مسألة النية في الصوم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مسألة النية في الصوم: قال ابن قدامة في المغني لا يصح صوم إلا بنية .

إجماعا ، فرضا كان أو تطوعا ،ويدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث
في صحيح البخاري ومسلم عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه (إنما الأعمال
بالنبات وإنما لكل أمرى مانوى).

مسألة:هل يجب لكل يوم نية من الليل: الى هذا ذهب مالك والشافعي واحمد
واستدلوا بحديث حفصة وابن عمر عند الترمذي(من لم يبيت صيامه من الليل فلا
صيام له) وفي رواية (لاصيام لمن لم يفرض من الليل)

والحديث لا يصح مرفوعاً ضعفه البخاري والترمذي والنسائي وإنما يصح موقوفاً.

والقول الثاني : انه إن نوى من مابين طلوع الفجر إلى الزوال صح صومه وهو
قول ابوحنيفة واستدلوا بحديث سلمة ابن الأكوع المتقدم عند الشيخان.في يوم
عاشورا وقد تقدم الجواب عليه.

والقول الاول هو الصواب لما روي موقوفاً عن ابن عمر وحفصة رضي الله عنهما
ولأننا مطالبون بصيام يوم كامل فلازم هذا أن تكون النية من الليل.وما لا
يتم الواجب إلا به فهوا واجب.

مسألة صيام النفل :اختلف العلماء في وجوب تبييت النية على قولين: القول
الأول : أنها واجبه وهو قول مالك وداود وقالوا قوله في حديث عائشة في صحيح
مسلم( إني إذن صائم ) أي متم صومي ولادلالة فيه على أنه لم يبيت النية من
الليل فهو محتمل ولادلالة فيه .

القول الثاني : أنه لا يشترط تبيت النية من الليل في صيام النفل وهو قول
أبي حنيفة والشافعي وأحمد وقالوا إن قوله صلى الله عليه وسلم إني إذن صائم
أي مبتدئ الصوم وهو الصواب وان كان الحديث محتمل وإذا توارد الاحتمال بطل
الاستدلال وهذا الاحتمال صحيح لكن يؤيد هذا الفهم فتاوى الصحابة رضي الله
عنهم كابن عباس وغيره.

مسألة هل يحتاج الشهر إلى نية واحدة أو لابد لكل يوم نية مستقلة:

القول الأول: انه يكفي للشهر نية واحدة وهو مالك وأحمد في رواية

القول الثاني:أنه لابد أن يكون لكل يوم نية وهو قول ابوحنيفة والشافعي وأحمد في رواية.

والصواب إن من علم أن غداً رمضان وعزم على صومه في كل يوم مستمر على نيته وتتجدد معه كل يوم كما حققه ابن تيمية.