أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
+8
عربيـة
يزيد
abouimed
fatma9
AMAL MASMOUDI
العنيد
نور الايمان
زهرة الياسمين
12 مشترك
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
بسم الله الرحمان الرحيم
لتونس أن تفخر بشعرائها الذين مروا و الذين مازالو يقدمون للشعر التونسي أجمل القصائ
و لعل أبو القاسم الشابي هو أبرز ما أنجبته بلادنا و العالم العربي ككل
لذلك في هذا المنتدى علينا أن نعرف بهذا الشاعر الكبير و نتغنى بأجمل قصائده
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حيات
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام
1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في مدينة توزر في تونس .
قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بمختلف المدن التونسية
حيث تمتع السابي بجمالها الطبيعي الخلاب، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا
في سليانة ثم في قفصة في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال
تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ
1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ
محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه
البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ
– أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم
يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من
أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة
والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان
هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس
ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة
الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات
الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان
الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد
الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا
اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي.
والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة اعرق الجامعات
العربية أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة
إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي
للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير
طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة
الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته
الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر
ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب
الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة
والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً
وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها
التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها
أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط
بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها
بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في
حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من
نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم
النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس
بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر
ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب
الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون
مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا
قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على
حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة
الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن
دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب
مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة
اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما
يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في
الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث
على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي
الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة
الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ.
قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد
الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من
الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة
إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر
تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها
متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي
إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن
هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في
آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر
الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه (حامة توزر)
طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة
والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر
الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد
فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له
الأطباء بأن يذهب إلى أريانة وكان ذلك في أيلول واريانة ضاحية تقع على نحو
خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء.
ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول
وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في
العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام
ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934
فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب
سنة 1353هـ.
تمثال للشابي نحت على الصخر في توزر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد
نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة
ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية
عام 1365هـ. و يعبر الشابي أجمل تعبير عن انوار تونس و المغرب العربي التي
إستفادت منها بلاد المشرق كما هي الحال مع ابن خلدون و الحصري القيرواني و
ابن رشيق و غيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة المغاربية او
مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب و
الشرق و الذي ظل مدافعا عن الثغور و لم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول
الشابي.
لتونس أن تفخر بشعرائها الذين مروا و الذين مازالو يقدمون للشعر التونسي أجمل القصائ
و لعل أبو القاسم الشابي هو أبرز ما أنجبته بلادنا و العالم العربي ككل
لذلك في هذا المنتدى علينا أن نعرف بهذا الشاعر الكبير و نتغنى بأجمل قصائده
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حيات
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام
1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في مدينة توزر في تونس .
قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بمختلف المدن التونسية
حيث تمتع السابي بجمالها الطبيعي الخلاب، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا
في سليانة ثم في قفصة في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال
تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ
1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ
محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه
البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ
– أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم
يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من
أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة
والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان
هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس
ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة
الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات
الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان
الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد
الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا
اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي.
والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة اعرق الجامعات
العربية أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة
إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي
للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير
طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة
الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته
الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر
ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب
الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة
والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً
وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها
التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها
أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط
بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها
بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في
حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من
نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم
النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس
بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر
ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب
الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون
مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا
قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على
حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة
الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن
دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب
مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة
اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما
يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في
الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث
على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي
الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة
الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ.
قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد
الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من
الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة
إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر
تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها
متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي
إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن
هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في
آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر
الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه (حامة توزر)
طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة
والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر
الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد
فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له
الأطباء بأن يذهب إلى أريانة وكان ذلك في أيلول واريانة ضاحية تقع على نحو
خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء.
ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول
وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في
العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام
ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934
فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب
سنة 1353هـ.
تمثال للشابي نحت على الصخر في توزر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد
نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة
ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية
عام 1365هـ. و يعبر الشابي أجمل تعبير عن انوار تونس و المغرب العربي التي
إستفادت منها بلاد المشرق كما هي الحال مع ابن خلدون و الحصري القيرواني و
ابن رشيق و غيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة المغاربية او
مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب و
الشرق و الذي ظل مدافعا عن الثغور و لم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول
الشابي.
عدل سابقا من قبل Ulead file في السبت 23 يناير - 21:23 عدل 2 مرات
زهرة الياسمين-
- عدد المساهمات : 586
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13357
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
أراك, فتخفق أعصاب قلبي
و تهتزُ مثل اهتزاز الوتر
و يجرى عليها الهوى, فى حُنُوٍ
أنامل,لُدناً, كرطب الزهر
فتخطو أناشيد قلبي,سكرَى
تغردُ, تحت ظلال القمر
و تملأني نشوة, لا تُحَد
كأنى أصبحتُ فوق البشر
أوَدُ بروحى عناق الوجودِ
بما فيه من أنفُسٍ , او شجر
و تهتزُ مثل اهتزاز الوتر
و يجرى عليها الهوى, فى حُنُوٍ
أنامل,لُدناً, كرطب الزهر
فتخطو أناشيد قلبي,سكرَى
تغردُ, تحت ظلال القمر
و تملأني نشوة, لا تُحَد
كأنى أصبحتُ فوق البشر
أوَدُ بروحى عناق الوجودِ
بما فيه من أنفُسٍ , او شجر
صباح الخير-
- عدد المساهمات : 144
العمر : 43
نقاط تحت التجربة : 10737
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
زهرة الياسمين كتب:بسم الله الرحمان الرحيم
لتونس أن تفخر بشعرائها الذين مروا و الذين مازالو يقدمون للشعر التونسي أجمل القصائ
و لعل أبو القاسم الشابي هو أبرز ما أنجبته بلادنا و العالم العربي ككل
لذلك في هذا المنتدى علينا أن نعرف بهذا الشاعر الكبير و نتغنى بأجمل قصائده
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حيات
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام
1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في مدينة توزر في تونس .
قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بمختلف المدن التونسية
حيث تمتع السابي بجمالها الطبيعي الخلاب، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا
في سليانة ثم في قفصة في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال
تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ
1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ
محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه
البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ
– أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم
يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من
أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة
والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان
هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس
ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة
الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات
الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان
الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد
الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا
اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي.
والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة اعرق الجامعات
العربية أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة
إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي
للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير
طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة
الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته
الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر
ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب
الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة
والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً
وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها
التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها
أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط
بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها
بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في
حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من
نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم
النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس
بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر
ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب
الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون
مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا
قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على
حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة
الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن
دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب
مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة
اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما
يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في
الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث
على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي
الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة
الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ.
قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد
الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من
الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة
إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر
تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها
متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي
إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن
هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في
آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر
الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه (حامة توزر)
طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة
والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر
الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد
فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له
الأطباء بأن يذهب إلى أريانة وكان ذلك في أيلول واريانة ضاحية تقع على نحو
خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء.
ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول
وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في
العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام
ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934
فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب
سنة 1353هـ.
تمثال للشابي نحت على الصخر في توزر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد
نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة
ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية
عام 1365هـ. و يعبر الشابي أجمل تعبير عن انوار تونس و المغرب العربي التي
إستفادت منها بلاد المشرق كما هي الحال مع ابن خلدون و الحصري القيرواني و
ابن رشيق و غيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة المغاربية او
مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب و
الشرق و الذي ظل مدافعا عن الثغور و لم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول
الشابي.
تحيتي لزهرة الياسمين على هذه المبادرة
سلام سلام-
- عدد المساهمات : 44
العمر : 61
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 10408
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
fatma9 كتب:تحدّر أبو القاسم الشابي من سلالة أحمد بن مخلوف الشابي (1400-1482م) وهو مؤسس الطريقة الشابية بالقيروان، ولقب الشابي هو نسبة لشابة المهدية مسقط رأس الجد المؤسس للعائلة. درس أبو مخلوف الشابي بجامع الزيتونة وكان ملازما لبن عروس مؤسس الزاوية التي أخذت إسمه، واختلف معه إلى حدّ القطيعة لأن بن عروس كان من الصوفية الملامتية والحال وأن أبو مخلوف كان من الصوفية السنية. عندها غادر أبو مخلوف الشابي مدينة تونس متوجها إلى إحدى قرى الساحل حيث لازم صحبة أحد شيوخ الزوايا ذات الطريقة التيجانية. ثم رحل إلى القيروان حيث أسس الطريقة الشابية وأسس زاوية تداول على المسك بمشيختها أبناؤه ومنهم الشيخ عرفة الشابي الذي استطاع أن يحول الطريقة إلى دولة انضمت لها القبائل المقيمة والمنتجعة بالوسط والجنوب الغربي والشمال الغربي للبلاد التونسية، لما عمت الفوضى بالبلاد التونسية في القرن السادس عشر نتيجة تدهور الدولة الحفصية. وقفت الدولة الشابية في وجه الغزاة الإسبان وهزمت جيش الحسن الذي دعمه الإسبان. ووقفت في وجه الغزاة العثمانيين وتمكنت من طرد الحامية التركية التي تمركزت بالقيروان في 1538. ولكن لما انتصر درغوث باشا بطرابلس قام أعيان القيروان بدعوته وسلموه مفتاح المدينة، وأمام هذه الخيانة لم يبقى أمام الشابيين إلا مغادرة البلاد خفية وتفرقوا في البلاد تحت حماية القبائل التي كانت تدعم دولتهم. بعضم قصد جبال ورغة بالكاف وهم الاجريين، وبعضهم قصد قفصة وهم الاجريين والعرافة، وبعضهم قصد توزر وهم العرافة والشابية، وأبو القاسم الشابي هو سليل هؤلاء.
تقديري لفاطمة على هذه الإضافة القيّمة
سلام سلام-
- عدد المساهمات : 44
العمر : 61
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 10408
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: أجمل قصائد أبو القاسم الشابي
شكرا على اهتمامكم باديب يستحق كل الاكبار
عبد الوهاب-
- عدد المساهمات : 6
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 10280
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» ابو القاسم الشابي
» الشابي
» الإحتفال بمائوية ميلاد الشاعرابي القاسم الشابي1909ـ2009
» Penses à moi
» ما وراء الاعتداء على علاء الشابي
» الشابي
» الإحتفال بمائوية ميلاد الشاعرابي القاسم الشابي1909ـ2009
» Penses à moi
» ما وراء الاعتداء على علاء الشابي
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى