أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
+8
عربيـة
يزيد
abouimed
fatma9
AMAL MASMOUDI
العنيد
نور الايمان
زهرة الياسمين
12 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
بسم الله الرحمان الرحيم
لتونس أن تفخر بشعرائها الذين مروا و الذين مازالو يقدمون للشعر التونسي أجمل القصائ
و لعل أبو القاسم الشابي هو أبرز ما أنجبته بلادنا و العالم العربي ككل
لذلك في هذا المنتدى علينا أن نعرف بهذا الشاعر الكبير و نتغنى بأجمل قصائده
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حيات
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام
1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في مدينة توزر في تونس .
قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بمختلف المدن التونسية
حيث تمتع السابي بجمالها الطبيعي الخلاب، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا
في سليانة ثم في قفصة في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال
تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ
1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ
محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه
البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ
– أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم
يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من
أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة
والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان
هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس
ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة
الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات
الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان
الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد
الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا
اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي.
والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة اعرق الجامعات
العربية أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة
إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي
للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير
طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة
الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته
الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر
ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب
الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة
والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً
وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها
التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها
أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط
بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها
بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في
حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من
نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم
النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس
بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر
ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب
الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون
مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا
قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على
حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة
الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن
دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب
مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة
اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما
يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في
الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث
على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي
الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة
الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ.
قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد
الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من
الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة
إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر
تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها
متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي
إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن
هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في
آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر
الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه (حامة توزر)
طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة
والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر
الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد
فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له
الأطباء بأن يذهب إلى أريانة وكان ذلك في أيلول واريانة ضاحية تقع على نحو
خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء.
ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول
وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في
العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام
ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934
فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب
سنة 1353هـ.
تمثال للشابي نحت على الصخر في توزر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد
نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة
ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية
عام 1365هـ. و يعبر الشابي أجمل تعبير عن انوار تونس و المغرب العربي التي
إستفادت منها بلاد المشرق كما هي الحال مع ابن خلدون و الحصري القيرواني و
ابن رشيق و غيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة المغاربية او
مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب و
الشرق و الذي ظل مدافعا عن الثغور و لم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول
الشابي.
لتونس أن تفخر بشعرائها الذين مروا و الذين مازالو يقدمون للشعر التونسي أجمل القصائ
و لعل أبو القاسم الشابي هو أبرز ما أنجبته بلادنا و العالم العربي ككل
لذلك في هذا المنتدى علينا أن نعرف بهذا الشاعر الكبير و نتغنى بأجمل قصائده
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حيات
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام
1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في مدينة توزر في تونس .
قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بمختلف المدن التونسية
حيث تمتع السابي بجمالها الطبيعي الخلاب، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا
في سليانة ثم في قفصة في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال
تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ
1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ
محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه
البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ
– أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم
يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من
أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة
والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان
هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس
ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة
الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات
الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان
الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد
الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا
اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي.
والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة اعرق الجامعات
العربية أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة
إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي
للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير
طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة
الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته
الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر
ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب
الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة
والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً
وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها
التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها
أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط
بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها
بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في
حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من
نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم
النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس
بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر
ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب
الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون
مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا
قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على
حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة
الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن
دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب
مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة
اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما
يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في
الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث
على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي
الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة
الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ.
قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد
الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من
الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة
إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر
تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها
متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي
إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن
هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في
آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر
الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه (حامة توزر)
طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة
والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر
الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد
فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له
الأطباء بأن يذهب إلى أريانة وكان ذلك في أيلول واريانة ضاحية تقع على نحو
خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء.
ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول
وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في
العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام
ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934
فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب
سنة 1353هـ.
تمثال للشابي نحت على الصخر في توزر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد
نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة
ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية
عام 1365هـ. و يعبر الشابي أجمل تعبير عن انوار تونس و المغرب العربي التي
إستفادت منها بلاد المشرق كما هي الحال مع ابن خلدون و الحصري القيرواني و
ابن رشيق و غيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة المغاربية او
مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب و
الشرق و الذي ظل مدافعا عن الثغور و لم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول
الشابي.
عدل سابقا من قبل Ulead file في السبت 23 يناير - 21:23 عدل 2 مرات
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة فلا بدَّ أن يسجيبَ القدرْ
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة ---------------------------- فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرْ
ولا بد لليل أن ينجلي ---------------------------- ولا بد للقيد أن ينكسر
وفي ليلة ٍ من ليالي الخريفِ ------------------------------ ويدفنها السيّلُ، أنَّى عَبَرْ»
ومن لم يعانقه شوقُ الحياة -------------------------- تبخَّرَ في جوِّها، واندثر
ْ فويلٌ لمن لم تَشقُهُ الحياة -------------------------- منْ لعنة ِ العَدَمِ المنتصرْ!»
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ -------------------------- وحدَّثَنِي رُوحُهَا المُستَتِرْ
وَدَمْدَمَتِ الرِّيحُ بين الفِجاجِ -------------------------- وفوقَ الجبالِ وَتَحْتَ الشَّجرْ:
«إذا ما طَمحْتُ إلى غَاية ٍ -------------------------- ركبت المنى ، ونسيتُ الحذر
«وجاء الرَّبيعُ، بأنغامِهِ، ------------------------- ولاكبة اللَّهَب المستعرْ
«وَمَنْ لا يحبُّ صُعُودَ الجبالِ --------------------------- يَعِشْ أبَدَ الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ»
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ --------------------------- وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ..
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة ---------------------------- فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرْ
ولا بد لليل أن ينجلي ---------------------------- ولا بد للقيد أن ينكسر
وفي ليلة ٍ من ليالي الخريفِ ------------------------------ ويدفنها السيّلُ، أنَّى عَبَرْ»
ومن لم يعانقه شوقُ الحياة -------------------------- تبخَّرَ في جوِّها، واندثر
ْ فويلٌ لمن لم تَشقُهُ الحياة -------------------------- منْ لعنة ِ العَدَمِ المنتصرْ!»
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ -------------------------- وحدَّثَنِي رُوحُهَا المُستَتِرْ
وَدَمْدَمَتِ الرِّيحُ بين الفِجاجِ -------------------------- وفوقَ الجبالِ وَتَحْتَ الشَّجرْ:
«إذا ما طَمحْتُ إلى غَاية ٍ -------------------------- ركبت المنى ، ونسيتُ الحذر
«وجاء الرَّبيعُ، بأنغامِهِ، ------------------------- ولاكبة اللَّهَب المستعرْ
«وَمَنْ لا يحبُّ صُعُودَ الجبالِ --------------------------- يَعِشْ أبَدَ الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ»
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ --------------------------- وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ..
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
اراك
اراك, فتحلو لدى الحياة
و يملأ نفسى صباحُ الأمل
و تنمو بصدرى ورود عِذاب
و تحنو على قلبي المشتعل
فأعبُدُ فيك جمال السماء
ورقة ورد الربيع, الخضِل
و طهر الثلوج, و سحر المروج
مُوشحةً بشعاع الطفل
***************
أراك, فتخفق أعصاب قلبي
و تهتزُ مثل اهتزاز الوتر
و يجرى عليها الهوى, فى حُنُوٍ
أنامل,لُدناً, كرطب الزهر
فتخطو أناشيد قلبي,سكرَى
تغردُ, تحت ظلال القمر
و تملأني نشوة, لا تُحَد
كأنى أصبحتُ فوق البشر
أوَدُ بروحى عناق الوجودِ
بما فيه من أنفُسٍ , او شجر
اراك, فتحلو لدى الحياة
و يملأ نفسى صباحُ الأمل
و تنمو بصدرى ورود عِذاب
و تحنو على قلبي المشتعل
فأعبُدُ فيك جمال السماء
ورقة ورد الربيع, الخضِل
و طهر الثلوج, و سحر المروج
مُوشحةً بشعاع الطفل
***************
أراك, فتخفق أعصاب قلبي
و تهتزُ مثل اهتزاز الوتر
و يجرى عليها الهوى, فى حُنُوٍ
أنامل,لُدناً, كرطب الزهر
فتخطو أناشيد قلبي,سكرَى
تغردُ, تحت ظلال القمر
و تملأني نشوة, لا تُحَد
كأنى أصبحتُ فوق البشر
أوَدُ بروحى عناق الوجودِ
بما فيه من أنفُسٍ , او شجر
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
الاشواق التائهة
لم اجد في الوجود الا شقاـء........... ..سرمديا ولذة مضمحلة
واماني يغرق الدمع احلاها..............ويفني يم الزمان صداها
واناشيد يأكل الهب الدامي................مسراتها ويبقي اساها
ووردود تموت في قبضة الاشواك........ماهذه الحياة المملة
سأم هذه الحياة معاد......................وصباح يكر اثر ليل
ليتني لم اعد الي هذه الدنيا................ولم تسبح الكواكب حولي
ليتني لم يعانق الفجر احلامي............ولم يلثم الضياء جفوني
ليتني لم ازل كما كنت ضوؤا............شائعا في الجو غير سجين
لم اجد في الوجود الا شقاـء........... ..سرمديا ولذة مضمحلة
واماني يغرق الدمع احلاها..............ويفني يم الزمان صداها
واناشيد يأكل الهب الدامي................مسراتها ويبقي اساها
ووردود تموت في قبضة الاشواك........ماهذه الحياة المملة
سأم هذه الحياة معاد......................وصباح يكر اثر ليل
ليتني لم اعد الي هذه الدنيا................ولم تسبح الكواكب حولي
ليتني لم يعانق الفجر احلامي............ولم يلثم الضياء جفوني
ليتني لم ازل كما كنت ضوؤا............شائعا في الجو غير سجين
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
صلوات في هيكل الحب
عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولة ِ، كالأحلامِ -------------------------- كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ -------------------------- القمراءِ كالورد، كابتسام الوليدِ
يا لها من وَداعة ٍ وجمالٍ ---------------------------- وشبابٍ مُنَعَّم أمْلُودِ!
يا لها من طهارة ٍ، تبعثُ التقديـ -------------------------ـسَ في مهجة الشَّقيِّ العنيدِ!..
يالها رقَّة ً تكادُ يَرفُّ الوَرْ --------------------------- دُ منها في الصخْرة ِ الجُلْمُودِ!
عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولة ِ، كالأحلامِ -------------------------- كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ -------------------------- القمراءِ كالورد، كابتسام الوليدِ
يا لها من وَداعة ٍ وجمالٍ ---------------------------- وشبابٍ مُنَعَّم أمْلُودِ!
يا لها من طهارة ٍ، تبعثُ التقديـ -------------------------ـسَ في مهجة الشَّقيِّ العنيدِ!..
يالها رقَّة ً تكادُ يَرفُّ الوَرْ --------------------------- دُ منها في الصخْرة ِ الجُلْمُودِ!
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
صباح جديد
من وراء الظلام .........وهدير المياه
قد دعاني الصباح........وربيع الحياة
ياله من دعاء............هز قلبي صداه
لم يعد لي بقاء..........فوق هذه الاصقاع
الوداع الوداع.........ياجبال الهموم
ياضباب الاسي.......يافجاج الجحيم
قد جري زورقي....في الخضم العظيم
ونشرت القلاع......فالوداع الوداع
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ
ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي -------------------------------- غدٍ ستجعلُنا الأيامُ أضحوكة َ الآتي
وتلكَ هِيَ الدُّنيا، رِوَايَة ُ ساحرٍ ------------------------------- عظيمٍ، غريب الفّن، مبدعِ آياتِ
يمثلها الأحياءُ في مسرح الأسى -------------------------------- ووسط ضبابِ الهّم، تمثيلَ أمواتِ
ليشهدَ مَنْ خَلْفَ الضَّبابِ فصولَها ------------------------------- وَيَضْحَكَ منها مَنْ يمثِّلُ ما ياتي
وكلٌّ يؤدِّي دَوْرَهُ..، وهو ضَاحكٌ على ---------------------------- الغيرِ، مُضْحُوكٌ على دوره العاتي
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
أفضل قصيدة في العالم حسب رأيي
قمة في الابداع
نشيد الجبار
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ ----- كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً ----- بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى ----- ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ، ----- غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها ----- وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي ----- يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني ----- عن حرب آمالي بكل بلاءِ:
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي ----- موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ
«فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ ----- سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ»
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا، ----- وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء
«ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً ----- بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ----- ، وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ ----- رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ»
«سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، ----- عازفاً قيثارتي، مترنِّما بغنائي»
«أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ ----- في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ»
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي ----- فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ»
«إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي ----- أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ»
«وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس ----- تزيدُهُ إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ»
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى ----- عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي»
«وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي ----- قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ ----- عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ»
«لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ ----- وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ"
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا ----- هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ ----- هامِداً فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ----- ما وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا ----- لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ ----- وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:
"إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي ----- والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
«فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، ----- والعبوا يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي»
«وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، ----- وانتشى بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ»
«ورأيتموني طائراً، مترنِّماً ----- فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي
«فارموا على ظلّي الحجارة َ، ----- واختفوا خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..»
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا ----- عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ»
«وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي ----- وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي»
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم ----- والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي:
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه ----- لم يحتفِلْ بحجارَة ِ الفلتاء"
قمة في الابداع
نشيد الجبار
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ ----- كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً ----- بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى ----- ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ، ----- غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها ----- وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي ----- يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني ----- عن حرب آمالي بكل بلاءِ:
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي ----- موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ
«فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ ----- سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ»
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا، ----- وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء
«ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً ----- بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ----- ، وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ ----- رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ»
«سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، ----- عازفاً قيثارتي، مترنِّما بغنائي»
«أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ ----- في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ»
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي ----- فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ»
«إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي ----- أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ»
«وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس ----- تزيدُهُ إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ»
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى ----- عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي»
«وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي ----- قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ ----- عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ»
«لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ ----- وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ"
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا ----- هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ ----- هامِداً فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ----- ما وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا ----- لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ ----- وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:
"إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي ----- والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
«فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، ----- والعبوا يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي»
«وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، ----- وانتشى بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ»
«ورأيتموني طائراً، مترنِّماً ----- فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي
«فارموا على ظلّي الحجارة َ، ----- واختفوا خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..»
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا ----- عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ»
«وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي ----- وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي»
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم ----- والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي:
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه ----- لم يحتفِلْ بحجارَة ِ الفلتاء"
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
وَقَصَمْت بالأرزَاءِ ظَهْرِي
ورميْتَني من حَالقٍ وسخرتَ منِّي أيَّ سُخْرِ
فَلَبِثْتُ مرضوضَ الفؤادِ أَجُرُّ أجنحتي بِذُعْرِ...
وَقَسَوْتَ إذ أبقيتني في الكَوْن أذْرَعُ كُلَّ وَعْرِ
وفجعتني فيمَن أحبُّ ومنْ إليه أبُثُّ سرّي
وَأَعُدُّهُ، فَجْرِي الجميلَ، إذا ?دْلَهَمَّ عليَّ دَهْرِي
يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
وَقَصَمْت بالأرزَاءِ ظَهْرِي
ورميْتَني من حَالقٍ وسخرتَ منِّي أيَّ سُخْرِ
فَلَبِثْتُ مرضوضَ الفؤادِ أَجُرُّ أجنحتي بِذُعْرِ...
وَقَسَوْتَ إذ أبقيتني في الكَوْن أذْرَعُ كُلَّ وَعْرِ
وفجعتني فيمَن أحبُّ ومنْ إليه أبُثُّ سرّي
وَأَعُدُّهُ، فَجْرِي الجميلَ، إذا ?دْلَهَمَّ عليَّ دَهْرِي
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ ----- تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي ----- فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي ----- : "تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ
فصارَت عغفاءً، واضمحلَّت كذرَّة ٍ ----- عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»
قصيدة روعة تقراها 100 مرة و متفدش منها كل مرة تقرها من جديد تكتشف فيها حاجة جديدة
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ ----- تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي ----- فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي ----- : "تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ
فصارَت عغفاءً، واضمحلَّت كذرَّة ٍ ----- عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»
قصيدة روعة تقراها 100 مرة و متفدش منها كل مرة تقرها من جديد تكتشف فيها حاجة جديدة
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
الجنة الضائعة
كم من عهود عذبة في عدوة الوادي النضير
فضية الاسحار مذهبة الأصائل والبكور
كانت أرق من الزهور، ومن أغاريد الطيور
وألذ من سحر الصبا في بسمة الطفل الغرير
قضيتها ومعي الأحبة لا رقيب ولا نذير
إلا الطفولة حولنا تلهو مع الحب الصغير
أيام كانت للحياة حلاوة الروض المطير
وطهارة الموج الجميل، وسحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور، بين جداول الماء النمير
أيام لم نعرف من الدنيا سوى مرح السرور
وتتبع النحل الأنيق وقطف تيجان الزهور
وتسلق الجبل المكلل بالصنوبر والصخور
وبناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيور
مسقوفة بالورد، والأعشاب، والورق النضير
نبني، فتهدمها الرياح، فلا نضج ولا نثور
ونعود نضحك للمروج، وللزنابق، والغدير
ونخاطب الأصداء، وهي ترف في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي، وهي تلغو بالخرير
ونظل نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمر ما بين المروج الخضر، في سكر الشعور
نشدو، ونرقص ـ كالبلابل ـ للحياة، وللحبور
ونظل ننثر للفضاء الرحب، والنهر الكبير
ما في فؤادينا من الأحلام، أو حلو الغرور
ونشيد في الأفق المخضب من أمانينا قصور
أزهى من الشفق الجميل، ورونق المرج الخضير
وأجل من هذا الوجود، وكل أمجاد الدهور
أبدا تدللها الحياة بكل أنواع السرور
وتبث فينا من مراح الكون ما يغري الوقور
فنسير، ننشد لهونا المعبود ـ في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود، وبالحقير:
ـ بالسائل الأعمى وبالمعتوه، والشيخ الكبير
بالقطة البيضاء، بالشاة الوديعة، بالحمير
بالعشب، بالفنن المنور، بالسنابل، بالسفير
بالرمل، بالصخر المحطم، بالجداول، بالغدير
واللهو، والعبث البريء، الحلو، مطمحنا الأخير
ونظل نقفز، أو نثرثر، أو نغني، أو ندور
لا نسأم اللهو الجميل، وليس يدركنا الفتور
فكأننا نحيا بأعصاب من المرح المثير
وكأننا نمشي بأقدام مجنحة، تطير
أيام كنا لب هذا الكون، والباقي قشور
أيام تفرش سبلنا الدنيا بأوراق الزهور
وتمر أيام الحياة بنا، كأسراب الطيور
بيضاء لاعبة، مغردة مجنحة بنور
وترفرف الأفراح فوق رؤوسنا أنّى نسير
****
أه توارى فجريَ القدسي في ليل الدهور
وفنى، كما يفنى النشيد الحلو في صمت الأثير
أوّاه، قد ضاعت عليّ سعادة القلب الغرير
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوس أشواك الحياة بقلبيَ الدامي الكبير
وأرى الأباطيل الكثيرة، والمأثم، والشرور
وتصادم الأهواء بالأهواء في كل الأمور
ومذلة الحق الضعيف، وعزة الظلم القدير
وأرى ابن آدم سائرا في رحلة العمُر القصير
ما بين أهوال الوجود، وتحت أعباء الضمير
متسلقا جبل الحياة الوعر، كالشيخ الضرير
دامي الأكف، ممزق الأقدام، مغبرّ الشعور
مترنح الخطوات ما بين المزالق والصّخور
هالته أشباح الظلام، وراعه صوت القبور
ودوي إعصار الأسى، والموت، في تلك الوعور
***
ماذا جنيت من الحياة ومن تجاريب الدهور
غير الندامة والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هذا حصادي من حقول العالم الرحب الخطير
هذا حصادي كلّه، في يقظة العهد الأخير
***
قد كنت في زمن الطفولة، والسذاجة، والطهور
أحيا كما تحيا البلابل، والجداول، والزهور
لا نحفل، الدنيا تدور بأهلها، أو لا تدور
واليوم أحيا مرهق الأعصاب، مشبوب الشعور
متأجج الإحساس، أحفل بالعظيم ، وبالحقير
تمشي على قلبي الحياة، ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري، يا بني، فما أشقى المصير
12 رمضان 1351
9 جانفي
1933كم من عهود عذبة في عدوة الوادي النضير
فضية الاسحار مذهبة الأصائل والبكور
كانت أرق من الزهور، ومن أغاريد الطيور
وألذ من سحر الصبا في بسمة الطفل الغرير
قضيتها ومعي الأحبة لا رقيب ولا نذير
إلا الطفولة حولنا تلهو مع الحب الصغير
أيام كانت للحياة حلاوة الروض المطير
وطهارة الموج الجميل، وسحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور، بين جداول الماء النمير
أيام لم نعرف من الدنيا سوى مرح السرور
وتتبع النحل الأنيق وقطف تيجان الزهور
وتسلق الجبل المكلل بالصنوبر والصخور
وبناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيور
مسقوفة بالورد، والأعشاب، والورق النضير
نبني، فتهدمها الرياح، فلا نضج ولا نثور
ونعود نضحك للمروج، وللزنابق، والغدير
ونخاطب الأصداء، وهي ترف في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي، وهي تلغو بالخرير
ونظل نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمر ما بين المروج الخضر، في سكر الشعور
نشدو، ونرقص ـ كالبلابل ـ للحياة، وللحبور
ونظل ننثر للفضاء الرحب، والنهر الكبير
ما في فؤادينا من الأحلام، أو حلو الغرور
ونشيد في الأفق المخضب من أمانينا قصور
أزهى من الشفق الجميل، ورونق المرج الخضير
وأجل من هذا الوجود، وكل أمجاد الدهور
أبدا تدللها الحياة بكل أنواع السرور
وتبث فينا من مراح الكون ما يغري الوقور
فنسير، ننشد لهونا المعبود ـ في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود، وبالحقير:
ـ بالسائل الأعمى وبالمعتوه، والشيخ الكبير
بالقطة البيضاء، بالشاة الوديعة، بالحمير
بالعشب، بالفنن المنور، بالسنابل، بالسفير
بالرمل، بالصخر المحطم، بالجداول، بالغدير
واللهو، والعبث البريء، الحلو، مطمحنا الأخير
ونظل نقفز، أو نثرثر، أو نغني، أو ندور
لا نسأم اللهو الجميل، وليس يدركنا الفتور
فكأننا نحيا بأعصاب من المرح المثير
وكأننا نمشي بأقدام مجنحة، تطير
أيام كنا لب هذا الكون، والباقي قشور
أيام تفرش سبلنا الدنيا بأوراق الزهور
وتمر أيام الحياة بنا، كأسراب الطيور
بيضاء لاعبة، مغردة مجنحة بنور
وترفرف الأفراح فوق رؤوسنا أنّى نسير
****
أه توارى فجريَ القدسي في ليل الدهور
وفنى، كما يفنى النشيد الحلو في صمت الأثير
أوّاه، قد ضاعت عليّ سعادة القلب الغرير
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوس أشواك الحياة بقلبيَ الدامي الكبير
وأرى الأباطيل الكثيرة، والمأثم، والشرور
وتصادم الأهواء بالأهواء في كل الأمور
ومذلة الحق الضعيف، وعزة الظلم القدير
وأرى ابن آدم سائرا في رحلة العمُر القصير
ما بين أهوال الوجود، وتحت أعباء الضمير
متسلقا جبل الحياة الوعر، كالشيخ الضرير
دامي الأكف، ممزق الأقدام، مغبرّ الشعور
مترنح الخطوات ما بين المزالق والصّخور
هالته أشباح الظلام، وراعه صوت القبور
ودوي إعصار الأسى، والموت، في تلك الوعور
***
ماذا جنيت من الحياة ومن تجاريب الدهور
غير الندامة والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هذا حصادي من حقول العالم الرحب الخطير
هذا حصادي كلّه، في يقظة العهد الأخير
***
قد كنت في زمن الطفولة، والسذاجة، والطهور
أحيا كما تحيا البلابل، والجداول، والزهور
لا نحفل، الدنيا تدور بأهلها، أو لا تدور
واليوم أحيا مرهق الأعصاب، مشبوب الشعور
متأجج الإحساس، أحفل بالعظيم ، وبالحقير
تمشي على قلبي الحياة، ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري، يا بني، فما أشقى المصير
12 رمضان 1351
9 جانفي
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
أجمل ما قال اب القاسم الشابي
كَمْ من عُهودٍ عذبةٍ في عَدْوة الوادي النضير
فِضِّيّـةِ الأسحار مُذْهَبَةِ الأصائل والبكورْ
كانت أرقّ من الزهور, ومن أغاريد الطيور
وألذّ من سحر الصِّبا في بَسمة الطفل الغرير
قضيّتُها ومعي الحبيبةُ لا رقيب ولا نذيرْ
إلاّ الطفولة حولنا تلهو مع الحُبِّ الصغيرْ
أيـام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرْ
وطهارةُ الموج الجميل, وسِحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور, بين جداول الماء النميرْ
أيامَ لم نَعرف من الدُّنيا سوى مَرَحِ السُّرور
وتَتَبُّعِ النَّحْل الأنيق وقَطْفِ تيجان الزهورْ
وتسلُّقِ الجبلِ المكلّل بالصّنَوْبَر والصخورْ
وبناءِ أكواخِ الطفولة تحت أعشاش الطيورْ
مسقوفةً بالورد, والأعشاب والورق النضير
نبني, فتهدمها الرياحُ, فلا نضجُّ ولا نثورْ
ونعودُ نضحكُ للمروج, وللزنابقِ, والغديرْ
ونخاطبُ الأصداءَ, وهي تَرِفُّ في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي, وهي تلغو بالخريرْ
ونَظَلُّ نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمرُّ ما بين المروج الخضر , في سكر الشعور
نشدو, ونرقصُ - كالبلابلِ - للحياة , وللحبور
ونظل ننثرُ للفضاء الرّحْبِ, والنهرِ الكبيرْ
ما في فؤادَيْنا من الأحلام, أو حُلْوِ الغرورْ
ونَشِيدُ في الأُفق المخضّب من أمانينا قصور
أزهـى من الشفَقِ الجميل, وروْنق المرج الخضير
وأجلَّ من هذا الوجودِ, وكلِّ أمجادِ الدهورْ
أبـدًا, تُدلِّلُهـا الحياةُ بكلِّ أنواعِ السرورْ
وتبـثُّ فينا من مراحِ الكون ما يغوي الوقور
فنسيرُ, نَنْشُد لهوَنا المبعود - في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود, وبالحقيرْ:
بالسائل الأعمى وبالمعتوه, والشيخِ الكبيرْ
بالقطة البيضاءِ, بالشاة الوديعة, بالحميرْ
بالعشب, بالفنن المنوِّر, بالسنابل, بالسَّفيرْ
بالرَّمْلِ, بالصخر المحطَّم, بالجداول , بالغدير
واللهْو, والعبَثُ البريءُ, الحلو , مطمحنا الأخير
ونظل نقفز, أو نُثَرْثِرُ أو نغنِّي, أو ندورْ
لا نسأم اللهوَ الجميلَ, وليس يدركنا الفتورْ
فكأنّنـا نحيا بأعصابٍ من المَرحِ المُثِيرْ
وكأننـا نمشـي بـأقدامٍ مجنَّحـةٍ, تطيرْ
أيـام كنـا لُبَّ هذا الكون, والباقي قشورْ
أيـام تفرشُ سُبْلنا الدنيا بأوراق الزهورْ
وتمـرُّ أيـامُ الحياة بنا, كأسراب الطُّيورْ
بيضـاء لاعبـةً, مُغـرِّدةً مجنَّحةً بنورْ
وتُرَفْرف الأفراحُ فوق رؤوسنا أنَّى نسيرْ
آهٍ! توارى فَجْرِيَ القدُسيُّ في ليل الدهورْ
وفنَى, كما يفنَى النشيدُ الحلو في صمت الأثير
أوّاهُ, قد ضاعت عليَّ سعادةُ القلب الغريرْ
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوسُ أشواك الحياة بقلبيَ الدّامي الكسيرْ
وأرى الأباطيل الكثيرةَ, والمآثم, والشرورْ
وتصادُمَ الأهواء بالأهواء في كل الأمورْ
ومَذَلّةَ الحقِّ الضعيفِ, وعزّةَ الظلم القديرْ!
وأرى ابنَ آدَمَ سائرًا في رحْلَةِ العُمُرِ القصيرْ
ما بينَ أهوال الوجودِ, وتَحت أعباء الضمير
متسلِّقًا جَبَلَ الحياةِ الوعْرَ, كالشَّيْخِ الضّريرْ
دامي الأكفِّ, مُمَزّقَ الأقْدَامِ, مُغْبَرَّ الشعورْ
مُترنِّحَ الخطواتِ ما بين المزالق والصُّخورْ
هالتْهُ أشْباحُ الظلامِ, وراعهُ صوتُ القبورْ
ودويُّ إعْصار الأسى, والموت, في تلك الوُعورْ
ماذا جنيتُ من الحياة ومن تجاريب الدُّهورْ
غـيرَ الندامةِ والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هـذا حَصادي من حقول العالَم الرحب الخطير
هذا حَصادي كلُّه, في يقظة العَهْدِ الأخيرْ
قـد كنتُ في زمن الطفولةِ, و السذاجة و الطهور
أحيا كما تحيا البلابلُ, والجداولُ, والزُّهورْ
لا نحفل, الدنيا تدور بأهلها, أو لا تدورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ الأعْصاب , مشبوب الشعور
مُتأجِّجَ الإحساسِ, أحفلُ بالعظيم, وبالحقيرْ
تمشـي على قلبي الحياةُ, ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري, يا بني, فما أشقى المصيرْ!
كَمْ من عُهودٍ عذبةٍ في عَدْوة الوادي النضير
فِضِّيّـةِ الأسحار مُذْهَبَةِ الأصائل والبكورْ
كانت أرقّ من الزهور, ومن أغاريد الطيور
وألذّ من سحر الصِّبا في بَسمة الطفل الغرير
قضيّتُها ومعي الحبيبةُ لا رقيب ولا نذيرْ
إلاّ الطفولة حولنا تلهو مع الحُبِّ الصغيرْ
أيـام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرْ
وطهارةُ الموج الجميل, وسِحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور, بين جداول الماء النميرْ
أيامَ لم نَعرف من الدُّنيا سوى مَرَحِ السُّرور
وتَتَبُّعِ النَّحْل الأنيق وقَطْفِ تيجان الزهورْ
وتسلُّقِ الجبلِ المكلّل بالصّنَوْبَر والصخورْ
وبناءِ أكواخِ الطفولة تحت أعشاش الطيورْ
مسقوفةً بالورد, والأعشاب والورق النضير
نبني, فتهدمها الرياحُ, فلا نضجُّ ولا نثورْ
ونعودُ نضحكُ للمروج, وللزنابقِ, والغديرْ
ونخاطبُ الأصداءَ, وهي تَرِفُّ في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي, وهي تلغو بالخريرْ
ونَظَلُّ نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمرُّ ما بين المروج الخضر , في سكر الشعور
نشدو, ونرقصُ - كالبلابلِ - للحياة , وللحبور
ونظل ننثرُ للفضاء الرّحْبِ, والنهرِ الكبيرْ
ما في فؤادَيْنا من الأحلام, أو حُلْوِ الغرورْ
ونَشِيدُ في الأُفق المخضّب من أمانينا قصور
أزهـى من الشفَقِ الجميل, وروْنق المرج الخضير
وأجلَّ من هذا الوجودِ, وكلِّ أمجادِ الدهورْ
أبـدًا, تُدلِّلُهـا الحياةُ بكلِّ أنواعِ السرورْ
وتبـثُّ فينا من مراحِ الكون ما يغوي الوقور
فنسيرُ, نَنْشُد لهوَنا المبعود - في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود, وبالحقيرْ:
بالسائل الأعمى وبالمعتوه, والشيخِ الكبيرْ
بالقطة البيضاءِ, بالشاة الوديعة, بالحميرْ
بالعشب, بالفنن المنوِّر, بالسنابل, بالسَّفيرْ
بالرَّمْلِ, بالصخر المحطَّم, بالجداول , بالغدير
واللهْو, والعبَثُ البريءُ, الحلو , مطمحنا الأخير
ونظل نقفز, أو نُثَرْثِرُ أو نغنِّي, أو ندورْ
لا نسأم اللهوَ الجميلَ, وليس يدركنا الفتورْ
فكأنّنـا نحيا بأعصابٍ من المَرحِ المُثِيرْ
وكأننـا نمشـي بـأقدامٍ مجنَّحـةٍ, تطيرْ
أيـام كنـا لُبَّ هذا الكون, والباقي قشورْ
أيـام تفرشُ سُبْلنا الدنيا بأوراق الزهورْ
وتمـرُّ أيـامُ الحياة بنا, كأسراب الطُّيورْ
بيضـاء لاعبـةً, مُغـرِّدةً مجنَّحةً بنورْ
وتُرَفْرف الأفراحُ فوق رؤوسنا أنَّى نسيرْ
آهٍ! توارى فَجْرِيَ القدُسيُّ في ليل الدهورْ
وفنَى, كما يفنَى النشيدُ الحلو في صمت الأثير
أوّاهُ, قد ضاعت عليَّ سعادةُ القلب الغريرْ
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوسُ أشواك الحياة بقلبيَ الدّامي الكسيرْ
وأرى الأباطيل الكثيرةَ, والمآثم, والشرورْ
وتصادُمَ الأهواء بالأهواء في كل الأمورْ
ومَذَلّةَ الحقِّ الضعيفِ, وعزّةَ الظلم القديرْ!
وأرى ابنَ آدَمَ سائرًا في رحْلَةِ العُمُرِ القصيرْ
ما بينَ أهوال الوجودِ, وتَحت أعباء الضمير
متسلِّقًا جَبَلَ الحياةِ الوعْرَ, كالشَّيْخِ الضّريرْ
دامي الأكفِّ, مُمَزّقَ الأقْدَامِ, مُغْبَرَّ الشعورْ
مُترنِّحَ الخطواتِ ما بين المزالق والصُّخورْ
هالتْهُ أشْباحُ الظلامِ, وراعهُ صوتُ القبورْ
ودويُّ إعْصار الأسى, والموت, في تلك الوُعورْ
ماذا جنيتُ من الحياة ومن تجاريب الدُّهورْ
غـيرَ الندامةِ والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هـذا حَصادي من حقول العالَم الرحب الخطير
هذا حَصادي كلُّه, في يقظة العَهْدِ الأخيرْ
قـد كنتُ في زمن الطفولةِ, و السذاجة و الطهور
أحيا كما تحيا البلابلُ, والجداولُ, والزُّهورْ
لا نحفل, الدنيا تدور بأهلها, أو لا تدورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ الأعْصاب , مشبوب الشعور
مُتأجِّجَ الإحساسِ, أحفلُ بالعظيم, وبالحقيرْ
تمشـي على قلبي الحياةُ, ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري, يا بني, فما أشقى المصيرْ!
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
الله.. الله.. الله..ما أحلى وما أصدق ما قاله أبو القاسم الشابي في هذه القصيدة..
وفيما يأتي القصيدة مصححة:
إرادة الحياة
لأبي القاسم الشابي
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ .. فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي .. وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ .. تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ .. مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ .. وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ .. وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ .. رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ .. وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ .. يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ .. وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ .. وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : .. " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ .. وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ .. وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ .. وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ .. وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم .. لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ .. مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ .. مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ .. وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ .. لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ .. وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَـر
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ .. مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ .. شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ .. وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ .. وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا .. وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ .. وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ .. تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ .. ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ .. وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ .. وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ .. وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ .. وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ .. حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها .. وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه .. وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه .. تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ .. وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي .. شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ .. يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء .. إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد .. إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول .. بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم .. وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها .. وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ .. يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ .. يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء .. وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ .. بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ .. في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ .. لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ .. فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
وفيما يأتي القصيدة مصححة:
إرادة الحياة
لأبي القاسم الشابي
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ .. فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي .. وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ .. تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ .. مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ .. وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ .. وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ .. رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ .. وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ .. يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ .. وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ .. وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : .. " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ .. وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ .. وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ .. وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ .. وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم .. لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ .. مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ .. مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ .. وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ .. لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ .. وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَـر
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ .. مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ .. شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ .. وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ .. وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا .. وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ .. وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ .. تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ .. ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ .. وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ .. وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ .. وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ .. وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ .. حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها .. وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه .. وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه .. تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ .. وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي .. شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ .. يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء .. إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد .. إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول .. بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم .. وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها .. وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ .. يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ .. يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء .. وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ .. بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ .. في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ .. لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ .. فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
خلقـت طلـيقـا كـطيف النّسيــم === وحرّا كنور الضّحى في سماه
تغــرّد كالـطيـر أين اندفعـــت === وتشـدو بمـا شـاء وحي الإلاه
وتمـرح بيـن ورود الصّبـــاح=== وتنعــم بالنّـــــور أنّــى تـــراه
وتمشي كما شئت بين المروج===وتقطف ورد الرّبى في ربـــاه
كذا صاغك اللّه يا ابن الوجود===وألقتك في الكون هـذه الحيــاه
فمالك ترضى ؤبذلّ القيــــود ===وتحني لمن كبّـلـوك الجبـــــاه؟
وتسكت في النّفس صوت الحياة ===القويّ إذا ما تغنّى صـــداه؟
وتطبـق أجفـــانك النيّــــــرات === عن الفجر والفجر عذب ضياه؟
وتقنع بالعيش شبين الكهــوف === فأين النّشيــــــد؟ وأين الأيـــــاه؟
أتخشى نشيد السّماء الجميــل؟=== أترهب نور الفضــا في ضحــاه؟
ألا انهض وسر في سبيل الحياة===فمـــن نـــام لم تنتظــره الحيـــاه
ولا تخشى ممّا وراء التّـــلاع === فما ثمّ إلاّ الضحـــى في صبـــاه
وإلاّ ربيع الوجــود الغريــر === يطــرّز بالــــــورد ضافـــي رداه
وإلاّ أريج الزّهـور الصِّباحِ === ورقــص الأشــعّـة بــين المــيـــاه
وإلاّ حمام المروج الأنيــق === يغــــرّد منطلـقــــا فــــي غنــــــاه
إلى النور،فالنّورعذب جميل===إلى النّــــور، فالنّــــور ظلّ الإلاه
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نور الايمان-
- عدد المساهمات : 1467
العمر : 39
المكان : الدار
المهنه : كي تلقو قولولي
الهوايه : مازلت مانعرفش
نقاط تحت التجربة : 13440
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
اختيار موفق
دمت متألقا
ولي ملاحظة صغيرة ارجو ان تعيرها اهتمامك
يمكنك ضغط الابيات الشعرية بعد جمعها وحفظها في ملف نصّي ومن ثم تنزيلها على احد المواقع ووضع رابط تنزيل
وبذلك تتفادى طول الموضوع الذي يمنع الكثير من الدخول مع حصول الفائدة بتجميع اكثر ما يمكن من ديوان شاعرنا الكبير
ودمت بود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دمت متألقا
ولي ملاحظة صغيرة ارجو ان تعيرها اهتمامك
يمكنك ضغط الابيات الشعرية بعد جمعها وحفظها في ملف نصّي ومن ثم تنزيلها على احد المواقع ووضع رابط تنزيل
وبذلك تتفادى طول الموضوع الذي يمنع الكثير من الدخول مع حصول الفائدة بتجميع اكثر ما يمكن من ديوان شاعرنا الكبير
ودمت بود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العنيد-
- عدد المساهمات : 5434
العمر : 62
المكان : sousse
المهنه : Fonctionnaire
الهوايه : صدقا لا أعلم
نقاط تحت التجربة : 16519
تاريخ التسجيل : 26/03/2008
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
AMAL MASMOUDI-
- عدد المساهمات : 3540
العمر : 45
المكان : قفصة
الهوايه : النت
نقاط تحت التجربة : 16095
تاريخ التسجيل : 21/02/2008
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
إنه حقا لمن دواعي الشرف أن نقرأ من حين إلى آخر مواضيع قيمة على صفحات هذا المنتدى، مواضيع تعكس الجوانب النيرة من تاريخ وحاضر بلادنا، كما تعكس مدى نضج المتعاملين مع الشبكة المعلوماتية.
تحية تقدير يا زهرة الياسمين.
تحية تقدير يا زهرة الياسمين.
fatma9-
- عدد المساهمات : 16
العمر : 61
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 10315
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
تحدّر أبو القاسم الشابي من سلالة أحمد بن مخلوف الشابي (1400-1482م) وهو مؤسس الطريقة الشابية بالقيروان، ولقب الشابي هو نسبة لشابة المهدية مسقط رأس الجد المؤسس للعائلة. درس أبو مخلوف الشابي بجامع الزيتونة وكان ملازما لبن عروس مؤسس الزاوية التي أخذت إسمه، واختلف معه إلى حدّ القطيعة لأن بن عروس كان من الصوفية الملامتية والحال وأن أبو مخلوف كان من الصوفية السنية. عندها غادر أبو مخلوف الشابي مدينة تونس متوجها إلى إحدى قرى الساحل حيث لازم صحبة أحد شيوخ الزوايا ذات الطريقة التيجانية. ثم رحل إلى القيروان حيث أسس الطريقة الشابية وأسس زاوية تداول على المسك بمشيختها أبناؤه ومنهم الشيخ عرفة الشابي الذي استطاع أن يحول الطريقة إلى دولة انضمت لها القبائل المقيمة والمنتجعة بالوسط والجنوب الغربي والشمال الغربي للبلاد التونسية، لما عمت الفوضى بالبلاد التونسية في القرن السادس عشر نتيجة تدهور الدولة الحفصية. وقفت الدولة الشابية في وجه الغزاة الإسبان وهزمت جيش الحسن الذي دعمه الإسبان. ووقفت في وجه الغزاة العثمانيين وتمكنت من طرد الحامية التركية التي تمركزت بالقيروان في 1538. ولكن لما انتصر درغوث باشا بطرابلس قام أعيان القيروان بدعوته وسلموه مفتاح المدينة، وأمام هذه الخيانة لم يبقى أمام الشابيين إلا مغادرة البلاد خفية وتفرقوا في البلاد تحت حماية القبائل التي كانت تدعم دولتهم. بعضم قصد جبال ورغة بالكاف وهم الاجريين، وبعضهم قصد قفصة وهم الاجريين والعرافة، وبعضهم قصد توزر وهم العرافة والشابية، وأبو القاسم الشابي هو سليل هؤلاء.
fatma9-
- عدد المساهمات : 16
العمر : 61
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 10315
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رحمة الله عليه وغفر له الله وجعله في رياض الجنة
رحمة الله عليه وغفر له الله وجعله في رياض الجنة
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15118
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
abouimed كتب: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رحمة الله عليه وغفر له الله وجعله في رياض الجنة
رحمة الله عليه وغفر له الله وجعله في رياض الجنة
مشكور أخي أبو عماد
يزيد-
- عدد المساهمات : 9
العمر : 43
نقاط تحت التجربة : 10304
تاريخ التسجيل : 08/10/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
اراك, فتحلو لدى الحياة
و يملأ نفسى صباحُ الأمل
و تنمو بصدرى ورود عِذاب
و تحنو على قلبي المشتعل
فأعبُدُ فيك جمال السماء
ورقة ورد الربيع, الخضِل
و طهر الثلوج, و سحر المروج
و يملأ نفسى صباحُ الأمل
و تنمو بصدرى ورود عِذاب
و تحنو على قلبي المشتعل
فأعبُدُ فيك جمال السماء
ورقة ورد الربيع, الخضِل
و طهر الثلوج, و سحر المروج
عربيـة-
- عدد المساهمات : 209
العمر : 43
نقاط تحت التجربة : 10536
تاريخ التسجيل : 30/09/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
رحم الله شاعرنا .....الذي لا تكفيه كلمات و لا اشعار لنعبر عن شكرنا له و لكن لي ملاحظة لماذا الاعلام لا يهتم بشعرائنا و أدباءنا هل علينا ان تفكرهم الا في تاريخ وفاتهم لماذا لا يقع مثلا انتاج تلفزيوني تونسييييييييييييي تونسيييييييييييييي لمشاهيرنا او ندواة صحفية في الجامعات و المعاهد تعيد تاريخهم و توفي حقهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتصار-
- عدد المساهمات : 561
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 12366
تاريخ التسجيل : 28/07/2008
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
انتصار كتب:رحم الله شاعرنا .....الذي لا تكفيه كلمات و لا اشعار لنعبر عن شكرنا له و لكن لي ملاحظة لماذا الاعلام لا يهتم بشعرائنا و أدباءنا هل علينا ان تفكرهم الا في تاريخ وفاتهم لماذا لا يقع مثلا انتاج تلفزيوني تونسييييييييييييي تونسيييييييييييييي لمشاهيرنا او ندواة صحفية في الجامعات و المعاهد تعيد تاريخهم و توفي حقهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مرحبا اخت انتصار
صدقتي و الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عربيـة-
- عدد المساهمات : 209
العمر : 43
نقاط تحت التجربة : 10536
تاريخ التسجيل : 30/09/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
عربيـة كتب:انتصار كتب:رحم الله شاعرنا .....الذي لا تكفيه كلمات و لا اشعار لنعبر عن شكرنا له و لكن لي ملاحظة لماذا الاعلام لا يهتم بشعرائنا و أدباءنا هل علينا ان تفكرهم الا في تاريخ وفاتهم لماذا لا يقع مثلا انتاج تلفزيوني تونسييييييييييييي تونسيييييييييييييي لمشاهيرنا او ندواة صحفية في الجامعات و المعاهد تعيد تاريخهم و توفي حقهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مرحبا اخت انتصار
صدقتي و الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اهلا بالاخت عربية فرحت جداا لتواجدك معنااا
انتصار-
- عدد المساهمات : 561
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 12366
تاريخ التسجيل : 28/07/2008
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» ابو القاسم الشابي
» الشابي
» الإحتفال بمائوية ميلاد الشاعرابي القاسم الشابي1909ـ2009
» Penses à moi
» ما وراء الاعتداء على علاء الشابي
» الشابي
» الإحتفال بمائوية ميلاد الشاعرابي القاسم الشابي1909ـ2009
» Penses à moi
» ما وراء الاعتداء على علاء الشابي
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى