رمضان تونس قبل مائة عام

رمضان تونس قبل مائة عام
اختيار محمد العربي السنوسي
غسالة النوادر
منذ اليوم الثاني من رمضان 16/1327 سبتمبر 1909 تعرضت العاصمة الى عاصفة هوجاء من الرياح العاتية وتهاطلت الامطار بغزارة مما جعل العديد من النسوة، وخاصة الايطاليات القاطنات بنهج الصباغين، ونهج سيدي السوردي وغيرها من الازقة المتاخمة والتي كانت منطقة سكن للجالية الايطالية، يهرعن مع اطفالهن الى الكنيسة الكائنة بنهج المبزع،والتي كانت فيما مضى ، اي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، سجنا للمماليك المسيحيين،هرعن اذن، حسب جريدة «الديباش تونيزيان» ليوم 17 سبتمبر 1909 الى هذه الكنيسة للسجود امام تمثال مريم العذراء حتى تحميهن وعائلاتهن واطفالهن من هذه الكارثة، نظرا الى ان مياه الامطار قد غمرت بيوت العديد منهن.ولم تهدأ هذه العاصفة،او ما نسميه غسالة النوادر المعلنة عندنا عن قدوم فصل الخريف الا من الغد.
ورغم التزامنا بعدم التعليق عن هذه الاخبار فان هذا الاخير يستحق،حسب اعتقادنا، الكثير من التوضيحات،ولكن نقتصر على اثنين تصبان في نفس المنحى.اولهما ان الجالية الايطالية كانت تعيش في منطقة الاسواق، وبالخصوص بسوق الصباغين وما جاورها، اي داخل اسوار المدينة وثانيهما وجود كنيسة في نهج المبزع القريب من الصباغين وسوق البلاط وتربة الباي.وهذا لعمري امر هام يبين في وضح النهار مدى التعايش والتسامح الذي كان يكتنف وما يزال المجتمع التونسي.
تونسيات في مصر
كان من المتعارف عليه ان البلاد التونسية تستقطب الفنانين والفنانات، وخاصة الراقصات من الشرق العربي وبالتحديد من مصر.ولكن لم نسمع قط بأن تونس كانت ايضا «تصدر» ان صح التعبير الفنانين والفنانات والراقصات ايضا الى مصر.
لقد اوردت فعلا جريدة الديباش تونزيان في اليوم الثاني من رمضان 16/1327 سبتمبر 1909 ما مفاده بأن فرقة من الراقصات «العوالم» التونسيات تحولت الى القاهرة منذ بضعة ايام.وتمكنت هذه الراقصات ،وهن بية،ونفيسة،وزمردة وراضية الجزائرية من جلب انتباه واعجاب سليلي الفراعنة.ولكن منذ اليوم الاول من رمضان وقع خلاف بينهن وبين متعهد حفلاتهن وهو المدعو بوليتيس الذي ادعى بأن الحب هو سبب تركهن الرقص ولكن الخلاف مع المتعهد كان اعمق من ذلك مما جعلهن يطالبن بالعودة الى تونس على وجه السرعة.بل وصل الامر بهن بالتوجه الى القنصلية الفرنسية بالقاهرة واثرن لغطا كبيرا حتى تتدخل هذه القنصلية لتمكينهن من العودة الى البلاد.
مشكلة المخللات
رغم العطب الكهربائي الذي عرفته مطبعة جريدة «الزهرة» ليلة اليوم الاول من رمضان 1327، فانها تمكنت على اي حال من اصدار عددها لليوم الاول من شهر الصيام، مثيرة فيه قضية هامة تخص استهلاك التونسيين الا وهي مسألة انتاج المخللات من قبل الاهالي بعد ان حرمتهم سلطات الحماية من انتاجه بسبب الضرائب المرتفعة التي ارادت تفويضها عليهم في هذه المناسبة.
وللحديث بقية

[quote="Moutif2010"]رمضان تونس قبل مائة عام

تونسيات في مصر
كان من المتعارف عليه ان البلاد التونسية تستقطب الفنانين والفنانات، وخاصة الراقصات من الشرق العربي وبالتحديد من مصر.ولكن لم نسمع قط بأن تونس كانت ايضا «تصدر» ان صح التعبير الفنانين والفنانات والراقصات ايضا الى مصر.
لقد اوردت فعلا جريدة الديباش تونزيان في اليوم الثاني من رمضان 16/1327 سبتمبر 1909 ما مفاده بأن فرقة من الراقصات «العوالم» التونسيات تحولت الى القاهرة منذ بضعة ايام.وتمكنت هذه الراقصات ،وهن بية،ونفيسة،وزمردة وراضية الجزائرية من جلب انتباه واعجاب سليلي الفراعنة.ولكن

أمل بأن تتغير هذة الكلمات الي ان تصدر وان صح التعبير من العلماء واصحاب الخبرات
لان ذلك انفع الي تونس اولا