من يملك الحقيقة ؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من يملك الحقيقة ؟
يحكى أنه في سالف الأزمان ، حيث كان الناس غير ما هم الآن ، كان هناك قوم
جهلة يسجدون للأوثان ، الحلال و الحرام عندهم سِيان ، و يعيثون في الأرض
فسادا بلا حسبان ، حتى عمّ شرهم البشر و الشجر و الحيوان ، و كأنهم حبسوا
أنفسهم على الظلم و الطغيان .
وكان فيهم رجل صالح يُسدي فيهم النصح
لكل إنسان ، لا يكلّ و لا يملّ عن الدعوة إلى الخير و الصّدِّ عن الشر
فيهم في كل آن ، يدعو قوم الفساد إلى التوبة و الصلاح علّهم يفوزوا
بالجنان ، و يحذرهم من مغبة الإصرار على الشر علّهم ينجوا من النيران .
...
وهكذا مكث الصالح منارا للنجاة في قومه عدة سنين ، و هذا لعمري هو دأب كل
المرسلين ، و كذلك من تبعهم من الصالحين إلى يوم الدين ...
...
وكذلك قيل بأن حِلم الصالحين يزيد بقدر ما يزيد جهل الجاهلين ، شعارهم
الصبر على الأذى و الدعاء للقوم بالهداية بقلب سليم ، بكيد الأعداء و
مكرهم هم غير آبهين ، متيقنين أن عند الله مكرهم و الله هو خير الماكرين
..؛ و احفظ الله يحفظك فإنه خير الحافظين .
ولكن كلمة الله تعالى
سبقت في العالمين ، أنْ لو أراد ربك لهدى الناس أجمعين ..؛ فقد رأى الصالح
أن قومه غير مُبالين ، هم لكلمة الحق أشد الكارهين و لكلمة الشر أشد
المحبين ، و الأبناء منهم و الحفدة لآبائهم خير الوارثين ، كأنك ربي طبعت
على قلوبهم فقد عميت بصيرتهم إلى يوم الدين .
رفع الصالح أكف
الضراعة إلى الله رب العالمين : رب إن القوم كذبوا مقالتي و هم لها أشد
المنكرين ، رب كافئهم بما هم أهل له إنهم من الظالمين ، عذبهم إن شئت أو
ارحمهم فإنك أرحم الراحمين ، رب و احفظ من اتبع سبيلك من المؤمنين ، رب و
لا تخزنا يوم الدين ، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم .
أصبح القوم يومًا ..، فساء صباح المنذرين ، أصبحوا على غير
ما افترقوا عليه إلى أسِرَّتِهم نائمين ، أصبحوا بذيول تتدلى من أعجازهم
فهم من المقبوحين ، كتب الله عليهم العقاب فجعلهم من الممسوخين ، و كذلك
يفعل ربك بالقوم المجرمين .
ونجا الصالح بصلاحه من هذا الخِزي
المهين ، و كذلك أبناؤه و حفدته ببركة صلاحه و ما أجهد نفسه فيهم بالتربية
و التعليم ؛ فبقيت صورهم جميلة من المسخ محفوظين ، و كذلك عندما يحفظ ربك
عباده المؤمنين .
ألِف القوم ما أصبحت عليه أجسادهم القبيحة ، و
أصبح للجمال عندهم المقاييس الحديثة الصحيحة : السوي عندهم من له ذيل
يتدلى ، ومن شذ عن ذلك فقد زاغ و تولى .
فكذلك أصبح أبناء الصالح
أغرابا في البلدة ، صورهم الآدمية خالفت في القوم السُّنة . يقولون عنهم
مستهزئين ساخرين : ويحهم !.. ما أقبح صورهم !.. ألا يرون أنهم علينا معرة
و مذلة ؟!..
واستمر الحال في عين القوم على هذه الشاكلة ؛ صورة
المسخ أجمل مزية ، و صورة الآدمي أقبح رزية . فاستحكمت العادة الجديدة و
أصبحت هي القاعدة الحقيقية . و هكذا عاش أبناء الصالح بصلاحهم و جمالهم
وسط القوم في شقاوة ، الحرب عليهم قائمة لا تهدأ أبدا حكموا عليهم
بالعداوة ، و القوم بفسادهم و قبحهم في سعادة ، يتيهون في الناس بذيولهم
في أنفة و عجرفة .
فسبحان الله ... من يملك حقيقة الجمال ؟ الرجل الصالح أم قومه الفجار ؟..
... ويا أيها العقلاء النبهاء !.. بالله عليكم أفتوني : أي الفريقين يحمل حقيقة الجمال ؟
...
أو أفتوني : من يملك الحقيقة ؟ ألوط الذي دعى إلى الطهر والحفاظ على
الفطرة أم قومه الذين عيروه بالطهر وخالفوا في الناس الفطرة ؟
... بل أفتوني : إلى ما نحتكم لمعرفة المقاييس الحقيقية ؟ أللكتاب الحق أم للعادة الجارية ؟
جهلة يسجدون للأوثان ، الحلال و الحرام عندهم سِيان ، و يعيثون في الأرض
فسادا بلا حسبان ، حتى عمّ شرهم البشر و الشجر و الحيوان ، و كأنهم حبسوا
أنفسهم على الظلم و الطغيان .
وكان فيهم رجل صالح يُسدي فيهم النصح
لكل إنسان ، لا يكلّ و لا يملّ عن الدعوة إلى الخير و الصّدِّ عن الشر
فيهم في كل آن ، يدعو قوم الفساد إلى التوبة و الصلاح علّهم يفوزوا
بالجنان ، و يحذرهم من مغبة الإصرار على الشر علّهم ينجوا من النيران .
...
وهكذا مكث الصالح منارا للنجاة في قومه عدة سنين ، و هذا لعمري هو دأب كل
المرسلين ، و كذلك من تبعهم من الصالحين إلى يوم الدين ...
...
وكذلك قيل بأن حِلم الصالحين يزيد بقدر ما يزيد جهل الجاهلين ، شعارهم
الصبر على الأذى و الدعاء للقوم بالهداية بقلب سليم ، بكيد الأعداء و
مكرهم هم غير آبهين ، متيقنين أن عند الله مكرهم و الله هو خير الماكرين
..؛ و احفظ الله يحفظك فإنه خير الحافظين .
ولكن كلمة الله تعالى
سبقت في العالمين ، أنْ لو أراد ربك لهدى الناس أجمعين ..؛ فقد رأى الصالح
أن قومه غير مُبالين ، هم لكلمة الحق أشد الكارهين و لكلمة الشر أشد
المحبين ، و الأبناء منهم و الحفدة لآبائهم خير الوارثين ، كأنك ربي طبعت
على قلوبهم فقد عميت بصيرتهم إلى يوم الدين .
رفع الصالح أكف
الضراعة إلى الله رب العالمين : رب إن القوم كذبوا مقالتي و هم لها أشد
المنكرين ، رب كافئهم بما هم أهل له إنهم من الظالمين ، عذبهم إن شئت أو
ارحمهم فإنك أرحم الراحمين ، رب و احفظ من اتبع سبيلك من المؤمنين ، رب و
لا تخزنا يوم الدين ، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم .
أصبح القوم يومًا ..، فساء صباح المنذرين ، أصبحوا على غير
ما افترقوا عليه إلى أسِرَّتِهم نائمين ، أصبحوا بذيول تتدلى من أعجازهم
فهم من المقبوحين ، كتب الله عليهم العقاب فجعلهم من الممسوخين ، و كذلك
يفعل ربك بالقوم المجرمين .
ونجا الصالح بصلاحه من هذا الخِزي
المهين ، و كذلك أبناؤه و حفدته ببركة صلاحه و ما أجهد نفسه فيهم بالتربية
و التعليم ؛ فبقيت صورهم جميلة من المسخ محفوظين ، و كذلك عندما يحفظ ربك
عباده المؤمنين .
ألِف القوم ما أصبحت عليه أجسادهم القبيحة ، و
أصبح للجمال عندهم المقاييس الحديثة الصحيحة : السوي عندهم من له ذيل
يتدلى ، ومن شذ عن ذلك فقد زاغ و تولى .
فكذلك أصبح أبناء الصالح
أغرابا في البلدة ، صورهم الآدمية خالفت في القوم السُّنة . يقولون عنهم
مستهزئين ساخرين : ويحهم !.. ما أقبح صورهم !.. ألا يرون أنهم علينا معرة
و مذلة ؟!..
واستمر الحال في عين القوم على هذه الشاكلة ؛ صورة
المسخ أجمل مزية ، و صورة الآدمي أقبح رزية . فاستحكمت العادة الجديدة و
أصبحت هي القاعدة الحقيقية . و هكذا عاش أبناء الصالح بصلاحهم و جمالهم
وسط القوم في شقاوة ، الحرب عليهم قائمة لا تهدأ أبدا حكموا عليهم
بالعداوة ، و القوم بفسادهم و قبحهم في سعادة ، يتيهون في الناس بذيولهم
في أنفة و عجرفة .
فسبحان الله ... من يملك حقيقة الجمال ؟ الرجل الصالح أم قومه الفجار ؟..
... ويا أيها العقلاء النبهاء !.. بالله عليكم أفتوني : أي الفريقين يحمل حقيقة الجمال ؟
...
أو أفتوني : من يملك الحقيقة ؟ ألوط الذي دعى إلى الطهر والحفاظ على
الفطرة أم قومه الذين عيروه بالطهر وخالفوا في الناس الفطرة ؟
... بل أفتوني : إلى ما نحتكم لمعرفة المقاييس الحقيقية ؟ أللكتاب الحق أم للعادة الجارية ؟
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16430
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: من يملك الحقيقة ؟
موضوع معبّر جدّا وهو محور الإشكال القائم دائما بين البشرية لانها جرت سنة الله في خلقه أن يفرح كلّ حزب بما لديه ووسط الأرض حيث يقف كل منّا لكن منّ الله على بعض عباده أن تخلصوا من عبادة عقولهم والسجود لأنفسهم وبدلوا اختيارهم باختيار الله اشترى منهم خالقهم أنفسهم بأن لهم الجنة فباعوا ويا لها من صفقة رابحة ولا عصمة الا في العلم والعمل به فلا عبادة تنجي ولا كرامة ما لم تكن تنقاد الى العلم علم أهل الله عندنا نحن علماء السنّة على اختلافهم فهم الحصن الحصين والمورد المعين لطالب النجاة والفوز المبين
هايل ياسر موضوعك يا سي اسماعيل آما خسارة اللي مكتوبلهم ها الموضوع ماهمش باش يقراوه يعني كيمن يحرث في البحر على كل حال هذيك هي الدنيا ضاحك ومضحوك عليه وراد ومردود عليه كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
هايل ياسر موضوعك يا سي اسماعيل آما خسارة اللي مكتوبلهم ها الموضوع ماهمش باش يقراوه يعني كيمن يحرث في البحر على كل حال هذيك هي الدنيا ضاحك ومضحوك عليه وراد ومردود عليه كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ابومحمد-
- عدد المساهمات : 1400
نقاط تحت التجربة : 13602
تاريخ التسجيل : 01/02/2008
رد: من يملك الحقيقة ؟
تسلم ايدك جزاك الله خير الجزاء وسلمت يداك
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
nourgafsa-
- عدد المساهمات : 1037
نقاط تحت التجربة : 13138
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
رد: من يملك الحقيقة ؟
قصة هذا الرجل الصالح في قومة تكاد تكون واقعا مفروضا في كل زمان ومكان
ولكن حكمة الله اقتضت هذا الخلاف ولذلك خلقهم.
ولعلّك تجد أبناء العقيدة الواحدة لا يختلفون في التحكيم ولكن يختلفون في التأويل وهذا ما تعانيه الأمّة من تشرذم وانتصار كل فرقة لمذهبها فكل يغني لليلاه وكل يدّعي الفهم السليم.
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12133
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
مواضيع مماثلة
» من يملك الحقيقة؟
» من يملك الحقيقة ؟ (سبق نشره)
» هل يوجد مخالفات شرعية في هذا الفيدوي النادر؟
» هذة هي الحقيقة ان شئت؟؟؟................بالصور
» لكل من يملك ايميل hotmail...هام جدا جدا
» من يملك الحقيقة ؟ (سبق نشره)
» هل يوجد مخالفات شرعية في هذا الفيدوي النادر؟
» هذة هي الحقيقة ان شئت؟؟؟................بالصور
» لكل من يملك ايميل hotmail...هام جدا جدا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى