أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
+2
بنت الرديف
Shaker
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
الكتاب : المنقذ من الضلال
المؤلف : أبو حامد الغزالي
...ثم إني لما فرغت من هذه العلوم أقبلت بهمتي على طريق الصوفية، وعلمت أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل، وكان حاصل علومهم قطع عقبات النفس، والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بها إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله.
وكان العلم أيسر علي من العمل، فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل: قوت القلوب لأبي طالب المكي رحمه الله، وكتب الحارث المحاسبي، والمتفرقات المأثورة عن الجنيد والشبلي وأبي يزيد البسطامي قدس الله أرواحهم وغيرهم من المشايخ، حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلمية، وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر لي أن أخص خواصهم، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات. وكم من الفرق أن تعلم حد الصحة وحد الشبع وأسبابهما وشروطهما، وبين أن تكون صحيحاً وشبعان؟ وبين أن تعرف حد السكر، وأنه عبارة عن حالة تحصل من استيلاء أبخرة تتصاعد من المعدة على معادن الفكر، وبين أن تكون سكران! بل السكران لا يعرف حد السكر، وعلمه وهو سكران وما معه من علمه شيء. الطبيب في حالة المرض يعرف حد الصحة وأسبابها وأدويتها، وهو فاقد الصحة. فكذلك فرق بين أن تعرف حقيقة الزهد وشروطه وأسبابه، وبين أن تكون حالك الزهد، وعزوف النفس عن الدنيا!.
فعلمت يقيناً أنهم أرباب الأحوال، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصلته، ولم يبق إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم، بل بالذوق والسلوك. وكان قد حصل معي - من العلوم التي مارستها والمسالك التي سلكتها، في التفتيش عن صنفي العلوم الشرعية والعقلية إيمان يقيني بالله تعالى، وبالنبوة، وباليوم الآخر.
فهذه الأصول الثلاثة من الإيمان كانت قد رسخت في نفسي، لا بدليل معين مجرد، بل بأسباب وقرائن وتجارب لا تدخل تحت الحصر تفاصيلها. وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى، وكف النفس عن الهوى، وأن رأس ذلك كله، قطع علاقة القلب عن الدنيا، بالتجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال، والهرب من الشواغل والعلائق. ثم لاحظت أحوالي، فإذا أنا منغمس في العلائق، وقد أحدقت بي من الجوانب، ولاحظت أعمالي - وأحسنها التدريس والتعليم - فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة، ولا نافعة في طريق الآخرة.
يتبع
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12167
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
2
ثم تفكرت في نيتي في التدريس، فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت، فتيقنت أني على شفا جرف هار، وأني قد أشفيت على النار، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال. فلم أزل أتفكر فيه مدة، وأنا بعد على مقام الاختيار، أصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً، وأحل العزم يوماً، وأقدم فيه رجلا وأؤخر عنه أخرى. لا تصدق لي رغبة في طلب الآخرة بكرة، إلا ويحمل عليها جلد الشهوة حملة فيفترها عشية، فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام، ومنادي الإيمان ينادي: الرحيل الرحيل! فلم يبق من العمر إلا قليل، وبين يديك السفر الطويل، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل! فإن لم تستعد الآن للآخرة، فمتى تستعد؟ وإن لم تقطع الآن هذه العلائق فمتى تقطع؟ فعند ذلك تنبعث الداعية، وينجزم العزم على الهرب والفرار! ثم يعود الشيطان ويقول: هذه حال عارضة، إياك أن تطاوعها، فإنها سريعة الزوال، فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض، والشأن المنظوم الخالي عن التكدير والتنغيص، والأمر المسلم الصافي عن منازعة الخصوم، ربما التفتت إليه نفسك، ولا يتيسر لك المعاودة.
فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة، قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة إلي، فكان لا ينطلق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة، حتى أورثت هذه العقلة في اللسان حزناً في القلب، بطلت معه قوة الهضم ومراءة الطعام والشراب، فكان لا ينساغ لي ثريد، ولا تنهضم لي لقمة، وتعدى إلى ضعف القوى، حتى قطع الأطباء طمعهم من العلاج وقالوا: هذا أمر نزل بالقلب، ومنه سرى إلى المزاج، فلا سبيل إليه بالعلاج، إلا بأن يتروح السر عن الهم الملم. ثم لما أحسست بعجزي، وسقط بالكلية اختياري، التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا حيلة له، فأجابني الذي يجبي المضطر إذا دعاه وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال والأهل والولد والأصحاب، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا أدبر في نفسي سفر الشام حذراً أن يطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على المقام في الشام، فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم أن لا أعاودها أبداً. واستهدفت لأئمة أهل العراق كافة، إذ لم يكن فيهم من يجوز أن يكون للإعراض عما كنت فيه سبب ديني، إذ ظنوا أن ذلك هو المنصب الأعلى في الدين، وكان ذلك مبلغهم من العلم، ثم ارتبك الناس في الاستنباطات، وظن من بعد عن العراق، أن ذلك كان لاستشعار من جهة الولاة، وأما من قرب من الولاة كان يشاهد إلحاحهم في التعلق بي والانكباب علي، وإعراضي عنهم، وعن الالتفات إلى قولهم، فيقولون: هذا أمر سماوي، وليس له سبب إلا عين أصابت أهل الإسلام وزمرة أهل العلم. ففارقت بغداد، وفرقت ما كان معي من المال، ولم أدخر إلا قدر الكفاف، وقوت الأطفال، وترخصاً بأن مال العراق مرصد للمصالح، ولكونه وقفاً على المسلمين. فلم أر في العالم مالاً يأخذه العالم لعياله أصلح منه. ثم دخلت الشام، وأقمت به قريباً من سنتين اشغل الشغل لي إلا العزلة والخلوة، والرياضة والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتهذيب الأخلاق، وتصفية القلب لذكر الله تعالى، كما كنت حصلته من كتب الصوفية. فكنت أعتكف مدة في مسجد دمشق، أصعد منارة المسجد طول النهار، وأغلق بابها على نفسي، وثم رحلت منها إلى بيت المقدس، أدخل كل يوم الصخرة، وأغلق بابها على نفسي. ثم تحركت في داعية فريضة الحج، والاستمداد من بركات مكة والمدينة وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله وسلامه عليه، وفسرت إلى الحجاز، ثم جذبتني الهمم، ودعوات الأطفال إلى الوطن، فعاودته بعد أن كنت أبعد الخلق عن الرجوع إليه، فآثرت العزلة به أيضاً حرصاً على الخلوة، وتصفية القلب للذكر.
وكانت حوادث الزمان، ومهمات العيال، وضرورات المعيشة، تغير في وجه المراد، وتشوش صفوة الخلوة، وكان لا يصفو لي الحال إلا في أقوات متفرقة. لكني مع ذلك لا أقطع طمعي منها، فتدفعني عنها العوائق، وأعود إليها.
ودمت على ذلك مقدار عشر سنين، وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به. إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتهم وسكناتهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به.
وبالجملة، فماذا يقول القائلون في طريقة، طهارتها - وهي أول شروطها - تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة، استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله؟!
يتبع[/size]
ثم تفكرت في نيتي في التدريس، فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت، فتيقنت أني على شفا جرف هار، وأني قد أشفيت على النار، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال. فلم أزل أتفكر فيه مدة، وأنا بعد على مقام الاختيار، أصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً، وأحل العزم يوماً، وأقدم فيه رجلا وأؤخر عنه أخرى. لا تصدق لي رغبة في طلب الآخرة بكرة، إلا ويحمل عليها جلد الشهوة حملة فيفترها عشية، فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام، ومنادي الإيمان ينادي: الرحيل الرحيل! فلم يبق من العمر إلا قليل، وبين يديك السفر الطويل، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل! فإن لم تستعد الآن للآخرة، فمتى تستعد؟ وإن لم تقطع الآن هذه العلائق فمتى تقطع؟ فعند ذلك تنبعث الداعية، وينجزم العزم على الهرب والفرار! ثم يعود الشيطان ويقول: هذه حال عارضة، إياك أن تطاوعها، فإنها سريعة الزوال، فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض، والشأن المنظوم الخالي عن التكدير والتنغيص، والأمر المسلم الصافي عن منازعة الخصوم، ربما التفتت إليه نفسك، ولا يتيسر لك المعاودة.
فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة، قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة إلي، فكان لا ينطلق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة، حتى أورثت هذه العقلة في اللسان حزناً في القلب، بطلت معه قوة الهضم ومراءة الطعام والشراب، فكان لا ينساغ لي ثريد، ولا تنهضم لي لقمة، وتعدى إلى ضعف القوى، حتى قطع الأطباء طمعهم من العلاج وقالوا: هذا أمر نزل بالقلب، ومنه سرى إلى المزاج، فلا سبيل إليه بالعلاج، إلا بأن يتروح السر عن الهم الملم. ثم لما أحسست بعجزي، وسقط بالكلية اختياري، التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا حيلة له، فأجابني الذي يجبي المضطر إذا دعاه وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال والأهل والولد والأصحاب، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا أدبر في نفسي سفر الشام حذراً أن يطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على المقام في الشام، فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم أن لا أعاودها أبداً. واستهدفت لأئمة أهل العراق كافة، إذ لم يكن فيهم من يجوز أن يكون للإعراض عما كنت فيه سبب ديني، إذ ظنوا أن ذلك هو المنصب الأعلى في الدين، وكان ذلك مبلغهم من العلم، ثم ارتبك الناس في الاستنباطات، وظن من بعد عن العراق، أن ذلك كان لاستشعار من جهة الولاة، وأما من قرب من الولاة كان يشاهد إلحاحهم في التعلق بي والانكباب علي، وإعراضي عنهم، وعن الالتفات إلى قولهم، فيقولون: هذا أمر سماوي، وليس له سبب إلا عين أصابت أهل الإسلام وزمرة أهل العلم. ففارقت بغداد، وفرقت ما كان معي من المال، ولم أدخر إلا قدر الكفاف، وقوت الأطفال، وترخصاً بأن مال العراق مرصد للمصالح، ولكونه وقفاً على المسلمين. فلم أر في العالم مالاً يأخذه العالم لعياله أصلح منه. ثم دخلت الشام، وأقمت به قريباً من سنتين اشغل الشغل لي إلا العزلة والخلوة، والرياضة والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتهذيب الأخلاق، وتصفية القلب لذكر الله تعالى، كما كنت حصلته من كتب الصوفية. فكنت أعتكف مدة في مسجد دمشق، أصعد منارة المسجد طول النهار، وأغلق بابها على نفسي، وثم رحلت منها إلى بيت المقدس، أدخل كل يوم الصخرة، وأغلق بابها على نفسي. ثم تحركت في داعية فريضة الحج، والاستمداد من بركات مكة والمدينة وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله وسلامه عليه، وفسرت إلى الحجاز، ثم جذبتني الهمم، ودعوات الأطفال إلى الوطن، فعاودته بعد أن كنت أبعد الخلق عن الرجوع إليه، فآثرت العزلة به أيضاً حرصاً على الخلوة، وتصفية القلب للذكر.
وكانت حوادث الزمان، ومهمات العيال، وضرورات المعيشة، تغير في وجه المراد، وتشوش صفوة الخلوة، وكان لا يصفو لي الحال إلا في أقوات متفرقة. لكني مع ذلك لا أقطع طمعي منها، فتدفعني عنها العوائق، وأعود إليها.
ودمت على ذلك مقدار عشر سنين، وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به. إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتهم وسكناتهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به.
وبالجملة، فماذا يقول القائلون في طريقة، طهارتها - وهي أول شروطها - تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة، استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله؟!
يتبع[/size]
عدل سابقا من قبل Shaker في الخميس 18 يونيو - 1:58 عدل 2 مرات
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12167
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
جزء 3
وهذا آخرها بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الاختيار والكسب من أوائلها. وهي على التحقيق أول الطريقة، وما قبل ذلك كالدهليز للسالك إليه. ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات والمشاهدات، حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء ويسمعون أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد. ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال، إلى درجات يضيق عنها النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه.
وعلى الجملة، ينتهي الأمر إلى قرب، يكاد يتخيل منه طائفة الحلول، وطائفة الاتحاد، وطائفة الوصول، وكل ذلك خطأ. وقد بينا وجه الخطأ فيه في كتاب المقصد الأسنى. بل الذي لابسته تلك الحالة لا ينبغي أن يزيد على أن يقول:
وكان ما كان مما لستُ أذكرهُ ... فظنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبرِ
وبالجملة فمن لم يرزق منه شيئاً بالذوق، فليس يدرك من حقيقة النبوة إلا الاسم، وكرامات الأولياء، هي على التحقيق، بدايات الأنبياء. وكان ذلك أول حال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل إلى جبل حراء حيث كان يخلو فيه بربه ويتعبد، حتى قالت العرب: إن محمداً عشق ربه.
وهذه الحالة، يتحققها بالذوق من يسلك سبيلها. فمن لم يرزق الذوق، فيتيقنها بالتجربة والتسامع، وإن أكثر الصحبة، حتى يفهم ذلك بقرائن الأحوال يقيناً. ومن جالسهم، استفاد منهم هذا الإيمان فهم القوم لا يشقى جليسهم. ومن لم يرزق صحبتهم فليعلم إمكان ذلك يقيناً بشواهد البرهان، على ما ذكرناه في كتاب عجائب القلب من كتب إحياء علوم الدين. والتحقيق بالبرهان علم، وملابسة عين تلك الحالة ذوق، والقبول من التسامح والتجربة بحسن الظن إيمان.
فهذه ثلاث درجات: " يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتٌ " . ووراء هؤلاء قوم جهال، هم المنكرون لأصل ذلك، المتعجبون من هذا الكلام، ويستمعون ويسخرون، ويقولون: العجب! إنهم كيف يهذون! وفهيم قال الله تعالى: " ومنهم من يسمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفاً أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم فأصمهُم وأعمى أبصارهم " .
ومما بان لي بالضرورة من ممارسة طريقتهم، حقيقة النبوة وخاصيتها ولا بد من التنويه على أصلها لشدة مسيس الحاجة إليها.
انتهى
وهذا آخرها بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الاختيار والكسب من أوائلها. وهي على التحقيق أول الطريقة، وما قبل ذلك كالدهليز للسالك إليه. ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات والمشاهدات، حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء ويسمعون أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد. ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال، إلى درجات يضيق عنها النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه.
وعلى الجملة، ينتهي الأمر إلى قرب، يكاد يتخيل منه طائفة الحلول، وطائفة الاتحاد، وطائفة الوصول، وكل ذلك خطأ. وقد بينا وجه الخطأ فيه في كتاب المقصد الأسنى. بل الذي لابسته تلك الحالة لا ينبغي أن يزيد على أن يقول:
وكان ما كان مما لستُ أذكرهُ ... فظنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبرِ
وبالجملة فمن لم يرزق منه شيئاً بالذوق، فليس يدرك من حقيقة النبوة إلا الاسم، وكرامات الأولياء، هي على التحقيق، بدايات الأنبياء. وكان ذلك أول حال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل إلى جبل حراء حيث كان يخلو فيه بربه ويتعبد، حتى قالت العرب: إن محمداً عشق ربه.
وهذه الحالة، يتحققها بالذوق من يسلك سبيلها. فمن لم يرزق الذوق، فيتيقنها بالتجربة والتسامع، وإن أكثر الصحبة، حتى يفهم ذلك بقرائن الأحوال يقيناً. ومن جالسهم، استفاد منهم هذا الإيمان فهم القوم لا يشقى جليسهم. ومن لم يرزق صحبتهم فليعلم إمكان ذلك يقيناً بشواهد البرهان، على ما ذكرناه في كتاب عجائب القلب من كتب إحياء علوم الدين. والتحقيق بالبرهان علم، وملابسة عين تلك الحالة ذوق، والقبول من التسامح والتجربة بحسن الظن إيمان.
فهذه ثلاث درجات: " يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتٌ " . ووراء هؤلاء قوم جهال، هم المنكرون لأصل ذلك، المتعجبون من هذا الكلام، ويستمعون ويسخرون، ويقولون: العجب! إنهم كيف يهذون! وفهيم قال الله تعالى: " ومنهم من يسمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفاً أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم فأصمهُم وأعمى أبصارهم " .
ومما بان لي بالضرورة من ممارسة طريقتهم، حقيقة النبوة وخاصيتها ولا بد من التنويه على أصلها لشدة مسيس الحاجة إليها.
انتهى
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12167
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
ملاحظة صغيرة للاخ شاكر
يا ريت المواصيع ما تكونش طويلة برشا اريح للقارئ و يكون اكثر حرص انو يكمل الموصوع للاخر بنفس التركيز اللي بدا بيه
----
ثم عندي برشا اسئلة فيما يخص الصوفية
يا ريت كل الاعضاء باختلاف اراءهم و مواقفهم من الصوفية يفيدوني فيها لانو اختلااف الاراء و المواقف فيه اثراء للموضوع و توسع فيه
---
شنوة اصل الصوفية
ثم هل كل شيخ عندو طريفة؟؟؟؟ يعني تتبدل من شيخ الى اخر؟؟؟
لانو في مدينتي منتشرة برشا الصوفية و نعرف برشا متصوفين لكن ما يعطونيش اجابات مقنعة
و ثمة برشا حاجات يعملو فيها نحب نستفسر عليها
يا ريت المواصيع ما تكونش طويلة برشا اريح للقارئ و يكون اكثر حرص انو يكمل الموصوع للاخر بنفس التركيز اللي بدا بيه
----
ثم عندي برشا اسئلة فيما يخص الصوفية
يا ريت كل الاعضاء باختلاف اراءهم و مواقفهم من الصوفية يفيدوني فيها لانو اختلااف الاراء و المواقف فيه اثراء للموضوع و توسع فيه
---
شنوة اصل الصوفية
ثم هل كل شيخ عندو طريفة؟؟؟؟ يعني تتبدل من شيخ الى اخر؟؟؟
لانو في مدينتي منتشرة برشا الصوفية و نعرف برشا متصوفين لكن ما يعطونيش اجابات مقنعة
و ثمة برشا حاجات يعملو فيها نحب نستفسر عليها
بنت الرديف-
- عدد المساهمات : 571
العمر : 43
المكان : درة المناجم
المهنه : مع الكاباس
الهوايه : تبربيش في المنتديات
نقاط تحت التجربة : 12096
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
الله يباركلكبنت الرديف كتب:ملاحظة صغيرة للاخ شاكر
يا ريت المواصيع ما تكونش طويلة برشا اريح للقارئ و يكون اكثر حرص انو يكمل الموصوع للاخر بنفس التركيز اللي بدا بيه
----
ثم عندي برشا اسئلة فيما يخص الصوفية
يا ريت كل الاعضاء باختلاف اراءهم و مواقفهم من الصوفية يفيدوني فيها لانو اختلااف الاراء و المواقف فيه اثراء للموضوع و توسع فيه
---
شنوة اصل الصوفية
ثم هل كل شيخ عندو طريفة؟؟؟؟ يعني تتبدل من شيخ الى اخر؟؟؟
لانو في مدينتي منتشرة برشا الصوفية و نعرف برشا متصوفين لكن ما يعطونيش اجابات مقنعة
و ثمة برشا حاجات يعملو فيها نحب نستفسر عليها
كنت باش نسأل حتى أنا لأن اختلطت عندي المفاهيم بخصوص الصوفية أرجو أن نجد الإجابات عند الإخوة
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12488
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
بارك الله فيكن واقول:
الحاصل أن الحقيقة والزبدة والغاية من التصوف لا تؤخذ من الكتب ولا من الأقوال بل بصحبة الرجال كسائر الإختصاصات.
ولا يمكن أبدا ويستحيل على كل من لم يسلك طريق السلوك ومعرفة أغوار ومتاهات مسالك النفس أن يرشدك ويعرّفك في التصوف، وهذا الغزالي قد وضّح البعض من ذلك في الجزء الأول من المقالة، وها إني أوجز وأقتطف البعض من ذلك فاقرئيها بتمعّن تفهمي ما نقول:
الحاصل أن الحقيقة والزبدة والغاية من التصوف لا تؤخذ من الكتب ولا من الأقوال بل بصحبة الرجال كسائر الإختصاصات.
ولا يمكن أبدا ويستحيل على كل من لم يسلك طريق السلوك ومعرفة أغوار ومتاهات مسالك النفس أن يرشدك ويعرّفك في التصوف، وهذا الغزالي قد وضّح البعض من ذلك في الجزء الأول من المقالة، وها إني أوجز وأقتطف البعض من ذلك فاقرئيها بتمعّن تفهمي ما نقول:
Shaker كتب:
...ثم إني لما فرغت من هذه العلوم أقبلت بهمتي على طريق الصوفية، وعلمت أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل، ..
وكان العلم أيسر علي من العمل، فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم ...
وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر لي أن أخص خواصهم، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات.
وكم من الفرق أن تعلم حد الصحة وحد الشبع وأسبابهما وشروطهما، وبين أن تكون صحيحاً وشبعان؟ وبين أن تعرف حد السكر، وأنه عبارة عن حالة تحصل من استيلاء أبخرة تتصاعد من المعدة على معادن الفكر، وبين أن تكون سكران! بل السكران لا يعرف حد السكر، وعلمه وهو سكران وما معه من علمه شيء. الطبيب في حالة المرض يعرف حد الصحة وأسبابها وأدويتها، وهو فاقد الصحة.
فكذلك فرق بين أن تعرف حقيقة الزهد وشروطه وأسبابه، وبين أن تكون حالك الزهد، وعزوف النفس عن الدنيا!.
فعلمت يقيناً أنهم أرباب الأحوال، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصلته، ولم يبق إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم، بل بالذوق والسلوك.
فهذه الأصول الثلاثة من الإيمان كانت قد رسخت في نفسي، لا بدليل معين مجرد، بل بأسباب وقرائن وتجارب لا تدخل تحت الحصر تفاصيلها.
وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى، وكف النفس عن الهوى، وأن رأس ذلك كله، قطع علاقة القلب عن الدنيا، بالتجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال، والهرب من الشواغل والعلائق...
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12167
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
Shaker كتب:بارك الله فيكن واقول:
الحاصل أن الحقيقة والزبدة والغاية من التصوف لا تؤخذ من الكتب ولا من الأقوال بل بصحبة الرجال كسائر الإختصاصات.
ولا يمكن أبدا ويستحيل على كل من لم يسلك طريق السلوك ومعرفة أغوار ومتاهات مسالك النفس أن يرشدك ويعرّفك في التصوف، وهذا الغزالي قد وضّح البعض من ذلك في الجزء الأول من المقالة، وها إني أوجز وأقتطف البعض من ذلك فاقرئيها بتمعّن تفهمي ما نقول:Shaker كتب:
كيف للمرء أن يسلك طريقاً مجهولاً على الأقل اعطنا فكرة عامة عن الصوفية وأصلها وفي ماذا تختلف كل مجموعة عن الأخرى
hend-
- عدد المساهمات : 2835
العمر : 25
نقاط تحت التجربة : 12488
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
صحيح ارجو التفصيل و التوضيح اكثر يا اخ شاكر
في مدينتي ثمة ما يسمى بالطريقة القاسمية
و برشا برشا من سكان هنا يتبعو فيها
حبيت نعرف شنوة تفسير كثرة الشيوخ متاع الطرق الصوفية
خليني انا نفصل بعض النقاط
مثلا حاجة يقولوها هما انو المريد يجب ان يلبس شيخه
اي الانحياز المطلق للشيخ و اعتباره الاب الروحي بالنسبة لهم
ان كنت اشكر لهم شكل الحجاب بالنسبة للمراة هو نعم شرعي 100/100 حسب ما نشوف فيه انا طبعا
لكن اعيب عليهم انو في حلقات الذكر تطلع اصوات النسا حتى و لو كان بذكر الله لكن انا اعرف انو صوت المراة عورة
- كذلك عندهم ما يسمى بالعمارة
حلقة ذكر وقوفا يتلفظو بيها بعبارة هه هه هه ه هه
الباهي فيهم العلاقة القوية بين المريدين فيما بينهم قوية و نموذج للتكافل الاسلامي
و اشياء اخرى
لهذا حبيت نعرف الفرق بين طريقة و اخرى
في مدينتي ثمة ما يسمى بالطريقة القاسمية
و برشا برشا من سكان هنا يتبعو فيها
حبيت نعرف شنوة تفسير كثرة الشيوخ متاع الطرق الصوفية
خليني انا نفصل بعض النقاط
مثلا حاجة يقولوها هما انو المريد يجب ان يلبس شيخه
اي الانحياز المطلق للشيخ و اعتباره الاب الروحي بالنسبة لهم
ان كنت اشكر لهم شكل الحجاب بالنسبة للمراة هو نعم شرعي 100/100 حسب ما نشوف فيه انا طبعا
لكن اعيب عليهم انو في حلقات الذكر تطلع اصوات النسا حتى و لو كان بذكر الله لكن انا اعرف انو صوت المراة عورة
- كذلك عندهم ما يسمى بالعمارة
حلقة ذكر وقوفا يتلفظو بيها بعبارة هه هه هه ه هه
الباهي فيهم العلاقة القوية بين المريدين فيما بينهم قوية و نموذج للتكافل الاسلامي
و اشياء اخرى
لهذا حبيت نعرف الفرق بين طريقة و اخرى
بنت الرديف-
- عدد المساهمات : 571
العمر : 43
المكان : درة المناجم
المهنه : مع الكاباس
الهوايه : تبربيش في المنتديات
نقاط تحت التجربة : 12096
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
أجل يا أبانا في مدينتنا ,مدينة الرديف لدينا ما يسمى بالزاوية
والشيخ المتبع إسمه أبو القاسم فتسمى بالزاوية القاسمية و الطريقة القاسمية
و هو من تلامذة الشيخ إسماعيل رحمه الله في مدينة نفطة و قد أخذ المشيخة عنه
لكن السؤال هل لكل شيخ طريقة للتصوف تسمى بإسمه؟
والشيخ المتبع إسمه أبو القاسم فتسمى بالزاوية القاسمية و الطريقة القاسمية
و هو من تلامذة الشيخ إسماعيل رحمه الله في مدينة نفطة و قد أخذ المشيخة عنه
لكن السؤال هل لكل شيخ طريقة للتصوف تسمى بإسمه؟
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
... كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا * يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر ...
أنين الصمت-
- عدد المساهمات : 1248
العمر : 39
المكان : الجبال الصلدة
المهنه : بطالة مؤقتة
الهوايه : الصمت
نقاط تحت التجربة : 12341
تاريخ التسجيل : 26/12/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
فلان هاز الطريقة
هذه عبارة كثيرا ما ترددت على مسامعنا منذ نعومة أضافرنا
لكن كل ما سألنا ما معنى الطريقة لا نجد الجواب المقنع
كل ما نراه لحية و عمامة و لباس تقليدي
دروس أسبوعية مساء الخميس و مساء الأحد يعني ليلة الجمعة و ليلة الإثنين
نرى في المولد النبوي الشريف وفودا من كل أصقاع المعمورة حتى من أفغانستان لا من تونس فقط
حافلات لا تحصى و لا تعد
رجال و نساء
جاؤوا ليقبلوا تراب مدينة الرديف-ولا أعلم لماذا؟-
ليقوموا بشعائرهم في حضرة "سيدي الشيخ"-هذا ما يسمونه-
يقبلون يديه فيقبل ولا يردهم عن ذلك
و أغرب ما في الأمر و هو ما يحيرني هي "العمارة"
يبدأون بالذكر الله الله الله الله
لتصبح بعد ذلك إه أإه . إه أإه . إه أإه . إه أإه
بصوت يقشعر له البدن كأنه عويل
يسمون أنفسهم الفقراء
الرجل الفقيّر و المرأة الفقيّرة
صدقوني هذا كل ما أعرفه عن الطريقة في مدينتنا
رغم محاولاتي الفاشلة في إيجاد معانيها و فهم مبادئها
أنا لا أقول أنها ضرب من ضروب الجنون أو ما شابه
أنا أعلم أن التصوف هو التزهد من الدنيا بما فيها و أن إسمها جاء من اللباس الذي يلبسه المتصوف
فهو يستر عورته بجلد من الصوف ويعتكف لذكر الله و التأمل في خلقه في منئى من العالم
يأكل ما قل لسد الرمق ,يحرم نفسه من كل ماهو ملذات
لكن ما نراه في المولد النبوي الشريف غير ذلك
ذبائح و ولائم تقام لضيوف الشيخ عجول و أراخي و حواشي و قعود
إختلطت الأشياء و المعاني و لا أعلم ما هو الصواب من الخطأ
وأرى أن كل ما يقومون به ليس بالأمر المقنع
هذه عبارة كثيرا ما ترددت على مسامعنا منذ نعومة أضافرنا
لكن كل ما سألنا ما معنى الطريقة لا نجد الجواب المقنع
كل ما نراه لحية و عمامة و لباس تقليدي
دروس أسبوعية مساء الخميس و مساء الأحد يعني ليلة الجمعة و ليلة الإثنين
نرى في المولد النبوي الشريف وفودا من كل أصقاع المعمورة حتى من أفغانستان لا من تونس فقط
حافلات لا تحصى و لا تعد
رجال و نساء
جاؤوا ليقبلوا تراب مدينة الرديف-ولا أعلم لماذا؟-
ليقوموا بشعائرهم في حضرة "سيدي الشيخ"-هذا ما يسمونه-
يقبلون يديه فيقبل ولا يردهم عن ذلك
و أغرب ما في الأمر و هو ما يحيرني هي "العمارة"
يبدأون بالذكر الله الله الله الله
لتصبح بعد ذلك إه أإه . إه أإه . إه أإه . إه أإه
بصوت يقشعر له البدن كأنه عويل
يسمون أنفسهم الفقراء
الرجل الفقيّر و المرأة الفقيّرة
صدقوني هذا كل ما أعرفه عن الطريقة في مدينتنا
رغم محاولاتي الفاشلة في إيجاد معانيها و فهم مبادئها
أنا لا أقول أنها ضرب من ضروب الجنون أو ما شابه
أنا أعلم أن التصوف هو التزهد من الدنيا بما فيها و أن إسمها جاء من اللباس الذي يلبسه المتصوف
فهو يستر عورته بجلد من الصوف ويعتكف لذكر الله و التأمل في خلقه في منئى من العالم
يأكل ما قل لسد الرمق ,يحرم نفسه من كل ماهو ملذات
لكن ما نراه في المولد النبوي الشريف غير ذلك
ذبائح و ولائم تقام لضيوف الشيخ عجول و أراخي و حواشي و قعود
إختلطت الأشياء و المعاني و لا أعلم ما هو الصواب من الخطأ
وأرى أن كل ما يقومون به ليس بالأمر المقنع
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
... كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا * يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر ...
أنين الصمت-
- عدد المساهمات : 1248
العمر : 39
المكان : الجبال الصلدة
المهنه : بطالة مؤقتة
الهوايه : الصمت
نقاط تحت التجربة : 12341
تاريخ التسجيل : 26/12/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
التصوف يعني الزهد في الدينا وترك ملذات الحياة والانقطاع لله عز وجل وترك الشهوات والاعتدال في المأكل والملبس والصوفية مشتقة من لباس الصوف والذي عادة ما يكون خشن في ذلك الزمان يعني ان التصوف حالة روحية تجعل الانسان يرتبط بالله عز وجل ويبتعد عن الدنيا وتطورت هذه الحالة الى طريقة او مسلك يتبعه المتصوف ويعدها تطورت الطرق واصبح لكل صاحب طريقة ومسلك ناس ومريدين وتلامذه يكونون من حاشيته واتباعه ويمسى هو شيخ الطريقة وهذا الشيخ يقيم حلقات وذكر واشعار يرددها اتباعه بطريقة معينة وتقام هذه الطرق طلبا للاجر والثواب واحيانا من اجل شفاء مريض او من اجل اخراج الجن وطرد الارواح الشريرة ويلجأ اليهم كل من يعجز الاطباء عن علاجه راجيا من الله العلي القدير ان يشافيه ببركة شيخ الطريقة واتباعه وبما يقوم به من ترديد الاذكار
وهذه تكثر في بلدان المغرب العربي وايضا في المشرق على اختلاف الطرق والاذكار
ونحن هنا لسنا بصدد مدح او ذم الطرق واتباعهم
وهذه تكثر في بلدان المغرب العربي وايضا في المشرق على اختلاف الطرق والاذكار
ونحن هنا لسنا بصدد مدح او ذم الطرق واتباعهم
Khairallah-
- عدد المساهمات : 79
العمر : 54
نقاط تحت التجربة : 11402
تاريخ التسجيل : 10/06/2009
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
abouhayder كتب
هل من توضيح لهذه الطريقة ؟؟
-----
ثمة زاوية هنا تحت اشراف الشيخ ابو القاسم البلخيري واللي يدخل في الطريقة هذي ثمة اذكار يذكرها يسموهم الورد و دعاء طويل يسمونه الوظيفة و يكون هناك لقاء في الزاوية كل عشية خميس و جمعة و أحد يبدا بمجموعة من القصائد النبوية ثم يعملو العمارة اللي سبق و حكيت عليها منبعد يلقي الشيخ الدرس الديني يسموه المذاكرة
و تنقسم لمراحل الطريقة هذي يعني كلما تقدم المريد في الذكر يتقدم في المراحل و يتزهد اكثر في الدنيا مانيش
فاهمة بالضبط هالمراحل هذي كيفاش لكن نعرف انو المريد يبدا بالاذكار العادية متاع الصباح و المساء ثم ينتقل للمرحلة اللي بعدها و يسموها الاسم الاعظم ظاهرلي و المراحل الاخرى ما عنديش فكرة عليها
الغريب انو الشيخ هذا عندو صيت كبير يصل الى خارج تونس خاصة في فرنسا ثمة برشا تابعين طريقتو
هل من توضيح لهذه الطريقة ؟؟
-----
ثمة زاوية هنا تحت اشراف الشيخ ابو القاسم البلخيري واللي يدخل في الطريقة هذي ثمة اذكار يذكرها يسموهم الورد و دعاء طويل يسمونه الوظيفة و يكون هناك لقاء في الزاوية كل عشية خميس و جمعة و أحد يبدا بمجموعة من القصائد النبوية ثم يعملو العمارة اللي سبق و حكيت عليها منبعد يلقي الشيخ الدرس الديني يسموه المذاكرة
و تنقسم لمراحل الطريقة هذي يعني كلما تقدم المريد في الذكر يتقدم في المراحل و يتزهد اكثر في الدنيا مانيش
فاهمة بالضبط هالمراحل هذي كيفاش لكن نعرف انو المريد يبدا بالاذكار العادية متاع الصباح و المساء ثم ينتقل للمرحلة اللي بعدها و يسموها الاسم الاعظم ظاهرلي و المراحل الاخرى ما عنديش فكرة عليها
الغريب انو الشيخ هذا عندو صيت كبير يصل الى خارج تونس خاصة في فرنسا ثمة برشا تابعين طريقتو
بنت الرديف-
- عدد المساهمات : 571
العمر : 43
المكان : درة المناجم
المهنه : مع الكاباس
الهوايه : تبربيش في المنتديات
نقاط تحت التجربة : 12096
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
من اين هذا الكلام بأن صوت المرأة عورة هذه المذيعات في تلفزيونات الدول الاسلامية والاذاعات مثل المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران وكذلك في حزب الله ومختلف توجهات الجماعات الاسلامية ليس هناك من يمنع النساء من التحدث مثل قناة ايمان وصفا والمجد وكلها قنوات سنية وفيها قنوات تميل الى التطرف
ويحدثنا التاريخ ان عائشة كانت تروى الاحاديث وخرجت في حرب الجمل وهذه السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها خرجت والقت خطبتها الشهيرة وخلافها مع ابو بكر على مسمع من جميع المسلمين وكذلك السيدة زينب وام كلثوم وفاطمة بنت الحسين فما ندري من اين جاءت ان صوت المرأة عورة اعتقد انه من الموروث الاجتماعي والنظرة للمرأة
نعم القران يقول لا تخضعن في القول اي لا تتكلمن بصوت يبعث على الشك والريبة وان تتحدث بطريقة تجذب الرجال والله العالم
ويحدثنا التاريخ ان عائشة كانت تروى الاحاديث وخرجت في حرب الجمل وهذه السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها خرجت والقت خطبتها الشهيرة وخلافها مع ابو بكر على مسمع من جميع المسلمين وكذلك السيدة زينب وام كلثوم وفاطمة بنت الحسين فما ندري من اين جاءت ان صوت المرأة عورة اعتقد انه من الموروث الاجتماعي والنظرة للمرأة
نعم القران يقول لا تخضعن في القول اي لا تتكلمن بصوت يبعث على الشك والريبة وان تتحدث بطريقة تجذب الرجال والله العالم
Khairallah-
- عدد المساهمات : 79
العمر : 54
نقاط تحت التجربة : 11402
تاريخ التسجيل : 10/06/2009
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن الإبطاء وذلك لعذر السفر ...
وها قد عدنا والعود أحمد
طبيعي أن يتساءل المرء عما يجهله ولكن ليس كل ما يسأل عنه يجد جوابه فهذا ليس مسألة فقهية أو ما شابهها، ومن هنا يُتّهم الصوفية أنهم لا يجيبون عن كل الأسئلة أو أنهم لا يقنعون السائل، وهو الخطام الذي يدعي غيرهم الإمساك به. وكثيرا ما يرددون هذه الأقوال كحجتهم ضعيفة أو لا دليل لهم أو يتنصلون من الإجابة، فليس هذا هو السبب إنما هو أعمق...
فالكلمات تعجز كثيرا عن التعبير عن المحسوسات كالحلاوة والمرارة والألم والفرح .... الخ، فكيف أن تعبر عن الأحوال القلبية الإيمانية، ومأخذ الأمور الذوقية من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا"، رواه مسلم
فمقالة حجة الإسلام الغزالي جمعت وأوعت وبيّنت ما يمكن بيانه أن التصوف له خصائص خاصة فقط بمن يسلكه بل فيه أشياء لا يصل لها البعض من المنتسبين له، وهذا راجع لمدى الإستعداد والقبول.
.
وقد قيل في هذا أن لغة القوم أعجمية، ومن كلام سادتنا الصوفية رضي الله عنهم: ,,من كمال الفقير ( وهو المنسب للتصوف فما بالك بغيره ) أن يحمل كلام الأكابر على أحسن المحامل ويبحث لهم عن الأعذار لخروجهم عن مقام الـرّعونات الـنّفسية فإن عجز عن فهم قول قالوه أو فعل فعلوه فليسلّم لهم وليكفّ عن الإنكار لأنّ منازعتهم دقيقة عن العقول والأفهام،، وأنّى لأمـثالـنا أن يتصدّى لردّ كلامهم؟ فالعاقل من ترك الإنكار وجعل ما لم يفهمه من جملة مجهولاته لا سـيما أنّ كلامهم كلّه طافح بالأمر والـتّقـيّد بالكتاب والـسّنّة وعلاج الأخلاق والأعمال والإخلاص للّه وكلّ معاني الفضل والكمال وربّما كان المنكر عليهم بالـضّدّ من هذه الـصّفات كلّها.
ثم إن بعض مما ينسب إليهم لا صلة له بالحقيقة أو هو اجتهاد شخصي معرض للخطأ أو هو ليس بضرورة ملزمة في التصوف يقتضي بعدمه العدم، كالذكر بلفظة أه مثلا فهذا وإن كان له دليل ضعيف من السنة أو مأول من كلام رب العزة غير أنه نتيجة حالة وجدانية عميقة لا يستطيع فهمها إلا من ذاقها ...
وعليه فكل ما يُنكر عن التصوف والصوفية كلام قديم جديد مختلف فيه بين علماء الأمة.
وأقول كم من باحث عن حقيقة التصوف أقرّ بأن ما عند الصوفية من دواعي القرب لله عز وجل قلّ أن يوجد عند غيرهم ...
وهم أولا وأخيرا بشر كسائر الناس تعتريهم كل أحكام البشرية من نقص وخطأ و...
والسلام عليكم جميعا.
أعتذر عن الإبطاء وذلك لعذر السفر ...
وها قد عدنا والعود أحمد
طبيعي أن يتساءل المرء عما يجهله ولكن ليس كل ما يسأل عنه يجد جوابه فهذا ليس مسألة فقهية أو ما شابهها، ومن هنا يُتّهم الصوفية أنهم لا يجيبون عن كل الأسئلة أو أنهم لا يقنعون السائل، وهو الخطام الذي يدعي غيرهم الإمساك به. وكثيرا ما يرددون هذه الأقوال كحجتهم ضعيفة أو لا دليل لهم أو يتنصلون من الإجابة، فليس هذا هو السبب إنما هو أعمق...
فالكلمات تعجز كثيرا عن التعبير عن المحسوسات كالحلاوة والمرارة والألم والفرح .... الخ، فكيف أن تعبر عن الأحوال القلبية الإيمانية، ومأخذ الأمور الذوقية من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا"، رواه مسلم
فمقالة حجة الإسلام الغزالي جمعت وأوعت وبيّنت ما يمكن بيانه أن التصوف له خصائص خاصة فقط بمن يسلكه بل فيه أشياء لا يصل لها البعض من المنتسبين له، وهذا راجع لمدى الإستعداد والقبول.
.
وقد قيل في هذا أن لغة القوم أعجمية، ومن كلام سادتنا الصوفية رضي الله عنهم: ,,من كمال الفقير ( وهو المنسب للتصوف فما بالك بغيره ) أن يحمل كلام الأكابر على أحسن المحامل ويبحث لهم عن الأعذار لخروجهم عن مقام الـرّعونات الـنّفسية فإن عجز عن فهم قول قالوه أو فعل فعلوه فليسلّم لهم وليكفّ عن الإنكار لأنّ منازعتهم دقيقة عن العقول والأفهام،، وأنّى لأمـثالـنا أن يتصدّى لردّ كلامهم؟ فالعاقل من ترك الإنكار وجعل ما لم يفهمه من جملة مجهولاته لا سـيما أنّ كلامهم كلّه طافح بالأمر والـتّقـيّد بالكتاب والـسّنّة وعلاج الأخلاق والأعمال والإخلاص للّه وكلّ معاني الفضل والكمال وربّما كان المنكر عليهم بالـضّدّ من هذه الـصّفات كلّها.
ثم إن بعض مما ينسب إليهم لا صلة له بالحقيقة أو هو اجتهاد شخصي معرض للخطأ أو هو ليس بضرورة ملزمة في التصوف يقتضي بعدمه العدم، كالذكر بلفظة أه مثلا فهذا وإن كان له دليل ضعيف من السنة أو مأول من كلام رب العزة غير أنه نتيجة حالة وجدانية عميقة لا يستطيع فهمها إلا من ذاقها ...
وعليه فكل ما يُنكر عن التصوف والصوفية كلام قديم جديد مختلف فيه بين علماء الأمة.
وأقول كم من باحث عن حقيقة التصوف أقرّ بأن ما عند الصوفية من دواعي القرب لله عز وجل قلّ أن يوجد عند غيرهم ...
وهم أولا وأخيرا بشر كسائر الناس تعتريهم كل أحكام البشرية من نقص وخطأ و...
والسلام عليكم جميعا.
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12167
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
يا اخ شاكر الاسلام دين حجج و اقناع
و ان كان المتصوف يبخل بالتوضيح و التفسير و النقاش بدعوى ان هناك اشياء لا يجوز الحديث عنها مع غير المريد فكيف ستبني جسر التواصل بين المتصوفين و غير المتصوفين
الا ترى ان هذا المنهج يجعل المسلم امام مجموعتين مجموعة متصوفين و مجموعة عوام
لصالح من هذا التقسيم؟؟؟
ارى انه لا هو في صالح الصوفية و لا هو في صالح غيرها من المذاهب
انما الشرح و النقاش الهادئ الهادف هو من يقرب وجهات النظر
فان لم تكن الاجابات منك انت و ممن يتبعون الصوفية فكيف تنتظر من البقية الاقتناع و كيف تستغرب منهم الرفض
و ان كان المتصوف يبخل بالتوضيح و التفسير و النقاش بدعوى ان هناك اشياء لا يجوز الحديث عنها مع غير المريد فكيف ستبني جسر التواصل بين المتصوفين و غير المتصوفين
الا ترى ان هذا المنهج يجعل المسلم امام مجموعتين مجموعة متصوفين و مجموعة عوام
لصالح من هذا التقسيم؟؟؟
ارى انه لا هو في صالح الصوفية و لا هو في صالح غيرها من المذاهب
انما الشرح و النقاش الهادئ الهادف هو من يقرب وجهات النظر
فان لم تكن الاجابات منك انت و ممن يتبعون الصوفية فكيف تنتظر من البقية الاقتناع و كيف تستغرب منهم الرفض
بنت الرديف-
- عدد المساهمات : 571
العمر : 43
المكان : درة المناجم
المهنه : مع الكاباس
الهوايه : تبربيش في المنتديات
نقاط تحت التجربة : 12096
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
أختي بنت الرديف لو عرفتي سبب عدم جواب الأخ لبطل عجبك
هذا ما يتعلمه الصوفي
قال الغزالي: «وأن لا يخالف شيخه في كل ما يشير». [إحياء علوم الدين: 3/75].
وقال أيضًا: «ومهما أشار عليه المعلم بطريق في التعلم فيقلده، وليدع رأيه؛
فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه». [إحياء علوم الدين 1/50]
وقال: «فمعتصَم المريد بعد تقديم الشروط المذكورة شيخه، فليتمسك به تمسك
الأعمى على شاطئ النهر بالقائد، بحيث يفوض أمره إليه بالكلية، ولا يخالفه
في ورده ولا صدره، ولا يبقى في متابعته شيئًا ولا يذر، وليعلم أن نفعه في
خطأ شيخه لو أخطأ أكثر من نفعه في صواب نفسه لو أصاب». [إحياء علوم الدين
3/76].
وقال علي وفا: «المريد الصادق مع شيخه كالميت مع مغسله، ولا كلام، ولا
حركة، ولا يقدر أن ينطق بين يديه من هيبته، ولا يدخل، ولا يخرج، ولا يخالط
أحدًا، ولا يشتغل بعلم ولا قرآن ولا ذكر إلا بإذنه». [الأنوار القدسية
1/187].
قال ابن عربي: «إن من شرط الإمام الباطن أن يكون معصومًا، وليس الظاهر إن
كان غيره يكون له مقام العصمة». [الفتوحات المكية 3/183]. وقال القشيري:
«من أجلِّ الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعة والعصمة من
المعاصي والمخالفات». [الرسالة القشيرية ص160].
يقول محمد أمين الكردي: «.. ومنها أن لا يعترض عليه فيما فعله، ولو كان
ظاهره حرامًا، ولا يقول: لم فعل كذا؟ لأن من قال لشيخه: لم؟ لا يفلح
أبدًا، فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة في الظاهر وهي محمودة في الباطن».
[تنوير القلوب: ص528].
أختي من مجموع هذه الأداب التي يجب أن يكون عليها الصوفي تستنتج
أن الصوفي لا يسأل شيخه لما تفعل كذا أو تترك كذا و هذا ما قاله الأخ أن لا تسأل على كل شي و لا تحاول فهم كل شي
و نحن نقول أهذا الشيخ أفضل من رسول الله و هل هؤلاء المريدون أكثر أدب مع شيخهم من أدب الصحابة مع رسول الله .... ألم يسأل الصحابة رسول الله عما استشكل عليهم من الامور و كان عليه الصلاة و السلام يجيبهم
الخلاصة المراد أن يعطل الصوفي عقله و يتبع الشيخ دون فهم و إن سألته سيجيبك مثل جواب الأخ أنه لا تقدر أن تفهم كل شي
و سبحان الله عندما تحاور نصراني يجيبك بنفس الجواب في مسألة التثليث بأنك لا تستطيع فهمها و لأنه هو أصلاً لا يفهمها
هذا ما يتعلمه الصوفي
قال الغزالي: «وأن لا يخالف شيخه في كل ما يشير». [إحياء علوم الدين: 3/75].
وقال أيضًا: «ومهما أشار عليه المعلم بطريق في التعلم فيقلده، وليدع رأيه؛
فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه». [إحياء علوم الدين 1/50]
وقال: «فمعتصَم المريد بعد تقديم الشروط المذكورة شيخه، فليتمسك به تمسك
الأعمى على شاطئ النهر بالقائد، بحيث يفوض أمره إليه بالكلية، ولا يخالفه
في ورده ولا صدره، ولا يبقى في متابعته شيئًا ولا يذر، وليعلم أن نفعه في
خطأ شيخه لو أخطأ أكثر من نفعه في صواب نفسه لو أصاب». [إحياء علوم الدين
3/76].
وقال علي وفا: «المريد الصادق مع شيخه كالميت مع مغسله، ولا كلام، ولا
حركة، ولا يقدر أن ينطق بين يديه من هيبته، ولا يدخل، ولا يخرج، ولا يخالط
أحدًا، ولا يشتغل بعلم ولا قرآن ولا ذكر إلا بإذنه». [الأنوار القدسية
1/187].
قال ابن عربي: «إن من شرط الإمام الباطن أن يكون معصومًا، وليس الظاهر إن
كان غيره يكون له مقام العصمة». [الفتوحات المكية 3/183]. وقال القشيري:
«من أجلِّ الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعة والعصمة من
المعاصي والمخالفات». [الرسالة القشيرية ص160].
يقول محمد أمين الكردي: «.. ومنها أن لا يعترض عليه فيما فعله، ولو كان
ظاهره حرامًا، ولا يقول: لم فعل كذا؟ لأن من قال لشيخه: لم؟ لا يفلح
أبدًا، فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة في الظاهر وهي محمودة في الباطن».
[تنوير القلوب: ص528].
أختي من مجموع هذه الأداب التي يجب أن يكون عليها الصوفي تستنتج
أن الصوفي لا يسأل شيخه لما تفعل كذا أو تترك كذا و هذا ما قاله الأخ أن لا تسأل على كل شي و لا تحاول فهم كل شي
و نحن نقول أهذا الشيخ أفضل من رسول الله و هل هؤلاء المريدون أكثر أدب مع شيخهم من أدب الصحابة مع رسول الله .... ألم يسأل الصحابة رسول الله عما استشكل عليهم من الامور و كان عليه الصلاة و السلام يجيبهم
الخلاصة المراد أن يعطل الصوفي عقله و يتبع الشيخ دون فهم و إن سألته سيجيبك مثل جواب الأخ أنه لا تقدر أن تفهم كل شي
و سبحان الله عندما تحاور نصراني يجيبك بنفس الجواب في مسألة التثليث بأنك لا تستطيع فهمها و لأنه هو أصلاً لا يفهمها
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14431
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
شكرا يا ابن الصحابة على التعقيب
هنا ثمة برشا من الاجوار و الاقارب و الاصحاب بل حتى في العائلة هم من المتصوفين و يتبعون
الطريقة القاسمية
لكن ردودهم و كلامهم و حديثهم عن الطريقة و الصوفية عاطفي بحت
من حق من يسال انو يلقى اجابات مقنعة و من حق من يجهل انه يعرف
انا مش متحاملة على الصوفية لكن في نفس الوقت نحب نفهم
هنا ثمة برشا من الاجوار و الاقارب و الاصحاب بل حتى في العائلة هم من المتصوفين و يتبعون
الطريقة القاسمية
لكن ردودهم و كلامهم و حديثهم عن الطريقة و الصوفية عاطفي بحت
من حق من يسال انو يلقى اجابات مقنعة و من حق من يجهل انه يعرف
انا مش متحاملة على الصوفية لكن في نفس الوقت نحب نفهم
بنت الرديف-
- عدد المساهمات : 571
العمر : 43
المكان : درة المناجم
المهنه : مع الكاباس
الهوايه : تبربيش في المنتديات
نقاط تحت التجربة : 12096
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
رد: أبو حامد الغزالي يعرّف طرق الصوفية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام ابن الصحابة فيه كثير من المغالطات، لأنه يضع الأسماء في غير مسمياتها والظل في غير جسمه.
وأعذره في هذا لأنه يتكلم عن أشياء لا يعلمها وهو ما ذكره الغزالي .
وفعلا لا يستطيع غير الصوفي فهم التصوف ، وهو الموضوع الأصلي ومن يريد أن يتكلم فيه تخونه العبارة.
وأسرار التصوف تحصل بكثرة طاعة الله بتوجيه الشيخ العارف والسالك ذاك المسلك من قبل.
ولعل البعض يريد أن يقفز ويقول هل الشيخ...؟
فنقول له يا أخي القرآن والحديث كالصيدلية بالنسبة للمؤمن لا يجوز أن يأخذ منها من يشاء ما يشاء لتزكية نفسه وسلوك مسلك المهتدين حقا، ولو كان الأمر كذلك لأخذ من ضمن ما يأخذ جرعة تكون له هالكة رغم أنها دواء لغيره، فعليه إذن بوصفة الطبيب المعالج له والمعاين لحالته، ألم تر كيف جاءه من يستنصحه فقال له: لا تغضب. وجاء غيره فقال له: قل لا حول ولا قوة إلا بالله . والأمثلة كثيرة.
وهل نقارن أنفسنا بالصحابة رضي الله عنهم؟ ذاك زمان التشريع واجب فيه التساؤل مادام الرسول صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم والوحي لا زال يتنزّل، وكذلك أسئلتهم تخص الأحكام الشرعية والنظم الفرعية. أما الشيخ فليس مشرعا بل هو يدل مريديه على طريق السلوك المنطوي تحت التشريع الذي لا يتبدّل، وأمراضهم تختلف من شخص لآخر فهذا داؤه العجب وذاك حب النفس والأنانية وغيرهم حب الدنيا وهكذا...
وهو معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:: إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لهذِهِ الأمَّةِ عَلَى رأْسِ كلِّ مائةِ سنةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَها. فليس هو تجديد أحكام ولكن تجديد أفهام.
ووالله لو تتمعنوا في ما ذكر في المقالة وردودنا لبطل العجب.
وأعيد هل يفهم الصغير كلام الكبار؟
طبعا لا حتى يصبح كبيرا، هذا في الشؤون الدنياوية البالية فما بالك بما هو أعظم وأعلى وأغلى.
وهل تعطى الحكمة لغير أهلها.
وهذا ليس استنقاصا لكم ولكن وضع الأشياء حيث هي.
وأختم أن الذي يريد أن يعرف التصوف لا يعرفه إلا من بابه لا من الشباك فذاك يُعتبر سارق.
وليس بعد هذا البيان بيان.
حفظ الله الجميع.
كلام ابن الصحابة فيه كثير من المغالطات، لأنه يضع الأسماء في غير مسمياتها والظل في غير جسمه.
وأعذره في هذا لأنه يتكلم عن أشياء لا يعلمها وهو ما ذكره الغزالي .
وفعلا لا يستطيع غير الصوفي فهم التصوف ، وهو الموضوع الأصلي ومن يريد أن يتكلم فيه تخونه العبارة.
وأسرار التصوف تحصل بكثرة طاعة الله بتوجيه الشيخ العارف والسالك ذاك المسلك من قبل.
ولعل البعض يريد أن يقفز ويقول هل الشيخ...؟
فنقول له يا أخي القرآن والحديث كالصيدلية بالنسبة للمؤمن لا يجوز أن يأخذ منها من يشاء ما يشاء لتزكية نفسه وسلوك مسلك المهتدين حقا، ولو كان الأمر كذلك لأخذ من ضمن ما يأخذ جرعة تكون له هالكة رغم أنها دواء لغيره، فعليه إذن بوصفة الطبيب المعالج له والمعاين لحالته، ألم تر كيف جاءه من يستنصحه فقال له: لا تغضب. وجاء غيره فقال له: قل لا حول ولا قوة إلا بالله . والأمثلة كثيرة.
وهل نقارن أنفسنا بالصحابة رضي الله عنهم؟ ذاك زمان التشريع واجب فيه التساؤل مادام الرسول صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم والوحي لا زال يتنزّل، وكذلك أسئلتهم تخص الأحكام الشرعية والنظم الفرعية. أما الشيخ فليس مشرعا بل هو يدل مريديه على طريق السلوك المنطوي تحت التشريع الذي لا يتبدّل، وأمراضهم تختلف من شخص لآخر فهذا داؤه العجب وذاك حب النفس والأنانية وغيرهم حب الدنيا وهكذا...
وهو معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:: إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لهذِهِ الأمَّةِ عَلَى رأْسِ كلِّ مائةِ سنةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَها. فليس هو تجديد أحكام ولكن تجديد أفهام.
ووالله لو تتمعنوا في ما ذكر في المقالة وردودنا لبطل العجب.
وأعيد هل يفهم الصغير كلام الكبار؟
طبعا لا حتى يصبح كبيرا، هذا في الشؤون الدنياوية البالية فما بالك بما هو أعظم وأعلى وأغلى.
وهل تعطى الحكمة لغير أهلها.
وهذا ليس استنقاصا لكم ولكن وضع الأشياء حيث هي.
وأختم أن الذي يريد أن يعرف التصوف لا يعرفه إلا من بابه لا من الشباك فذاك يُعتبر سارق.
وليس بعد هذا البيان بيان.
حفظ الله الجميع.
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12167
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى