أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
+3
Shaker
hayfa
nourgafsa
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
عبد الحمن الداراني (توفي سنة 215هـ) هو أبو سليمان عبد الرحمن بن عطية الداراني من قرية داران إحدى قرى دمشق. من كلامه رضي الله عنه: "ربما تقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة". وقال: "إذا سكنت الدنيا في القلب رحلت منه الآخرة، وأفضل الأعمال خلاف هوى النفس، ولكل شىء صدأ وصدأ نور القلب شبع البطن". أحمد الدينوري (توفي سنة 340هـ) هو أبو العباس أحمد بن عمر الدينوري صحب يوسف بن الحسين وابن عطاء والجريري، وكان عالمًا فاضلا، ورد نيسابور وكان يعظ الناس، ويتكلم على لسان المعرفة، ثمّ ذهب الى سمرقند ومات بها. ومن كلامه رضي الله عنه: "لسان الظاهر لا يفيد حكم الباطن". يحيى بن معاذ الرازي (توفي سنة 258ه) هو أبو زكريا يحيى ابن معاذ الرازي الواعظ فريد عصره، له لسان في الرجاء وكلام في المعرفة، خرج الى بلخ وأقام فيها مدة، ثمّ رجع الى نيسابور. ومن كلامه رضي الله عنه: "كيف يكون زاهدا من لا ورع له، تورّع عما ليس لك ثم ازهد فيما لك". وقال: "الزهد ثلاثة أشياء: القلة والخلوة والجوع". يوسف بن الحسين الرازي (توفي سنة 304هـ) هو أبو يعقوب يوسف بن الحسين الرازي كان شيخ الري والجبال في وقته عالمًا أديبًا، وصحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشبي ورافق أبا سعيد الخراز. قال: "رأيت ءافات الصوفية في صحبة الأحداث، ومعاشرة الأضداد، ومرافقة النساء". أحمد بن محمد الروذباري (توفي سنة 322) هو أبو علي أحمد بن محمد الروذباري بغدادي أقام بمصر ومات فيها، صحب الجنيد والنوري، وكان أعلم المشايخ في الطريقة. وكان أستاذه في التصوف الجنيد، وفي الفقه أبو العباس بن شريح، وفي الأدب ثعلب، وفي الحديث ابراهيم الحربي. من كلامه رضي الله عنه: "من علامة الاغترار أن تسيء فيحسن الله اليك فتترك التوبة والإنابة توهّما أنّك تُسامح في الهفوات وترى أن ذلك من بسط الحق لك". وسئل عن التصوف فقال: "هذا مذهب كله جدّ فلا تخلطوه بشىء من الهزل". دلف الشبلي (247-334ه) وهو أبو بكر دلف بن جحدر الشبلي، بغدادي المولد، صحب الجنيد ومن في عصره من العلماء، وكان شيخ وقته حالا وظرفًا وعلمًا، مالكي المذهب وقبره ببغداد. كانت مجاهداته في بدايته فوق العادة، وقال أبو علي الدقاق عنه: "بلغني أنّه اكتحل بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم". محمد بن خفيف الشيرازي (276-371هـ) هو أبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي، صحب رويما والحريري وأحمد بن عطاء وغيرهم، كان شيخ الشيوخ وواحد زمانه. وسئل عن القرب فقال: "قربك منه تعالى (أي القرب المعنوي) بملازمة الموافقات". ودخل فقير على الشيخ أبي عبد الله بن خفيف الشيرازي فقال الفقير: بي وسوسة فقال الشيخ: عهدي بالصوفية يسخرون من الشيطان. عبد الله المرتعش (توفي سنة 329هـ) هو أبو محمد عبدالله بن محمد المرتعش النيسابوري من محلة الحيرة، صحب أبا حفص وأبا عثمان ولقي الجنيد وكان كبير الشأن، وكان يقيم في مسجد الشونيزية، وقد مات ببغداد. ومن كلامه رضي الله عنه: "الإرادة حبس النفس عن مرادها، والإقبال على أوامر الله تعالى، والرضا بموارد القضاء عليه". الفضيل بن عياض (105- 187هـ) هو أبو علي الفضيل بن عياض من ناحية مرو، وقيل ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد، ومات بمكة المكرمة في شهر المحرم. قال الفضيل بن موسى: "كان الفضيل ابن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينما هو يرتقي الجدار إليها سمع قارئًا يتلو قوله تعالى: {ألَم يأنِ للّذينَ ءامنوا أن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللهِ(16)} [سورة الحديد] فقال: يا رب قد ءان، فرجع فآواه الليل إلى خربة فاذا فيهم رفقة فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: حتى نصبح فان فضيلا على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمنهم، وجاور الحرم حتى مات". حمدون القصار (توفي سنة 271) هو أبو صالح حمدون ابن أحمد بن عمارة القصار النيسابوري، صحب أبا تراب النخشبي. قال رجل لأبي صالح أوصني فقال: "إن استطعت أن لا تغضب لشىء من الدنيا فافعل". وقال: "لا تُفش على أحد ما تحب أن يكون مستورا منك". الحارث المحاسبي (توفي سنة 243هـ) هو أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي لا نظير له في زمانه علمًا وورعًا ومعاملة وحالا، بصري الأصل مات ببغداد. قال الأستاذ أبو علي الدقاق: "كان الحارث المحاسبي إذا مدّ يده الى طعام فيه شبهة تحرّك على إصبعه عرق فكان يمتنع منه". وقال الحارث: "من صحح باطنه بالمراقبة والاخلاص زيّن الله ظاهره بالمجاهدة واتباع السنة". أحمد بن مسروق (توفي سنة 298هـ) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، من أهل طوس، سكن بغداد وصحب الحارث المحاسبي وسري السقطي، وتوفي في بغداد. ومن كلامه رضي الله عنه: "من راقب الله تعالى في خطرات قلبه عصمه الله تعالى في حركات جوارحه". وقال: "شجرة المعرفة تسقى بماء الفكر، وشجرة الغفلة تسقى بماء الجهل، وشجرة التوبة تسقى بماء الندامة، وشجرة المحبة تسقى بماء الاتفاق والموافقة". ذو النون المصري (توفي سنة 245هـ) هو أبو الفيض ذو النون ثوبان بن إبراهيم المصري، كان أبوه نوبيّا من نواحي مصر فائق الشأن وأوحد زمانه علمًا وورعًا وحالا وأدبا، سعوا به إلى المتوكل فاستحضره من مصر فلما دخل عليه وعظه فبكى المتوكل وردّه إلى مصر مكرمًا، وكان المتوكل إذا ذكر بين يديه أهل الورع يبكي ويقول: "إذا ذكر إليّ الورع فحيهلا لي بذي النون"، وكان ذو النون رجلا نحيفا تعلوه حمرة. ومن كلامه رضي الله عنه: "حب الجليل، واتباع التنزيل، وخوف التحويل والاستعداد للرحيل". وقال: "من علامات المحب لله عز وجل متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه". وسئل عن السفلة فقال: "من لا يعرفون الطريق إلى الله تعالى ولا يتعرفونه". وقال: "لا تسكن الحكمة معدة ملئت طعاما". سعيد المغربي (توفي سنة 373هـ) هو أبو عثمان سعيد بن سلام المغربي واحد زمانه، صحب ابن الكاتب وحبيب المغربي وأبا عمرو الزجاجي وغيرهم. مات بنيسابور، وأوصى بأن يصلي عليه أبو بكر بن فورك. ومن كلامه رضي الله عنه: "التقوى هي الوقوف على الحدود، لا يقصر فيها ولا يتعداها". وقال: "من آثر صحبة الأغنياء على مجالسة الفقراء ابتلاه الله تعالى بموت القلب". عسكر النخشبي (توفي سنة 245هـ) هو أبو تراب عسكر بن حصين النخشبي صحب حاتما الأصم، وأبا حاتم العطار المصري. ومن كلامه رضي الله عنه: "الفقير قوته ما وجده، ولباسه ما ستره، ومسكنه حيث نزل". وقال: "إذا صدق العبد في العمل وجد حلاوته قبل أن يعمله، فاذا أخلص وجد حلاوته ولذته وقت مباشرة العمل". جعفر بن نصر (253- 348هـ) هو أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر ولد ونشأ في بغداد، صحب الجنيد، وانتمى اليه، وصحب النوري ورويما وسمنون وغيرهم، ومات ببغداد. ومن كلامه رضي الله عنه: "إنما بين العبد والوجود أن تسكن التقوى قلبه، فإذا سكنت التقوى قلبه نزلت عليه بركات العلم وزالت عنه رغبة الدنيا". ابراهيم النصر ءاباذي (توفي سنة 369) هو أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصر ءاباذي شيخ خرسان في وقته صحب دلف الشبلي وأبا علي الروذباري والمرتعش وجاور بمكة المكرمة حرسها الله تعالى، وكان عالمًا بالحديث كثير الرواية. ومن كلامه رضي الله عنه: "إعلم أن الأمر والنهي باق، والتحليل والتحريم مخاطبون به، ولن يجترىء على الشبهات إلا من تعرّض للمحرمات". اسحاق النهرجوري (توفي سنة 330) هو أبو يعقوب إسحاق بن محمد النهرجوري (والنهرجور قرية قرب الأهواز) صحب أبا عمرو المكي وأبا يعقوب السوسي والجنيد وغيرهم، مات بمكة مجاورا. ومن كلامه رضي الله عنه: "الدنيا بحر، والآخرة ساحل، والمركب هو التقوى، والناس سفر"، وقال: "أفضل الأحوال ما قارن العلم". أحمد النوري (توفي سنة 295هـ) هو أبو الحسين أحمد بن محمد النوري، ولد ونشأ في بغداد، صحب سري السقطي وابن أبي الحواري وكان من أقران الجنيد رحمه الله، وكان كبير الشأن حسن المعاملة واللسان. ومن كلامه رضي الله عنه: "أعز الأشياء في زماننا شيئان: عالم يعمل بعمله، وعارف ينطق عن حقيقة". محمد الواسطي (توفي سنة 331هـ) هو أبو بكر محمد بن موسى الواسطي، خراساني الأصل من فرغانة، صحب الجنيد والنوري، وكان عالما كبيرا وقد أقام بمرو. ومن كلامه رضي الله عنه: "الخوف والرجاء زمامان يمنعان من سوء الأدب". محمد الوراق: هو أبو بكر بن محمد بن عمرو الوراق الترمذي أقام ببلخ وصحب أحمد خضرويه وغيره، له تصانيف في الرياضة. من كلامه: "من أرضى الجوارح بالشهوات غرس في قلبه شجر الندامات". شعيب بن حرب (توفي سنة 297هـ) هو أبو صالح شعيب بن حزب نزل المدائن واعتزل ثم خرج إلى مكة فنزل بها إلى أن مات بها، وكان قد بنى كوخًا على شط دجلة. وبلغ أحمد بن حنبل زهده وورعه فقال عنه: "شعيب بن حرب حمل على نفسه في الورع"، من كلامه رضي الله عنه: "من أراد الدنيا فليتهيأ للذل". وقال لرجل: "إذا دخلت القبر ومعك الإسلام فأبشر". وقال: "لا تحقرن فلسا تطيع الله في كسبه ليس الفلس يراد إنّما الطاعة تراد". هشيم بن بشير بن أبي خازم (توفي سنة 183هـ) هو أبو معاوية السلمي واسم أبي خازم القاسم بن دينار، كان يكتب الحديث وجالس أبو شيبة القاضي. وقال إبراهيم الحربي: "كان حفاظ الحديث أربعة هشيم شيخهم"، سمع الحديث من عمرو بن دينار والزهري ويونس بن عبيد وأيوب السختياني وابن عون ومنصور بن زاذان وغيرهم. نفعنا الله بأقوالهم تمت | |
| |
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
nourgafsa-
- عدد المساهمات : 1037
نقاط تحت التجربة : 13178
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
و ما الصوفية
في سطرين
يرحمك الله
يا أخت نور
في سطرين
يرحمك الله
يا أخت نور
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16040
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
لا يمكن الرد في سطرين حتى تتجرد من كل احكام مسبقة عليهم
ثم يمكن الاجابة
ثم يمكن الاجابة
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
nourgafsa-
- عدد المساهمات : 1037
نقاط تحت التجربة : 13178
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
مشكورة أختي العزيزة
فلنقل في فقرة قصيرة
فأنا و النصوص الطويلة
على طرفي نقيض
فلنقل في فقرة قصيرة
فأنا و النصوص الطويلة
على طرفي نقيض
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16040
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
جازاك الله خيرا ونفعنا الله بهذه الدرر
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12173
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
تفضلي أختاه مع العلم اني لا انتمي لهذه الفئة رغم قناعتي بسيرهم على المنهج الصحيح
وكما قال سعد زغلول = تلك تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه
إن مفهوم التصوف يقوم على معاني وممارسات تزكية النّفس والسّعي حثيثاً
لإصلاح القلوب وصولاً إلى مرتبة الإحسان وتحقيقاً لمعنى حديث سيّدنا رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم في تفسير الإحسان ( أن تعبد الله كأنّك تراه،فإن لم تكن تراه فإنّه يراك )
وعليه فالتّصوّف هو:"الجانب الرّوحيّ في الإسلام" أو"أخلاق الإسلام"
أو"التّحقّق من معاني الإحسان" مؤكّدين على تحقيق معاني ومفاهيم التصوف من
خلال ما جاءت به شريعتنا الإسلاميّة الغرّاء من كتاب الله عزّ وجلّ وسنّة
رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم، دون مغالاة ولا شّطح مما لا يليق
بأحوال السّادة الصّوفيّة الحقّة.
وكما قال سعد زغلول = تلك تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه
إن مفهوم التصوف يقوم على معاني وممارسات تزكية النّفس والسّعي حثيثاً
لإصلاح القلوب وصولاً إلى مرتبة الإحسان وتحقيقاً لمعنى حديث سيّدنا رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم في تفسير الإحسان ( أن تعبد الله كأنّك تراه،فإن لم تكن تراه فإنّه يراك )
وعليه فالتّصوّف هو:"الجانب الرّوحيّ في الإسلام" أو"أخلاق الإسلام"
أو"التّحقّق من معاني الإحسان" مؤكّدين على تحقيق معاني ومفاهيم التصوف من
خلال ما جاءت به شريعتنا الإسلاميّة الغرّاء من كتاب الله عزّ وجلّ وسنّة
رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم، دون مغالاة ولا شّطح مما لا يليق
بأحوال السّادة الصّوفيّة الحقّة.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
nourgafsa-
- عدد المساهمات : 1037
نقاط تحت التجربة : 13178
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
التصوف بإيجاز عرفه الشيخ أحمد زروق بقوله في قواعده:
قاعدة2
...وقد حُدّ التصوف ورُسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين. مرجعها كله لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنّما هي وجوه فيه، والله أعلم.
قاعدة 3
الاختلاف في الحقيقة الواحدة، إن كثر، دلّ على بعد إدراك جملتها، ثمّ هو إن رجع لأصل واحد، يتضمن جملة ما قيل فيها كانت العبارة عنه بحسب ما فهم منه، وجملة الأقوال واقعة على تفاصيله. واعتبار كلّ واحد له على حسب مثاله منه علماً، أو عملاً، أو حالاً، أو ذوقاً، أو غير ذلك.
والاختلاف في التصوف من ذلك، فمن ثمّ ألحق الحافظ أبو نعيم رحمه الله بغالب أهل حليته عند تحليته كلّ شخص، قولاً من أقوالهم يناسب حاله قائلاً: وقيل إنّ التصوف كذا.
فأشعر أن من له نصيب من صدق التوجه، له نصيب من التصوف، وأن تصوف كلّ أحد صدق توجهه، فافهم.
قاعدة2
...وقد حُدّ التصوف ورُسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين. مرجعها كله لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنّما هي وجوه فيه، والله أعلم.
قاعدة 3
الاختلاف في الحقيقة الواحدة، إن كثر، دلّ على بعد إدراك جملتها، ثمّ هو إن رجع لأصل واحد، يتضمن جملة ما قيل فيها كانت العبارة عنه بحسب ما فهم منه، وجملة الأقوال واقعة على تفاصيله. واعتبار كلّ واحد له على حسب مثاله منه علماً، أو عملاً، أو حالاً، أو ذوقاً، أو غير ذلك.
والاختلاف في التصوف من ذلك، فمن ثمّ ألحق الحافظ أبو نعيم رحمه الله بغالب أهل حليته عند تحليته كلّ شخص، قولاً من أقوالهم يناسب حاله قائلاً: وقيل إنّ التصوف كذا.
فأشعر أن من له نصيب من صدق التوجه، له نصيب من التصوف، وأن تصوف كلّ أحد صدق توجهه، فافهم.
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12173
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
بارك الله فيك اخ شاكر على الاضافة
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
nourgafsa-
- عدد المساهمات : 1037
نقاط تحت التجربة : 13178
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
بــــــــــــــارك الله فيكي و جازاكي كل الخير
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
حواء-
- عدد المساهمات : 2558
العمر : 50
نقاط تحت التجربة : 14082
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
hayfa كتب:و ما الصوفية
في سطرين
يرحمك الله
يا أخت نور
- أركان الطريق عند الصوفية
- الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
- من محاضرة: الرد على الخرافيين
نقول: إنَّ أركان الطريق عند الصوفية هي أربعة، أو خمسة إذا أضفنا "الشطحات". الأول: هو الشيخ، وهذا الشيخ -أو المرشد كما يسمُّونه- ركنٌ أساسيٌّ عندهم، ولابد أن يرتبط الإنسان بشيخٍ، بل في كتاب تربية الأولاد الذي ألَّفه الشيخ عبد الله علوان
يقول: لابد أن يُربط الطفل بشيخ!! وهذا مِن آثار التصوف، فعنده لابد أن
يرتبط به، ولابد أن يسير على نَهجه، وأن يقتدي به، وأن يسلِّم له بالكلية،
كما عبَّر عن ذلك أبو حامد الغزالي وغيره: أن يكون عند الشيخ كالميِّت بين يدي الغاسل لا تصرف له على الإطلاق!! ثم
بعد ذلك تكون: الخلوة، والخلوة هي: بعد أن يرتبط بالشيخ يُدخله في خلوة
معيَّنةٍ ويُلقِّنُه الأذكار المعينة، وهذه الخلوة ينقطع الواحد منهم فيها
عن الجُمَع والجماعات، وعن سائر العبادات، ويردِّد الذِّكر المعيَّن الخاص
بالطريقة التي يلقِّنُها إيَّاه الشيخ ويستحضر في قلبه أثناء الذكر،
وأثناء تَرداده صورة الشيخ، ويستمر على ذلك حتى يحصل له الفتح! وبعضهم
يأتيه فتحُه -كما يقولون- في أيامٍ، وبعضهم في أسابيع، وبعضهم إلى عشرين
سنَة، أو أكثر، وهو لم يُفتح عليه، يُردِّد يردِّد ولم يفتح عليه؛
فيقولون: لم يُفتح عليك لأنَّ قلبك لم يتنقَّ، أو ارتباطك بالشيخ ضعيف! الحاصل: أن عندهم فلسفات طويلة، يعالجون بها هذه الأمور.
ثم إذا حصل الفتح أو الكشف: ينتقل الطالب أو المريد من مرحلة المجاهدات
والرياضات إلى مرحلةٍ يسمُّونها "المشاهدات، والكشوفات، والتجليات".
فيحصل له الفتح بأن يُخاطَب -يخاطبُه رجلٌ- أو يرى مناظر غريبة جدّاً، أو
يرى أشياء تخاطبه وتكلمه، وهذا الفتح يكون عبارة عن كرامة بالنسبة لهذا
المريد، فإذا أعطي هذه الكرامة -كما يسمُّونها- تكون: خوارق حسيَّة،
واطِّلاع على المغيبات -كما يعتقدون- برؤية النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، والاجتماع به يقظة، وبمخاطبته مباشرة!! وبالمناسبة أذكر لكم أن هناك كتاباً اسمه المواقف والمخاطبات لـعبد الجبار النسري ، وهو من أئمة الصوفية
عاش في القرن الخامس، وهو كتاب كبير، أظنه أكثر من خمسمائة صفحة، هذا
الكتاب كله مخاطبات، ومواقف، مثل: وقفتُ بين يدي الله الحق فقال لي
وخاطبني، وترى هؤلاء يستشهدون بما في هذا الكتاب الذي حققه المستشرقون
الذين هم دائماً وراء نشر تراث الصوفية . المهم:
تحصل له هذه المخاطبات، أو هذه المكاشفات، ثم ينتقل بعد ذلك من هذه
الكرامات حتى يصير هو شيخاً، ويمكن أن يبقى مرتبطاً بالشيخ الأول. والدرجة الخامسة بعد الكرامات، والكشوفات هي: الشطحات:
معناها أنه إذا ذَكَر، أو حضر مجلس ذكر، أو حضر أمامه ناسٌ تظهر على لسانه
الكلمات الكفرية الشنيعة جدّاً، ويسمُّونها شطحات، ويعبِّرون بها عن عين
الجمع - كما يسمُّونه - ومعنى عين الجمع: اتحادهم بالله!! والعياذ بالله،
أو الاستغراق، أو السُّكُر، والحُب، والوجد، أو ما يلبِّسون به على
النَّاس بأنَّ هذه الكلمات الكفريات سببها هذا الكلام، ثم إن من يبلغ به
الحد إلى الشطحات -كما كان الحلاج وأبو يزيد البسطامي وأمثالهما كل كلامهم شطحات كفرية- يعتبرون أنَّ هذا قد بلغ غاية الولاية، عندما يمشي الحلاج في الشارع -مثلاً- ويدَّعي أنَّه هو الله! ويقول: أنا الحق! وما في الجبة إلا الله! ويسمعه الناس.يقولون:
إن هذه الدرجة: الولاية الكبرى، كما يظنُّ النَّاس الملبَّس عليهم،
المحجوبون، المغفلون، وأن هؤلاء مِن عِظَم ولايتهم ترقَّوا في مشاهدة
الحقَّ! والفناء فيه، والجمع معه، والالتصاق به، حتى أصبحوا بهذه الدرجة. هذا الأمر يجعلنا نستعرض بعض كلام لـأبي حامد الغزالي ، وأنا تعمدت اختيار الغزالي لأنَّه متقدمٌ؛ ولأن كتبه مشهورة، ولأنَّه معروف عند الكثير. يقول الغزالي في مجموعة رسائله [4/25]:'أول
مبادئ السالك: أن يكثر الذكرَ بقلبه، ولسانه بقوة، حتى يسري الذكر في
أعضائه، وعروقه، وينتقل الذكر إلى قلبه، فحينئذٍ يسكت لسانه، ويبقى قلبه
ذاكراً يقول: "الله، الله" باطناً مع عدم رؤيته لذكره، ثم يسكن قلبه،
ويبقى ملاحظاً لمطلوبه، مستغرقاً به، معكوفاً عليه، مشغوفاً إليه، مشاهداً
له'.هذه هي درجة المشاهدة، يذكر الله -كما يزعمون- حتى يصل إلى
مرحلة المشاهدة، ولا تعجبوا مِن قوله: "يسكت حتى عن الذكر باللسان"، ثم
حتى عن الذكر بالقلب؛ لأنَّ الغزالي في الإحياء ، يقول: ' لا ينبغي للمريد في أثناء الخلوة أن يُشغل نفسه، لا بتفكيرٍ، ولا بحديثٍ - يذكر ذلك عن الصوفية
لا عن نفسه فقط - ولا بقرآنٍ، ولا بعلمٍ، بل يتفرغ للذكر، فقط "الله، الله
" أو: "هو، هو" باللسان، والقلب، والأعضاء، ثم يترك اللسان إلى القلب، ثم
يترك القلب فيصل إلى المشاهدة '. ونتابع كلامه عن المشاهدة يقول: 'ثم يغيب عن نفسه لمشاهدته، ثم يفنى عن كليَّته بكليَّته حتى كأنَّه في حضرة لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16]،
فحينئذٍ يتجلَّى الحقُّ على قلبه، فيضطرب عند ذلك، ويندهش، ويغلب عليه
السُّكُر، وحالة الحضور، والإجلال، والتعظيم، فلا يبقى فيه متَّسعٌ لغير
مطلوبه الأعظم- كما قيل: فلا حاجة لأهل الحضور إلى غير شهود عيانه! وقيل
في قوله تعالى : وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [البروج:3]- انظروا تفسير الباطنية - قيل: الشاهد: هو الله، والمشهود: هو عكس جمال الحضرة الطلبية فهو الشاهد والمشهود يعني: الله تعالى'.ثم يقول عن كيفية السير إلى الطريق، أو كيف يبذل الجهد اليسير؟ يقول: 'هناك أنواع: الأول: تقليل الغذاء بالتدريج، فإنَّ مَددَ الوجود، والنَّفس، والشيطان من الغذاء؛ فإذا قلَّ الغذاء: قلَّ سلطانه'.أقول: وهذا هو الذي يستعمله سحرة الهند
وهي التي تنقلهم إلى مرحلة "المانخوليا"، فإنَّ أيَّ إنسانٍ يجوع لأيامٍ
طويلةٍ يُهلوس، ويهوِّس، ويرى مثل هذه الأشياء؛ لكنهم يعتقدون أنها كشوفات
إلهيَّة، وتجليات ربانيَّة، والعياذ بالله. 'الثاني: ترك
الاختيار، وإفناؤه -أي: يفني نفسه، وينسى نفسه- في اختيار شيخ مأمون
ليختار له ما يصلحه فإنَّه - أي: المريد - مثل الطفل، والصبي الذي لم يبلغ
مبلغ الرجال، أو السفيه المبذِّر، وكل هؤلاء لابد لهم مِن وصيٍّ، أو
وليٍّ، أو قاضٍ، أو سلطان يتولى أمرهم'.أقول: المريد يكون بمثل هذه الحالة، ولذلك قلت: إن الإنسان يخلع عقله، ويخلع علمه، ويخلع كلَّ شيءٍ عندما يريد أن يدخل إلى عالم الصوفية ، يسلِّم كلَّ شيءٍ للشيخ، ولا يعترض عليه بأي شيءٍ. 'الطريق الثالث: يقول من الطرق: طريقة الجنيد
قدَّس الله روحه، وهو خلال شرائط: دوام الوضوء، ودوام الصوم، ودوام
السكوت، ودوام الخلوة، ودوام الذكر وهو قول: لا إله إلا الله، ودوام ربط
القلب بالشيخ، واستفادة علم الواقعات منه بفناء تصرفه في تصرف الشيخ،
ودوام نفي الخواطر، ودوام ترك الاعتراض على الله تعالى في كل ما يرد منه
عليه ضراً كان أو نفعاً".أقول: هذه هي الجبرية المطلقة، والاستكانة المطلقة، ويقول:"
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&ContentID=1388
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24477
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
الآن أصبحت منفعلاً لما تختاره مني ففعلي كله طاعات يجلس
وما يتصرف فيه الله فهو الفعل، وهو الطاعة '.وكما قلنا هذا في حال الخلوة،
وقد ترك الجمعة، والجماعة، والعبادات. إلى أن يقول: ' وترك السؤال عنه مِن
جنة، أو تعوذ من نار'.أقول: معنى هذا أنه يُحذِّر في هذه الحالة أن يسأل
الله الجنة، أو يتعوذ به من النار، وانظروا إلى هذا الربط بما ذكره محمد علوي مالكي
في كلامه ونقولاته السابقة، وما ذكرناه هناك من أنَّهم لا يسألون الله
الجنة، ولا يستعيذون به من النار، ويعتبرون أنهم لو سألوا الله الجنة في
تلك اللحظة، والاستعاذة به من النار: تفرق جمعيته - يعني: تشتت قلبه - ولا
يمكن أن يعود إلا بأن يبدأ الخلوة مِن أولها، ويبدأ الأذكار من أولها حتى
يجتمع قلبه على المحبوب وحده فقط، فلا ينظر إلى جنَّة، ولا إلى نار، ولا
لأيِّ شيءٍ كان. وإلى هنا هذا هو مقام المشاهدة. يُحذِّرنا الغزالي
يقول: إن الإنسان عندما ينتقل من مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة تبدأ
الصور تظهر أمامه فيقول له: كيف تفرق بين الصورة؟ كيف تعرف حقائقها؟ يقول:
'والفرق بين الوجودي والنفسي والشيطاني في مقام المشاهدة أن الوجود شديد
الظلمة في الأول - يعني: ترى الشيء مظلماً جدّاً - فإذا صفا قليلاً تشكَّل
قُدَّامك بشكل الغيم الأسود، فإذا كان هذا المتشكِّلُ عرشَ الشيطان كان
أحمر، فإذا صلح وفنيت الحظوظ منه، وبقي الحقوق صفا وابيضَّ مثل المزن وهذا
هو الوجود.والنفس إذا بدَت فلونها لون السماء، وهي الزرقة، ولها
لَذَعان كلذعان الماء من أصل الينبوع؛ فإذا كانت عرشَ الشيطان - أي:
النفْس -: فكأنها عينٌ مِن ظلمةٍ ونارٍ، ويكون لذعها أقل، فإنَّ الشيطان
لا خير فيه، وفيضان النَّفس عن الوجود، وتربيته منها، فإن صفَت وزكت:
أفاضت
عليه الخير وما نبت منه، وإن أفاضت عليه الشر: فكذلك ينبت منه الشر'.أقول:
عرفنا الوجود، وعرفنا النفس، فكيف نعرف الشيطان؟ ومن يريدها في الخلوة في
حالة الانتقال من مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة كيف يرى الشيطان
ويعرفه؟ يقول:
'الشيطان نار غير صافية، ممتزجة بظلمات الكفر، في هيئة عظيمة، وقد يتشكل
قُدَّامك كأنَّه زنجي طويل ذو هيبة يسعى كأنه يطلب الدخول فيك، فإذا طلبت
منه الانفكاك فقل في قلبك: يا غياث المستغيثين أغثنا؛ فإنه يفر عنك' . في
هذه المرحلة -أي التخلص مِن النفس، ومِن الوجود- يلتحم بالوجود الكلي
-المطلق عندهم- ومن الشيطان الذي يأتيه -كما يقول- في صورة زنجي أسود طويل
يريد أن يدخل فيه. هذه المرحلة -مقام المشاهدة- تعرض للمريدين،
ويرون هذه الصور، ويرون هذه الخيالات، وما هي إلا بعض مِن خرافاتهم، ثم
ينتقلوا مِن مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة، والتي بعدها يروْن الرسولَ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويرون الله، ويروْن الحقائق كلها، لكن
-على
كل حال- مَن لم يمر بهذا الشيء: فلا يمكن أن يحصل له ذلك. والآن ننتقل إلى
الطريق الأخير عندهم وهو الشطحات:عندما ينتقل الإنسان إلى مقام المكاشفة،
أو يتعمق في الكرامات والكشوفات: يصل إلى درجة الشطحات.يقول الغزالي في الإحياء
[2/19]: 'العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة اتفقوا على أنهم لم يروا
في الوجود إلا الواحد الحق - يعني: الله فقط! ليس في الوجود إلا هو -
لكنَّ منهم من كان له هذه الحالة عرفاناً علميّاً، ومنهم من صار له ذوقاً
وحالاً وانتفت عنهم الكثرة بالكلية، واستغرقوا بالفردانية المحضة، واستهوت
فيها عقولهم؛ فصاروا كالمبهوتين فيه، ولم يبقَ فيهم متسعٌ لذكر غير الله،
ولا لذكر أنفسهم أيضاً فلم يبق عندهم إلا الله؛ فسكِروا سكراً وقع دونه
سلطان عقولهم، فقال بعضهم: أنا الحق -كـالحلاج - وقال الآخر: سبحاني ما أعظم شأني -كـأبي يزيد البسطامي
مثلاً- وقال الآخر: ما في الجبة إلا الله، وكلام العشاق في حال السُّكر
يُطوى ولا يحكى، فلما خفَّ عنهم سكرهم، وردوا إلى سلطان العقل الذي هو
ميزان الله في أرضه: عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد، بل يشبه الاتحاد'
اهـ. أقول: نحن نقرأ أن بعض الصوفية يقول: إن الحلاج استحق القتل! لماذا؟ يقول: لأنه باح بالسرِّ قبل أن يصل إلى الدرجة العليا، مع العلم أن الحلاج
لم يصل إلى حقيقة الاتحاد عندهم! بل رأى عوارض، وبوارق كما يسمونها، فقال:
أنا الحق، فهو يستحق القتل في نظرهم لا لزندقته، ولا لدعوى أنه هو الحق؛
لكن يقولون: لأنه لم يصل بعدُ، صرَّح وباح بالسر قبل أن يصل بعد، والغزالي يقول: هؤلاء لم تحصل لهم حقيقة الاتحاد بل هذا يشبه الاتحاد. ونتابع كلامه، يقول: 'مثل قول العاشق في حال فرض العشق.
وهذا من نداءات الحلاج ؛ فلا يبعد أن يفجأ الإنسان مرآةٌ فينظر فيها، ولم ير المرآة قط، فيظن أن الصورة التي رآها في المرآة هي صورة المرآة متحدة بها' أي:
يشبِّه رؤيتهم لله كإنسانٍ ينظر في مرآة فنسي المرآة، وظن أن الصورة التي
رآها أمامه هي عين الشيء المرئي بينما هو في الحقيقة مجرد مرآة، ويقول: إن
بعض العارفين لم يصل إلى درجة الاتحاد، ولكن يظن أنَّه وصل إليها؛ وإنما
هي
كالمرآة.يقول: أو مَن يرى الخمرة في الزجاج فيظن أن الخمرة لون الزجاج
فإذا صار ذلك عنده مألوفاً، ورسخ فيه قدمه واستغرقه فيه فقال:
واستشهاد الصوفية
بأبيات الخمر، والعشق، والغزل، والنهود، والقدود، والخدود، هذا أمرٌ لا
يحتاج إلى تنبيه؛ لأنه دائمٌ عندهم!! يقول: ' فرقٌ بين أن يقال: الخمر
قَدَح، وبين أن يقال: كأنَّه قدح '.أي: أنَّه فرق أن يقول: رأى الله، أو
كأنه رأى الله وتجلَّى له. ويقول:
'وهذه الحالة إذا غلبت سمِّيت بالإضافة إلى صاحب الحال: [فناء]، بل [فناء
الفناء]؛ لأنه فنيَ عن نفسه، وفني عن فنائه؛ فإنه ليس يشعر بنفسه في تلك
الحال، ولا بعد شعوره بنفسه، ولو شعر بعدم شعوره بنفسه؛ لكان قد شعر
بنفسه، وتُسمَّى هذه الحال بالإضافة إلى المستغرق فيها بلسان المجاز:
[اتحاداً] وبلسان الحقيقة: [توحيدا] ' .أقول: هذا هو توحيد الصوفية ، وهو هذه الحالة "حالة الاستغراق" التي تسمَّى بالإضافة إلى المستغرق فيها بلسان المجاز [اتحاداً] - كما يقول الغزالي
: إنَّه مجاز فقط - وبلسان الحقيقة: [توحيداً]، وليس مجازاً.يقول: 'ووراء
هذه الحقائق أيضاً أسرار لا يجوز الخوض فيها ' اهـ.يقول: إنه ما يزال هناك
أسرارٌ، وأمور لا يجوز الخوض فيها، ولا يجوز ذكرها؛ لأنَّه لو ذكرها هو،
أو غيره: ربما كان مصيره مصير الحلاج مِن القتل، ومِن الإعدام. هذا عرضٌ سريعٌ لهذا الكاتب المتقدم -وهو الغزالي - لدرجات، أو أركان الطريق عند الصوفية ابتداء مِن الشيخ، والخلوة، ثم المشاهدات، ثم المكاشفات، وأخيراً الشطحات!! وبعد ذلك يصبح الإنسان عندهم مِن رجال الغيب
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&ContentID=1388
وما يتصرف فيه الله فهو الفعل، وهو الطاعة '.وكما قلنا هذا في حال الخلوة،
وقد ترك الجمعة، والجماعة، والعبادات. إلى أن يقول: ' وترك السؤال عنه مِن
جنة، أو تعوذ من نار'.أقول: معنى هذا أنه يُحذِّر في هذه الحالة أن يسأل
الله الجنة، أو يتعوذ به من النار، وانظروا إلى هذا الربط بما ذكره محمد علوي مالكي
في كلامه ونقولاته السابقة، وما ذكرناه هناك من أنَّهم لا يسألون الله
الجنة، ولا يستعيذون به من النار، ويعتبرون أنهم لو سألوا الله الجنة في
تلك اللحظة، والاستعاذة به من النار: تفرق جمعيته - يعني: تشتت قلبه - ولا
يمكن أن يعود إلا بأن يبدأ الخلوة مِن أولها، ويبدأ الأذكار من أولها حتى
يجتمع قلبه على المحبوب وحده فقط، فلا ينظر إلى جنَّة، ولا إلى نار، ولا
لأيِّ شيءٍ كان. وإلى هنا هذا هو مقام المشاهدة. يُحذِّرنا الغزالي
يقول: إن الإنسان عندما ينتقل من مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة تبدأ
الصور تظهر أمامه فيقول له: كيف تفرق بين الصورة؟ كيف تعرف حقائقها؟ يقول:
'والفرق بين الوجودي والنفسي والشيطاني في مقام المشاهدة أن الوجود شديد
الظلمة في الأول - يعني: ترى الشيء مظلماً جدّاً - فإذا صفا قليلاً تشكَّل
قُدَّامك بشكل الغيم الأسود، فإذا كان هذا المتشكِّلُ عرشَ الشيطان كان
أحمر، فإذا صلح وفنيت الحظوظ منه، وبقي الحقوق صفا وابيضَّ مثل المزن وهذا
هو الوجود.والنفس إذا بدَت فلونها لون السماء، وهي الزرقة، ولها
لَذَعان كلذعان الماء من أصل الينبوع؛ فإذا كانت عرشَ الشيطان - أي:
النفْس -: فكأنها عينٌ مِن ظلمةٍ ونارٍ، ويكون لذعها أقل، فإنَّ الشيطان
لا خير فيه، وفيضان النَّفس عن الوجود، وتربيته منها، فإن صفَت وزكت:
أفاضت
عليه الخير وما نبت منه، وإن أفاضت عليه الشر: فكذلك ينبت منه الشر'.أقول:
عرفنا الوجود، وعرفنا النفس، فكيف نعرف الشيطان؟ ومن يريدها في الخلوة في
حالة الانتقال من مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة كيف يرى الشيطان
ويعرفه؟ يقول:
'الشيطان نار غير صافية، ممتزجة بظلمات الكفر، في هيئة عظيمة، وقد يتشكل
قُدَّامك كأنَّه زنجي طويل ذو هيبة يسعى كأنه يطلب الدخول فيك، فإذا طلبت
منه الانفكاك فقل في قلبك: يا غياث المستغيثين أغثنا؛ فإنه يفر عنك' . في
هذه المرحلة -أي التخلص مِن النفس، ومِن الوجود- يلتحم بالوجود الكلي
-المطلق عندهم- ومن الشيطان الذي يأتيه -كما يقول- في صورة زنجي أسود طويل
يريد أن يدخل فيه. هذه المرحلة -مقام المشاهدة- تعرض للمريدين،
ويرون هذه الصور، ويرون هذه الخيالات، وما هي إلا بعض مِن خرافاتهم، ثم
ينتقلوا مِن مقام المشاهدة إلى مقام المكاشفة، والتي بعدها يروْن الرسولَ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويرون الله، ويروْن الحقائق كلها، لكن
-على
كل حال- مَن لم يمر بهذا الشيء: فلا يمكن أن يحصل له ذلك. والآن ننتقل إلى
الطريق الأخير عندهم وهو الشطحات:عندما ينتقل الإنسان إلى مقام المكاشفة،
أو يتعمق في الكرامات والكشوفات: يصل إلى درجة الشطحات.يقول الغزالي في الإحياء
[2/19]: 'العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة اتفقوا على أنهم لم يروا
في الوجود إلا الواحد الحق - يعني: الله فقط! ليس في الوجود إلا هو -
لكنَّ منهم من كان له هذه الحالة عرفاناً علميّاً، ومنهم من صار له ذوقاً
وحالاً وانتفت عنهم الكثرة بالكلية، واستغرقوا بالفردانية المحضة، واستهوت
فيها عقولهم؛ فصاروا كالمبهوتين فيه، ولم يبقَ فيهم متسعٌ لذكر غير الله،
ولا لذكر أنفسهم أيضاً فلم يبق عندهم إلا الله؛ فسكِروا سكراً وقع دونه
سلطان عقولهم، فقال بعضهم: أنا الحق -كـالحلاج - وقال الآخر: سبحاني ما أعظم شأني -كـأبي يزيد البسطامي
مثلاً- وقال الآخر: ما في الجبة إلا الله، وكلام العشاق في حال السُّكر
يُطوى ولا يحكى، فلما خفَّ عنهم سكرهم، وردوا إلى سلطان العقل الذي هو
ميزان الله في أرضه: عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد، بل يشبه الاتحاد'
اهـ. أقول: نحن نقرأ أن بعض الصوفية يقول: إن الحلاج استحق القتل! لماذا؟ يقول: لأنه باح بالسرِّ قبل أن يصل إلى الدرجة العليا، مع العلم أن الحلاج
لم يصل إلى حقيقة الاتحاد عندهم! بل رأى عوارض، وبوارق كما يسمونها، فقال:
أنا الحق، فهو يستحق القتل في نظرهم لا لزندقته، ولا لدعوى أنه هو الحق؛
لكن يقولون: لأنه لم يصل بعدُ، صرَّح وباح بالسر قبل أن يصل بعد، والغزالي يقول: هؤلاء لم تحصل لهم حقيقة الاتحاد بل هذا يشبه الاتحاد. ونتابع كلامه، يقول: 'مثل قول العاشق في حال فرض العشق.
أنا مَن أهوى ومَن أهـوى أنا نحن روحان حللنا بـدنا |
يشبِّه رؤيتهم لله كإنسانٍ ينظر في مرآة فنسي المرآة، وظن أن الصورة التي
رآها أمامه هي عين الشيء المرئي بينما هو في الحقيقة مجرد مرآة، ويقول: إن
بعض العارفين لم يصل إلى درجة الاتحاد، ولكن يظن أنَّه وصل إليها؛ وإنما
هي
كالمرآة.يقول: أو مَن يرى الخمرة في الزجاج فيظن أن الخمرة لون الزجاج
فإذا صار ذلك عنده مألوفاً، ورسخ فيه قدمه واستغرقه فيه فقال:
رق الزجـاج وراقت الخمر وتشابها فتـشاكل الأمر |
فكأنما خمر ولا قَدَح وكأنـما قدَح ولا خمر |
بأبيات الخمر، والعشق، والغزل، والنهود، والقدود، والخدود، هذا أمرٌ لا
يحتاج إلى تنبيه؛ لأنه دائمٌ عندهم!! يقول: ' فرقٌ بين أن يقال: الخمر
قَدَح، وبين أن يقال: كأنَّه قدح '.أي: أنَّه فرق أن يقول: رأى الله، أو
كأنه رأى الله وتجلَّى له. ويقول:
'وهذه الحالة إذا غلبت سمِّيت بالإضافة إلى صاحب الحال: [فناء]، بل [فناء
الفناء]؛ لأنه فنيَ عن نفسه، وفني عن فنائه؛ فإنه ليس يشعر بنفسه في تلك
الحال، ولا بعد شعوره بنفسه، ولو شعر بعدم شعوره بنفسه؛ لكان قد شعر
بنفسه، وتُسمَّى هذه الحال بالإضافة إلى المستغرق فيها بلسان المجاز:
[اتحاداً] وبلسان الحقيقة: [توحيدا] ' .أقول: هذا هو توحيد الصوفية ، وهو هذه الحالة "حالة الاستغراق" التي تسمَّى بالإضافة إلى المستغرق فيها بلسان المجاز [اتحاداً] - كما يقول الغزالي
: إنَّه مجاز فقط - وبلسان الحقيقة: [توحيداً]، وليس مجازاً.يقول: 'ووراء
هذه الحقائق أيضاً أسرار لا يجوز الخوض فيها ' اهـ.يقول: إنه ما يزال هناك
أسرارٌ، وأمور لا يجوز الخوض فيها، ولا يجوز ذكرها؛ لأنَّه لو ذكرها هو،
أو غيره: ربما كان مصيره مصير الحلاج مِن القتل، ومِن الإعدام. هذا عرضٌ سريعٌ لهذا الكاتب المتقدم -وهو الغزالي - لدرجات، أو أركان الطريق عند الصوفية ابتداء مِن الشيخ، والخلوة، ثم المشاهدات، ثم المكاشفات، وأخيراً الشطحات!! وبعد ذلك يصبح الإنسان عندهم مِن رجال الغيب
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&ContentID=1388
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24477
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
الصوفية تتفرق مثلها مثل المذاهب الاخرى
وهذا حديث طويل وطويل جدا
ارجو من الاخوة
الحد من هته المواضيع...
وهذا حديث طويل وطويل جدا
ارجو من الاخوة
الحد من هته المواضيع...
lambadouza-
- عدد المساهمات : 2653
العمر : 49
الهوايه : TOUT CE QUI AJOUTE DU BIEN A MA PERSONNALITE
نقاط تحت التجربة : 15868
تاريخ التسجيل : 15/03/2007
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
قال أبو العباس بن سريج لما حضر مجلس الجنيد:
لا أدري ما يقول لكن لكلامه صولة ليست بصولة مبطل.
وقال المتنبي:
وكم من عائب قولا صحيحا * * * وآفته من الفهم السقيم
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12173
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
رد: أعيان الصوفيه القدامى الجزء الثاني
lambadouza كتب:الصوفية تتفرق مثلها مثل المذاهب الاخرى
وهذا حديث طويل وطويل جدا
ارجو من الاخوة
الحد من هته المواضيع...
أصبت أخي لذا سنغلق هذا الموضوع تجنبا لفتح باب المهاترات.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16470
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
مواضيع مماثلة
» أعيان الصوفيه القدامى الجزء الاول
» صور غريبة الجزء الثاني
» ادخل واتفرج ..
» نتائج الجزء الثاني من الاختبار الكتابي CAPES 2008
» سلسلة القصص والعبر
» صور غريبة الجزء الثاني
» ادخل واتفرج ..
» نتائج الجزء الثاني من الاختبار الكتابي CAPES 2008
» سلسلة القصص والعبر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى