هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
+5
foued
hayfa
hend
ibn_al_sa7aba
أحمد نصيب
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 3
صفحة 1 من اصل 3 • 1, 2, 3
هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
أما بعد :
هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
من قال نعم ، فقد جانب الصواب من وجهة نظري !!!!!!
شاركوا برأيكم يرحمكم الله .
أما بعد :
هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
من قال نعم ، فقد جانب الصواب من وجهة نظري !!!!!!
شاركوا برأيكم يرحمكم الله .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
السلام عليكم
معنى الجملة صحيح ...لكن ما دمت أشرت بأنها لا تصح فقد يكون الخطأ في المفردات المستعملة في الجملة
فاسمح لي أن أقول أن معنى الجملة صحيح حتى أستفزك و أستخرج منك بعض الدرر
معنى الجملة صحيح ...لكن ما دمت أشرت بأنها لا تصح فقد يكون الخطأ في المفردات المستعملة في الجملة
فاسمح لي أن أقول أن معنى الجملة صحيح حتى أستفزك و أستخرج منك بعض الدرر
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14397
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
انتظر ردك فمن المؤكد ان القرآن صالح لكل زمان و لكل مكان والله اعلم.
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12454
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
أحسنتم أحسن الله اليكم ونفع بكم ، أنتم تدركون جيدا أنه لا يجوز بحال اخفاء العلم ، ولكن لنترك بعض الاخوة والاخوات يبدون آراءهم لعلهم يفيدوننا في هذا الشأن .ibn_al_sa7aba كتب:السلام عليكم
معنى الجملة صحيح ...لكن ما دمت أشرت بأنها لا تصح فقد يكون الخطأ في المفردات المستعملة في الجملة
فاسمح لي أن أقول أن معنى الجملة صحيح حتى أستفزك و أستخرج منك بعض الدرر
لنا عودة باذن الله لنقول رأينا فلعله يكون صائبا وبالتالي ينفعنا الله بحسنة ربما تكون حاجزا بيننا والنار والعياذ بالله .
فالى لقاء قريب باذن الله تعالى .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
هذا رأيك وأنا أحترمه ، وردنا سيأتي باذن الله وأرجو أن يكون صائبا .hend كتب:انتظر ردك فمن المؤكد ان القرآن صالح لكل زمان و لكل مكان والله اعلم.
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
يمكن ان التركيب فيه خطأ اذ لا يجوز العطف بهذه الطريقة
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12454
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
تمعني جيدا الالفاظ ومناطها اللغوي ، ومن اجتهد وأصاب فله .....hend كتب:يمكن ان التركيب فيه خطأ اذ لا يجوز العطف بهذه الطريقة
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
طال بنا الانتظار فما هو الصواب بارك الله فيك.
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12454
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
hend كتب:طال بنا الانتظار فما هو الصواب بارك الله فيك.
- الكود:
الصبر نصف الجواب كما يقولون ، تمهلي قليلا لتحصل الفائدة لاكثر ما يكون من الاخوة والاخوات .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
hend كتب: والله اعلم........
تحب تقول الي ممكن ماهوش صالح لكل زمان و لكل مكان
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16000
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
abouhayder كتب:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
أما بعد :
هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
من قال نعم ، فقد جانب الصواب من وجهة نظري !!!!!!
شاركوا برأيكم يرحمكم الله .
قد تقصد أن المسألة ليست موضع شك
و إن قلنا نعم
نكون قد فكرنا في المسألة
حيث يجب أن لا نفكر
--------------------
و قد تقصد أن مفرد يصلح قد لا يجوز استعماله
في هذه الحالة
---------------------
و الأجوبة عن سؤالك
ستكون مختلفة حسب اختلاف مآرب و مشارب من تسأل
أنظر مثلا إجابة هند الأولى
عندما أردفت ب الله أعلم
فماذا لو سألت
ماكاين
أو شاؤول مفاز
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16000
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
والله اعلم.
الله أعلم، والله العالم، والله عالم، كلها جمل صحيحة يوصف بها الرب سبحانه. فهو سبحانه العالم بكل شيء، وهو العليم بكل شيء، وهو عالم بأحوال الخلائق كلها، وهو أعلم من خلقه بكل شيء، كما قال سبحنه: {أليس الله بأعلم بالشاكرين (53)} [الأنعام]. وقال تعالى: {إن الله بكل شيء عليمِ (62)} [العنكبوت] ، وقال سبحانه: {عالم الغيب والشهادة (73)} [الأنعام] والآيات في هذا المعنى كثيرة
و فوق كل ذي علم عليم
(وما أُوتيتم من العلم إلا قليلاً )
و لو تكلم كل واحد على علم لما انتشر سوء الفهم عن الله و رسوله
عدل سابقا من قبل ibn_al_sa7aba في السبت 25 أكتوبر - 21:34 عدل 1 مرات
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14397
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
لا اشك في صلاحية القرآن وكلمة الله اعلم للتأكيد وليس للتشكيك
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12454
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
hayfa كتب:hend كتب: والله اعلم........
تحب تقول الي ممكن ماهوش صالح لكل زمان و لكل مكان
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- الكود:
ليس كذلك يا امبراطورة ، لو عدت قليلا الى السؤال الاول فستجدين أنني قلت " من وجهة نظري" ووجهة النظر تكون نسبية أبدا .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
abouhayder كتب:hayfa كتب:hend كتب: والله اعلم........
تحب تقول الي ممكن ماهوش صالح لكل زمان و لكل مكان
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- الكود:
ليس كذلك يا امبراطورة ، لو عدت قليلا الى السؤال الاول فستجدين أنني قلت " من وجهة نظري" ووجهة النظر تكون نسبية أبدا .
هذه الجملة ليست موجهة لك يا ابا حيدر
و انما للأخت هند
و قد أجابت مشكورة
و إن كنت غير مقتنعة تماما بما قالت
أما أنت فأجابتي لك في الأعلى و أنتظر ردك
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16000
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
hayfa كتب:abouhayder كتب:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
أما بعد :
هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
من قال نعم ، فقد جانب الصواب من وجهة نظري !!!!!!
شاركوا برأيكم يرحمكم الله .
قد تقصد أن المسألة ليست موضع شك
و إن قلنا نعم
نكون قد فكرنا في المسألة
حيث يجب أن لا نفكر
--------------------
و قد تقصد أن مفرد يصلح قد لا يجوز استعماله
في هذه الحالة
---------------------
و الأجوبة عن سؤالك
ستكون مختلفة حسب اختلاف مآرب و مشارب من تسأل
أنظر مثلا إجابة هند الأولى
عندما أردفت ب الله أعلم
فماذا لو سألت
ماكاين
أو شاؤول مفاز
- الكود:
لو تمعنا في كلمة صالح فسنجد أن هذه الكلمة تحتمل أنه بمرور الوقت " يعتريها" بعض الفتور والوهن ولنضرب على ذلك مثلا ولله المثل الاعلى : هل يوجد شيء في الدنيا يبقى صالحا الى أبد الآبدين ؟؟؟ طبعا ينسحب الكلام على المادة وليس على كلام الله فكلام الله صفة من صفاته جل وعلا ولكن بحثنا يتعلق بالمناط اللغوي ، أظنني لم أستطع أن أوصل المعنى .
لنرى .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
اصبحت كلمة الله اعلم تقرن بالتشكيك وبالخطأ واظنك يا هيفاء قد نسيتي انه مهما بلغت بنا المعرفة فالله اعلم. والله اعلم
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12454
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
hend كتب:لا اشك في صلاحية القرآن وكلمة الله اعلم للتأكيد وليس للتشكيك
- الكود:
انتبهي جيدا لبعض الالفاظ ، فكلمة الاصلاح تنسحب على اصلاح البشر وكلمة تصليح تنسحب على تصليح المادة .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
hend كتب:اصبحت كلمة الله اعلم تقرن بالتشكيك وبالخطأ واظنك يا هيفاء قد نسيتي انه مهما بلغت بنا المعرفة فالله اعلم. والله اعلم
لم تصبح يا أخت هند بل هي دائما كذالك لغة
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16000
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
abouhayder كتب:hayfa كتب:abouhayder كتب:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
أما بعد :
هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
من قال نعم ، فقد جانب الصواب من وجهة نظري !!!!!!
شاركوا برأيكم يرحمكم الله .
قد تقصد أن المسألة ليست موضع شك
و إن قلنا نعم
نكون قد فكرنا في المسألة
حيث يجب أن لا نفكر
--------------------
و قد تقصد أن مفرد يصلح قد لا يجوز استعماله
في هذه الحالة
---------------------
و الأجوبة عن سؤالك
ستكون مختلفة حسب اختلاف مآرب و مشارب من تسأل
أنظر مثلا إجابة هند الأولى
عندما أردفت ب الله أعلم
فماذا لو سألت
ماكاين
أو شاؤول مفاز
- الكود:
لو تمعنا في كلمة صالح فسنجد أن هذه الكلمة تحتمل أنه بمرور الوقت " يعتريها" بعض الفتور والوهن ولنضرب على ذلك مثلا ولله المثل الاعلى : هل يوجد شيء في الدنيا يبقى صالحا الى أبد الآبدين ؟؟؟ طبعا ينسحب الكلام على المادة وليس على كلام الله فكلام الله صفة من صفاته جل وعلا ولكن بحثنا يتعلق بالمناط اللغوي ، أظنني لم أستطع أن أوصل المعنى .
لنرى .
بل أبلغت يا حكيمنا
و بكل وضوح
يرحم الله والديك
و بكل وضوح
يرحم الله والديك
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16000
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
ibn_al_sa7aba كتب:والله اعلم.
الله أعلم، والله العالم، والله عالم، كلها جمل صحيحة يوصف بها الرب سبحانه. فهو سبحانه العالم بكل شيء، وهو العليم بكل شيء، وهو عالم بأحوال الخلائق كلها، وهو أعلم من خلقه بكل شيء، كما قال سبحنه: {أليس الله بأعلم بالشاكرين (53)} [الأنعام]. وقال تعالى: {إن الله بكل شيء عليمِ (62)} [العنكبوت] ، وقال سبحانه: {عالم الغيب والشهادة (73)} [الأنعام] والآيات في هذا المعنى كثيرة
و فوق كل ذي علم عليم
(وما أُوتيتم من العلم إلا قليلاً )
و بالتالي و من البديهي فإننا لا نعلم علم الله
و يمكن أن أفهم من كلام هند
أنها تضع فرضية
أن القرآن الكريم غير صالح لكل مكان و زمان
و الله الأعلم
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16000
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
abouhayder كتب:hend كتب:لا اشك في صلاحية القرآن وكلمة الله اعلم للتأكيد وليس للتشكيك
- الكود:
انتبهي جيدا لبعض الالفاظ ، فكلمة الاصلاح تنسحب على اصلاح البشر وكلمة تصليح تنسحب على تصليح المادة .
استعملت كلمة صلاحية و هي مشتقة من صلح
وبخصوص تفسيرك لصلاح القرآن لا اجد كلمة تادي المعنى.
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12454
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
يا هيفاء ممكن تعطيني تفسير الله اعلم في اللغة
:rendeer:
:rendeer:
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12454
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
كنت أود أن يعقب على الموضوع عديد الاخوة لجهة أن تحصل لهم باذن الله الفائدة ، ولكن لا تثريب عليهم .hend كتب:يا هيفاء ممكن تعطيني تفسير الله اعلم في اللغة
:rendeer:
أما عن الاجابة عن السؤال :
هل القرآن صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟؟؟
فجوابه كالتالي :
***********
*********************
**********************
*********************
*********************
************************
***********************
*************************
************************
**********************
************************
***********************
***********************
*************************
*************************
*************************
*************************
***************************
القرآن يصلح الزمان والمكان .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: هل القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ؟؟؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين.
وبعد..
فإن من تمام النعمة على الناس ومن مظاهر حكمة الله تعالى في خلقه بعد أن تخطى العقل البشري دور الطفولة وتهيأ الفكر للتدرج في مراقي الحياة. أن يكون الإسلام هو الدين الذي يتعهد الله به بني الإنسان والشريعة التي يختتم بها شرائعه الأولى.
فلا غرو أن كان تشريعا محكم الأساس وطيد البنيان كامل النظام سامي الأغراض وافيا بحاجات الأفراد والجماعات صالحا للتطبيق في كل زمان ومكان وكيف لا تتسع الشريعة الإسلامية لشئون الناس وهي شريعة الخلود شريعة كتب لها أن تكون خاتمة الشرائع السماوية فلا شريعة بعدها ولا رسالة تخلف رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولا وحي يمكن أن يكون بعد الذي أنزل عليه كما قال تعالى :{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.
وليس لأحد أن يشرع غير الله تعالى حتى الأنبياء فإنهم مبلغون عن الله واجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم واجتهاد أصحابه ليس تشريعا بل هو فهم للكتاب والسنة وتطبيق لمبادئ الدين ولذلك انتهى التشريع بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ابتدأ الفقه يستمد مضمونه من التشريع فشريعة الإسلام هي شريعة السماء الخالدة إلى أهل الأرض ما بقيت وما بقي الناس حتى يوم الدين.
ومن أجل ذلك وجب أن تكون وافية بجميع الأحكام والقوانين التي تحتاج إليها الأمم في تدبير شئونها وتنظيم حياتها صالحة لمسايرة هذه الحياة في جميع تطوراتها ومراحل تقدمها ورُقِيِّها تزودها في كل عصر وكل جيل بما يكفل لها السعادة ويسبغ عليها السلام والأمن وهذا ما يشهد به قوله تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله".
وليس معنى أن القرآن تبيان لكل شيء وأنه أحاط بجزيئات الوقائع والحوادث ونص على تفاصيل أحكامها فإن الواقع يشهد بأن في الأغلب لم يعرض لهذه التفاصيل ولم يعن بالجزيئات وإنما أتت الأحكام في صورة قوانين عامة ومبادئ كلية يمكن تحكيمها في كل ما يعرض للناس في حياتهم اليومية فهي قوانين محكمة ثابتة لا تختلف ولا يسوغ الإخلال بشيء منها وعامة كلية يمكن أن تتمشى مع اختلاف الظروف والأحوال.
فالقرآن الذي هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي تبيان لكل شيء من حيث أنه قد أحاط بجميع الأحوال والقواعد التي لابد منها في كل قانون وأي نظام وذلك كوجوب العدل والمساواة والشورى ورفع الحرج ودفع الضرر ورعاية الحقوق لأصحابها وأداء الأمانات إلى أهلها والرجوع بمهام الأمور إلى أهل الذكر والاختصاص.
وما إلى ذلك من المباد العامة التي لا يستطيع أن يشذ عنها قانون يراد به صلاح الأمم وإسعادها.
وقد تضافرت النصوص الإسلامية وعلم من الدين بالضرورة عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى :{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} وقال :{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً}.
لهذا قام محمد رسول الله بتبليغ هذه الرسالة إلى من استطاع تبليغهم من الأمم متمثلين في الحكام كهرقل إمبراطور الروم وكسرى ملك الفرس والنجاشي ملك الحبشة وغيرهم تاركا لخلفائه من بعده القيام بتبليغ الدعوة إلى بقية الأمم.
وقد اهتدى بعض تلك الأمم فآمن بدعوته إنصافا للحق كما أنصفه من اتبعه من قومه.
حكمة انبعاث الإسلام من جزيرة العرب:
كان سكان تلك الجزيرة خليطا على عقائد متباينة وأديان مختلفة فمن عبدة الأوثان إلى عبدة الجن والملائكة إلى معتنقي المجوسية إلى اليهود والنصارى من أهل الكتاب فإذا جاء الإسلام في هذه البقعة ليرد الناس جميعا إلى الدين الحق.
استطاع أن يحاج العقائد جميعها متمثلة في هذا الخليط من أهل الأديان والنحل المختلفة.
وكان من السهل على حامل تلك الدعوة ومبلغها على ضوء هدايته محاجة العقائد في سائر الأمم والشعوب.
يضاف إلى هذا أن أهل المنطقة كانوا متفككي الروابط كثيري المشاحنات فهم أحوج ما يكون إلى من يجمع كلمتهم.
على أن الإسلام لم يكن بدعا في انبعاثه من هذه المنطقة. فقد انبعث منها ومما حولها سائر الأديان السماوية ومنها شريعتا موسى وعيسى عليهما السلام.
النواحي التي تناولها التشريع الإسلامي:
جاء الإسلام موجها لاستصلاح الناس فيما يتعلق بشئونهم في دينهم ودنياهم، واعتبر الإسلام كل عمل من أعمال الخير عبادة ودعا الإنسان إلى أن يستعمل نعمة الله في تحسين العلاقات بينه وبين الناس ابتغاء لمرضاة الله مع المحافظة على حقوقه نفسه ومن يلوذون به.
وحث على العمل والكفاح لكسب العيش مقترنا بالعمل للآخرة فقد علم الإسلام معتنقيه أن كل عمل من أعمال الدنيا من صميم الدين مادام الباعث عليه حب الخير والحرص على الإنتاج الصالح النافع ومصلحة الجماعة وأن العبادة إذا شغلت عن إصلاح شئون الدنيا والعمل المنتج فيها فليست بعبادة وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى رجلا منقطعا للنسك والزهد وسمع من أصحابه ثناء عاطرا عليه من تلك الناحية فقال لهم: "من ينفق عليه؟". قالوا أخوه. فقال: "أخوه أعبد منه".
وفي هذا المعنى الكثير من الآثار الإسلامية التي ألهبت جذوة النشاط والسعي الكادح بين المسلمين في شئون الدنيا النافعة ليتقربوا بذلك إلى الله سبحانه ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصوم ولا الصلاة قيل فما يكفرها يا رسول الله قال الهموم في طلب العيش".
ولذا فإن مفهوم كلمة دين في القرآن الذي عبر عن الإسلام بالدين في قوله تعالى :{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} تشمل صلة الإنسان بربه وصلته بنفسه وصلته بالغير فالدين الإسلامي ينظم سلوك الناس ويهذب أساليب تعاملهم بحيث لا يكون في النفوس سبيل إلى التظالم ولا أثر للضغائن والأحقاد.
ولهذا قال الباحثون في التشريع الإسلامي إنه يرجع إلى ثلاث نواح.
1_ الأحكام الاعتقادية.
2_ الأحكام الخُلقية.
3_ الأحكام العملية.
وإليك صورة موجزة عن كل ناحية منها:
أولا: الأحكام الاعتقادية:
المراد بالأحكام الاعتقادية معرفة ما يتعلق بالله وصفاته وبالرسل الذين أرسلهم إلى خلقه وشئون اليوم الآخر.
وقد أفرد علماء المسلمين علما خاصا به يسمى علم الكلام أو علم التوحيد.
ثانيا: الأحكام الخُلقية:
المراد بها بيان ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من الصفات التي ينتج عنها صدور الأفعال الخيرة بسهولة كالحلم والصفح والتواضع ولِين الجانب وتطهير النفس من الغل والحقد والحسد وما إلى ذلك وهي صفات منبثة في ثنايا القرآن الكريم والسنة النبوية.
وهذه الناحية تعتبر دعامة أصيلة في توجيه الإسلام وهي الأساس لانقياد النفوس للعمل بما جاءت به الشريعة الإسلامية من الأحكام التي تنظم علاقات الناس وتحول بينهم وبين البغي والأثرة اللذين يورثان نيران العداوة والبغضاء ويشيعان الفساد في الأرض.
وقد تدرك جانبا من ذلك التوجيه الخلقي العظيم فيما أدركه منذ بدء دعوة الإسلام رجل من أتباعه وقف موقفا بين يدي نجاشي الحبشة فدعاه الموقف إلى أن يسرد نواحي التوجيه البارزة في دعوة محمد بقضائه على ما كان شائعا بينهم من مفاسد خلقية إذ يقول: "كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة فصدقناه وآمنا به".
ولا غرو فقد كان محمد حامل الرسالة الإسلامية أول من تخلَّق بأخلاقها فلقد هذبه الله وقوم خلقه ووصفه بأنه على خلق عظيم ولهذا روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أدبني ربي فأحسن تأديبي". وروي أيضا أنه قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
ثالثا: الأحكام العملية:
ويراد بها ما يتصل بأعمال المكلفين في عباداتهم لربهم وتعاملهم فيما بينهم أفرادا وجماعات.
وتقع هذه الناحية في آخر مراتب التشريع كما هو التدرج الطبيعي فإنه بعد أن استصلح العقائد والأخلاق تمهيدا لاستصلاح هذه الناحية عقب بها لينقاد المسلمون إلى تقبل الأحكام العملية المتعلقة بما يصدر عن الشخص المكلف من أقوال وأفعال وتصرفات فعرفهم من هو المكلف الذي يخاطب بأحكام الشريعة ويلزم بها وما هي العوارض التي تؤثر على الشخص فتجعله غير مكلف كما بين لهم الصحيح والباطل في تصرفاتهم والحلال والحرام في أعمالهم واتصالاتهم أفرادا وجماعات.
كما تناول أحكام العبادات التي يتقربون إلى الله بها من طهارة وصلاة وصوم وزكاة وحج.
وأشار إلى ما يجب في تملك الأموال من حقوق نحو الفرد ونحو المجتمع وما ينبغي أن يكون عليه التعاقد في ضوء تعاليم الإسلام.
كما أشار إلى النظم التي تحكم الأسرة من كافة نواحيها وتوضح علاقاتها في حياة الأفراد وبعد مماتهم.
وبيَّن الجرائم والجنايات وما يقابل ذلك من عقاب وجزاء.
كما أشار إلى نظام الحكم والتقاضي وطرق إثبات الدعاوى وتنفيذ الأحكام إلى غير ذلك من شئون الحياة.
النزعة الجماعية في التشريع الإسلامي:
عني التشريع الإسلامي بصالح كل من الفرد والمجتمع ولكنه آثر صالح المجتمع على صالح الفرد وبذا حق أن يوصف بأن نزعته جماعية يوضح هذا أنه يعمل على الحد من سلطان الفرد إذا أساء استعمال حقه فأضر بغيره.
فحقوق الأفراد في الإسلام منح إلهية قيدت بمراعاة الصالح العام وعدم الإضرار بالآخرين فلهذا يمنع المرء من عمل هو في الأصل مباح له إذا ترتب عليه إضرار بغيره لأن المصالح العامة مقدمة على المصالح الخاصة ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم روي عنه أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار".
ومعنى هذا أنه يجب مقاومة كل عمل يترتب عليه الإضرار بالآخرين وإن كان في الأصل مباحا.
وهناك أحاديث تورد بعض تفصيلات لهذه القاعدة كنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيع أحد على بيع أخيه أو يخطب على خطبته إلا أن يأذن له ومن هذا جاء تشريع الشفعة فإنه حد من حرية المتبايعين وتقييد له يمنع ضرر الشريك أو الجار.
وعدم المضارة بالأفراد الآخرين مما يوفر الطمأنينة ويحقق ناحية من السعادة وفي هذا صلاح للمجتمع أيضا.
وهذه النظرة الجماعية نظرة إصلاحية عامة وهامة تبين ما في الإسلام من أحقية وخلود.
مميزات التشريع الإسلامي:
تبين لنا من نظرة الإسلام الجماعية أنه دين إنساني جدير بالخلود والبقاء وأنه يثبت جدارته بذلك على مر الأيام لما فيه من دعائم ثابتة وبنيان محكم متين وهذا يثبت لك ما يشتمل عليه التشريع الإسلامي من مطالب البشر وحاجات الناس مما يدعو إلى وجوب التمسك بأهدابه والاحتكام إليه فيما دق وجل فإن كل من تأمل فيه يقف على مدى مكانته في معالجة شئون العالم.
فالتشريع الإسلامي وهو خاتم الشرائع السماوية وأمها من عند الله علام الغيوب المنزه عن الخطأ والهوى.
فهو تشريع يحيط بكل شئون الناس وحاجاتهم دون قصور أو زيغ بخلاف القوانين التي هي من وضع الناس وتفكيرهم المحدود الذي من شأنه أن يتحكم فيه الهوى أو يشتمل على نقص في المقدمات وأسباب الأحكام لهذا كان التشريع الإسلامي بما يشتمل عليه من التوجيه الروحي والتهذيب النفسي يربي يقظة الضمير والانتفاع بتوجيه القلب الطاهر الذي أصلحته تلك التوجيهات فهو ينبعث بصفاته إلى حب الخير وجلب النفع ومقاومة الشر.
بخلاف قوانين البشر فإنها مقصورة على التوجيه من ناحية الإرهاب والعقاب فكأنما يساق بها الناس سوق الدواب من غير توجيه ضمير إنساني ولا انبعاث خلقي.
يتبع ..
وبعد..
فإن من تمام النعمة على الناس ومن مظاهر حكمة الله تعالى في خلقه بعد أن تخطى العقل البشري دور الطفولة وتهيأ الفكر للتدرج في مراقي الحياة. أن يكون الإسلام هو الدين الذي يتعهد الله به بني الإنسان والشريعة التي يختتم بها شرائعه الأولى.
فلا غرو أن كان تشريعا محكم الأساس وطيد البنيان كامل النظام سامي الأغراض وافيا بحاجات الأفراد والجماعات صالحا للتطبيق في كل زمان ومكان وكيف لا تتسع الشريعة الإسلامية لشئون الناس وهي شريعة الخلود شريعة كتب لها أن تكون خاتمة الشرائع السماوية فلا شريعة بعدها ولا رسالة تخلف رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولا وحي يمكن أن يكون بعد الذي أنزل عليه كما قال تعالى :{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.
وليس لأحد أن يشرع غير الله تعالى حتى الأنبياء فإنهم مبلغون عن الله واجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم واجتهاد أصحابه ليس تشريعا بل هو فهم للكتاب والسنة وتطبيق لمبادئ الدين ولذلك انتهى التشريع بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ابتدأ الفقه يستمد مضمونه من التشريع فشريعة الإسلام هي شريعة السماء الخالدة إلى أهل الأرض ما بقيت وما بقي الناس حتى يوم الدين.
ومن أجل ذلك وجب أن تكون وافية بجميع الأحكام والقوانين التي تحتاج إليها الأمم في تدبير شئونها وتنظيم حياتها صالحة لمسايرة هذه الحياة في جميع تطوراتها ومراحل تقدمها ورُقِيِّها تزودها في كل عصر وكل جيل بما يكفل لها السعادة ويسبغ عليها السلام والأمن وهذا ما يشهد به قوله تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله".
وليس معنى أن القرآن تبيان لكل شيء وأنه أحاط بجزيئات الوقائع والحوادث ونص على تفاصيل أحكامها فإن الواقع يشهد بأن في الأغلب لم يعرض لهذه التفاصيل ولم يعن بالجزيئات وإنما أتت الأحكام في صورة قوانين عامة ومبادئ كلية يمكن تحكيمها في كل ما يعرض للناس في حياتهم اليومية فهي قوانين محكمة ثابتة لا تختلف ولا يسوغ الإخلال بشيء منها وعامة كلية يمكن أن تتمشى مع اختلاف الظروف والأحوال.
فالقرآن الذي هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي تبيان لكل شيء من حيث أنه قد أحاط بجميع الأحوال والقواعد التي لابد منها في كل قانون وأي نظام وذلك كوجوب العدل والمساواة والشورى ورفع الحرج ودفع الضرر ورعاية الحقوق لأصحابها وأداء الأمانات إلى أهلها والرجوع بمهام الأمور إلى أهل الذكر والاختصاص.
وما إلى ذلك من المباد العامة التي لا يستطيع أن يشذ عنها قانون يراد به صلاح الأمم وإسعادها.
وقد تضافرت النصوص الإسلامية وعلم من الدين بالضرورة عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى :{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} وقال :{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً}.
لهذا قام محمد رسول الله بتبليغ هذه الرسالة إلى من استطاع تبليغهم من الأمم متمثلين في الحكام كهرقل إمبراطور الروم وكسرى ملك الفرس والنجاشي ملك الحبشة وغيرهم تاركا لخلفائه من بعده القيام بتبليغ الدعوة إلى بقية الأمم.
وقد اهتدى بعض تلك الأمم فآمن بدعوته إنصافا للحق كما أنصفه من اتبعه من قومه.
حكمة انبعاث الإسلام من جزيرة العرب:
كان سكان تلك الجزيرة خليطا على عقائد متباينة وأديان مختلفة فمن عبدة الأوثان إلى عبدة الجن والملائكة إلى معتنقي المجوسية إلى اليهود والنصارى من أهل الكتاب فإذا جاء الإسلام في هذه البقعة ليرد الناس جميعا إلى الدين الحق.
استطاع أن يحاج العقائد جميعها متمثلة في هذا الخليط من أهل الأديان والنحل المختلفة.
وكان من السهل على حامل تلك الدعوة ومبلغها على ضوء هدايته محاجة العقائد في سائر الأمم والشعوب.
يضاف إلى هذا أن أهل المنطقة كانوا متفككي الروابط كثيري المشاحنات فهم أحوج ما يكون إلى من يجمع كلمتهم.
على أن الإسلام لم يكن بدعا في انبعاثه من هذه المنطقة. فقد انبعث منها ومما حولها سائر الأديان السماوية ومنها شريعتا موسى وعيسى عليهما السلام.
النواحي التي تناولها التشريع الإسلامي:
جاء الإسلام موجها لاستصلاح الناس فيما يتعلق بشئونهم في دينهم ودنياهم، واعتبر الإسلام كل عمل من أعمال الخير عبادة ودعا الإنسان إلى أن يستعمل نعمة الله في تحسين العلاقات بينه وبين الناس ابتغاء لمرضاة الله مع المحافظة على حقوقه نفسه ومن يلوذون به.
وحث على العمل والكفاح لكسب العيش مقترنا بالعمل للآخرة فقد علم الإسلام معتنقيه أن كل عمل من أعمال الدنيا من صميم الدين مادام الباعث عليه حب الخير والحرص على الإنتاج الصالح النافع ومصلحة الجماعة وأن العبادة إذا شغلت عن إصلاح شئون الدنيا والعمل المنتج فيها فليست بعبادة وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى رجلا منقطعا للنسك والزهد وسمع من أصحابه ثناء عاطرا عليه من تلك الناحية فقال لهم: "من ينفق عليه؟". قالوا أخوه. فقال: "أخوه أعبد منه".
وفي هذا المعنى الكثير من الآثار الإسلامية التي ألهبت جذوة النشاط والسعي الكادح بين المسلمين في شئون الدنيا النافعة ليتقربوا بذلك إلى الله سبحانه ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصوم ولا الصلاة قيل فما يكفرها يا رسول الله قال الهموم في طلب العيش".
ولذا فإن مفهوم كلمة دين في القرآن الذي عبر عن الإسلام بالدين في قوله تعالى :{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} تشمل صلة الإنسان بربه وصلته بنفسه وصلته بالغير فالدين الإسلامي ينظم سلوك الناس ويهذب أساليب تعاملهم بحيث لا يكون في النفوس سبيل إلى التظالم ولا أثر للضغائن والأحقاد.
ولهذا قال الباحثون في التشريع الإسلامي إنه يرجع إلى ثلاث نواح.
1_ الأحكام الاعتقادية.
2_ الأحكام الخُلقية.
3_ الأحكام العملية.
وإليك صورة موجزة عن كل ناحية منها:
أولا: الأحكام الاعتقادية:
المراد بالأحكام الاعتقادية معرفة ما يتعلق بالله وصفاته وبالرسل الذين أرسلهم إلى خلقه وشئون اليوم الآخر.
وقد أفرد علماء المسلمين علما خاصا به يسمى علم الكلام أو علم التوحيد.
ثانيا: الأحكام الخُلقية:
المراد بها بيان ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من الصفات التي ينتج عنها صدور الأفعال الخيرة بسهولة كالحلم والصفح والتواضع ولِين الجانب وتطهير النفس من الغل والحقد والحسد وما إلى ذلك وهي صفات منبثة في ثنايا القرآن الكريم والسنة النبوية.
وهذه الناحية تعتبر دعامة أصيلة في توجيه الإسلام وهي الأساس لانقياد النفوس للعمل بما جاءت به الشريعة الإسلامية من الأحكام التي تنظم علاقات الناس وتحول بينهم وبين البغي والأثرة اللذين يورثان نيران العداوة والبغضاء ويشيعان الفساد في الأرض.
وقد تدرك جانبا من ذلك التوجيه الخلقي العظيم فيما أدركه منذ بدء دعوة الإسلام رجل من أتباعه وقف موقفا بين يدي نجاشي الحبشة فدعاه الموقف إلى أن يسرد نواحي التوجيه البارزة في دعوة محمد بقضائه على ما كان شائعا بينهم من مفاسد خلقية إذ يقول: "كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة فصدقناه وآمنا به".
ولا غرو فقد كان محمد حامل الرسالة الإسلامية أول من تخلَّق بأخلاقها فلقد هذبه الله وقوم خلقه ووصفه بأنه على خلق عظيم ولهذا روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أدبني ربي فأحسن تأديبي". وروي أيضا أنه قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
ثالثا: الأحكام العملية:
ويراد بها ما يتصل بأعمال المكلفين في عباداتهم لربهم وتعاملهم فيما بينهم أفرادا وجماعات.
وتقع هذه الناحية في آخر مراتب التشريع كما هو التدرج الطبيعي فإنه بعد أن استصلح العقائد والأخلاق تمهيدا لاستصلاح هذه الناحية عقب بها لينقاد المسلمون إلى تقبل الأحكام العملية المتعلقة بما يصدر عن الشخص المكلف من أقوال وأفعال وتصرفات فعرفهم من هو المكلف الذي يخاطب بأحكام الشريعة ويلزم بها وما هي العوارض التي تؤثر على الشخص فتجعله غير مكلف كما بين لهم الصحيح والباطل في تصرفاتهم والحلال والحرام في أعمالهم واتصالاتهم أفرادا وجماعات.
كما تناول أحكام العبادات التي يتقربون إلى الله بها من طهارة وصلاة وصوم وزكاة وحج.
وأشار إلى ما يجب في تملك الأموال من حقوق نحو الفرد ونحو المجتمع وما ينبغي أن يكون عليه التعاقد في ضوء تعاليم الإسلام.
كما أشار إلى النظم التي تحكم الأسرة من كافة نواحيها وتوضح علاقاتها في حياة الأفراد وبعد مماتهم.
وبيَّن الجرائم والجنايات وما يقابل ذلك من عقاب وجزاء.
كما أشار إلى نظام الحكم والتقاضي وطرق إثبات الدعاوى وتنفيذ الأحكام إلى غير ذلك من شئون الحياة.
النزعة الجماعية في التشريع الإسلامي:
عني التشريع الإسلامي بصالح كل من الفرد والمجتمع ولكنه آثر صالح المجتمع على صالح الفرد وبذا حق أن يوصف بأن نزعته جماعية يوضح هذا أنه يعمل على الحد من سلطان الفرد إذا أساء استعمال حقه فأضر بغيره.
فحقوق الأفراد في الإسلام منح إلهية قيدت بمراعاة الصالح العام وعدم الإضرار بالآخرين فلهذا يمنع المرء من عمل هو في الأصل مباح له إذا ترتب عليه إضرار بغيره لأن المصالح العامة مقدمة على المصالح الخاصة ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم روي عنه أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار".
ومعنى هذا أنه يجب مقاومة كل عمل يترتب عليه الإضرار بالآخرين وإن كان في الأصل مباحا.
وهناك أحاديث تورد بعض تفصيلات لهذه القاعدة كنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيع أحد على بيع أخيه أو يخطب على خطبته إلا أن يأذن له ومن هذا جاء تشريع الشفعة فإنه حد من حرية المتبايعين وتقييد له يمنع ضرر الشريك أو الجار.
وعدم المضارة بالأفراد الآخرين مما يوفر الطمأنينة ويحقق ناحية من السعادة وفي هذا صلاح للمجتمع أيضا.
وهذه النظرة الجماعية نظرة إصلاحية عامة وهامة تبين ما في الإسلام من أحقية وخلود.
مميزات التشريع الإسلامي:
تبين لنا من نظرة الإسلام الجماعية أنه دين إنساني جدير بالخلود والبقاء وأنه يثبت جدارته بذلك على مر الأيام لما فيه من دعائم ثابتة وبنيان محكم متين وهذا يثبت لك ما يشتمل عليه التشريع الإسلامي من مطالب البشر وحاجات الناس مما يدعو إلى وجوب التمسك بأهدابه والاحتكام إليه فيما دق وجل فإن كل من تأمل فيه يقف على مدى مكانته في معالجة شئون العالم.
فالتشريع الإسلامي وهو خاتم الشرائع السماوية وأمها من عند الله علام الغيوب المنزه عن الخطأ والهوى.
فهو تشريع يحيط بكل شئون الناس وحاجاتهم دون قصور أو زيغ بخلاف القوانين التي هي من وضع الناس وتفكيرهم المحدود الذي من شأنه أن يتحكم فيه الهوى أو يشتمل على نقص في المقدمات وأسباب الأحكام لهذا كان التشريع الإسلامي بما يشتمل عليه من التوجيه الروحي والتهذيب النفسي يربي يقظة الضمير والانتفاع بتوجيه القلب الطاهر الذي أصلحته تلك التوجيهات فهو ينبعث بصفاته إلى حب الخير وجلب النفع ومقاومة الشر.
بخلاف قوانين البشر فإنها مقصورة على التوجيه من ناحية الإرهاب والعقاب فكأنما يساق بها الناس سوق الدواب من غير توجيه ضمير إنساني ولا انبعاث خلقي.
يتبع ..
foued- مشرف
- عدد المساهمات : 8063
العمر : 46
المكان : Lagos .. nigeria
نقاط تحت التجربة : 13393
تاريخ التسجيل : 07/11/2007
صفحة 1 من اصل 3 • 1, 2, 3
مواضيع مماثلة
» القرآن الكريم
» القرآن الكريم
» فضل تعلم القرآن الكريم
» اعجاز القرآن الكريم .
» أدعية من القرآن الكريم
» القرآن الكريم
» فضل تعلم القرآن الكريم
» اعجاز القرآن الكريم .
» أدعية من القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى