قدسية رمضان المفقودة

الشهر عليكم مبارك..
وأسأل الله الكريم أن يوفقنا للصيام والقيام وعمل الطاعات وتقديم الخيرات في شهر الخير.

وأن نكون فيه أكثر تراحماً وتسامحاً وانشراحاً للنفس .

وأن يجعلنا ممن يعطي هذا الشهر حقه من التبجيل والاحترام والمكانة
الرفيعة، تلك المكانة التي بدأنا نفقدها في أنفسنا بسبب الحياة ومشاغلها،
حتى إننا لم نعد نستطيع أن ننقل هذا الاحترام إلى نفوس أطفالنا.

ولكن بيد الآباء استدراك الامر فيظهرون أمام أبنائهم تلك التصرفات
والسلوكيات التي تزيد من الاحترام لأيام الله المباركة فإن الأبناء سرعان
ما يتأثرون بذلك ويستفيدون منه فيهتمون مثلاً باستقبال شهر رمضان كأن يدور
حديث حول فضل الشهر وتميزه عن باقي أشهر السنة باعتباره الشهر الذي نزل
فيه القرآن وانه شهر تضاعف فيه الأجور، والحديث عن مدى أهمية استغلال كل
لحظة من لحظاته في ذكر الله، وتلاوة القرآن.
كما يجب تعليم الابناء احترام نهار رمضان فلا يترك الطفل غير القادر على صيامه تركاً باتاً.

بل ندفعه ونشجعه على صيام بعض اليوم ليبدأ بالتعود على الصيام واستشعار لذة الصوم .

وان يكون هناك تشجيع فعلي له أمام باقي افراد الأسرة وعن مدى قدرته
وقوته لتحمل الصيام كذلك التحدث معهم عن أجر الصائم، وعن اللحظات التي
يفرح فيها الصائم كوقت الإفطار.
كما أنه يفترض أن تكون هناك مكانة حتى في يوم (الطفل الصائم ولو بعض
اليوم) وذلك بعدم تمتعه بأكل الأطعمة الخاصة بوجبة الإفطار أو السماح له
بشرب مشروبات الإفطار أو شراب التوت، أو المأكولات التي تميز الإفطار
كالسمبوسة، واللقيمات، اوغيرها من الأطعمة التي توضع أثناء وقت الإفطار،
حتى تصبح حافزاً لصيامه أثناء تمتعه بطعمها والتفاف العائلة حول سفرة
الإفطار .

وفي حالة جوعه قبل الإفطار يمكن استكفاؤه بوجبة عادية خارجة عن
الوجبات المميزة للإفطار ويشترط ان تكون هذه الوجبة بعيدة عن انظار اخوانه
الصائمين احتراماً لمشاعرهم.
كما أن مكانة هذا الشهر تظهر في السلوكيات اليومية للأسرة والتي منها
يكون تجهيز المصاحف لشحذ هممهم لتلاوة القرآن.. وعقد مسابقات بين الاخوة
في ختم القرآن تجعل نوعا من المنافسة الشريفة بين الاخوة في التسابق لفعل
الخيرات وتزيد في تنمية مكانة شهر رمضان.
ومن الأفضل ان يحرص الأب كل الحرص على أن يأخذ ابنه لقيام صلاة
التراويح ولو مرة واحدة كل أسبوع، وذلك لينمي في نفسه الترتيب والمثابرة
وحب صلاة الجماعة من مشاهدته للتجمع المنظم في صفوف المصلين.
ولا ننسى أن شهر رمضان يتضاعف فيه الأجر، فحث الطفل على اخراج صدقة
وتعويده على العطاء والمساعدة للمحتاجين يجعله ينمي مبدأ التكافل في نفس
الطفل. لذا يُحث على الصدقة وانما تكون فقط بتوصيلها للمحتاجين كأن يقوم
بتوصيل إفطار الصائم، او المساهمة في إفطار صائم. أو الصدقة على المحتاج.
وأخيراً ياليت نعوّد أطفالنا أن يكون هناك مظاهر متميزة تدل على تميز
أيام وليالي رمضان، كالبخور قبل التراويح، كشرب ماء زمزم، وتواجد المصاحف
الخاصة بكل فرد من أفراد الأسرة في الأماكن التي يجلس فيها وبالتالي يدفعه
لقراءته متى ما تواجد في مكانه.. وغيرها من المظاهر التي تميز شهر رمضان
كل حسب أعرافه الاسرية وغير بعيدة عن العادات والتقاليد العامة لشهر رمضان
في المجتمع الإسلامي.
وكل عام والجميع بخير وأعاده الله أعواماً عديدة والجميع بصحة وعافية.