الانتخابات البلدية والأحكام المسبقة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الانتخابات البلدية والأحكام المسبقة
الانتخابات البلدية والأحكام المسبقة
تونس - الحرية - حديث السبت
تعيش بلادنا بكلّ مكوّنات المجتمع على وقع الاستعدادات لخوض الانتخابات البلدية التي تكتسي أهمية خاصّة بالنسبة للمواطن الذي سيختار المجلس الذي سيسهر على تقديم الخدمات الأساسية التي يحتاجها في حياته اليومية. ولقد كان هذا المجلس محلّ اهتمام منذ القديم، ولعلّ العديد من القرّاء ذكرون قصيدة الشاعر بيرم التونسي في المجلس البلدي، وهي قصيدة نذكرها فقط للدلالة على لاقة المواطن بهذه الهيئة المنتخبة ذلك أنّ مجالسنا اليوم لا ينطبق عليها ما ورد في القصيدة المذكورة التي كتبت في مجالس كانت تعمل تحت الاستعمار ولا تراعي أيّ مصلحة من مصالح أهل البلد. ولعلّ من أبرز مظاهر هذا الاستعداد تلك الحركية التي عاشتها الأحزاب الراغبة في الترشّح وفي مقدّمتها التجمع الدستوري الديمقراطي، حزب الأغلبية الذي عاشت قواعده مرّة أخرى تجربة الانتخابات الداخلية لاختيار ثلثي المرشّحين، وهي تجربة أذن بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس التجمع تمكين القواعد من الاختيار الحر والمسؤول. وقد عرفت أحزاب المعارضة هي الأخرى عدّة أشكال أخرى من الديناميكية لاختيار القائمات التي رشّحتها في عدد لا بأس به من البلديات. إلاّ أنّ ما يغيظ وما يدعو للاستغراب في ظلّ ما سبق ذكره من مظاهر النشاط السياسي والحراك المطلوب في مثل هذه المناسبات، ما طلعت به علينا بعض الصحف التي تنتسب لتنظيمات اختارت عدم مشاركة التونسيين والتونسيات في هذا الحدث الهام وانبرت تشكّك في العملية المذكورة قبل وقوعها من منطلق حتراف الرفض، والادّعاء بالباطل والرجم بالغيب، وإلاّ ما معنى القول بفشل الانتخابات قبل حدوثها، أي منطق يقبل القول بأنّ نتائجها محدّدة مسبقا إلاّ منطق المنهزم الذي خيّر الانسحاب لكي لا نفضح فتبرز عوراته للناس، وقد كان الأجدر أن يعمل هؤلاء الذين احترفوا «الاعتراض» وليس المعارضة لترضية جهات لا يروق لها أن تنجح العمليات السياسية في بلادنا دون وصاية منها أو من الهيئات التي تتوسّل بها مطية للتدخّل في سياسات الدول المستقلّة وذات السيادة. إنّ الأطبّاء النفسيين يفهمون سلوك الأفراد الناتج عن الفشل الدائم والذي يتحوّل لدى البعض كراهية وبغضاء تتسلّط على الناجحين، كما يعرّف علماء الاجتماع أنّ بعض الجماعات البشرية تختنق داخل الشرنقة التي صنعتها أوهامها، عندما نغلق على نفسها إلى درجة العناد، والرفض لمجرّد الرفض من منطلق «معيز ولو طاروا». هذه الجماعات التي تتشكّل في أحزاب مغلقة أو مجموعات سرّية تخاف الهواء النقي وتهاب ريح التغيير والحرية فيتحوّل نجاح الاخرين إلى كابوس يؤرّقها لأنّه يعرّي فشلها، وعليه سرعان ما ينسى هؤلاء عوراتهم وينطلقون في محاولة يائسة للتقليل من نجاح الغير. لكن القطار يتقدّم رغم النباح
تونس - الحرية - حديث السبت
تعيش بلادنا بكلّ مكوّنات المجتمع على وقع الاستعدادات لخوض الانتخابات البلدية التي تكتسي أهمية خاصّة بالنسبة للمواطن الذي سيختار المجلس الذي سيسهر على تقديم الخدمات الأساسية التي يحتاجها في حياته اليومية. ولقد كان هذا المجلس محلّ اهتمام منذ القديم، ولعلّ العديد من القرّاء ذكرون قصيدة الشاعر بيرم التونسي في المجلس البلدي، وهي قصيدة نذكرها فقط للدلالة على لاقة المواطن بهذه الهيئة المنتخبة ذلك أنّ مجالسنا اليوم لا ينطبق عليها ما ورد في القصيدة المذكورة التي كتبت في مجالس كانت تعمل تحت الاستعمار ولا تراعي أيّ مصلحة من مصالح أهل البلد. ولعلّ من أبرز مظاهر هذا الاستعداد تلك الحركية التي عاشتها الأحزاب الراغبة في الترشّح وفي مقدّمتها التجمع الدستوري الديمقراطي، حزب الأغلبية الذي عاشت قواعده مرّة أخرى تجربة الانتخابات الداخلية لاختيار ثلثي المرشّحين، وهي تجربة أذن بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس التجمع تمكين القواعد من الاختيار الحر والمسؤول. وقد عرفت أحزاب المعارضة هي الأخرى عدّة أشكال أخرى من الديناميكية لاختيار القائمات التي رشّحتها في عدد لا بأس به من البلديات. إلاّ أنّ ما يغيظ وما يدعو للاستغراب في ظلّ ما سبق ذكره من مظاهر النشاط السياسي والحراك المطلوب في مثل هذه المناسبات، ما طلعت به علينا بعض الصحف التي تنتسب لتنظيمات اختارت عدم مشاركة التونسيين والتونسيات في هذا الحدث الهام وانبرت تشكّك في العملية المذكورة قبل وقوعها من منطلق حتراف الرفض، والادّعاء بالباطل والرجم بالغيب، وإلاّ ما معنى القول بفشل الانتخابات قبل حدوثها، أي منطق يقبل القول بأنّ نتائجها محدّدة مسبقا إلاّ منطق المنهزم الذي خيّر الانسحاب لكي لا نفضح فتبرز عوراته للناس، وقد كان الأجدر أن يعمل هؤلاء الذين احترفوا «الاعتراض» وليس المعارضة لترضية جهات لا يروق لها أن تنجح العمليات السياسية في بلادنا دون وصاية منها أو من الهيئات التي تتوسّل بها مطية للتدخّل في سياسات الدول المستقلّة وذات السيادة. إنّ الأطبّاء النفسيين يفهمون سلوك الأفراد الناتج عن الفشل الدائم والذي يتحوّل لدى البعض كراهية وبغضاء تتسلّط على الناجحين، كما يعرّف علماء الاجتماع أنّ بعض الجماعات البشرية تختنق داخل الشرنقة التي صنعتها أوهامها، عندما نغلق على نفسها إلى درجة العناد، والرفض لمجرّد الرفض من منطلق «معيز ولو طاروا». هذه الجماعات التي تتشكّل في أحزاب مغلقة أو مجموعات سرّية تخاف الهواء النقي وتهاب ريح التغيير والحرية فيتحوّل نجاح الاخرين إلى كابوس يؤرّقها لأنّه يعرّي فشلها، وعليه سرعان ما ينسى هؤلاء عوراتهم وينطلقون في محاولة يائسة للتقليل من نجاح الغير. لكن القطار يتقدّم رغم النباح
بوعلام-
- عدد المساهمات : 208
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 11746
تاريخ التسجيل : 03/02/2009
رد: الانتخابات البلدية والأحكام المسبقة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15152
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: الانتخابات البلدية والأحكام المسبقة
Tramway Tunis_Belvedere.
1930
1930
بوعلام-
- عدد المساهمات : 208
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 11746
تاريخ التسجيل : 03/02/2009
مواضيع مماثلة
» حول المشاركة في الانتخابات التونسية
» متابعة إنجاز المشاريع البلدية
» سؤالنا الانتخابات الرئاسية
» شاب يسكب على نفسه البنزين ويحترق داخل مقر البلدية
» تحالف الفلول والفاسدين والفاشلين في الانتخابات
» متابعة إنجاز المشاريع البلدية
» سؤالنا الانتخابات الرئاسية
» شاب يسكب على نفسه البنزين ويحترق داخل مقر البلدية
» تحالف الفلول والفاسدين والفاشلين في الانتخابات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى