينيات، بعنوان (الشاب الذي ترعرع
كفتاة).
يروي الكتاب قصة توأم ولد عام 1966، كلاهما ذكر، ولكن أثناء إجراء
عملية
جراحية لأحدهما بالليزر، أصيب العضو الذكري بصورة شنيعة، فنصح عالم
النفس
الشهير جون موني، الوالدين، بتحويل الرضيع إلى أنثى، وكان موني
من
المؤمنين بتبادل الأدوار بين الجنسين، وفعلاً جرى تحويل الطفل (بروس)
إلى
الطفلة (بيرندا)، وجرى إعطاء الطفل هرمونات الأنوثة، والاتفاق على
إخفاء
الحقيقة عن الطفل، ومعاملته كبنت.
في عام 1977 بدأت أعراض البلوغ
تظهر على الفتاة بسبب دفعات هرمونات
الأنوثة التي يحصل عليها، وقرر الأطباء
زراعة عضو جنسي أنثوي مكان العضو
الذكري المبتور، ولكن الشاب رفض بشدة، دون أن
يعرف السبب، وبدأ يتصرف
بصورة غير طبيعية، فأصبح يصارع زملاءه الأولاد، ويتبول
واقفًا، ويرفض
معاملته كأنثى.
وعندما بلغ الرابعة عشر من عمره، اعترف أهله له
بالحقيقة، فأحرق ملابس
الإناث، وقرر إجراء عمليات جراحية تزيل صدر الأنثى الذي
يحمله، وكافة
أعراض الأنوثة الأخرى، وقرر تسجيل معاناته بالتعاون مع مؤلف في
كتاب، وفي
سن الثالثة والعشرين قرر الزواج، وبدأ العلاج النفسي الذي استمر حتى
بلغ
الثامنة والثلاثين، ولكنه قرر الانتحار، أما أخوه (براين) فقد انتحر
هو
الآخر لكن قبل ذلك بعام، لأنه لم يعد يطيق معاناة أخيه (بروس).
وتوصل
العلماء بعد هذه التجربة المريرة، إلى أن الجنس ليس شكل الجسم فحسب،
بل هناك
مكونات نفسية متأصلة في كلا الجنسين، لا تنمحي بسهولة، وهناك
اختلافات في تركيب
المخ، وفي التصرفات وفي القدرات، فمركز الإحساس لدى
المرأة أقوى بكثير، إذ أنها
تستشعر ما يحس به الطفل بتلقائية ودون جهد،
على عكس الرجل، وقدرة المرأة على
تخزين التفاصيل أكثر من الرجل، الذي
يمتلك قدرة أكبر على تخزين الحدث ككل، وعلى
حفظ الطرق، والاستدلال على
الأماكن.
ورغم كل ما يفعله العالم المعاصر من
إزالة هذه الفوارق، فإنها ستبقى لأنها
متأصلة في كل منا، فهل تقبل أكثر السيدات
تحررًا أن يقول لها زوجها الراقد
بجوارها إذا سمع صوت لص يقتحم البيت، أن تقوم
من الفراش للدفاع عنهما؟
بالطبع إنها في هذه اللحظة ستعود إلى طبيعتها الأصلية،
وتتذكر أنها أنثى،
وأن الرجل الذي يفعل ذلك لا يستحق أن تبقى في كنفه، ولا أن
تحتمي به.
حل مثالي للمشكلة
إذا لخصنا ما سبق، يمكن القول إن عمل
المرأة، واستقلالها الاقتصادي أولاً،
والاجتماعي ثانيًا، واستغناءها عن الرجل،
وبالتالي عن الأسرة، سيؤدي إلى
انهيار لبنات المجتمع، واحدة تلك الأخرى.
ولكن
رغم كل ذلك فهناك حل لهذه المعضلة، يقوم على أن تظل المرأة على قناعة
بأن مهمتها
الأولى في البيت كأم وزوجة، وأن العمل وسيلة وليس غاية، وأنها
يجب أن تدرك دومًا
أن هناك حدودًا لابد من الالتزام بها، أولها ألا يؤدي
العمل إلى تراجع مكانة
الأسرة، وأنه من السذاجة العمل من أجل تمويل
المربية والشغالة.
وواجب الرجل
أن يظل محتفظًا بخصال الرجولة الحقيقية، التي تربط حقوق
قوامته للمرأة بواجبات
كثيرة، أولها أنه المسؤول الأول والأوحد عن ضمان
الحياة الكريمة
لأسرته.
أما مؤسسات الدولة فلها دور كبير في ذلك أيضًا، أعرفه من ألمانيا،
وهو
إعطاء الموظفة حق العمل نصف وظيفة، أي ثلاثة أيام في الأسبوع فقط، على
أن
تعمل من بيتها، فتبلغ صاحب العمل بأن عندها غرفة إضافية في بيتها،
تصلح
لتكون مكتبًا لها، فيأتي من يتأكد من توفر الشروط الصحية للعمل من
هذه
الغرفة، ثم يأتي من ينقل أثاث مكتبها من العمل إلى المنزل، ويوصل
الهاتف
والكمبيوتر أيضًا إلى مكتبها الجديد في البيت، وتمارس عملها في
ساعات
الدوام من مكتبها في البيت، وتحتاج مرة في الأسبوع إلى المرور على
العمل
للتنسيق مع زميلاتها، أو استلام وتسليم الملفات، أو حضور
الاجتماعات،
والطريف أن الإحصائيات الألمانية توصلت إلى أن الموظفة التي تعمل من
البيت
تكون أكثر إنتاجًا، وأقل غيابًا.
ربما كان في هذا الحل ما يصلح
للتطبيق في بلادنا العربية والإسلامية، بشرط
الالتزام والجدية، حتى نستطيع
التوفيق بين دور المرأة الأساسي في البيت من
جهة، وبين متطلبات العصر من جهة
أخرى، خاصة إذا علمنا أن تكاليف تربية
الطفل في ألمانيا تبلغ 250 ألف يورو
تقريبًا، تتحمل الدولة ربعها، والبقية
على الوالدين.
مجلة المعرفة /
مكتبة المعرفة العدد 141 - يناير 2007م
كان لآراء هيرمان وقع الصدمة على الألمان، وأصبح
المقال علامة فارقة في
الإعلام الألماني، فمؤسسات استطلاع الرأي أجرت الكثير من
الأبحاث، وتبين
أن 50٪ من الألمان يؤمنون بأن المهمة الأساسية للمرأة هي الأسرة
والبيت،
في حين رفض 47٪ هذا الرأي، ولكن مؤسسة إمنيد حللت هذه النتائج موضحة
أن
غالبية المؤيدين لبقاء المرأة في بيتها هم من الشريحة العمرية 40 –
49
عامًا، وأن 76٪ من الرافضين لعمل المرأة هم من البسطاء، في حين يرفض
64٪
بقاء المرأة في بيتها، والطريف أن غالبية النساء تؤيد بقاء المرأة
في
البيت، في حين ترفض غالبية الرجال ذلك.
وكما هو متوقع قامت كاهنة تحرر
المرأة أليس شفارتسر، بحملة لا مثيل لها من
قبل ضد هيرمان، معتبرة آراءها «ثرثرة
تتراوح بين العصر الحجري، وبين
الوسام الذي كان الحكم النازي يمنحه للمرأة التي
تلد أطفالاً آريين»،
وطالبت بفصلها فورًا من العمل «لأن من يقرأ نشرة الأخبار
الأساسية لابد أن
يتمتع بالمصداقية»، التي تفتقدها خصمتها –برأيها- واستندت إلى
استطلاعات
رأي من معهد فورسا بتاريخ 23 أغسطس 2006م، يقول إن ثلاثة أرباع
الألمان
يرفضون الآراء الرجعية لهيرمان، ويرون أنها تعيش بأسلوب مخالف لما
تدعو
إليه من عودة إلى البيت.
ولم تتوقف شفارتسر عن نقدها، فشككت في أن
تكون هيرمان تمتلك القدرة على
الكتابة بنفسها، معتبرة أن جميع الكتب التي ألفتها
هيرمان من قبل ليس فيها
جديد ومملة للقارئ، ولا تستحق القراءة ولا التعليق
عليها، مطالبة إياها
بالتفكير فيما إذا كانت الشخص المناسب لتعليم الأخريات، في
ظل فشل
علاقاتها العاطفية والزيجات، خاصة وأنها لم تفكر في الإنجاب إلا وعمرها
39
سنة.
شمل الهجوم الشنيع على هيرمان التجريح الشديد، وسخر البعض منها
خاصة وأن
ترجمة اسمها تعني «حواء السيد رجل»، وتقول هيرمان إنها اكتشفت
للمرة
الأولى أن وسائل الإعلام الألمانية متحيزة إلى أقصى حد، وأنها لا تسمح
إلا
برأي واحد يتفق مع آراء القيادات الإعلامية، واستغربت بأنه لم يكن
هناك
صوت واحد مؤيد لها لا في الصحف ولا المجلات ولا البرامج
الإذاعية
والتلفزيونية، في حين يرى المتابع لمواقع الإنترنت دعمًا كبيرا
لآرائها،
وتهنئتها على شجاعتها على قول الحقيقة.
وردَّت بأنه لولا
تجاربها الكثيرة والمريرة، لما استطاعت أن توضح عيوب
التحرر، مثل من عاشه سنوات
طويلة، وعرفه عن كثب، طفل يبكي على الهاتف
يستجدي أمه أن تأتي إلى البيت، فتقول
له تصبح على خير، لابد أن أذهب إلى
الاستوديو، وزوج ينتظر زوجته على العشاء في
مطعم دعاها إليه، فينتظر ساعة
وراء ساعة، ثم ينصرف وحيدًا، وامرأة تسلط عليها
الأضواء، ويعتبرها الجميع
في قمة مجدها، وهي في داخلها تحمل همًا كبيرًا وألمًا
عظيمًا، وشوقًا لترك
كل هذا الزيف، والعيش في أسرة.
ووضعت هيرمان خطة
لبنات جنسها، فقالت لهن إن عليهن أن يتزوجن مبكرًا، في
العشرين مثلاً، وأن ينجبن
فورًا ويبقين إلى جوار أطفالهن، وألا يعدن إلى
العمل قبل سن الأربعين، وعندها
يكون الأبناء والبنات في غير حاجة ماسة إلى
الأمهات، موضحة أن العمل الوظيفي ليس
هو مصدر السعادة أو تحقيق الذات،
وحتى الرجل لابد أن يدرك أن العمل ما هو إلا
وسيلة لتمويل الأسرة، التي
توفر له السعادة، وتحقق له ذاته كزوج وأب وربان
سفينة، يقودها باقتدار.
وقالت «لو دارت عقارب الزمن لبحثت عن رجل حقيقي،
يتحمل مسؤولية العمل
خارج البيت، أما أنا فأريد أن يكون عندي خمسة أطفال، أبقى
معهم إلى
النهاية في البيت.»
عودة حواء
رأت هيرمان أن الأمر يحتاج
إلى كتاب يفصل آراءها، ويرد النسوة إلى صوابهن،
فاختارت اسم «مبدأ حواء.. من أجل
أنوثة جديدة»، ويحمل الغلاف صورة المرأة
التي تسير في طريقها إلى العمل بخطوات
ثابتة، ورأس مرفوع لا يحيد عن هدفه،
وفي اليد الأخرى تجر طفلها الذي يفتقد الأرض
تحت قدميه.
وبررت كتابة هذا الكتاب، بوجود مخاوف حقيقية بانهيار المجتمع،
فالنساء
يشعرن بالإرهاق من ثقل العبء، والرجال يشعرون بتراجع مكانتهم، والأطفال
هم
الخاسر الأكبر، وطالبت بالنقاش على مكانة الأسرة، والعلاقة بين
الجنسين،
وعمل المرأة.
وتشير من البداية إلى أن الحل يكمن في عودة المرأة
إلى أنوثتها، واستعادة
خصالها النسوية، الشعور بالآخر، العطاء الذي لا حد له،
إغداق الحب،
التضحية من أجل الأسرة، حماية المجتمع من الانقراض.
واعتبرت
أن المرأة تقمصت في بحثها عن الاستقلالية الاقتصادية صفات رجالية،
ونسيت أن
الحياة لا تقتصر على الفوز في الصراع، والحصول على الترقي
الوظيفي، مما تسبب في
الإضراب عن الإنجاب، والعزوف عن الارتباط بالرجل،
الأمر الذي يهدد بأن تتحول
ألمانيا إلى مجتمع من أفراد متنافرين، تحمل
النسوة فيه السيف في وجه من يريد
تنبيهها إلى أنها امرأة، ولا تأبه
للطلاق، وتفضل العلاقات السطحية التي ليس فيها
أي التزامات أو ارتباطات
طويلة الأجل، وترفض حلول الوسط، لإثبات قوتها، وتحولت
الحرب من أجل
الاستقلال إلى حرب ضد الرجال، وأنه من قبيل السراب أن تعتقد المرأة
بأن
الوظيفة المعروضة عليها هي فرصة نادرة ستفوتها إذا لم تلحق بها،
وتتشبث
بها أكثر من تمسكها برفيق حياتها.
وأشارت هيرمان إلى أن الحط من
القدر الذي يواجه به المجتمع الألماني
المرأة التي قررت أن تكون «أمًّا فقط»،
ليس بديهيًا، فهناك مجتمعات تعلي
من قدر الأم، وتعطيها المكانة التي تستحقها،
(ليتها عرفت الحديث الشريف
ردًا على سؤال الصحابي: «من أحق الناس بحسن صحابتي؟»
بقول المصطفى صلى
الله عليه وسلم، ثلاث مرات أمك، أمك أمك).
وطالبت
بالتخلي عن التصور الساذج، الذي تنادي به داعيات حقوق المرأة، بأن
وجود رجل في
الأسرة، ما هو إلا تقليد من العصور الغابرة، ولا علاقة له
بالحياة الأسرية
السوية، لأن المرأة المتحررة، قادرة على القيام بالدور
المزدوج للأب والأم في
الوقت ذاته.
ونبهت بنات جنسها إلى أن الكثيرات منهن أصبحن يبحثن عن الاعتراف
بقدراتهن
خارج البيت، فثناء الآخرين لها يجعلنها تزداد ثقة في قدراتها، وتواصل
بذل
الجهد للحصول على المزيد من الثناء، دون السؤال عما إذا كان هذا
العمل
فعلاً، هو ما تريده هي أم يكفيها رأي الآخرين، حتى لو كان
مخالفًا
لطبيعتها وذاتها.
المرأة العصرية
تساءلت هيرمان عما إذا
كانت النسوة قد لاحظن أنهن لا يستخدمن ضمير (نحن)،
بل تصر الواحدة منهن على
استخدام الضمير (أنا)، وترى في ذلك رفضًا لأن
تكون المرأة جزءًا من كيان أكبر،
وهو الأسرة، بل إنها لاحظت أن بعض النسوة
«العصريات» يكرهن الأطفال، باعتبارهم
قيدًا أمام «تحقيق ذاتها»، ولذلك تجد
هؤلاء النسوة يعشن في مساكن بمفردهن،
والويل للجيران إذا كان لديهم أطفال،
لأنها لا تتورع عن طلب الشرطة لفرض الهدوء،
حتى تنام بهدوء لتواصل في
اليوم التالي الصراع الأبدي.
وتستغرب هيرمان من
شعار داعيات تحرر المرأة: «أيتها الأخوات، لابد من
المقاومة، فالأعداء في كل
مكان، فتحرر المرأة لا يأتي من تلقاء نفسه،
ولذلك لابد من كسر قيود الماضي»، وهو
الشعار الذي يجعل المرأة عدوانية،
دائما لها مطالب خاصة في المطعم ليست على
قائمة الطعام، وإذا حصلت على
مكتب قاسته بالمسطرة، حتى تضمن أنه ليس أقل من مكتب
زميلها الرجل بسنتيمتر
واحد، وإذا رأت سيارة رجل في مكان انتظار سيارات النساء،
قامت بخدش طلاء
السيارة، وإذا لم يحترم الرجل إشارة المرور نزلت من السيارة،
ولقنته درسًا
في قواعد المرور، وتحولت النساء إلى «الكائن الأكثر استفزازًا لمن
حولها،
العاشق للشجار، ليس من أجل شيء، بل للشجار في حد ذاته، لإثبات
أنها
موجودة.»
وتعيد هيرمان إلى الأذهان حقيقة أن ما تزعمه النساء من أن
تحقيق ذواتهن
مرتبط بالعمل الوظيفي، ليس من بنات أفكارهن، بل هي من آراء كارل
ماركس
الشيوعي، الذي جلبت آراؤه للعالم الكثير من الويلات، حيث قال: «إن
الإنسان
يحقق ذاته، بكل قدراته، حين يمارس العمل»، أي أنه ربط بين العمل من
أجل
الكسب المادي، وبين تحقيق الذات، وقدم لنا بذلك نمط حياة مازلنا نعيش
أسرى
له حتى اليوم.
«وليس الذكر كالأنثى»
من أكثر ركائز تحرر
المرأة شيوعًا، هي أن «الكائن البشري لا يعرف الفرق
بين الذكر والأنثى، وأن
التربية هي التي تجعل خصالاً معينة ترتبط بهذا
الجنس أو ذاك»، وقد دعت أليس
شفارتسر إلى ذلك لسنوات طويلة، ونادت بضرورة
«انتصار الثقافة على الطبيعة،
والتربية على الخصال المميزة للجنس».
وتستغرب هيرمان كثيرًا من الصمت الذي حل
على دعاة تحرير المرأة، والدعوة
إلى المساواة المطلقة بين الجنسين، والمناداة
إلى عدم وجود اختلاف جوهري،
رغم اطلاعهم على التجربة المريرة التي جرى تسجيلها
في كتاب صدر في كندا في
السبعينيات، بعنوان (الشاب الذي ترعرع
كفتاة).
يروي الكتاب قصة توأم ولد عام 1966، كلاهما ذكر، ولكن أثناء إجراء
عملية
جراحية لأحدهما بالليزر، أصيب العضو الذكري بصورة شنيعة، فنصح عالم
النفس
الشهير جون موني، الوالدين، بتحويل الرضيع إلى أنثى، وكان موني
من
المؤمنين بتبادل الأدوار بين الجنسين، وفعلاً جرى تحويل الطفل (بروس)
إلى
الطفلة (بيرندا)، وجرى إعطاء الطفل هرمونات الأنوثة، والاتفاق على
إخفاء
الحقيقة عن الطفل، ومعاملته كبنت.
في عام 1977 بدأت أعراض البلوغ
تظهر على الفتاة بسبب دفعات هرمونات
الأنوثة التي يحصل عليها، وقرر الأطباء
زراعة عضو جنسي أنثوي مكان العضو
الذكري المبتور، ولكن الشاب رفض بشدة، دون أن
يعرف السبب، وبدأ يتصرف
بصورة غير طبيعية، فأصبح يصارع زملاءه الأولاد، ويتبول
واقفًا، ويرفض
معاملته كأنثى.
وعندما بلغ الرابعة عشر من عمره، اعترف أهله له
بالحقيقة، فأحرق ملابس
الإناث، وقرر إجراء عمليات جراحية تزيل صدر الأنثى الذي
يحمله، وكافة
أعراض الأنوثة الأخرى، وقرر تسجيل معاناته بالتعاون مع مؤلف في
كتاب، وفي
سن الثالثة والعشرين قرر الزواج، وبدأ العلاج النفسي الذي استمر حتى
بلغ
الثامنة والثلاثين، ولكنه قرر الانتحار، أما أخوه (براين) فقد انتحر
هو
الآخر لكن قبل ذلك بعام، لأنه لم يعد يطيق معاناة أخيه (بروس).
وتوصل
العلماء بعد هذه التجربة المريرة، إلى أن الجنس ليس شكل الجسم فحسب،
بل هناك
مكونات نفسية متأصلة في كلا الجنسين، لا تنمحي بسهولة، وهناك
اختلافات في تركيب
المخ، وفي التصرفات وفي القدرات، فمركز الإحساس لدى
المرأة أقوى بكثير، إذ أنها
تستشعر ما يحس به الطفل بتلقائية ودون جهد،
على عكس الرجل، وقدرة المرأة على
تخزين التفاصيل أكثر من الرجل، الذي
يمتلك قدرة أكبر على تخزين الحدث ككل، وعلى
حفظ الطرق، والاستدلال على
الأماكن.
ورغم كل ما يفعله العالم المعاصر من
إزالة هذه الفوارق، فإنها ستبقى لأنها
متأصلة في كل منا، فهل تقبل أكثر السيدات
تحررًا أن يقول لها زوجها الراقد
بجوارها إذا سمع صوت لص يقتحم البيت، أن تقوم
من الفراش للدفاع عنهما؟
بالطبع إنها في هذه اللحظة ستعود إلى طبيعتها الأصلية،
وتتذكر أنها أنثى،
وأن الرجل الذي يفعل ذلك لا يستحق أن تبقى في كنفه، ولا أن
تحتمي به.
حل مثالي للمشكلة
إذا لخصنا ما سبق، يمكن القول إن عمل
المرأة، واستقلالها الاقتصادي أولاً،
والاجتماعي ثانيًا، واستغناءها عن الرجل،
وبالتالي عن الأسرة، سيؤدي إلى
انهيار لبنات المجتمع، واحدة تلك الأخرى.
ولكن
رغم كل ذلك فهناك حل لهذه المعضلة، يقوم على أن تظل المرأة على قناعة
بأن مهمتها
الأولى في البيت كأم وزوجة، وأن العمل وسيلة وليس غاية، وأنها
يجب أن تدرك دومًا
أن هناك حدودًا لابد من الالتزام بها، أولها ألا يؤدي
العمل إلى تراجع مكانة
الأسرة، وأنه من السذاجة العمل من أجل تمويل
المربية والشغالة.
وواجب الرجل
أن يظل محتفظًا بخصال الرجولة الحقيقية، التي تربط حقوق
قوامته للمرأة بواجبات
كثيرة، أولها أنه المسؤول الأول والأوحد عن ضمان
الحياة الكريمة
لأسرته.
أما مؤسسات الدولة فلها دور كبير في ذلك أيضًا، أعرفه من ألمانيا،
وهو
إعطاء الموظفة حق العمل نصف وظيفة، أي ثلاثة أيام في الأسبوع فقط، على
أن
تعمل من بيتها، فتبلغ صاحب العمل بأن عندها غرفة إضافية في بيتها،
تصلح
لتكون مكتبًا لها، فيأتي من يتأكد من توفر الشروط الصحية للعمل من
هذه
الغرفة، ثم يأتي من ينقل أثاث مكتبها من العمل إلى المنزل، ويوصل
الهاتف
والكمبيوتر أيضًا إلى مكتبها الجديد في البيت، وتمارس عملها في
ساعات
الدوام من مكتبها في البيت، وتحتاج مرة في الأسبوع إلى المرور على
العمل
للتنسيق مع زميلاتها، أو استلام وتسليم الملفات، أو حضور
الاجتماعات،
والطريف أن الإحصائيات الألمانية توصلت إلى أن الموظفة التي تعمل من
البيت
تكون أكثر إنتاجًا، وأقل غيابًا.
ربما كان في هذا الحل ما يصلح
للتطبيق في بلادنا العربية والإسلامية، بشرط
الالتزام والجدية، حتى نستطيع
التوفيق بين دور المرأة الأساسي في البيت من
جهة، وبين متطلبات العصر من جهة
أخرى، خاصة إذا علمنا أن تكاليف تربية
الطفل في ألمانيا تبلغ 250 ألف يورو
تقريبًا، تتحمل الدولة ربعها، والبقية
على الوالدين.
مجلة المعرفة /
مكتبة المعرفة العدد 141 - يناير 2007م
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
https://gafsa.jeun.fr/montada-f35/topic-t13451-18.htm ;)wardabayda كتب:الجميع يعلم ان هذه المشاكل اصبحت من اكثر هموم كافة البلدان العربية و منها تونس
-للبطالة
-تاخر الزوج
-العنوسة
لكن هل هناك حل
اجل امماك الحل
ماذا ان اشتغل جميع الشباب في تونس ( كيف )
لنفترض ان يكون الشغل للرجال فقط ماعدي الاشغال التي لا تكون الا للفتيات
بهذه الطريقة ستتوفر الاف الاشغال للرجال في تونس
عندما يشتغل الرجال يستطيعون الزواج عكس ما هو حاصل الان
و بهذا تنتهي مشاكل
-للبطالة
-تاخر الزوج
-العنوسة
سيرضي الرجل لانه اشتغل و تزوج
سترضي الفتاة لانها احست بالراحة و الامان في بيتها وتزوجت مبكرا
ما رايكم اصدقائي
3ajej-
- عدد المساهمات : 251
العمر : 49
المكان : gafsa
نقاط تحت التجربة : 12051
تاريخ التسجيل : 29/07/2008
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
الموضوع يا اعجاج موش نفسه
وطريقت الطرح مغايره
وبامكانك المشاركه
مرحبا بيك وبمشاركتك الاولى
وطريقت الطرح مغايره
وبامكانك المشاركه
مرحبا بيك وبمشاركتك الاولى
مروانPlus-
- عدد المساهمات : 98
نقاط تحت التجربة : 12948
تاريخ التسجيل : 16/02/2007
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
ya3tik essa77a Ulead file bsara7a waffit wyomken 3titna men 5ilal halarikle akthar ma yomkenan you9al fe mawdhou3na dans les deux sens que se soit pour ou contre l'egalitée entre la femme et l'homme
personellement ana e9tana3t dernierremen ila ennou akbar kedhba kedhboha 3la lemra wakber dha7ka dho7koha 3laha wa9telli galoulha elli mafamma 7atta far9 binek wbin errajel elli enti tnajmi tkouni lethnin fi nafss elwa9t te5dmi wtothbti dhatek wtousli elmarateb a7sen melli ynajmou yousloulha barcharjal
ama 7kaya fargha 5ater fe lakher errajel rajel welmra mra
ana bsara7a chui pas contre ennou lemra ta9ra wtet3allem wtettha9ef wta5odh chhayed et pourquoi pas travailler mais avec des condition awelha 5edmetha ba3ed sgharha wba3ed darha wewladha ya3ni disons talli elftra elli ykounou awladha mazalou sghar feddar et a l'age elli awladha ma3adouch mest7a9inha barcha ta3mel machrou3 walla 7aja fi darha ....
mais mayelzemech nansou ray dinna fe le7kaya hadhi welli houa la3amri erray essawab wa7na dima ndourou ndourou wnektachfou dima elli belli youslou men 3elm dina kan sabba9 lkoll chay welli koll chay ma7soub ...........
chui vraiment désolée pour l'ecriture avec les lettres français mais j'ai pas de chois mon claviern'ecrit que avec les lettres français
princesse kenza-
- عدد المساهمات : 377
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12136
تاريخ التسجيل : 24/03/2008
رد: هل توافق علي هذه الفكرة لحل مشاكل البطالة و تاخر سن الزواج
chui vraiment désolée pour l'ecriture avec les
lettres français mais j'ai pas de chois mon claviern'ecrit que avec les
lettres français
يعطيك الصحه في كل الحالات
ومداخله قيمه
lettres français mais j'ai pas de chois mon claviern'ecrit que avec les
lettres français
يعطيك الصحه في كل الحالات
ومداخله قيمه
walidran-
- عدد المساهمات : 396
نقاط تحت التجربة : 12404
تاريخ التسجيل : 11/11/2007
مواضيع مماثلة
» هل توافق الزواج من الممرضة
» هل توافق على الزواج بالاجنبية * قاورية*
» هل توافق على الزواج بهذه الطريقة
» مشكلة البطالة والتشغيل في تونس
» لماذا تاخر هلاك فرعون أربعين عام
» هل توافق على الزواج بالاجنبية * قاورية*
» هل توافق على الزواج بهذه الطريقة
» مشكلة البطالة والتشغيل في تونس
» لماذا تاخر هلاك فرعون أربعين عام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى